-
رد : آية وتفسير
[وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا]
النازعات 3
فَقَالَ اِبْن مَسْعُود هِيَ الْمَلَائِكَة وَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأَبِي صَالِح مِثْل ذَلِكَ وَعَنْ مُجَاهِد " وَالسَّابِحَات سَبْحًا " الْمَوْت وَقَالَ قَتَادَة هِيَ النُّجُوم وَقَالَ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح هِيَ السُّفُن.
-
مشاركة: آية وتفسير
[تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ]
النازعات 7
قَالَ اِبْن عَبَّاس هُمَا النَّفْخَتَانِ الْأُولَى وَالثَّانِيَة وَهَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَغَيْر وَاحِد وَعَنْ مُجَاهِد أَمَّا الْأُولَى وَهِيَ قَوْله جَلَّ وَعَلَا . " يَوْم تَرْجُف الرَّاجِفَة " فَكَقَوْلِهِ جَلَّتْ عَظَمَته " يَوْم تَرْجُف الْأَرْض وَالْجِبَال " وَالثَّانِيَة وَهِيَ الرَّادِفَة فَهِيَ كَقَوْلِهِ " وَحُمِلَتْ الْأَرْض وَالْجِبَال فَدُكَّتَا دَكَّة وَاحِدَة " وَقَدْ قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا وَكِيع حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَقِيل عَنْ اِبْن الطُّفَيْل بْن أُبَيّ بْن كَعْب عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " جَاءَتْ الرَّاجِفَة تُتْبِعهَا الرَّادِفَة جَاءَ الْمَوْت بِمَا فِيهِ " فَقَالَ رَجُل يَا رَسُول اللَّه أَرَأَيْت إِنْ جَعَلْت صَلَاتِي كُلّهَا عَلَيْك ؟ قَالَ " إِذًا يَكْفِيك اللَّه مَا أَهَمَّك مِنْ دُنْيَاك وَآخِرَتك" وَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيّ وَابْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْ حَدِيث سُفْيَان الثَّوْرِيّ بِإِسْنَادِهِ مِثْله وَلَفْظ التِّرْمِذِيّ وَابْن أَبِي حَاتِم كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُث اللَّيْل قَامَ فَقَالَ : " يَا أَيّهَا النَّاس اُذْكُرُوا اللَّه جَاءَتْ الرَّاجِفَة تَتْبَعهَا الرَّادِفَة جَاءَ الْمَوْت بِمَا فِيهِ "
-
مشاركة: آية وتفسير
[قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ]
النازعات 8
قَالَ اِبْن عَبَّاس يَعْنِي خَائِفَة وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة .
-
مشاركة: آية وتفسير
[يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ]
النازعات 10
يَعْنِي مُشْرِكِي قُرَيْش وَمَنْ قَالَ بِقَوْلِهِمْ فِي إِنْكَار الْمَعَاد يَسْتَبْعِدُونَ وُقُوع الْبَعْث بَعْد الْمَصِير إِلَى الْحَافِرَة وَهِيَ الْقُبُور قَالَهُ مُجَاهِد وَبَعْد تَمَزُّق أَجْسَادهمْ وَتَفَتُّت عِظَامهمْ وَنُخُورهَا وَعَنْ اِبْن عَبَّاس وَمُحَمَّد بْن كَعْب وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأَبِي مَالِك وَالسُّدِّيّ وَقَتَادَة الْحَافِرَة النَّار وَمَا أَكْثَر أَسْمَائِهَا هِيَ النَّار وَالْجَحِيم وَسَقَر وَجَهَنَّم وَالْهَاوِيَة وَالْحَافِرَة وَلَظَى وَالْحُطَمَة .
-
مشاركة: آية وتفسير
[أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً]
النازعات 11
وَقُرِئَ نَاخِرَة وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَقَتَادَة أَيْ بَالِيَة قَالَ اِبْن عَبَّاس وَهُوَ الْعَظْم إِذَا بَلِيَ وَدَخَلَتْ الرِّيح فِيهِ .
-
مشاركة: آية وتفسير
[قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ]
النازعات 12
فَقَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب قَالَتْ قُرَيْش لَئِنْ أَحْيَانَا اللَّه بَعْد أَنْ نَمُوت لَنَخْسَرَنَّ.
-
مشاركة: آية وتفسير
[قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ]
النازعات 12
فَقَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب قَالَتْ قُرَيْش لَئِنْ أَحْيَانَا اللَّه بَعْد أَنْ نَمُوت لَنَخْسَرَنَّ.
-
مشاركة: آية وتفسير
[فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ]
النازعات 13
أَيْ فَإِنَّمَا هُوَ أَمْر مِنْ اللَّه لَا مَثْنَوِيَّة فِيهِ وَلَا تَأْكِيد فَإِذَا النَّاس قِيَام يَنْظُرُونَ وَهُوَ أَنْ يَأْمُر اللَّه تَعَالَى إِسْرَافِيل فَيَنْفُخ فِي الصُّور نَفْخَة الْبَعْث فَإِذَا الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ قِيَام بَيْن يَدَيْ الرَّبّ عَزَّ وَجَلَّ يَنْظُرُونَ كَمَا قَالَ تَعَالَى" يَوْم يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا " وَقَالَ تَعَالَى " وَمَا أَمْرنَا إِلَّا وَاحِدَة كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ " وَقَالَ تَعَالَى " وَمَا أَمْر السَّاعَة إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَر أَوْ هُوَ أَقْرَب " قَالَ مُجَاهِد " فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَة وَاحِدَة صَيْحَة وَاحِدَة وَقَالَ إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ أَشَدّ مَا يَكُون الرَّبّ عَزَّ وَجَلَّ غَضَبًا عَلَى خَلْقه يَوْم يَبْعَثهُمْ وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ زَجْرَة مِنْ الْغَضَب وَقَالَ أَبُو مَالِك وَالرَّبِيع بْن أَنَس زَجْرَة وَاحِدَة هِيَ النَّفْخَة الْآخِرَة .
-
مشاركة: آية وتفسير
[فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ]
النازعات 14
قَالَ اِبْن عَبَّاس السَّاهِرَة الْأَرْض كُلّهَا وَكَذَا قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَقَتَادَة وَأَبُو صَالِح وَقَالَ عِكْرِمَة وَالْحَسَن وَالضَّحَّاك وَابْن زَيْد السَّاهِرَة وَجْه الْأَرْض وَقَالَ مُجَاهِد كَانُوا بِأَسْفَلِهَا فَأُخْرِجُوا إِلَى أَعْلَاهَا قَالَ وَالسَّاهِرَة الْمَكَان الْمُسْتَوِي وَقَالَ الثَّوْرِيّ السَّاهِرَة أَرْض الشَّام وَقَالَ عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاتِكَة السَّاهِرَة أَرْض بَيْت الْمَقْدِس . وَقَالَ وَهْب بْن مُنَبِّه السَّاهِرَة جَبَل إِلَى جَانِب بَيْت الْمَقْدِس . وَقَالَ قَتَادَة أَيْضًا السَّاهِرَة جَهَنَّم وَهَذِهِ الْأَقْوَال كُلّهَا غَرِيبَة وَالصَّحِيح أَنَّهَا الْأَرْض وَجْههَا الْأَعْلَى وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنَا حِرْز بْن الْمُبَارَك الشَّيْخ الصَّالِح حَدَّثَنَا بِشْر بْن السَّرِيّ حَدَّثَنَا مُصْعَب بْن ثَابِت عَنْ أَبِي حَازِم عَنْ سَهْل بْن سَعْد السَّاعِدِيّ " فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ" قَالَ أَرْض بَيْضَاء عَفْرَاء خَالِيَة كَخُبْزَةِ النَّقِيّ وَقَالَ الرَّبِيع بْن أَنَس " فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ " يَقُول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " يَوْم تُبَدَّل الْأَرْض غَيْر الْأَرْض وَالسَّمَوَات وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِد الْقَهَّار " وَيَقُول تَعَالَى " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الْجِبَال فَقُلْ يَنْسِفهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرهَا قَاعًا صَفْصَفًا لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا " وَقَالَ تَعَالَى" وَيَوْم نُسَيِّر الْجِبَال وَتَرَى الْأَرْض بَارِزَة " وَبَرَزَتْ الْأَرْض الَّتِي عَلَيْهَا الْجِبَال وَهِيَ لَا تُعَدّ مِنْ هَذِهِ الْأَرْض وَهِيَ أَرْض لَمْ يُعْمَل عَلَيْهَا خَطِيئَة وَلَمْ يُهْرَق عَلَيْهَا دَم .
-
مشاركة: آية وتفسير
[هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى]
النازعات 15
يُخْبِر تَعَالَى رَسُوله مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَبْده وَرَسُوله مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّهُ اِبْتَعَثَهُ إِلَى فِرْعَوْن وَأَيَّدَهُ اللَّه بِالْمُعْجِزَاتِ وَمَعَ هَذَا اِسْتَمَرَّ عَلَى كُفْره وَطُغْيَانه حَتَّى أَخَذَهُ اللَّه أَخْذ عَزِيز مُقْتَدِر وَكَذَلِكَ عَاقِبَة مَنْ خَالَفَك وَكَذَّبَ بِمَا جِئْت بِهِ وَلِهَذَا قَالَ فِي آخِر الْقِصَّة " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَة لِمَنْ يَخْشَى " فَقَوْله تَعَالَى" هَلْ أَتَاك حَدِيث مُوسَى " أَيْ هَلْ سَمِعْت بِخَبَرِهِ .
-
مشاركة: آية وتفسير
[إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى]
النازعات 16
" إِذْ نَادَاهُ رَبّه " أَيْ كَلَّمَهُ نِدَاء " بِالْوَادِ الْمُقَدَّس " أَيْ الْمُطَهَّر" طُوًى " وَهُوَ اِسْم الْوَادِي عَلَى الصَّحِيح كَمَا تَقَدَّمَ فِي سُورَة طَه .
-
مشاركة: آية وتفسير
[اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى]
النازعات 17
أَيْ تَجَرَّدَ وَتَمَرَّدَ وَعَتَا .
-
مشاركة: آية وتفسير
[فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى]
النازعات 18
أَيْ قُلْ لَهُ هَلْ لَك أَنْ تُجِيب إِلَى طَرِيقَة وَمَسْلَك تُزَكَّى بِهِ وَتَسْلَم وَتُطِيع .
-
مشاركة: آية وتفسير
فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى
النازعات 20
يَعْنِي فَأَظْهَرَ لَهُ مُوسَى مَعَ هَذِهِ الدَّعْوَة الْحَقّ حُجَّة قَوِيَّة وَدَلِيلًا وَاضِحًا عَلَى صِدْق مَا جَاءَهُ بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه .
-
مشاركة: آية وتفسير
--------------------------------------------------------------------------------
يقول الشيخ : جمال القرش حفظه الله :
قوله تعالى: وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً الإسراء: 106.
عَلَى مُكْثٍ : قال ابن الجوزي: على تؤدة وترسل ليتدبروا معناه(1) .
قال الشوكاني: أي على ترسل وتمَهُّل في التلاوة فإن ذلك أقرب إلى الفهم وأسهل للحفظ (2) .
قَالَ ابْنُ كثير: أي على مهل(3)، وفي الجلالين: على مهل وتؤدة ليفهموه(4).
قال العلامة السعدي: أي على مُهل ليتدبروه، ويتفكروا في معانيه، ويستخرجوا علومه(5) .
* خلاصة أقوال المفسرين في تفسير الآية *
أي: اقرأه على تؤدة ، وتمهل وترسل في تلاوته، فإن ذلك عون على فهم معانيه واستخراج علومه .
من كتاب زاد المقرئين / للشيخ / جمال القرش
-
مشاركة: آية وتفسير
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ )
(البقرة:8)
التفسير لابن العثيمين رحمه الله :
قوله تعالى: { ومن الناس }: { من } للتبعيض؛ أي: وبعض الناس؛ ولم يصفهم الله تعالى بوصف . لا بإيمان، ولا بكفر .؛ لأنهم كما وصفهم الله تعالى في سورة النساء: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} [النساء: 143] ؛ و{ الناس } أصلها الأناس؛ لكن لكثرة الاستعمال حذفت الهمزة تخفيفاً، كما قالوا في "خير"، و"شر": إن أصلهما: "أخير"، و"أشر"؛ لكن حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرة الاستعمال؛ وسُموا أناساً: من الأُنس؛ لأن بعضهم يأنس بعضاً، ويركن إليه؛ ولهذا يقولون: "الإنسان مدني بالطبع"؛ بمعنى: أنه يحب المدنية . يعني الاجتماع، وعدم التفرق ...
قوله تعالى: { من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر } أي يقول بلسانه . بدليل قوله تعالى: { وما هم بمؤمنين } أي بقلوبهم .؛ وسبق معنى الإيمان بالله، وباليوم الآخر..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: بلاغة القرآن؛ بل فصاحة القرآن في التقسيم؛ لأن الله سبحانه وتعالى ابتدأ هذه السورة بالمؤمنين الخلَّص، ثم الكفار الخلَّص، ثم بالمنافقين؛ وذلك؛ لأن التقسيم مما يزيد الإنسان معرفة، وفهماً..
.2 . ومنها: أن القول باللسان لا ينفع الإنسان؛ لقوله تعالى: ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين)
.3 ومنها: أن المنافقين ليسوا بمؤمنين . وإن قالوا: إنهم مؤمنون .؛ لقوله تعالى: { وما هم بمؤمنين }؛ ولكن هل هم مسلمون؟ إن أريد بالإسلام الاستسلام الظاهر فهم مسلمون؛ وإن أريد بالإسلام إسلام القلب والبدن فليسوا بمسلمين..
.4 ومنها: أن الإيمان لا بد أن يتطابق عليه القلب، واللسان..
ووجه الدلالة: أن هؤلاء قالوا: "آمنا" بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم؛ فصح نفي الإيمان عنهم؛ لأن الإيمان باللسان ليس بشيء..
-
مشاركة: آية وتفسير
(قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ)
الطبرى
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَىَ لَهُمْ إِنّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }.
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: قُلْ للـمؤْمِنـينَ بـالله وبك يا مـحمد يَغُضّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ يقول: يكفوا من نظرهم إلـى ما يشتهون النظر إلـيه مـما قد نهاهم الله عن النظر إلـيه. وَيحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ أن يراها مَنْ لا يحلّ له رؤيتها, بلبس ما يسترها عن أبصارهم. ذلكَ أزْكَى لَهُمْ يقول: فإنّ غضها من النظر عما لا يحلّ النظر إلـيه وحفظ الفرج عن أن يظهر لأبصار الناظرين, أطهر لهم عند الله وأفضل. إنّ اللّهُ خَبِـيرٌ بِـمَا يَصْنَعُونَ يقول: إن الله ذو خبرة بـما تصنعون أيها الناس فـيـما أمركم به من غضّ أبصاركم عما أمركم بـالغضّ عنه وحفظ فروجكم عن إظهارها لـمن نهاكم عن إظهارها له.
وبنـحو ما قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
ـ حدثنـي علـيّ بن سهل الرّملـيّ, قال: حدثنا حجاج, قال: حدثنا أبو جعفر, عن الربـيع بن أنس, عن أبـي العالـية فـي قوله: قُلْ للْـمُؤمِنـينَ يَغُضّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ وَيحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ قال: كل فرج ذُكِر حفظة فـي القرآن فهو من الزنا, إلا هذه: وَقُلْ للْـمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أبْصَارِهِنّ وَيحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ فإنه يعنـي الستر.
ـ حدثنـي علـيّ, قال: حدثنا أبو صالـح, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس, قوله: قُلْ للْـمُؤْمِنِـينَ يَغُضّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ وَقُلْ للْـمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أبْصَارِهِنّ وَيحفَظْنَ فُرُوجَهُنّ قال: يغضوا أبصارهم عما يكره الله.
ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله: قُلْ للْـمُؤْمِنِـينَ يَغُضّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ قال: يغضّ من بصره: أن ينظر إلـى ما لا يحلّ له, إذا رأى ما لا يحلّ له غضّ من بصره, لا ينظر إلـيه, ولا يستطيع أحد أن يغضّ بصره كله, إنـما قال الله: قُلْ لِلْـمُؤْمِنِـينَ يَغُضّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ.