رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان
http://photos-c.ak.fbcdn.net/hphotos..._2627708_a.jpg
http://sphotos-f.ak.fbcdn.net/hphoto..._1916656_n.jpg
اعتبرت الأديبة غادة السمان الرسائل الغرامية التي بعث بها اليها غسان إرثا أدبيا وليس شأنا خاصا، ومن تم أشارت في تقديمها للرسائل التي نشرتها دار الطليعة أنها تنشرها بعد عشرين سنة من وفاته بجرأة ودون أي حذف أو تغيير، ويبقى من الصعب الاطلاع على رسائل غسان العاشق الولهان المتيم دون الشعور بذنب نبش قلب عصفور جريح هو في عداد الموتى..ولو أننا من حين الى حين سنبحث عن متعة الأدب ورونقه وقوة العبارات والأحاسيس إلا أن ذلك نفعله على هامة جثة كبيرة هي غسان كنفاني مما يحز في القلب..وحتى أنقل لكم شيئا عن عظمة من هم بقامة الشهداء اليكم هذا المقطع بلسان زوجته آني
- مشهد استشهاد غسان:
ففي صباح الثامن من حزيران عام 1972 استشهد غسان على أيدي عملاء إسرائيل عندما انفجرت قنبلة بلاستيكية ومعها خمسة كيلو غرامات من الديناميت في سيارته وأودت بحياته الغالية...تقول زوجته ورفيقة نضاله السيدة "آني": "..بعد دقيقتين من مغادرة غسان ولميس-ابنة أخته- سمعنا انفجارا رهيبا..تحطمت كل نوافذ البيت ...نزلت السلم راكضة لكي أجد البقايا المحترقة لسيارته...وجدنا لميس على بعد بضعة أمتار ..ولم نجد غسان...ناديت عليه ..ثم اكتشفت ساقه اليسرى ...وقفت بلا حراك ..في حين أخذ فايز –ابنه- يدق رأسه بالحائط...وليلى-ابنتنا- تصرخ: بابا ..بابا..لقد قتلوك".
http://sphotos-c.ak.fbcdn.net/hphoto..._5065067_n.jpg
سأتجرأ وأجتزئ قطع من القلب أهي ممتعة أم مبكية أهي درامية أم كوميدية أهي حقيقية أم تمثيلية الرأي لكم:
حين عبر غسان كنفاني عن الغيرة
-يبدو أنني أحياناً أتوقف لأقتلع من راحة يدي شوكة في حجم نصف دبوس..ألا تفهمين أن هذا الذي ينبض داخل قميصي هو رجل شرقي خارج من علبة الظلام ؟ حتماً تعرفين. أنت هائلة في اكتشاف مقتلي لذلك تتهربين مني أحياناً ، لذلك (لا تقولين) ولذلك بالذات تقولين!
http://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphoto..._1697280_n.jpg
- وكان هو وكنتِ سعيدة إلى حد زلزلني صوتك الضاحك وفتح في رئتيّ جرحاً ما زلت أحس نزيفه يبلل قميصي
حين آمن غسان بحب غادة
أؤمن بك كما يؤمن الأصيل بالوطن والتقي بالله والصوفي بالغيب .لا. كما يؤمن الرجل بالمرأة
http://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphoto..._4030035_n.jpg
الحرية:
إن الحرية لا يمكن أن تكون شيئاً يأتي من الخارج
فاتنة غادة هي في عيني غسان:
إنني أتقد مثل كهف مغلق من الكبريت وأمام عيني تتساقط النساء كأن أعناقهن بترت بحاجبيك
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
http://sphotos-d.ak.fbcdn.net/hphoto..._4841891_n.jpg
أثر الرسائل:
أريد أن أجد لدى عودتي صندوقاً من الرسائل في حجم شحنة ويسكي.
الانتظار:
تحت تطاير الكلمات من شفاهنا وبين التصاقهما. وثمة حقول من طحلب غير مرئي اسمه الانتظار تنمو على راحتي يدينا حين تمطر فوقهما المصافحة ، هناك جسر من الانتظار تشده أهدابنا إلى بعضها حين تتبادل النظر . إن الانتظار ، فيما بيننا ، حفرة تكبر كلما عمقت أظافرنا اكتشافها ، إننا لا نستطيع أن نردمها بأي شيء فليس في علاقتنا ما نستطيع أن نستغني عنه لنخطو إلى بعضنا فوقه.
http://sphotos-f.ak.fbcdn.net/hphoto..._4164805_n.jpg
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
غسان يحفز غادة على الكتابة
تمسكي بهذا الشيء الذي يستطيع أن يكون إلى الأبد درعك أكثر مما يستطيع أي رداء مبتكر ( وقصير) أن يفعل. بوسعك أن تقتحمي العالم على منقار صقر فما الذي يعجبك في حصان طروادة ؟ إنني واثق من شيء واحد : بالنسبة لك الحياة ملحمة انتصار تبدأ من العنق فما فوق ،فلتجعلي همك هناك. لغيرك أن يعتقد أن حياته لها قمة هي الكتفان . بوسعك أن تدخلي إلى التاريخ ورأسك إلى الأمام كالرمح ، كالرمح. أنت جديرة بذلك وليس من هو أكثر منك جدارة . اطّرحي مرة وإلى الأبد حيرتك الأنثوية المغيظة بين رأسك وركبتيك فتكسبي مرة وإلى الأبد رأسك ورؤوس الآخرين وعظمة أنوثتك وجمالها الأخاذ الصاعق المفعم بالكبرياء
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
مادة للكتابة:
إنني أعطيك بطل قصة ، مخلوق جدير بالتفحص في أنبوب اختبار ..وسأكون سعيداً لو عرفتِ كيف تكتبين عن رجل أحبك حقاً ، ولم يخطئ معك ، وظل يحترمك ، ولم يكترث بأيما شيء في سبيلك ... دون أن تمنحيه بالمقابل شيئاً إلا "آذان الآخرين" والاغتراب والصمت
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
فراق
راقبت المصعد يهبط ، الضوء ينطفئ ، خطواتك تختفي. وغداً سأراك لأودعك ، ولكن ذلك سيكون مرعباً ، إلا إذا تصرفنا بحذاقة غير إنسانية...هل أقول لك : إلى اللقاء؟ إنها كلمة ليست شخصية بصورة كافية ، تبدو وكأن شخصاً ما قد استعملها قبل لحظة وتركها مرمية هناك.
المرأة والرجل:
أنت وأنا اعتقدنا أن في العمر متسعاً لسعادة أخرى ، ولكننا مخطئون ، المرأة توجد مرة واحدة في عمر الرجل ، وكذلك الرجل في عمر المرأة ، وعدا ذلك ليس إلا محاولات التعويض ، بذل النسيان والندم راقة فوق راقة.
الوقوف على الهاوية:
فقد كنت أريد أرضاً ثابتة أقف فوقها ، ونحن نستطيع أن نخدع كل شيء ما عدا أقدامنا، إننا لا نستطيع أن نقنعها بالوقوف على رقائق جليد هشة معلقة بالهواء. والآن: كنت أمشي على رقع الجليد تلك ، وليس كل ما كتبته وكل ما قلته في حياتي كلها إلا صوت تهشمها تحت الخطوات الطريدة.
قتل الأبطال:
ويبدو أن هناك رجال لا يمكن قتلهم إلا من الداخل.
غسان إلى أخته فايزة: يفسر علاقة غادة به
إنها تحبني وتخشى إذا ما اندفعت نحوي أن أتركها مثلما يحدث في جميع العلاقات السخيفة بين الناس ، وتخشى إذا ما ذهبت في علاقتنا إلى مداها الطبيعي أن نخسر بعضنا . ولكن يا فائزة هذا كلام كتب وأطباء ومدرسي حساب وليس عواطف امرأة أمام رجل يحبها وتحبه..
الحب والقدر:
إن يداً وحشية قد خلطت الأشياء في السماء خلطاً رهيباً فجعلت نهايات الأمور بداياتها والبدايات نهايات.. ولكن قولي لي : ماذا يستحق أن نخسره في هذه الحياة العابرة؟ تدركين ما أعني . إننا في نهاية المطاف سنموت.
الحب والجنس
صحيح أن الجنس ليس أولاً ولكنه موجود..أوه يا عزيزتي ! ليس من السهل بالنسبة لي أن أبني معها علاقة جنسية حتى لو أتيحت لي الفرصة لذلك.
الجرح النبيل:
فلنبتر كل شيء الآن. هذه اللحظة، في جرح نظيف ونبيل ونهائي.
وصية غسان لابن اخته:
علميه أن الزيف هو جواز المرور الأكثر حسماً، وأن الدنيا هراء يكسب فيها من ينزلق على سطحها ، لا تروي له أبداً أبداً قصة خاله الذي أراد ذات يوم أن يصنع الحياة بمشرط جارح.. إن الحياة أقل تعقيداً وينبغي أن تكون أكثر بساطة. إن الحياة مثل هضبة الجليد لا يستطيع أن يسير عليها من أراد أن يغرس نفسه فيها. الانزلاق هو الحل وهو الاحتيال الأمثل ..
حب بين متزوج وأب لطفلين وامرأة حرة طليقة
لقد استسلمنا للعلاقة بصورتها الفاجعة والحلوة، ومصيرها المعتم والمضيء. وتبادلنا خطأ الجبن: أما أنا فقد كنت جبانا في سبيل غيري، لم أكن أريد أن أطوح بالفضاء بطفلين وامرأة لم يسيئوا إليّ قط ، مثلما طوح بي العالم القاسي قبل عشرين سنة، أما أنت فقد كان كل ما يهمك نفسك فقط..".
http://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphoto..._7896157_n.jpg
http://sphotos-b.ak.fbcdn.net/hphoto..._6787789_n.jpghttp://sphotos-d.ak.fbcdn.net/hphoto...4_786061_n.jpg
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
بيت لحم - معا - قررت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية تجميد مشروع "يا سلام" الخاص بتدريس الأدب العربي لطلاب الصف 5 الابتدائي، بسبب قصة "القنديل الصغير" للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية التي أوردت النبأ اليوم الأربعاء، ان التجميد يعود هذه المرة إلى شخصية الكاتب الذي كان قبل اغتياله ناطقا بلسان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وليس لمضمون القطعة الأدبية.
واضافت الصحيفة ان مشروع "صندوق إبراهيم" القائم على البرنامج طلب من التلاميذ قراءة قصة كنفاني واعداد تلخيصا هلا الأمر الذي اثار موجة غضب عارمة في صفوف ذوي التلاميذ الذين قدموا شكوى لوزارة التربية عبر الجمعية المعروفة باسم "المنتدى القانوني لأرض إسرائيل".
وجاء في نص الشكوى التي قدمها رئيس المنتدى القانوني "ناحي ايلون" بضرورة اعادة الوزارة دراسة الترخيص الممنوح لصندوق ابراهيم.
وقررت مديرة عام وزارة التربية "داليت شتاوبر" تجميد المشروع الذي يجري تنفيذه بمئات المدارس حتى الانتهاء من دراسة الموضوع بشكل معمق.
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان :
11/4/1967
غاده....
لست أعرف ماذا يتعين عليّ أن أكتب لك .... لقد أرسلت لك رسالة مطولة منذ أسبوع ،ومع ذلك فرسائلك تقول أنك لم تتسلمي شيئا ،وأناأشعر بالذنب،وأخشى أن تعتقدي للحظة أنني ألعب دورا ، أو أن نبضي لك قد أخذ يخفق في فراغ ،أو أنه صمت , أو أنه أتجه نحو مرفأ آخر :دونك أيتها الغالية لا شيء ولا أحد .....وغيابك ليكن من يكن الذي سيختاره لن يعوض ..... بعدك مستحيل .دونك لا شيء و لكن غيرك غير ممكن .
أنت في جلدي ، وأحسك مثلما أحس فلسطين : ضياعه كارثة بلا أي بديل ، وحبي شيء في صلب لحمي ودمي ، وغيابها دموع تستحيل معها لعبة الاحتيال .
لقد وقع الأمر ، ولا فرار .... العذاب دونك ،ولكنه ، دائما ، عذاب جارح ، صهوة تستعصي على الترويض .
انني أكره ما يذكرني بك ، لأنه ينكأ جراحا أعرف أن شيئا لن يرتقها. أنا لا أستطيع أن أجلس فارتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم .....و يا لكثرة الأشياء التي تذكرني بك :الشعر الأسود حين يلوّح وراء أي منعطف يمزّع ، النظارات السود ما تزال تجرحني ...السيارات ،الشوارع ، الناس ، الأصدقاء الذين تركت على عيونهم بصماتك ، المقاعد ، الأكل ، الكتب ، الرسائل ،المكتب ، البيت ، الهاتف ، كل ذلك ، كله .... هو أنت ، وقبله : أذكرك طالما أنا أنا ... وحين أنظر . الى كفي أحسك تسيلين في أعصابي ... وحين تمطر أذكرك ، وحين ترعد أسأل :من معها ؟ وحين أرى كأسا أقول : هي تشرب ؟ثم ماذا ؟
لقد صرت عذابي ،وكتب عليّ أن ألجأ مرتين الى المنفى ، هاربا أو مرغما على الفرار من أقرب الأشياء الى الرجل وأكثرها تجذرا في صدره الوطن والحب .
واذا كان عليّ أن أناضل من أجل أن أسترد الأرض فقولي لي ،أنت أيتها الجنية التي تحيك ، كل ليلة ، كوابيسي التي لا تحتمل ..... كيف أستردك ؟
.
وحين أكتب ليس ثمة قارئ غيرك , وحين أقود سيارتي في تعب الليل وحيدا أتحدث اليك ساعات من الجنون ، أتشاجر ، أضحك ، أشتم السائقين ، أسرع ، ثم أقف : أحتويك وأقبلك و أنتشي .
انني على عتبة جنون ولكنني أعرف قبل أي أنسان آخر أن وجودك معي جنون آخر له طعم اللذة ,ولكنه لأنك أنت ، التي لا يمكن أن تصلح في قالب أريده أنا .جنون تنتهي حافته الى الموت !
أمس رن الهاتف في المنزل ، ورفعت السماعة ... لم يكن ثمة أحد يتكلم على الطرف الآخر وهمست ، بعد لحظة ، بصوت جبان : غادة ؟
وهذا كله لا يهمك ....أنت صبية وفاتنة وموهوبة ... و بسهولة تستطيعين أن تدرجي اسمي في قائمة التافهين ، وتدوسي عليه وأنت تصعدين الى ما تريدين .... ولكنني أقبل ... انني أقبل حتى هذه النهاية التعيسة !
ماذا أقول لك ؟ انني أنضح مرارة ... يعصر لساني الغضب مثلما ... يعصرون البرتقال على الروشه ، لا أستطيع أن أنسى ، ولا أستطيع أن أبعد عن وريدي شفرة الخيبة التي بذلت جهدا ، يشهد الله كم هو كبير ، لتجعلينني أجترعها بلا هوادة !
ماذا يهم ؟ ها أنت تكتبين الآن وأنت على بعد ألفي ميل ما كنت تستطيعين أن تقوليه حين كنا يدا في يد ..... ومع ذلك فهاتي الحب ! كيف ؟ كيف ؟
لا أعرف ماذا أريد . لا أعرف ماذا أكتب . لا أعرف الى أين سأنتهي . و الآن خصوصا أنا مشوش الى حد العمى : ان النقرس يفتك بي مثل ملايين الابر الشيطانية . أشفقي عليّ أيتها الشقية ... فذلك على الأقل شيء يقال .
قلت : لنتحدث في الهاتف ... أما أنا فليس لدي قرش أستطيع أن أصرفه ، وأن أصرفه خصوصا على عذاب لا أحتمله . لقد تقوّض هذا الشيء الذي كنته ، وأنا حطام، وأعرف أن ذلك شيء لا يسرّك كثيرا ، ولكنه حدث : عنوان القصة .
حازم؟ أجل حازم (أحد أبطال قصص كتابي ليل الغرباء) من نوع أكثر صميمية :أنني أكثر شجاعة منه في وجه العدو المعذّب ، ولكنني أقل منه شجاعة في وجه الحب .
انني أعطيك بطل قصة ، مخلوق جدير بالتفحص في أنبوب أختبار ... وسأكون سعيدا لو عرفت كيف تكتبين عن رجل أحبك حقا ، و لم يخطئ معك ، وظل يحترمك ، ولم يكترث يأيما شيء في سبيلك .... دون أن تمنحيه بالمقابل شيئا الا (آذان الآخرين) و الاغتراب والصمت .
لا !
لا تتحدثي معي بالهاتف .... اكتبي لي كثيرا ..... أنا أحب رسائلك الى حد التقديس ، وسأحتفظ بها جميعا وذات يوم سأعطيها لك .... انها – أيتها الشقية – أجمل ما كتبت أنت وأكثرها صدقا....
كنت قلت لك في رسالتي السابقة أنهم يريدونك لتكتبي للمصور من لندن .... حاولي أن تفعلي ، واكتبي لأحمد بهاء الدين.
أرجوك : أكتبي لي .
غسان كنفاني
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
غسان كنفاني تحت شمس الفارعة!
نشر الجمعـة 06/07/2012 الساعة 12:33
طوباس - معا - أعادت قراءات ومداخلات أدبية وذكريات أسماء حضور الأديب الكبير غسان كنفاني في ذكرى الأربعين عاماً على اغتياله. ورسم المعلم المتقاعد ونائب رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم الفارعة نافز جوابرة، والنقابي غسان قندس، والمحاضر في جامعة القدس المفتوحة زياد أبو كشك، والشاعر والباحث خضر صبح، صورة لحضور الأديب والمناضل كنفاني في يومياتهم وطفولتهم ومناهجهم، خلال ندوة نظمتها وزارة الإعلام بالتعاون مع اللجنة الشعبية للخدمات في المخيم.
وقال غسان قندس: ولد كنفاني في 9 نيسان 1936، وجئت أنا إلى الدنيا في 12 نيسان عام 1970، وحملت أنا وأربعة من طلبة الصف الاسم ذاته، وأطلق خالي محمد نصر الله اسم غسان عليّ؛ لشدة حبه به وبإبداعاته، أما مدرس اللغة الإنجليزية علي الداية، فقد كان يناديني بكنفاني دائماً. ويحمل سبعة من شبان مخيمنا اسم غسان، ومعظمنا من جيل واحد، سبق اغتيال صاحبه بسنتين.
وأضاف: عرفت عائد إلى حيفا، ورجال في الشمس، وأم سعد، وغيرها، لكنني ملكت الشعور ذاته الذي امتلكه المبدع كنفاني، وجمعتنا محنة اللجوء، فخسر هو حيفا وعكا، وخسرت أنا قرية قنير القريبة من حيفا أيضاً.
وأستعرض الأستاذ زياد أبو كشك حضور كنفاني في منهاج طلبة التربية الابتدائية في جامعة القدس المفتوحة، عبر دراسة تحليلية لرواية "أم سعد"، ومقتطفات من رواية "رجال في الشمس" التي اعتبرها النقاد ممثلة لحال التشرد، الذي ألم بشعبنا.
وقال: اعتبر النقاد رواية" ما تبقى لكم" إشارة إلى عبثية عدم المواجهة والانكسار، وصرف النظر عن المواجهة الحقيقة للمحتل، فيما شكلت" عائد إلى حيفا" ردة فعل، ومحاولة لصنع الفدائي، وهزيمة الهزيمة، فيما جاءت"أم سعد" كتطور للنموذج الإنساني، من خلال تقدم الوعي إيجابياً، والإصرار على غرس الحياة والأمل عبر عود عنب جاف، يأتي من صرتها الفقيرة، ويستقر في الأرض ليصير عنباً.
واسترد أبو كشك، دلالات اسم غسان اللغوية، والذي يعني أقصى القلب، وحدة الشباب، والجميل، واقتراب انطلاق الليل. مشيراً إلى خلو مناهج الصفوف: العاشر والحادي والثاني عشر من ذكر كنفاني وروائعه.
وأشار الأستاذ نافز جوابرة إلى القاسم المشترك بين غسان ومن عاشوا محنة اللجوء، إذ تقف أعماله للحديث عن الوطن، والجرح، والخيمة. فينما هاجر بنفسه إلى سوريا ولبنان، وقضى شهيداً في اغتيال تكرر لاحقاً، ولا زال في المنافي والداخل الفلسطيني.
وأضاف: بحكم دراستنا في مناهج تحت الاحتلال، لم نقرأ أعمال كنفاني الرائعة، وعرفناها من خلال المنهاج الخفي، وأدب السجون، والشعارات الوطنية التي كتبها الشبان، خلال الانتفاضة الشعبية عام 1987، وبعض الأعمال التلفزيونية التي اقتبست أعماله.
وقال الباحث خضر صبح، إن ما يجمعه بغسان كنفاني علاقة روحية، تتسلح بالأثر النفسي الهائل الذي تركه في المتلقي، فرواية" رجال في الشمس"، تمتلك أثراً روحياً هائلاً، وتوصل إلى استنتاج يرسم الموت القاسي، لمن يفر من فلسطين ويتخلى عن المقاومة، بحثاً عن الثراء. والقاسي في الرواية، أن من وجد نفسه في الخزان، لم يمتلك الجرأة للدق على جدرانه، ليقضي في موت اسود، ولتصل صورة الألم أقسى حالاتها، حينما تخلص سائق الصهريج الجثث في مكب للقمامة!
يتابع: في منهاج الصف السابع إشارة لرجال في الشمس، لكن أحدى الأسئلة التي تتصل بالنص المدرسي، تحمل دلالة قاسية تبعث على الاستغراب من الطرح، حينما يوجه السؤال عن التصور لما كان سيكون عليه الحال، لو دق المحاصرون جدران الخزان بالفعل.
فيما نسج منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف صورة التشابه بين" رجال في الشمس"، وما ألم بمجموعة من النساء العاملات، اللواتي كن يتهربن في شاحنة للوصول إلى ما وراء الفاصل الأخضر، خلال عام 2003، وجرى اعتقالهن.
وقال: بالرغم من اختلاف الزمن والمكان، إلا أن "نساء في الشاحنة"، القصة القصيرة التي دمجت الأدب بالواقع، ونالت جازة في القصة القصيرة عام 2004 ، من مجلة ديوان العرب، في منافسة استضافتها العاصمة المصرية، إلا أن المرارة واحدة، وتبعث على الموت أو الإذلال.
وأضاف خلف: يأتي استحضار كنفاني في ندوة الوزارة لتخليد ذكرى الأديب والصحافي الذي أنتج في زمن مبكر ثمانية عشر كتاباً، وكتب مئات المقالات في الثقافة والسياسة والكفا ، في وقت تُرجمت معظم أعماله إلى سبع عشرة لغة، ونُشرت في أكثر من 20 بلداً، وتمّ إخراج بعضها في أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية عدة.
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية. http://www.eqtibas.com/images/authors/206.jpg غسان كنفاني
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
إن الانتصار هو أن تتوقع كل شيء وألا تجعل عدوك يتوقع. غسان كنفاني
إن الفكرة النبيلة لا تحتاج غالبا إلى الفهم، بل تحتاج إلى الإحساس
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين.غسان كنفاني
إن الخيانة في حد ذاتها ميتة حقيرة
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان :
11/4/1967
غاده....
لست أعرف ماذا يتعين عليّ أن أكتب لك .... لقد أرسلت لك رسالة مطولة منذ أسبوع ،ومع ذلك فرسائلك تقول أنك لم تتسلمي شيئا ،وأناأشعر بالذنب،وأخشى أن تعتقدي للحظة أنني ألعب دورا ، أو أن نبضي لك قد أخذ يخفق في فراغ ،أو أنه صمت , أو أنه أتجه نحو مرفأ آخر :دونك أيتها الغالية لا شيء ولا أحد .....وغيابك ليكن من يكن الذي سيختاره لن يعوض ..... بعدك مستحيل .دونك لا شيء و لكن غيرك غير ممكن .
أنت في جلدي ، وأحسك مثلما أحس فلسطين : ضياعه كارثة بلا أي بديل ، وحبي شيء في صلب لحمي ودمي ، وغيابها دموع تستحيل معها لعبة الاحتيال .
لقد وقع الأمر ، ولا فرار .... العذاب دونك ،ولكنه ، دائما ، عذاب جارح ، صهوة تستعصي على الترويض .
انني أكره ما يذكرني بك ، لأنه ينكأ جراحا أعرف أن شيئا لن يرتقها. أنا لا أستطيع أن أجلس فارتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم .....و يا لكثرة الأشياء التي تذكرني بك :الشعر الأسود حين يلوّح وراء أي منعطف يمزّع ، النظارات السود ما تزال تجرحني ...السيارات ،الشوارع ، الناس ، الأصدقاء الذين تركت على عيونهم بصماتك ، المقاعد ، الأكل ، الكتب ، الرسائل ،المكتب ، البيت ، الهاتف ، كل ذلك ، كله .... هو أنت ، وقبله : أذكرك طالما أنا أنا ... وحين أنظر . الى كفي أحسك تسيلين في أعصابي ... وحين تمطر أذكرك ، وحين ترعد أسأل :من معها ؟ وحين أرى كأسا أقول : هي تشرب ؟ثم ماذا ؟
لقد صرت عذابي ،وكتب عليّ أن ألجأ مرتين الى المنفى ، هاربا أو مرغما على الفرار من أقرب الأشياء الى الرجل وأكثرها تجذرا في صدره الوطن والحب .
واذا كان عليّ أن أناضل من أجل أن أسترد الأرض فقولي لي ،أنت أيتها الجنية التي تحيك ، كل ليلة ، كوابيسي التي لا تحتمل ..... كيف أستردك ؟
.
وحين أكتب ليس ثمة قارئ غيرك , وحين أقود سيارتي في تعب الليل وحيدا أتحدث اليك ساعات من الجنون ، أتشاجر ، أضحك ، أشتم السائقين ، أسرع ، ثم أقف : أحتويك وأقبلك و أنتشي .
انني على عتبة جنون ولكنني أعرف قبل أي أنسان آخر أن وجودك معي جنون آخر له طعم اللذة ,ولكنه لأنك أنت ، التي لا يمكن أن تصلح في قالب أريده أنا .جنون تنتهي حافته الى الموت !
أمس رن الهاتف في المنزل ، ورفعت السماعة ... لم يكن ثمة أحد يتكلم على الطرف الآخر وهمست ، بعد لحظة ، بصوت جبان : غادة ؟
وهذا كله لا يهمك ....أنت صبية وفاتنة وموهوبة ... و بسهولة تستطيعين أن تدرجي اسمي في قائمة التافهين ، وتدوسي عليه وأنت تصعدين الى ما تريدين .... ولكنني أقبل ... انني أقبل حتى هذه النهاية التعيسة !
ماذا أقول لك ؟ انني أنضح مرارة ... يعصر لساني الغضب مثلما ... يعصرون البرتقال على الروشه ، لا أستطيع أن أنسى ، ولا أستطيع أن أبعد عن وريدي شفرة الخيبة التي بذلت جهدا ، يشهد الله كم هو كبير ، لتجعلينني أجترعها بلا هوادة !
ماذا يهم ؟ ها أنت تكتبين الآن وأنت على بعد ألفي ميل ما كنت تستطيعين أن تقوليه حين كنا يدا في يد ..... ومع ذلك فهاتي الحب ! كيف ؟ كيف ؟
لا أعرف ماذا أريد . لا أعرف ماذا أكتب . لا أعرف الى أين سأنتهي . و الآن خصوصا أنا مشوش الى حد العمى : ان النقرس يفتك بي مثل ملايين الابر الشيطانية . أشفقي عليّ أيتها الشقية ... فذلك على الأقل شيء يقال .
قلت : لنتحدث في الهاتف ... أما أنا فليس لدي قرش أستطيع أن أصرفه ، وأن أصرفه خصوصا على عذاب لا أحتمله . لقد تقوّض هذا الشيء الذي كنته ، وأنا حطام، وأعرف أن ذلك شيء لا يسرّك كثيرا ، ولكنه حدث : عنوان القصة .
حازم؟ أجل حازم (أحد أبطال قصص كتابي ليل الغرباء) من نوع أكثر صميمية :أنني أكثر شجاعة منه في وجه العدو المعذّب ، ولكنني أقل منه شجاعة في وجه الحب .
انني أعطيك بطل قصة ، مخلوق جدير بالتفحص في أنبوب أختبار ... وسأكون سعيدا لو عرفت كيف تكتبين عن رجل أحبك حقا ، و لم يخطئ معك ، وظل يحترمك ، ولم يكترث يأيما شيء في سبيلك .... دون أن تمنحيه بالمقابل شيئا الا (آذان الآخرين) و الاغتراب والصمت .
لا !
لا تتحدثي معي بالهاتف .... اكتبي لي كثيرا ..... أنا أحب رسائلك الى حد التقديس ، وسأحتفظ بها جميعا وذات يوم سأعطيها لك .... انها – أيتها الشقية – أجمل ما كتبت أنت وأكثرها صدقا....
كنت قلت لك في رسالتي السابقة أنهم يريدونك لتكتبي للمصور من لندن .... حاولي أن تفعلي ، واكتبي لأحمد بهاء الدين.
أرجوك : أكتبي لي .
غسان كنفاني
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
أموت وسلاحي بيدي، لا أن أحيا وسلاحي بيد عدوي. غسان كنفاني
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
غزة في 29/11/1966 Gaza
غادة
كل هذه العناوين المسجلة فوق، على ضخامتها ، ليست إلا أربع طاولات على شاطئ البحر الحزين ، وأنا ، وأنت، في هذه القارورة الباردة من العزلة والضجر. إنه الصباح، وليلة أمس لم أنم فقد كان الصداع يتسلق الوسادة كجيوش مهزومة من النمل ، وعلى مائدة الفطور تساءلت: هل صحيح أنهم كلهم تافهون أم أن غيابك فقط هو الذي يجعلهم يبدون هكذا؟ ثم جئنا جميعاً إلى هنا : أسماء كبيرة وصغيرة، ولكنني تركت مقعدي بينهم وجئت أكتب في ناحية، ومن مكاني أستطيع أن أرى مقعدي الفارغ في مكانه المناسب ، موجود بينهم أكثر مما كنت أنا.
إنني معروف هنا ، وأكاد أقول (محبوب) أكثر مما كنت أتوقع ، أكثر بكثير . وهذا شيء، في العادة ، يذلني، لأنني أعرف بأنه لن يتاح لي الوقت لأكون عند حسن ظن الناس ، وأنني في كل الحالات سأعجز في أن أكون مثلما يتوقعون مني . طوال النهار والليل أستقبل الناس ، وفي الدكاكين يكاد الباعة يعطونني ما أريد مجاناً وفي كل مكان أذهب إليه أستقبل بحرارة تزيد شعوري ببرودة أطرافي ورأسي وقصر رحلتي إلى هؤلاء الناس وإلى نفسي. إنني أشعر أكثر من أي وقت مضى أن كل قيمة كلماتي كانت في أنها تعويض صفيق وتافه لغياب السلاح وأنها تنحدر الآن أمام شروق الرجال الحقيقيين الذين يموتون كل يوم في سبيل شيء أحترمه ، وذلك كله يشعرني بغربة تشبه الموت وبسعادة المحتضر بعد طول إيمان وعذاب ، ولكن أيضا بذل من طراز صاعق.........
ولكنني متأكد من شيء واحد على الأقل، هو قيمتك عندي..أنا لم أفقد صوابي بك بعد ، ولذلك فأنا الذي أعرف كم أنت أذكى وأنبل وأجمل. لقد كنتِ في بدني طوال الوقت ، في شفتي، في عيني وفي رأسي. كنتِ عذابي وشوقي والشيء الرائع الذي يتذكره الإنسان كي يعيش ويعود...إن لي قدرة لم أعرف مثلها في حياتي على تصورك ورؤيتك..وحين أرى منظراً أو أسمع كلمة وأعلق عليها بيني وبين نفسي أسمع جوابك في أذني ، كأنك واقفة إلى جواري ويدك في يدي . أحياناً أسمعك تضحكين، وأحياناً أسمعك ترفضين رأيي وأحياناً تسبقينني إلى التعليق ، وأنظر إلى عيون الواقفين أمامي لأرى إن كانوا قد لمحوك معي، أتعاون معك على مواجهة كل شيء وأضع معك نصل الصدق الجارح على رقابهم. إنني أحبك أيتها الشقية كما لم أعرف الحب في حياتي، ولست أذكر في حياتي سعادة توازي تلك التي غسلتني من غبار وصدأ ثلاثين سنة ليلة تركت بيروت إلى هنا .
أرجوك..دعيني معك. دعيني أراك.إنك تعنين بالنسبة لي أكثر بكثير مما أعني لك وأنا أعرف ولكن ما العمل؟ إنني أعرف أن العالم ضدنا معاً ولكنني أعرف بأنه ضدنا بصورة متساوية، فلماذا لا نقف معاً في وجهه؟ كفي عن تعذيبي فلا أنا ولا أنت نستحق أن نسحق على هذه الصورة. أما أنا فقد أذلني الهروب بما فيه الكفاية ولست أريد ولا أقبل الهروب بعد. سأظل، ولو وُضع أطلس الكون على كتفيّ، وراءك ومعك. ولن يستطيع شيء في العالم أن يجعلني أفقدك فقد فقدت قبلك ، وسأفقد بعدك ، كل شيء.
(إنني لا أستطيع أن أكرهك ولذلك فأنا أطلب حبك) ..أعطيك العالم إن أعطيتني منه قبولك بي..فأنا، أيتها الشقية، أعرف أنني أحبك وأعرف أنني إذا فقدتك فقدت أثمن ما لديّ ، وإلى الأبد..
سأكتب لك وأنا أعرف أنني قد أصل قبل رسالتي القادمة، فسأغادر القاهرة يوم 5 كانون وتأكدي : لا شيء يشوقني غيرك.
غسان كنفاني
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
الغزلان تحب أن تموت عند أهلها، الصقور لا يهمها أين تموت.غسان كنفاني
رد: مكتبة الأديب الفلسطيني الشهيـــد // غســــان كنفاني
خلقت أكتاف الرجال لحمل البنادق، فإما عظماء فوق الأرض أوعظاما في جوفها.غسان كنفاني