رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
قال أحد الذين يلبسون ثيابا مدنية بعينين تشعان دهاء وحيوية :
ـ ضعف ولين ...؟؟ لماذا لا نسميها دهاء وسياسة ..! أرى أن تعاون معه وبعدها نسلمه إلى دولته لتفعل به ما تشاء .. المهم أن نخلص بلدنا من هذه الشرذمة .
تباينت الآراء ما بين مؤيد وعارض , واستمر الاجتماع زهاء ساعتين ولم يصلوا إلى اتفاق , التفت ( ماجد ) إلى القائد , الذي كان يرتشف كوب القهوة السادس في ذاك الاجتماع وقال :
ـ ما رأيك أيها القائد ؟
سكت القائد لفترة طويلة , واحترم الجميع هذا الصمت , واكتسى وجهه بتعابير التفكير العميق , وبعد فترة طويلة , لمح ( ماجد ) ابتسامة صغيرة تكورت في إحدى زوايا شفتيه , وتألقت عيناها ببريق طالما سمع عنه , والتقط الهاتف الأحمر , الموضوع بعناية على طاولة جانبية , ومباشرة قال :
السلام عليكم , أسعد الله مساءك يا معالي الوزير , أعتذر إزعاجك في هذه الساعة المتأخرة , ولكنها كالعادة حالة طارئة ونريد مشورتك فيها ....
وبدأ يلخص عليه ما حصل منذ صباح الأمس , إلى اختلاف المتواجدين حول التعاون مع ( أرشد ) من عدمه , ثم سكت وبدأ يستمع ...
ـ جميل ... نعم , هو كما قلتم , ... بالفعل ,... لا بأس ... ممتاز , شكرا لمعاليكم , واعتذر مرة أخرى عن الإزعاج .
أغلق السماعة والتفت نحو ( ماجد ) وقال بابتسامة واسعة :
ـ لقد حصلت على الموافقة التي كنت تنشدها ... متى تنوي أن تبدأ يا بطل ؟
اتسعت ابتسامته هو الآخر , وارتفع حاجباه , وهو يقول بجذل :
ـ ... الآن .
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
الفصل السابع
...................
في غرفة صغيرة شبه مظلمة , وعلى فراش صغير قذر , أفاق ( عبدالله ) من إغفاءته , وفتح عينيه بصعوبة , وهو يقاوم الألم المتصاعد في رأسه , يحدق في السقف المظلم , ويسترجع ما حصل له , وبأدق التفاصيل , حاول أن ينهض من فراشه , لكنه لم يستطع , إذ كان موثق بإحكام , حاول أن يفك وثاقه , فلم يوفق , استرخى على الفراش وهو يتأمل ما حوله بعد أن بدأت عيناه تألفان , الظلام , كان السقف مهترئا ومتهدما في بعض المواضع , لدرجة أنه كان يري السماء من خلاله مما سمح لبعض الضوء بالمرور , وعلق عليه مصباح أثرت عليه عوامل التعرية فجعلته باهتا , وأما الجدار فلم يكد يميز لونه الأصلي , ولم يكن هناك شيء في الغرفة سوى فراشه , وفي إحدى الزوايا تراكمت بقايا ملابس , وفردة حذاء واحدة !
انفتح الباب الحديدي الصدئ مصدرا صوتا مزعجا , سامحا للضوء بالدخول إلى الغرفة , و ( عبدالله ) يقاوم تأثيره على عينيه اللاتي ألفتا الظلام , بعد برهة تمكن من رؤية الداخل , كان عجوزا تجاوز الستين من عمره , يحمل بين يديه قدحا به سائل بني اللون , يطفح على سطحه أشياء كريهة المنظر , ووضعه أمامه وقال بلغة ركيكة :
ـ هذا ( كسوري ) أنت .. تأكل !
كانت الرائحة النتنة الصادرة من القدح ومن فم الرجل تخلق مزيجا فريدا , جعل معدة ( عبدالله ) توشك أن تقذف ما بداخلها , وعندما هم بالتحرك لم يستطع لأنه ما زال مقيدا , فضحك العجوز وسنه الوحيد يظهر بوضوح , ولعله يتطاير ويختلط مع الحساء , ليزيد من لزوجته لزوجة ... وقال :
ـ سأفكك وثاقك , لا تحاول أن تهرب فهذا المنزل محاط بأكثر من عشرة حراس .
وانحنى عليه و ( عبدالله ) يكتم أنفاسه بصعوبة , وبعد عدة محاولات استطاع هذا العجوز أن يفك الوثاق , وترك الحساء المخلوط بالأرز على الأرض , وانصرف بعد أن أغلق الباب , جلس ( عبدالله ) وبدا يتحسس معصمه الذي كان موثقا عندما انتبه إلى فقدان ساعته , سارع إلى تفقد جيوبه ولكنها كانت قاعا صفصفا .. لا شيء بها , نهض من فراشه وهو يعتمد على الجدار فما زال يعاني من آثار الضربة , اقترب من الباب وهو يحاول أن يسمع شيئا قد يساعده على الهرب من هنا , فلم يسمع سوى وقع رتيب للأقدام , أرهفه سمعه لعله يسمع صوتا آخر يدله على مكانه , فلو يهتدي إلى شيء , عاد بصعوبة إلى فراشه القذر , الذي كانت الأرض الترابية أفضل منه حالا , والدنيا تميد به , وهو يعاني من صعوبة الوقوف على قدميه , ترك نفسه ترتمي على الفراش , وغرق في غيبوبة أخرى .
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
طرح رائع ومشوق
ننتظر بلهفة
دمت مبدعاً اخي/ الهامس
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
ما زلنا نتابع
نشكرك أخي الهامس
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عجاج ابوالليل
طرح رائع ومشوق
ننتظر بلهفة
دمت مبدعاً اخي/ الهامس
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإسماعيل
ما زلنا نتابع
نشكرك أخي الهامس
جمعة مباركة على الجميع
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
تسللت أشعة الشمس من الفتحات الموجودة في السقف تداعب وجهه , وتدعوه للاستيقاظ ’ أراد أن يسحب اللحاف الثمين ليقيه منها , ولكنه لم يجده , قطب عينيه في ضيق وهو يهم بمناداة زوجته لكي تغلق النافذة , ولكنه تذكر أين هو , ففتح عينيه ببطء وهو يمني نفسه بأن ما سبق كان حلما , وأنه الآن على فراشه بجانب زوجته الجميلة , غير أن صورة السقف الكئيبة , والجدران الموحشة , وفردة الحذاء الحمراء المرمية في زاوية الغرفة الصغيرة القذرة , أكدت له أنه ما زال يعيش واقعا رهيبا , مع أناس لا وجود للرحمة في قاموس مفرداتها .
تعالت صوت ضجة في الخارج , وتفاءل ( عبدالله ) خيرا , فهذه هي النجدة قد جاءت لإنقاذه , فلا بد أن زوجته قد قلبت الدنيا , واستعانت بكل معارفها ووساطتهم للبحث عنه , وهاهم في الخارج يقاتلون كالأسود للظفر به , أخذ يبحث عن سلاح مناسب حوله , فلم يجد سوى الحذاء الأحمر اللون , أخذه وخبأه تحت الفراش وهو يرقد عليه متصنعا النوم .
فتح الباب بقوة وكلمات من خلف الباب تتناثر بعنف :
ـ ( سأقتلهم ... إن أعادوا الكرة مرة أخرى .. لن أرحمهم .. هذه تعليمات ( دون ) لي شخصيا )...
ودخل ثلاثة أشخاص يحملون ثلاثة أجساد بشرية , أو ما تبقى منها , وفي إحدى الزوايا رموا بحمولتهم وهم يرمقون ( عبدالله ) بنظرات نارية , ويتحدثون فيما بينهم بغضب بلغتهم التي لم يفهم منها سوى كلمة ... ( دون ) .
بعد أن خرج الثلاثة وأغلقوا الباب خلفهم بإحكام , جلس ( عبدالله ) على فراشه والتفت إلى الزاوية التي تكدست فيها أجساد ثلاث أطفال في عمر الزهور , تتراوح أعمارهم بين ثمان إلى ثلاثة عشر سنة , بنتين وولد , أو على الأقل هذا ما أمكنه أن يتعرف عليه من ملابسهم التي علا القذر وغير كل معالمها , كان الهزال باديا على أجسادهم الصغيرة , والإرهاق والقلق يتمازجان ويشكلان لوحة رهيبة في أعينهم الواسعة , كانوا يرمقون ( عبدالله ) بنظرات ملئها الرعب والخوف ... والحذر .
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عجاج ابوالليل
أ كمل فالإنتظار صعب
ابشر..وآسف على التأخير
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهامس جهرا
ابشر..وآسف على التأخير
تسلم أيها النبيل::sa05::
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
هههههههههههههههههه
تلف أعصاب
الله يسامحك ويصبرنا
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهامس جهرا
ابشر..وآسف على التأخير
قصدك ابشر وتبشر وتبلحس وتحسريهلهله:
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
مضت الدقائق والصمت يلف المكان , والعيون تتخاطب بحذر , أراد ( عبدالله ) أن يبدأ الحديث معهم , كانت إحدى الفتاتين أغمضت عيناها وغرقت في نوم فيما يبدو , والأخرى ترمق الفراش بعينيها الواسعتين , فظن أنها تريد أن تنام هي الأخرى , غير أنه انتبه أنها كانت تنظر إلى الحذاء الأحمر الذي برز من تحت الفراش , فأخرجه ومده إليها , وبحذر نظرت إليه , ثم إلى الحذاء , ثم تقدمت ومدت يدها برهبة والتقطته بسرعة ثم عادت إلى زاويتها , وهي تنظر إلى الحذاء بلهفة , والدموع تبدأ تخط طريقها على وجهها الجميل .
ـ أهذا حذاؤك ؟
قالها ( عبدالله ) بلطف .
رفعت رأسها إليه , وعيناها تلمعان من أثر البكاء , والحزن يرسم أقسى لوحاته على وجه الطفلة , أومأت إليه برأسها أن نعم وهي تحاول مسح دمعها بكفيها الصغيرين , والشهقات المكتومة تتعالى من أعماقها الموجعة , لم يتحمل ( عبدالله ) هذا فنهض وجلس بجانبها , وأحاطها بذراعه , وضمها إليه وبكل مشاعرها المكتومة أخذت تبكي بصوت عال وهي تغرس رأسها في جنبه لتكم صوتها , ربت ( عبدالله ) على رأسها وهو يهمس لها :
ـ لا بأس عليك يا صغيرتي .. لا بأس .
رفع رأسه نحو الطفلين الآخرين , وقال :
ـ أنا اسمي ( عبدالله ) , ما اسميكما ؟
بنظرات خائفة وبصوت مرتجف رد عليه الولد ذو الثلاثة عشر ربيعا :
ـ أنا ( أحمد ) .. وهذه أختي ( دعاء ) .
وأشار إلى الطفلة الأخرى , التي كانت من أثر التعب والإرهاق تغط في نوم عميق , ورفعت الطفلة التي كانت ملتصقة به رأسها ونظرت إلى قعر عينيه وهمست بصوت حزين :
ـ اسمي ( شهد ) ....
وبعينان مملوءة دمعا وبتعابير تحرك الرحمة في قلب أقسى الناس قالت له وهي تتشبث فيه :
ـ أرجوك لا تتركنا .
ضمها إليها بقوة , وضم ( أحمد ) كذلك , ومن خلف دموعه التي بدأت تأخذ طريقها إلى الأرض قال :
ـ لن أتتركم يا ( شهد ) ... سوف نجد وسيلة للخروج من هنا .
........................................
انتهى الفصل السابع
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
نتابع بشغف
في انتظارك أستاذ/ناصر::sa05::
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
الفصل الثامن ...
في ساعة متأخرة من الليل , وفي مكان ما في مدينة ( دكا ) عاصمة جمهورية بنغلادش , التي تزخر بأكثر من 12 مليون نسمة , جلس ( تراسون ) خلف مكتبه الضخم , المصنع له خصيصا من خشب الزان , والمزينة أطرافه من الذهب الخالص , وهو ينظر إلى الواقف أمامه , أخذ يتأمله طويلا , وبعد أن نفث دخان سيجاره الكوبي الفاخر , وارتشف من كأس ( البراندي ) الذي يحمله بيده , قال له :
ـ ماذا لديك يا ( مجيب ) ؟
ازدرد ( مجيب ) لعابه بصعوبة , وهو يتحاشى نظرات ( تراسون ) المهولة , فبالرغم من عمله كسكرتير خاص له لمدة طويلة , إلا أنه ما زال يخشى نظرات أقوى رجل عصابات في بنغلادش كلها , والمطلوب رأسه في عدد من دول العالم , على رأسها دولته بنغلادش , نفض ( مجيب ) هذه الأفكار من رأسه وقال بصوت مرتجف :
ـ إنها برية بشأن ( دون ) .
ـ ( دون )... من ؟
ـ أنه رجلنا الأول في البطحاء .
ـ أها .. بطحاء الرياض .
ـ نعم أيها الزعيم .
ـ وماذا يقول فيها .
تردد ( مجيب ) لوهلة ثم قال :
ـ في الحقيقة ... لم يرسلها هو .
ـ لم يرسلها ... إذا من أرسلها ؟
ـ ( أرشد ) أيها الزعيم .. إنه رجلنا الثاني هناك .
ـ لا بأس , قل لي ما في هذه البرقية ؟
ـ يقول فيها بأن ( دون ) قبض عليه متلبسا , بعد أن تورط في عمليات قتل واختطاف .
نهض الزعيم من مقعده وهو يقول :
ـ قبض عليه !! وفي جرائم قتل وخطف ... اللعنة , لقد قلت له , ولكل رجالنا في كل مكان ... نحن نعمل بالتهريب , السرقة , التزوير , بيع الممنوعات , تمرير المكالمات ... بكل شيء , عدا القتل والخطف .. فهذا يثير السلطات المحلية بشدة , وهذا هو ( دون ) يقع فريسة ذلك ... سحقا .
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
وانتقلنا إلى بنقلاديش مرة واحدة
عجل علينا يا أستاذنا الله يخليك
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
بسرعة ترى البرد خمدني وانا هنا فمابالك
وأنا في دكا::d::
في انتظارك ليتك تغدقنا بالمزيد
فإسلوب القطارة يحرق الأعصاب
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
أخذ يدور في الغرفة الواسعة , وهو يفكر بعمق , ويعيد تحليل الموقف وتقييمه , إلى أن توقف في منتصف الغرفة والتفت ناحية ( مجيب ) وقال :
ـ اجمع لي كل الزعماء الآن ... لدينا موقف متأزم , ونريد أن نصل إلى رأي بشأنه , وأرسل برقية إلى ( أرشد ) أبلغه بتولي مقاليد الأمور هناك , والعمل بالخطط الاحتياطية التي وضعناها لمثل هذه الحالات ’ إلى أن تأتيه التعليمات , فلسنا على استعداد لخسارة البطحاء , أكبر مصادرنا المالية .
خرج ( مجيب ) من الغرفة , واتجه الزعيم إلى نافذة ضخمة تملأ أحد جدران مكتبه المطل على طريق ( موتجيل ) التجاري , والتقط نفسا عميقا من سيجارة , وهو يتأمل هواء المدينة الملوث , ثم ينفثه بقوة كأنما ينقم على هذه المدينة التي لا ينافسها في التلوث إلا ثلاث مدن حول العالم , استمر ينظر إلى الشارع الذي لا يعرف طعما للهدوء حتى في ساعة متأخرة كهذه وهو يفكر بعمق , وخطة مجنونة بدأت ترسم خطوطها العريضة في مخيلته , التقط سماعة الهاتف القريب وضغط على رقم خاص جدا , وعندما سمع صوت رفع السماعة , قال مباشرة :
ـ ( دون ) في قبضة العدالة الآن ... تهانينا لقد نجحت الخطة !
واتسعت ابتسامته حتى ملأت وجهه كله .
تعالت قرعات على الباب , الذي انكشف بعدها بهدوء ليدخل ( مجيب ) ويتنحنح في حرج وهو يقول :
ـ أيها الزعيم ... إن البقية في انتظارك الآن ... في غرفة الاجتماعات .
أشار الزعيم بيده , وهو يقول :
ـ حسنا .. أنا قادم الآن ..
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
في غرفة الاجتماعات كانت هناك طاولة دائرية تحلق حولها خمسة أشخاص كانوا يمثلون كل العناصر الاجرامية في بنغلادش . ابتسم الزعيم وهو يوزع نظراته في أعينهم وقال :
ـ هل تعلمون أن هناك عديد من الجهات في العالم كله مستعدة لدفع مبالغ طائلة لأجل الوصول لنا جميعا .. وتصفيتنا .
تعالت ضحكات الحاضرين , وتقارعت الكؤوس , وعب ما بداخلها نخبا لهذه الدعابة , وتناثرت التعليقات من هنا وهناك , إلى أن عم الصمت المكان , عندها تكلم الزعيم :
ـ تعلمون جميعا ما حدث في الرياض , فـ ( دون ) في قبضة العدالة هناك , ووفقا للنظام القضائي هناك , فحتما سوف يتم إعدامه , وهذه ليست المشكلة الكبيرة , فالأكبر منها أني على يقين بأن السلطات هناك ليست غبية , وستجعله يعترف بكل شيء , وسوف يتم تقويض كل ما قمنا به على مر السنين , ولكننا لن نستسلم ... أليس كذلك ؟
همهم الجميع مؤيدا لكلامه , واستمر في حديثه :
لقد كنا نلعب لفترة طويلة تحت رأس الأسد النائم , وها قد استيقظ الأسد , وبدأ يلتهم كل ما قمنا به , لا بأس ... سننتظر إلى أن يعود الأسد لنومه , ومن ثم سنعاود عملنا مرة أخرى , ... أريدكم أن تجهزوا لي خطة بديلة , سيتم تفعيلها عندما تهدأ السلطات هناك .
توقف عن الحديث , ونظر إلى أعين الحاضرين , ثم قال وهو يستعد للنهوض ويشير إلى أحد الجالسين :
ـ ( سراج ) أريدك أن تتولى جميع عملياتنا هناك ....
ـ وماذا عن ( أرشد ) ؟
تجلت ابتسامة غامضة على وجه ( تراسون ) وقال :
ـ ( أرشد ) لديه مهام أخرى يقوم بها .
عم المكان صمت مفاجئ بعد رحيل الزعيم , وقال أحدهم وهو يحاول إشعال غليونه , والعصبية تتجلى في كل حركاته وهو يغمغم بصوت لا يكاد يسمع :
ـ إذا ( سراج ) هو صاحب الحظ السعيد , لا بأس ... فربما كانت نهايته كـ ( دون ) .
ـ ماذا تقول ؟
سأله ذو النظارة السميكة وهو يطيل النظر إلى عينيه ... والتفت الجميع نحوه :
ـ ... لا ... لا شيء , لقد كنت أفكر بصوت عال ...
ثم قال وهو ينفث دخان غليونه ليخفي توتره :
ـ ماذا سنعمل الآن ؟
رد: " مملكة البنقال " بقلم الكاتب محمد بن عبد العزيز الداود
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عجاج ابوالليل
قصدك ابشر وتبشر وتبلحس وتحسريهلهله:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عجاج ابوالليل
نتابع بشغف
في انتظارك أستاذ/ناصر::sa05::
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإسماعيل
وانتقلنا إلى بنقلاديش مرة واحدة
عجل علينا يا أستاذنا الله يخليك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عجاج ابوالليل
بسرعة ترى البرد خمدني وانا هنا فمابالك
وأنا في دكا::d::
في انتظارك ليتك تغدقنا بالمزيد
فإسلوب القطارة يحرق الأعصاب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عجاج ابوالليل
خطة !!!
الى ماذا يهدفون؟
متابعتكم على راسي..
ظروف إجبارية عطلتني قليلا .
تقديري.