لأني أحبك
تعالـي أحبـك قبـل الرحـيـل
فما عاد فـي العمـر إلا القليـل
أتينـا الحيـاة بحلـمٍ بــريءٍ
فعربـد فينـا زمــانٌ بخـيـل
حلمنـا بـأرضٍ تلـم الحيـارى
وتأوي الطيور وتسقـي النخيـل
رأينـا الربيـع بقـايـا رمــادٍ
ولاحت لنا الشمس ذكرى أصيـل
حلمنـا بنهـرٍ عشقنـاهُ خمـراً
رأينـاه يومـاً دمـاءً تسـيـل
فإن أجدب العمـرُ فـي راحتـيَّ
فحبـك عنـدي ظـلالٌ ونـيـل
وما زلتِ كالسيف فـي كبريائـي
يكبـلُ حلمـي عريـنٌ ذلـيـل
وما زلت أعـرف أيـن الأمانـي
وإن كـان دربُ الأمانـي طويـل
تعالي ففي العمـرِ حلـمٌ عنيـدٌ
فمـا زلـتُ أحلـمُ بالمستحيـل
تعالي فما زالَ في الصبحِ ضـوءٌ
وفي الليل يضحـكٌ بـدرٌ جميـل
أحُبـك والعمـرُ حـلـمٌ نـقـيٌّ
أحبـك واليـأسُ قـيـدُ ثقـيـل
وتبقين وحـدكِ صبحـاً بعينـي
إذا تـاه دربـي فأنـتِ الدلـيـل
إذا كنتُ قد عشتُ حلمي ضياعـاً
وبعثرتُ كالضوءِ عمري القليـل
فإنـي خُلقـتُ بحـلـم كبـيـرٍ
وهل بالدموع سنروي الغليـل ؟
ومـاذا تبقّـى علـى مقلتينـا؟
شحوبُ الليالـي وضـوء هزيـل
تعالي لنوقـد فـي الليـل نـاراً
ونصرخ في الصمتِ في المستحيل
تعالـي لننسـج حلمـاً جـديـداً
نسميـه للنـاس حلـم الرحيـل
فاروق جويدة