مشاركة: نصوص أدبية من مكتبتي
http://arabicstory.net/images/authorimages/sulaiman.JPG
سليمان الطويهر
أحبكِ .. فوقَ احتمال ِ الخلايا
أحبكِ حقا ً ..
ولا تسأليني لماذا أحبُ ؟
وكيف أحبُ ؟
فهل يـُسألُ الغيثُ كيف انهمرْ ؟
وكيف أفاقتْ زهورُ الربيعِ ..
وكيف شذاها الزكيُّ انتشرْ ؟
أحبكِ أنتِ ..
لأنكِ أنتِ ..
فأنتِ النسائمُ وقتَ السَحَرْ
وأنتِ الندى فوقَ خدِّ الزهرْ
وأنتِ الرياضُ ..
بثوبِ المطرْ
بعطرِ المطرْ
بنقر المطرْ
تضورتُ شوقا ً..
زمانا ً طويلا ً ..
لما خَبـَّأتـْهُ سـِلالُ القدرْ
إلى أن أتيتِ بنصفِ العُمُرْ
بكفيكِ شهدٌ ..
ومهدٌ ..
وألعابُ طفلٍ ..
وأحلى ثمرْ
وأرجعتِ عقربَ عُمري لنصفٍ ..
وربع ٍ ..
لأحلى سنين ٍ محاها الضجرْ
وغنيتِ لي أغنيات المنامِ ..
وسرَّحتـِني من سجونِ السهرْ
وأركبتـِني فوق ظهرِ الغمام ِ ..
وأرجحتني في شعاعِ القمرْ
لأنسى انسحاقي ..
وأنسى احتراقي ..
وتبقين أنتِ .. بكل البشرْ !
بكفيكِ طفلٌ ..
طريُّ الفؤادِ ..
حييٌ ..
شقيٌ ..
لذيذ العنادِ ..
قليلُ السفرْ
أحبكِ ..
لاتهربي في سؤالٍ برئٍ :
- لماذا ؟
- وكيف ؟
وأنتِ حصارٌ بمدِّ البصرْ
تخبأتُ لحنا ً ..فصرتِ الوترْ
وأصبحتُ شهرا ً..فصرتِ القمرْ
فكيف سأهربُ.. أين المفرْ ؟
وأيضا ً : ( لماذا ؟ ) !!
لماذا ..!
لأنكِ حين اشتعاليَ حزنا ً..
تصيرين دون رجائيَ ألطفْ
لماذا ..!
لأنكِ حين أروغُ بعيني ..
تهبـين ريحا ً من الريحِ أعنفْ
لماذا ..!
لأنكِ حين تروقين جدا ً..
ألاقي فتاةً من النفس ِ أظرفْ
أحبكِ ..
ليس لديَّ اختيارْ
وقد أصدرَ القلبُ هذا القرارْ ..
فـ خلــِّي التغابي.. وخلــِّي الخـَفَرْ
فما بعدكِ ..في حياتي هدايا ..
ولا قبلكِ .. في حياتي هدايا ..
أحبكِ..
فوق احتمال الخلايا ..
وفوق الأماني ..
وفوق الخيالِ ..
وحدَّ اغتيالي ..
أحبكِ ..
فوق التشابيهِ ..
فوق البلاغةِ ..
فوق الصُوَرْ
أيا أمراةً
غيـَّرت لي حياتي ..
ولونَ حياتي ..
وطعمَ حياتي ..
أيا أمرأةً
أصبحت لي حياتي ..
أحبكِ..
لاتسأليني لماذا ..
فهذا قضائي ..
وأغلى قـَدَرْ !
مشاركة: نصوص أدبية من مكتبتي
http://www.iraqoftomorrow.org/images...lasimawi3a.jpg
أجّـلتُ ميلادي
للشاعر العراقي / يحيى السماوي
أجّـَلـتُ مـيـلادي لـيـوم ِ مَـمـاتـي
عِـشـقا ً.. لأبْـدأ في هـواك ِحياتي
سأرشُّ بالورد ِ الرصيفَ لتنسجي
بخُـطاك ِ مِـنـديــلا ً من النـَغـَمات ِ
مجنونة ٌ إنْ تأخـُذي بـِـنـصــيحَـة ٍ
تـُنجيك ِمن جمري ومن صَبَواتي
عهَدَ الهوى ليْ أنْ أحِبَّك ِ فاشهَدي
أني وفــَيْـتُ الـعَـهْـدَ يا مـــولاتي
أسَـفي لأني لسْـتُ أملكُ غـيرَ ما
أعْطـى الإلهُ الطينَ من نـَبَـضات
أمشي فـتنهرُني خطايَ .. وتـتـقي
عينايَ من ظِلـِّي على الـطـُـرُقات ِ
حينا ً تـُحاصِرُني ذئـابُ هواجـسي
وَيـَـشِـلــُّني حـينا ً صَـدى نـَـزَواتي
حَيْرانُ بين غدي وأمسي حاضري
وخطايَ بـيـنَ تــَــرَنـُّـح ٍ وثــَـبـات ِ
حُـقــََّّـتْ عـلــيَّ الـنـازلاتُ لأنـنـي
أبْـدَلـتُ باليـاقـوت ِ فـُصَّ حَـصـاة ِ (1)
أمّــا عـن الــدنـيا ؟ فأعـلـمُ أنــنيِ
ضَـيْـفٌ ولسْـتُ بمالـِك ٍ واحـاتي
لكـنَّ عـندي مـن هـمـوم ٍ أنـهـــرا ً
أمّـا الـجـِـراحُ فإنهـا شـُــرُفـاتـي
إنْ تصدقي وعدا ًغَدوتِ وريثتي
وخليفـتي في الحزن ِ والـمأســاة
هيَ فرصَة ٌ .. فـلتـَغـْـنميها قبلمـا
أغـفـو ولم أكـتبْ كـتابَ وََصَاتي (2)
لاتخسري عرشَ الجنون ِورثتـُُهُ
عـن " مُسْـتباح ٍ" لاذ بالـفـَلـَوات (3)
ِ
والتائهِ " الضِِلــّيلِ " باعَ بـِنشـوَة ٍ
مُلـْكا ً .. وأنعاما ً بــنـاي ِ رُعــاة (4)ِ
أنا جـَنتي وأنا جحيمي .. جَـرِّبي
وَجَعي لتكـتشـفي غـَـرابـَة َ ذاتي
تصبو إلى نخل" السماوة " مُـقلتي
فمتى يُـطـهَّـرُ من وُحـول ِ غـُـزاة ِ ؟
لي صبرُ باديةِ العراقِ على اللظى
ولقد صبرتُ وفات يومُ جُـنـاتــي(5)
وعَـنادُ مَخـْـبولِ الفؤادِ .. طِباعُهُِ
نشرُ الشِراع ِ إذا الرياحُ عَـواتي
حَيرانُ مــا بيني وبيني .. أيُّـهُـمْ
أُوصي ليَحْملَ في الأسى راياتي ؟
بالأمسِ متُّ وأيْقـَظتْ بيْ خافقـا ً
شَـهَـقاتُ أمي في دُعـاء ِ صَــلاة ِ
الغاوياتُ ؟ مَشـيْنَ خلفَ جنازتي
وشَقـَقـْنَ ثوبَ الحرف ِفي أبياتي
وحَمَـلنَ تابوتَ الـقـصيد ِ يُزينـُـهُ
خمسـون إكـلـيـلا ً مـن الآهـــات
والعاشقون وكنتُ حُجَّـة َعِشـقِهم
نثروا رمادَ الصًّـبْر ِ فوقَ رُفاتي
إلآ التي أرْخصْـتُ دون حقولِـهـا
نهري ودون شِـراعِـها مَـرساتي
شَـمَتـَتْ بقنديلي تـَخثــَّـرََ ضَـوءُهُ
وبيابسِ الأغصانِ من شـَـجَراتي
قرأوا على روحي سلامَ أُخـَيّـَتي
وأبي وأمي فاسْــتعَـدْتُ حـيــاتي
إلآ التي أوقـَفـتُ ناعـوري عـلى
بُـسْـتانِـهــا فـَـرَّتْ فـَـرارَ مَـهــاة
يا أنت ِما يُغري رماحَكِ بامرئ ٍ
مَيْت ٍ لِـنبشِ حُـشـاهُ بالطـَعَـنـات ِ ؟
دعـوى قـتيل ٍ لايُــريـدُ بغـيـرِه
ضـَـرّا ً: وقـاك ِ الـلهُ شـَـرَّ رُمـاةِ
ورعاك من حيف الزمان وأهله
وسَـقاك ِ كوثـرَ دجـلة ٍ وفــرات ِ
***
(1) فصّ ( بضم الفاء أو فتحها أو كسرها ) : ما يُرَكـّب على الخاتم من حجر كريم وسواه .
(2) وصاتي " بفتح الواو " : ما يكتبه المرء من توصية قبل وفاته .
(3) مستباح لاذ بالفلوات : هوقيس بن الملوح .
(4) الضليل : امرؤ القيس .. وفي البيت اشارة الى قوله الشهير : اليوم خمرٌ وغدا أمرُ .
(5) جناتي ( بضم الواو ) : ما يُجنى من ثمر الشجرة .
مشاركة: رد: نصوص أدبية من مكتبتي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهاشمي999
بارك الله فيك .
شـُـكــْـرا ً ، أيـُّـهــَـا الهــَـاشِــمـِـــيّ .
مشاركة: نصوص أدبية من مكتبتي
http://www.alwatan.com.sa/daily/2004...cul.p26.n1.jpg
محمد الثبيتي
الصدى
يُوشكُ الماءُ أنْ يتـخـثــّرَ في رئة النهر !
- هذا الترابُ يمزقُ وجهي
وهذا النخيلُ يمدُّ إليّ يدَه .
يُوشكُ النهرُ أنْ يتقيأ َ أجوبة َ الماءْ !
- منْ قالَ أن النهارَ له ضفتان ِ
وأن الرمالَ لها أوردَه ..
مشاركة: نصوص أدبية من مكتبتي
مشاركة: نصوص أدبية من مكتبتي
لا تلوموه ... قد أضاع شبابه
مصعب السحيباني
لا تلوموه قد أضاع شبابه = وأطار الزمان منه صوابه
حمل الهم منذ كان صبيا = وبعهد الشباب قسرا أشابه
بين أصحابه يعيش فريدا = فاق بالهم والنهى أترابه
كل خلّ لدى النوائب ولى = ثم أخفى لئامة أسبابه
ليس يرضى بأن يقيم على الذل = وإن أصبح النعيم ثوابه
ما رأى في مقامه أيّ خير = فرأى راحة الفؤاد اغترابه
راحة القلب حينها تتجلى = وأمان الصحاب يطرق بابه
حائرا في الحياة يمشي رويدا = في دروبٍ بحزنها تتشابه
شق درب الحياة فردا وحيدا = وبنى العز فوق هام السحابه
ليتني لا أزال يا قلب طفلا = يأس الهم أن يدوس رحابه
ليس يشقى كما شقيتُ ويلقى = أكبر الهم فقده ألعابه
لو تأملتَ ما تراه من العيــــش = لأبصرتها تُجسّد غابه
كل فرد وإن رأيتَ ابتساما = منك يرجو طعامه وشرابه
كالعصابات هم ، وأيّ أمان = سوف ترجوه من حياة العصابه
لا يغرنك ما تراه جميلا = من ربىً أو مناظر خلابه
صاغها الله للبلاد جمالا = فأحال الأنام ذاك خرابه
لو تقام الحدود حقا أقمنا = في قلوب الأنام حدّ الحرابه
ضقت ذرعا بهم، ولولا رجائي = لاعتزلتُ الورى وعفتُ الكتابه
ويقولون كن كحسان شعرا = قلت لكن ... وأين عهد الصحابه
كيف أرجو من الأباعد عزا = إن يكن منبع الهوان القرابه
لست ألقى وإن بحثتُ صديقا = إنه صار مثل ظل السحابه
إن وفى بالعهود يوما فحاذر= وترقبه طالبا أتعابه
لا أبالي بمن لهمي ولى= إنني باللئام ما كنتُ آبه
إيه يا دهر ما أردت فإنا= وسط أوطاننا نعيش " غلابه "
أمقيمٌ بأرضه مستذل = وغريبٌ يجرّ فيها ثيابه
وعتبتُ على الزمان زمانا = ومن الحمق أن أطيل عتابه
كيف يحنو علي وهو شغوفٌ = بشجونٍ وعبرةٍ وكآبه
كيف أرجو ألأمان في لج بحر = لستُ أدري سكونه واضطرابه
وإذا الهم مقبلا بجموعٍ = ضاربا حول أضلعي أطنابه
والرزايا على الفؤاد توالت = كل حزبٍ مكشرا أنيابه
حين زاد الزمان بأسا وكربا = زدت في القلب قوة وصلابه
فإذا بالزمان يأتي ذليلا = صاغرا ينحني إليّ مهابه
قال للناس : ما تريدون منه ؟ = ما كفاكم بأن سلبتُ شبابه ؟
أيها القارئون شعري رويدا = لا تلوموه قد أضاع شبابه
مشاركة: نصوص أدبية من مكتبتي
حبّ
شعر : أديب كمال الدين
(1)
حلمي كان الحبّ
ولذا أردتُ لحرفي أن ينطق كلمةَ : حبّ .
قبّلتُ شفته السفلى
كانَ الحرفُ صغيراً وجميلاً
وللتوّ عادَ من طفولته المليئةِ بالجمر
قلتُ له : قلْ حبّ .
فقالَ على الفور : حرّية !
ولذا ضعتُ لسنين لا حصر لها
أتجلّى في طوفان الحرّية وزلازلها .
ثم قلتُ له : قلْ حبّ .
فقالَ على الفور : حماقة !
ولذا ضعتُ لسنين لا حصر لها
أتجلّى في كأسِ حماقاتِ الدنيا
درويشاً مهووساً بقصصِ العشق
وملاكاً مصاباً بجذامِ الرغبة .
ثم قلتُ لحرفي :
ها قد أصبحتَ كبيراً
أعني أصبحتَ من النضجِ بما يكفي
لتقول : حبّ .
فقالَ على الفور : حرب !
ولذا ضعتُ ضياعاً أسودَ أغبر
في حربِ الأجداد
وحربِ الأوغاد
وحربِ الأحقاد .
(2)
حين خرجتُ من الحرب
أجرّ هزيمتي النكراء
كانت سنواتي قد تجاوزت السبعين
ولم تعد عندي الرغبة أبداً
أن أسأل حرفي شيئاً.
ومع ذلك ،
قلتُ في لحظةِ عبثٍ ومجون :
قلْ حبّ .
فقالَ على الفور : حقد !
فضحكتُ حتى اخضلّتْ لحيتي بالدموع
ومن جديد : قلْ حبّ .
أرجوك
تعبتُ حد اللعنة
من الحرّيةِ والحماقةِ والحرب
يا حرفي ..
يا هذا ..
هيّا ..
قلْ حبّ .
وبقيتُ كمجنونٍ أصرخُ في وجهه
حتى متّ: قلْ حبّ
حبّ
حبّ!
مشاركة: نصوص أدبية من مكتبتي
وفي شفةِ الكرْز ِ ... يحلو الغناءْ !
د.جاسم سليمان الفهيد
أنا المُدنَفُ الصَّبُّ مُذكَى الغرامِ =يسيلُ هواكِ بِمجرى الدِّماءْ
وأنقشُ فيكِ حروفَ القريضِ =ويُهديك خفقي عطورَ المساءْ
خيالُكِ في خاطري لا يزولُ =ومَعْه أجنِّحُ فوقَ السَّماءْ
فأنظُمُ أَنجُمَها في عُقودٍ = تُزيّنُ جِيدَكِ دُونَ النِّساءْ!
ولم أدرِ معنى الصبابةِ حتّى =رأيتُكِ يوماً وكانَ اللقاءْ
فذقنا غراما كبردِ الغديرِ= وكنّا كنجمَين نسقي الضياءْ
ومبدأُ حبّكِ : خفقٌ سريعٌ=كأنّ فؤادي أسيرُ الهواءْ
فرعشةُ بردٍ تُغشِّي الشغافَ=وزفرةُ صدرٍ ...طواها انتشاءْ!
على قدرٍ كان ذاك اللقاءُ =فذابتْ قلوبٌ وعمَّ الهناءْ
وصافحَ قلبي كفوفَ الغرامِ =ومازجَ روحِي فيضُ السناءْ
بحبّكِ لا أعرفُ المستحيلَ =وهانت بعيني صنوفُ البلاءْ
لأنّكِ روحي..وإلهامُ شعري=أهيمُ بحبّكِ حتّى الفناءْ
بلونِ عيونكِ جُنَّ الجنونُ=وفيها لقلب المُعنَّى دواءْ
ومن أجلها يستهِلُّ القصيدُ=فينثالُ عذباً بهيجَ الرِّواء
وهمسُكِ في الأذْنِ فيضٌ حنونٌ =فيَهمي على القلبِ نوراً وماءْ
ومهما تَعكّرَ جوُّ الحياة=سيبقى غرامُكِ نبعَ الصفاءْ
وفي أضلعي عطشٌ لا يُطاقُ =وفي ناظرَيكِ لروحي ارتواءْ
فمُدّي يدَيكِ ..وبُوحي بسرِّكِ= وجُرِّي على الصمتِ ذيلَ العَفاءْ
بنيتُ لقلبِكِ قصراً مَشيداً=وكفّ المودّةِ تُعلي البناءْ
هَويتُكِ دونَ الغواني جميعاً=لأنّكِ وحدَكِ رمزُ النّقاءْ
وعشتُك حُبّاً بطعم الخيالِ=وضجَّ بنغمي رحيبُ الفضاءْ
هُيامي بحبِّكِ بحرٌ غَضوبٌ= وليس لنارِ الغرامِ انطفاءْ
بسحرِ العُيونِ تغنّتْ حروفي =وفي شفةِ الكرْزِ يحلو الغناءْ!
فهيّا تعالي !أعيدي حياتي =لنطويَ عهدَ النّوى والجفاءْ
حكايةُ حبٍّ روتَها الورودُ = ورنَّ صداها بسِفرِ البقاءْ
تُترجمُ للناس أسمى شعورٍ = وتنفُثُ في الأرضِ روحَ الصفاءْ