رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
الحسيب
الحسيب في اللغة هو المكافىء والاكتفاء
.والمحاسب والشريف الذي له صفات الكمال ،
والله الحسيب بمعنى الذي يحاسب عباده على أعمالهم ،
والذي منه كفاية العباده وعليه الاعتماد ،
وهو الشرف الذي له صفات الكمال والجلال والجمال .
ومن كان له الله حسيبا كفاه الله ،
ومن عرف أن الله تعالى يحاسبه فإن نفسه تحاسبه قبل أن يحاسب
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
الجليل
الجليل هو الله ،
بمعنى الغنى والملك والتقدس والعلم والقدرة والعزة والنزاهة ،
إن صفات الحق أقسام صفات جلال
وهى
العظمة والعزة والكبرياء والتقديس وكلها ترجع إلى الجليل ،
وصفات جمال : وهى اللطف والكرم والحنان والعفو والإحسان وكلها ترجع إلى الجميل ،
وصفات كمال : وهى الأوصاف التي لا تصل إليها العقول والأرواح مثل القدوس ،
وصفات ظاهرها جمال وباطنها جلال مثل المعطى ،
وصفات ظاهرها جلال وباطنها جمال مثل الضار ،
والجليل من العباد هو من حسنت صفاته الباطنة أما جمال الظاهر فأقل قدرا
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
الكريم
الكريم في اللغة هو الشيء الحسن النفيس ،
وهو أيضا السخي التفاح ،
والفرق بين الكريم والسخي أن الكريم هو كثير الإحسان بدون طلب ،
والسخي هو المعطى عند السؤال ،
والله سمي الكريم وليس السخي فهو الذي لا يحوجك إلى سؤال ،
ولا يبالى من أعطى ،
وقيل هو الذي يعطى ما يشاء لمن يشاء وكيف يشاء بغير سؤال ،
ويعفو عن السيئات ويخفى العيوب ويكافىء بالثواب الجزيل العمل القليل
وكرم الله واسع حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة ،
وآخر أهل النار خروجا منها ،
رجلا يؤتى فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه ،
فيقال عملت يوم كذا ..كذا وكذا ، وعملت يوم كذا..كذا وكذا
فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر ،
وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه ،
فيقال له :فإن لك مكان كل سيئة حسنة،
فيقول : رب قد عملت أشياء ما أراها هنا
وضحك الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
الرقيب
الرقيب في اللغة هو المنتظر والراصد،
والرقيب هو الله الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء
ويقال للملك الذي يكتب أعمال العباد ( رقيب )
وقال تعالى
( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ،
الله الرقيب الذي يرى أحوال العباد ويعلم أقوالهم
ويحصى أعمالهم ، يحيط بمكنونات سرائرهم ،
والحديث النبوي يقول
( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )
وحظ العبد من الاسم أن يراقب نفسه وحسه
وأن يجعل عمله خالص لربه بنية طاهرة
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
المجيب
المجيب في اللغة لها معنيان
الأول الإجابة ، والثاني أعطاء السائل مطلوبة ،
وفى حق الله تعالى المجيب هو مقابلة دعاء الداعين بالاستجابة ،
وضرورة المضطرين بالكفاية ، المنعم قبل النداء
، ربما ضيق الحال على العباد ابتلاء رفعا لدرجاتهم بصبرهم وشكرهم في السراء والضراء ،
والرسول عليه الصلاة والسلام قال
( أدع الله وأنتم موقنون من الإجابة)
وقد ورد أن اثنين سئلا الله حاجة وكان الله يحب أحدهما
ويكره الآخر فأوحى الله لملائكته أن يقضى حاجة البغيض مسرعا
حتى يكف عن الدعاء ،
لأن الله يبغض سماع صوته ،
وتوقف عن حاجة فلان لأني أحب أن أسمع صوته
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
الحـق
الحق هو الله ، هو الموجود حقيقة ،
موجود على وجه لا يقبل العدم ولا يتغير
، والكل منه واليه ،
فالعبد إن كان موجودا فهو موجود بالله
، لا بذات العبد ،
فالعبد وإن كان حقا ليس بنفسه بل هو حق بالله ،
وهو بذاته باطل لولا إيجاد الله له ،
ولا وجود للوجود إلا به ،
وكل شيء هالك إلا وجه الله الكريم ،
الله الثابت الذي لا يزول ،
المتحقق وجوده أزلا ًوأبدا وتطلق كلمة الحق أيضا على
القرآن ..والعدل ..والإسلام .. والصدق ،
ووصف الحق لا يتحلى به أحد من الخلق إلا على سبيل الصفة المؤقتة ،
وسيزول كل ملك ظاهر وباطن بزوال الدنيا ويبقى ملك المولى الحق وحده
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
الوكيل
تقول اللغة أن الوكيل هو الموكول إليه أمور ومصالح غيره ،
الحق من أسماء الله تعالى تفيض بالأنوار
، فهو الكافي لكل من توكل عليه ،
القائم بشئون عباده ،
فمن توكل عليه تولاه وكفاه ،
ومن استغنى به أغناه وأرضاه .
والدين كله على أمرين ،
أن يكون العبد على الحق في قوله وعمله ونيته
، وأن يكون متوكلا على الله واثقا به ،
فالدين كله في هذين المقامين ،
فالعبد آفته إما بسبب عدم الهداية وإما من عدم التوكل ،
فإذا جمع الهداية إلى التوكل فقد جمع الإيمان كله
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
القوي المتين
هذان الاسمان بينهما مشاركة في أصل المعنى ،
القوة تدل على القدرة التامة ،
والمتانة تدل على شدة القوة والله القوى صاحب القدرة التامة البالغة الكمال
،والله المتين شديد القوة والقدرة
والله متم قدره وبالغ أمره واللائق بالإنسان أن لا يغتر بقوته ،
بل هو مطالب أن يظهر ضعفه أمام ربه ،
كما كان يفعل عمر الفاروق حين يدعو ربه فيقول
( اللهم كبرت سني وضعفت قوتي )
لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله ،
هو ذو القوة أي صاحبها وواهبها ،
وهذا لا يتعارض مع حق الله
أن يكون عباده أقوياء بالحق وفي الحق وبالحق
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
الولـي
الولي في اللغة هو الحليف والقيم بالأمر ،
والقريب و الناصر والمحب ،
والولي أولا : بمعنى المتولي للأمر كولي اليتيم ،
وثانيا : بمعنى الناصر ، والناصر للخلق في الحقيقة هو الله تبارك وتعالى ،
ثالثا : بمعنى المحب وقال تعالى ( الله ولى الذين آمنوا )
أي يحبهم ،
رابعا : بمعنى الوالي أي المجالس
وموالاة الله للعبد محبته له ،
والله هو المتولي أمر عباده بالحفظ والتدبير ،
ينصر أولياءه ،
ويقهر أعدائه ،
يتخذه المؤمن وليا فيتولاه بعنايته ،
ويحفظه برعايته ،
ويختصه برحمته
وحظ العبد من اسم الولي أن يجتهد في تحقيق الولاية من جانبه ،
وذلك لا يتم إلا بالإعراض عن غير الله تعالى ،
والإقبال كلية على نور الحق سبحانه وتعالى
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
الحميد
الحميد لغويا هو المستحق للحمد والثناء ،
والله تعالى هو الحميد ،
بحمده نفسه أزلا ،
وبحمده عباده له أبدا ،
الذي يوفقك بالخيرات ويحمدك عليها ،
ويمحو عنك السيئات ،
ولا يخجلك لذكرها ،
وان الناس منازل في حمد الله تعالى
، فالعامة يحمدونه على إيصال اللذات الجسمانية ،
والخواص يحمدونه على إيصال اللذات الروحانية ،
والمقربون يحمدونه لأنه هو لا شيء غيره ،
ولقد روى أن داود عليه السلام قال لربه
( إلهي كيف أشكرك ، وشكري لك نعمة منك علىّ ؟ )
فقال الأن شكرتني
والحميد من العباد هو من حسنت عقيدته وأخلاقه وأعماله وأقواله ،
ولم تظهر أنوار اسمه الحميد جلية في الوجود إلا في رسول الله صلى الله عليه وسلم
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
المحصي
المحصى لغويا بمعنى الإحاطة بحساب الأشياء وما شأنه التعداد ،
الله المحصى الذي يحصى الأعمال ويعدها يوم القيامة ،
هو العليم بدقائق الأمور ، وأسرار المقدور ، هو بالمظاهر بصير ،
وبالباطن خبير ، هو المحصى للطاعات ،
والمحيط لجميع الحالات ،
واسم المحصى لم يرد بالاسم في القرآن الكريم ,
ولكن وردت مادته في مواضع ، ففي سورة النبأ
( وكل شيء أحصيناه كتابا ) ،
وحظ العبد من الاسم أن يحاسب نفسه ،
وأن يراقب ربه في أقواله وأفعاله ،
وأن يشعل وقته بذكر أنعام الله عليه ،
( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها)
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
المبدئ
المعيد
المعيد لغويا هو الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه ،
وفى سورة القصص
( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) ،
أي يردك إلى وطنك وبلدك ، والميعاد هو الآخرة ،
والله المعيد الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات ،
ثم يعيدهم بعد الموت إلى الحياة ،
ومن يتذكر العودة إلى مولاه صفا قلبه ،
ونال مناه ، والله بدأ خلق الناس ،
ثم هو يعيدهم أي يحشرهم ،
والأشياء كلها منه بدأت واليه تعود
المبدىء لغويا بمعنى بدأ وابتدأ ،
والآيات القرآنية التي فيها ذكر لاسم المبدىء والمعيد قد جمعت بينهما ،
والله المبدىء هو المظهر الأكوان على غير مثال ،
الخالق للعوالم على نسق الكمال ،
وأدب الإنسان مع الله المبدىء يجعله يفهم أمرين
أولهما أن جسمه من طين وبداية هذا الهيكل من الماء المهين ،
ثانيهما أن روحه من النور ويتذكر بدايته الترابية ليذهب عنه الغرور
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
المحيي
الله المحيى الذي يحيى الأجسام بإيجاد الأرواح فيها ،
وهو محي الحياة ومعطيها لمن شاء ،
ويحيى الأرواح بالمعارف ،
ويحيى الخلق بعد الموت يوم القيامة ،
وأدب المؤمن أن يكثر من ذكر الله خاصة في جوف الليل حتى يحيى الله قلبه بنور المعرفة
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
المميت
والله المميت والموت ضد الحياة ،
وهو خالق الموت وموجهه على من يشاء من الأحياء متى شاء وكيف شاء ،
ومميت القلب بالغفلة ،
والعقل بالشهوة
. ولقد روى أن الرسول صلى الله عليه وسلم
كان من دعائه إذا أوى إلى فراشه
( اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت )
وإذا أصبح قال :
الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
الحـي
الحياة في اللغة هي نقيض الموت ،
و ألحى في صفة الله تعالى هو الباقي حيا بذاته أزلا وأبدا ،
والأزل هو دوام الوجود في الماضي ،
والأبد هو دوام الوجود في المستقبل ،
والأنس والجن يموتون ،
وكل شيء هالك إلا وجهه الكريم ،
وكل حي سواه ليس حيا بذاته إنما هو حي بمدد الحى ،
وقيل إن اسم الحى هو اسم الله الأعظم
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
القيوم
اللغة تقول أن القيوم و السيد ،
والله القيوم بمعنى القائم بنفسه مطلقا لا بغيره ،
ومع ذلك يقوم به كل موجود ،
ولا وجود أو دوام وجود لشيء إلا به
، المدبر المتولي لجميع الأمور التي تجرى في الكون ،
هو القيوم لأنه قوامه بذاته وقوام كل شيء به ،
والقيوم تأكيد لاسم الحى واقتران الإسمين في الآيات ،
ومن أدب المؤمن مع اسم القيوم
أن من علم أن الله هو القيوم بالأمور أستراح من كد التعبير
وتعب الاشتغال بغيره ولم يكن للدنيا عنده قيمة ،
وقيل أن اسم الله الأعظم هو الحى القيوم
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
الواجد
الواجد فيه معنى الغنى والسعة ،
والله الواجد الذي لا يحتاج إلى شيء
وكل الكمالات موجودة له مفقودة لغيره ،
إلا إن أوجدها هو بفضله ،
وهو وحده نافذ المراد ،
وجميع أحكامه لا نقض فيها ولا أبرام ،
وكل ما سوى الله تعالى لا يسمى واجدا
، وإنما يسمى فاقدا ،
واسم الواجد لم يرد في القرآن ولكنه مجمع عليه ،
ولكن وردت مادة الوجود مثل قوله تعالى
( إنا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب )
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
الماجد
الماجد في اللغة بمعنى الكثير الخير الشريف المفضال ،
والله الماجد من له الكمال المتناهي والعز لباهى ،
الذي بعامل العباد بالكرم والجود
، والماجد تأكيد لمعنى الواجد أي الغنى المغنى
، واسم الماجد لم يرد في القرآن الكريم ،
ويقال أنه بمعنى المجيد إلا أن المجيد أبلغ ،
وحظ العبد من الاسم أن يعامل الخلق بالصفح والعفو وسعة الأخلاق
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
الواحد
الواحد في اللغة بمعنى الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه أحد ،
والواحد بمعنى الأحد وليس للأحد جمع ،
والله تعالى واحد لم يرضى بالوحدانية لأحد غيره ،
والتوحيد ثلاثة : توحيد الحق سبحانه وتعالى لنفسه ،
وتوحيد العبد للحق سبحانه ،
وتوحيد الحق للعبد وهو إعطاؤه التوحيد وتوفيقه له ،
والله واحد في ذاته لا يتجزأ ،
واحد في صفاته لا يشبهه شيء ،
وهو لا يشبه شيء ،
وهو واحد في أفعاله لا شريك له
رد: شرح وافى لاسماء الله الحسنى
الصمد
الصمد في اللغة بمعنى القصد وأيضا بمعنى الذي لا جوف له ،
والصمد في وصف الله تعالى هو الذي صمدت إليه الأمور ،
فلم يقض فيها غيره ،
وهو صاحب الأغاثات عند الملمات ،
وهو الذي يصمد إليه الحوائج ( أي يقصد ) .
ومن اختاره الله ليكون مقصد عباده في مهمات دينهم ودنياهم ،
فقد أجرى على لسانه ويده حوائج خلقه ،
فقد أنعم عليه بحظ من وصف هذا الاسم ،
ومن أراد أن يتحلى بأخلاق الصمد
فليقلل من الأكل والشرب ويترك فضول الكلام ،
ويداوم على ذكر الصمد وهو في الصيام
فيصفو من الأكدار البشرية ويرجع إلى البداية الروحانية