كلما حلّ المساء جلست إلى طاولتي أحتسي فنجان القهوةو بجانبي بضع وريقات من دفتري القديمأخطّ عليه حروفا كنت قد احتفظت بها و أبت تلك الصفحات إلاّ أن تحتضنهاكنت أبثّ إليها شوقي حينا و حنيني حينا آخرأهمس لها كم انتظرت قدومك و الدّمع يلثم خدّي الحزيناعترفت لها بحبّي الذي لم تعرف به يوماآآه كم كانت عذبة تلك اللحظات الأولى حين لمحتكأذكر حينها كيف اختبأ كلينا من زخّات المطرضحكنا يومها بجنون و التحفنا دفئنا بعيدا عن برد أيّارلم تقل لي شيئا فقط اكتفيت بالنظر إلى عينيّو اكتفيت أنا بحبك أكثرلكنّك لم تعد هنا لأحكي لك عن عشقي و جنونيتوقّفت قليلا عن الكتابة و رحت أجول في أرجاء ذاكرتيلعلّي ألقاك لأتنفّسك من جديدعبثا حاولت استحضار صورتك الآخيرة قبل الرحيللكن أتدري لست بحاجة للذّكرى ، حسبي أنّي رسمتك ملاكاو توّجتك على عرش القلب اميرالن أملّ إرسال الحروف عبر طيّات دفتريسأنزف حبّا و شوقا إلى أن تعودفلا تطل الغياب ..