مشاركة: أبو ريشة .
جان دارك
رأى في متحف اللوفر بباريس صورة فتاة رائعة الجمال على صهوة جواد أدهم
فاستغرب عندما علم أنها جان دارك
الفجر أومأ والبتول=بحلمها المعسول نشوى
حتى إذا أطيافه = نفرت من الأجفان عدوا
أخذت تمطـّى والفتور=يهزها عضوا فعضوا
وغطاؤها المعطار يزلق=عن ترائبها ويطوى
وأكفها في شعرها=تزداد دغدغة ولهوا
والناهدان بصدرها=يتواثبان هوى وشجوا
فتشد فوقهما وسادتها=وفي شغف تلــَــوّى
هيهات تُـروى والحياء=خدينها هيهات تروى
نظرت إلى مرآتها =والشعر معصوب الضفائر
ولحاظها بثمالة الأحلام=ساهية فواتر
وقميصها المحلول فوق=تواثب النهدين حائر
فاستعرضت عيشا كما =شاء الهوى ريان عاطر
وتمثلت خدنا يحل =براحتيه لها المآزر
ويضمها شغفا وتهمي=فوقها القبل المواطر
فتلجلجت خجلا وغصت=بالشهي من الخواطر
وتنهدت ألما وأطبقت= الجفون على المحاجر
وقفت تصلي هيبة =والنفس خاشعة كئيبة
وصليبها القدسي يرمقها=بنظرات رهيبة
فتزحزحت أجفانها=عن دمعة القلق السكيبة
وفؤادها المخذوليكتم =في مخاوفه وجيبة
فاستغفرت عن حلمه =الطاغي ولفتته المريبة
واستعصمت بصليبها=من كل هاجسة غريبة
وبنت لها خلف الضلوع=هياكل الحب الرحيبة
وأتت على أمل الشباب=وطيب زهرته الرطيبة
مضت الليالي مثلما=الأحلام في اجفان نائم
فإذا البتول على جواد =مثل جلد الليل فاحم
وأمامها علم البلاد =مموج الجنبات باسم
وخيوله مختالة=تحت العوالي والصوارم
ينساب في الوادي كما=الرقطاء بات لها قوائم
وغباره يعلو على جنبيه=من عسف المناسم
والأفق مطروف العيون =بلفحه ، والصخر شاتم
نادت بيلقها البتولُ=وهز ساعدها المهند
وعدت إلى حرم الجهاد= السمح بالعزم الموطد
فتلاحم الجيشان فاندلع =اللظى والهول أرعد
هذا يفر وذا يكر=وذا يكب وذاك يصعد
والموت يأكل ما تلقمه=يد الطعن المسدد
حتى إذا نالت نواجذه= من الأشلاء مقصد
بدت البتول كما بدا=من كوة الظلماء فرقد
تختال جذلى بالفخار =وعزة النصر المخلد
نصر على نصر أقض=مضاجع الأبطال ذعرا
حتى إذا الوطن الأسير =بدا من الأغلال حرا
فطغت سخائمهم كما=لو في الهشيم قذفت جمرا
ومشوا مجوسا يحملون =بتولهم للنار نـُـكرا
فتجلدت ويد اللظى=ترمي بمئزرها فتعرى
وتهزها هزا فتعلو= تارة وتخر طورا
أخذت تصعّد روحَها=في قبضة النار الرهيبة
وأمامها تمشي طيوف =الخلد في حلل قشيبة
فبدت تصلي للصليب =صلاة فائزة طروبة
فإذا به يحنو عليها =بابتسامته الحبيبة!!!
flower37:
1935م