رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
وإياك أخي آهات المنادي
*********************
( اقتطاف الزهور اليانعة )) من كتاب إغاثة اللهفان .... )
مقتطفات الباب الثاني من كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان من ص 50- 58
- حال القلوب عند ورود الحق المنزل عليها : قلب يَفْتَتِنُ به كفرا وجحودا ، وقلب يزداد به إيمانا وتصديقا ، وقلب يتيقَّنه فتقومُ عليه به الحجة ، وقلب يوجب له حَيْرَة وعمى فلا يدري ما يراد به .
- قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [ يونس : 57] فهو شفاء لما في الصدور من مرض الجهل والغَيّ فإن الجهل مرض شفاؤه العلم والهدى ، والغي مرض شفاؤه الرشد
- فمن استشفى به [ أي بالقرآن ] صحَّ وبرئ من مرضه .. قال تعالى { وَنُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُومِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا} [سورة الإسراء آية 82]، والأظهر أن ( مِنْ ) ههنا: لبيان الجنس ، فالقرآن – جميعه – شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين .
- مرض البدن .. خروجه عن اعتداله الطبيعي لفساد يعرض له يفسد به إدراكه وحركته الطبيعية [ أما فساد الإدراك ] : فإما أن يذهب إدراكه بالكلية كالعمى والصمم والشلل ، وإما أن يَنْقُصَ إدراكه لضعف في آلات الإدراك مع استقامة إدراكه وإما أن يدرك الأشياء على خلاف ما هي عليه كما يدرك الحلوَ مُرًّا والخبيث طيبا والطيب خبيثا
وأما فساد حركته الطبيعية : فمثل أن تضعف قوته الهاضمة أو الماسكة أو الدافعة أو الجاذبة فيحصل له من الألم بحسب خروجه عن الاعتدال ولكن مع ذلك لم يصل إلى حدِّ الموت والهلاك بل فيه نوع قوة على الإدراك والحركة .
- [ خروج البدن عن اعتداله لسببين] : إما فساد في الكمية أو في الكيفية :
فالأول : إما لنقص في المادة فيحتاج إلى زيادتها وإما لزيادة فيها فيحتاج إلى نقصانها .
والثاني : إما بزيادة الحرارة أو البرودة أو الرطوبة أو اليبوسة – أو نقصانها – عن القدر الطبيعي فيداوى بمقتضى ذلك
للموضوع بقية بارك الله فيكم ( يتبــــــــــــــــع )
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
التكمـلـــــــــــــ ـــــــــــــة بارك الله فيكم
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله
==================== ====
- مدار الصحة على حفظ القوة، والحِمْية عن المؤذي ، واستفراغ المواد الفاسدة ، ونظر الطبيب دائر على هذه الأصولِ الثلاثة .. فالقلب محتاج إلى ما يحفظ عليه قوَّته وهو الإيمان وأوراد الطاعات وإلى حِمية عن المؤذي الضارِّ ، وذلك باجتناب.. المعاصي وأنواع المخالفات وإلى استفراغه من كل مادة فاسدة تعرض له وذلك بالتوبة النصوح واستغفار غافر الخطيئات
- وقد تضمنها الكتاب العزيز [ أي حفظ القوة والحمية عن المؤذي واستفراغ المواد الفاسدة ] وأرشد إليها من أنزله شفاءً ورحمةً فأما حفظُ القوة فإنه – سبحانه – أمر المسافر والمريض أن يفطرا في رمضان ويقضي المسافر إذا قدم والمريض إذا برئ حفظا لقوتهما عليهما فإن الصوم يزيد المريض ضعفا والمسافر محتاج إلى توفير قوَّته عليه لمشقة السفر والصوم يضعفها
وأما الحمية عن المؤذي : فإنه – سبحانه – حمى المريضَ عن استعمال الماء البارد في الوضوء والغسل – إذا كان يضره – وأمره بالعدول إلى التيمم حِمْيةً له عن ورود المؤذي عليه من ظاهر بدنه فكيف بالمؤذي له في باطنه
وأما استفراغ المادة الفاسدة فإنه – سبحانه – أباح للمُحْرِم الذي به أذى من رأسه أن يحلقه فيستفرغ بالحلقِ الأبخرةَ المؤذية له وهذا من أسهل أنواع الاستفراغ وأخفها فنبه به على ما هو أحوج إليه منه
- مرضه [ أي القلب ] هو نوع فساد يحصل له يفسد به تصوره للحق وإرادته له فلا يرى الحق حقا أو يراه على خلاف ما هو عليه أو ينقصُ إدراكه له وتفسد به إرادته له فيبغض الحق النافع أو يحب الباطل الضارَّ أو يجتمعان له – وهو الغالب – ولهذا يفسر المرض الذي يعرض له تارة بالشك والريب ..وتارة بشهوة الزِّنى .. فالأول مرض الشبهة والثاني مرض الشهوة - الصحة تحفظ بالمِثْل والشَّبَهِ والمرض يُدفع بالضد والخلاف ، وهو يقوى بمثل سببه ويزول بضده والصحة تحفظ بمثل سببها وتضعف أو تزول بضده
- ولما كان البدن المريض يؤذيه ما لا يؤذي الصحيح من يسير الحر والبرد والحركة .. كذلك القلب إذا كان فيه مرض آذاه أدنى شيء من الشبهة أو الشهوة حيث لا يقدر على دفعهما إذا وردا عليه والقلب الصحيح القوي يطرقه أضعاف ذلك وهو يدفعه بقوَّته وصحته
- إذا حصل للمريض مثل سبب مرضه زاد مرضه وضعفت قوته وترامى إلى التلف ما لم يتدارك ذلك بأن يحصل له ما يُقويِّ قوَّّته ويزيل مرضه
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله
إن إجابة الله لسائليه ليست لكرامة السائل عليه، بل يسأله عبدُه الحاجة فيقضيها له، وفيها هلاكُه وشِقْوته.
ويكون قضاؤها له من هوانه عليه.
ويكون منعه منها لكرامته ومحبته له.
فيمنعه حمايةً وصيانة وحفظا، لا بخلا.
مدارج السالكين 1/69
نعوذ بالله من الخذلان
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قَالَ الإمَامُ ابنُ القَيِّم رَحمَةُ اللهِ عَلَيهِ : [ وَاعلَم أنَّ الحسرَةَ كُلَّ الحسرَةَ الإشتِغَالُ بمن لا يَجُرُّ عليكَ الإشتغالُ به إلا فَوتُ نَصِيبِكَ و حَظِّكَ منَ اللَِّه عزَّ وجَلَّ ، و انقِطَاعكَ عنهُ ، وضَياعُ وقتكَ عليكَ ، و شَتاتُ قلبِكَ وضعف عزيمتكَ ، وتَفرُّقُ هَمِّكَ . فإذَا بُليتَ بهَذا - ولابدَّ لك منهُ - فعَامِل اللهََ تعالى فيهِ ، واحتسب عليه ما أمكَنكَ ، وتقرَّب إلى اللهِ تعالى بمرضاتِه فيه ، واجعَل اجتمَاعكَ به متجراً لك ، لا تجعَلهُ خسارةً ،وكن معهُ كرجُلٍ سائِرٍ في طَريقِه عرضَ لهُ رجُلٌ أَوْقَفَهُ عن سَيرهِ ، فَاجتهِدْ أنْ تَأخُذَهُ معَكَ وتسيرَ به ، فتحمِله ولا يَحملُك ، فإنْ أبَى ولم يَكُنْ في سيرهِ مَطْمَعٌ ، فَلا تَقفْ مَعهُ بلْ اركَب الدَربَ وَدَعهُ ولا تَلتَفِتْ إلَيهِ ، فإنَّهُ قَاطِعُ الطَّريق ولَو كَانَ منْ كان ، فَانْجُ بقَلْبِكَ وضن بِيَوْمِكَ ولَيْلَتكَ ، لا تَغرُب عَلَيكَ الشَمسُ قبْلَ وُصُولِ المنزلة ، فَتُؤخَذ أَوْ يَطلع عَليكَ الفَجرُ وَ أَنْتَ في المنزلَة فَيسِيرُ الرِّفاقُ تَصبِح وحدَكَ و أنَّى لَكَ اللَّحاقُ بهِم . ] (اهـ) [من كتاب الوَابِلُ الصَّيِب
(ج 1 / ص 67)
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليتيم 1
قَالَ الإمَامُ ابنُ القَيِّم رَحمَةُ اللهِ عَلَيهِ : [ وَاعلَم أنَّ الحسرَةَ كُلَّ الحسرَةَ الإشتِغَالُ بمن لا يَجُرُّ عليكَ الإشتغالُ به إلا فَوتُ نَصِيبِكَ و حَظِّكَ منَ اللَِّه عزَّ وجَلَّ ، و انقِطَاعكَ عنهُ ، وضَياعُ وقتكَ عليكَ ، و شَتاتُ قلبِكَ وضعف عزيمتكَ ، وتَفرُّقُ هَمِّكَ . فإذَا بُليتَ بهَذا - ولابدَّ لك منهُ - فعَامِل اللهََ تعالى فيهِ ، واحتسب عليه ما أمكَنكَ ، وتقرَّب إلى اللهِ تعالى بمرضاتِه فيه ، واجعَل اجتمَاعكَ به متجراً لك ، لا تجعَلهُ خسارةً ،وكن معهُ كرجُلٍ سائِرٍ في طَريقِه عرضَ لهُ رجُلٌ أَوْقَفَهُ عن سَيرهِ ، فَاجتهِدْ أنْ تَأخُذَهُ معَكَ وتسيرَ به ، فتحمِله ولا يَحملُك ، فإنْ أبَى ولم يَكُنْ في سيرهِ مَطْمَعٌ ، فَلا تَقفْ مَعهُ بلْ اركَب الدَربَ وَدَعهُ ولا تَلتَفِتْ إلَيهِ ، فإنَّهُ قَاطِعُ الطَّريق ولَو كَانَ منْ كان ، فَانْجُ بقَلْبِكَ وضن بِيَوْمِكَ ولَيْلَتكَ ، لا تَغرُب عَلَيكَ الشَمسُ قبْلَ وُصُولِ المنزلة ، فَتُؤخَذ أَوْ يَطلع عَليكَ الفَجرُ وَ أَنْتَ في المنزلَة فَيسِيرُ الرِّفاقُ تَصبِح وحدَكَ و أنَّى لَكَ اللَّحاقُ بهِم . ] (اهـ) [من كتاب الوَابِلُ الصَّيِب
(ج 1 / ص 67)
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا
جزاك الله خيرا يا أبا رائد على هذه الدرر
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
فصل السكينة عند القيام بوظائف العبودية
ومنها السكينة عند القيام بوظائف العبودية وهي التي تورث الخضوع والخشوع وغض الطرف وتجميع القلب على الله تعالى بحيث يؤدي عبوديته بقلبه وبدنه والخشوع نتيجة هذه السكينة وثمرتها - وخشوع الجوارح نتيجة خشوع القلب
فإن قلت قد ذكرت أقسامها ونتيجتها وثمرتها وعلامتها فما أسبابها الجالبة لها
قلت" الأسباب المؤدية إلى السكينة
******
قلت سببها استيلاء مراقبة العبد لربه جل جلاله حتى كأنه يراه وكلما اشتدت هذه المراقبة أوجبت له من الحياء والسكينة والمحبة والخضوع والخشوع والخوف والرجاء ما لا يحصل بدونها فالمراقبة أساس الأعمال القلبية كلها وعمودها الذي قيامها به ولقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم - أصول أعمال القلب وفروعها كلها في كلمة واحدة وفي قوله في الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فتأمل كل مقام من مقامات الدين وكل عمل من أعمال القلوب كيف تجد هذا أصله ومنبعه
والمقصود أن العبد محتاج إلى السكينة عند الوساوس المعترضة في أصل الإيمان ليثبت قلبه ولا يزيغ- وعند الوساوس والخطرات القادحة في أعمال الإيمان لئلا تقوى وتصير هموما وغموما وإرادات ينقص بها إيمانه وعند أسباب المخاوف على اختلافها ليثبت قلبه ويسكن جأشه وعند اسباب الفرح لئلا يطمح به مركبه فيجاوز الحد الذي لا يعبر فينقلب ترحا وحزنا وكم ممن أنعم الله عليه بما يفرحه فجمح به مركب الفرح وتجاوز الحد فانقلب ترحا عاجلا
إعلام الموقعين - (ج 4 / ص 203)
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
فائدة جليلة قوله تعالى
هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور أخبر سبحانه أنه جعل الأرض ذلولا منقادة للوطء عليها وحفرها وشقها والبناء عليها ولم يجعلها مستصعبة ممتنعة على من أراد ذلك منها وأخبر سبحانه أنه جعلها مهادا وفراشا وبساطا وقرارا وكفاتا وأخبر أنه دحاها وطحاها وأخرج منها ماءها ومرعاها وثبتها بالجبال ونهج فيها الفجاج والطرق وأجرى فيها الأنهار والعيون وبارك فيها وقدر فيها أقواتها ومن بركتها أن الحيوانات كلها وأرزاقها وأقواتها تخرج منها ومن بركاتها أنك تودع فيها الحب فتخرجه لك أضعاف أضعاف ما كان ومن بركاتها أنها تحمل الأذى علي ظهرها وتخرج لك من بطنها أحسن الأشياء وأنفعها فتواري منه كل قبيح وتخرج له كل مليح ومن بركتها أنها تستر قبائح العبد وفضلات بدنه وتواريها وتضمه وتؤويه وتخرج له طعامه وشرابه فهى أحمل شىء للأذى وأعوده بالنفع فلا كان من التراب خير منه وأبعد من الأذى وأقرب إلى الخير
الفوائد - (ج 1 / ص 17)
إبن قيم الجوزية رحمه الله
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
بارك الله فيك أخي أبو رائد على هذه الدرر
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
وفيك بارك أخي أ,عبد الله
****************
قال بن القيم - رحمه الله - :
بين العبد وبين الله والجنة قنطرة تقطع بخطوتين: خطوة عن نفسه، وخطوة عن الخلق، فيسقط نفسه ويلغيها فيما بينه وبين الناس، ويسقط الناس ويلغيهم فيما بينه وبين الله ، فلا يلتفت إلا إلى من دله على الله وعلى الطريق الموصلة إليه.
صاح بالصحابة واعظُ : {اقترب للناس حسابهم}(سورة الأنبياء، الآية: 24.).
فجزعت للخوف قلوبهم فجرت من الحذر العيون {فسالت أودية بقدرها}.
تزينت الدنيا لعلي فقال: "أنت طالق ثلاثا لا رجعة لي فيك". وكانت تكفيه واحدة للسنة، لكنه جمع الثلاث لئلا يتصور للهوى جواز المراجعة. ودينه الصحيح وطبعه السليم يأنفان من المحلل، كيف وهو أحد رواة حديث: "لعن الله المحلل"؟
ما في هذه الدار موضع خلوة فاتخذه في نفسك، لا بد أن تجذبك الجواذب فاعرفها وكن منها على حذر، ولا تصرفك الشواغل إذا خلوت منها وأنت فيها.
نور الحق أضوأ من الشمس، فيحق لخفافيش البصائر أن تعشو عنه.
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
عن الإمام الشافعي رضي الله عنه قال:
إذا شئت أن تحيا سليمًا من الأذى
وحظّك موفور وعرضك صيّنُ
لسانك لاتذكر به عورة امرئٍ
فكلك عورات وللناس أعينُ
وعينك إن أبدت إليك معايبًا
فصنها وقل : ياعين للناس أعينُ
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
وفارق ولكن بالتي هي أحسنُ .
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال داود لسفيان بن عيينة : إذا كنت تشرب الـماء المبرد ، وتأكل اللذيذ المطيب ، وتمشي في الظل الظليل ؛ فمتى تحب المـوت والقدوم على الله ؟ فبكى سفيان
************
عن إبراهيم بن أدهم قال : إن للموت كأساً ، لا يقوى على تجرعه ، إلا : خائف ، وجل ، طائع ، كان يتوقعه ؛ فمن كان مطيعاً : فله الحياة والكرامة ، والنجاة من عذاب القبر ؛ ومن كان عاصياً : نزل بين الحسرة والندامة ، يوم الصاخة والطامة .
**********************
قال أبو سليمان الدراني
من ترك الدنيا للآخرة : ربحهما ، ومن ترك الآخرة للدنيا : خسرهما ؛ وكل أم يتبعها بنوها : بنو الدنيا : تسلمهم إلى خزي شديد ، ومقامع من حديد ، وشراب الصديد ؛ وبنو الآخرة : تسلمهم إلى عيش رغد ، ونعيم الأبد ؛ في ظل ممدود ، وماء مسكوب ، وأنهار تجري بغير أخدود
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
* عن سفيان بن عيينة قال : قال إبراهيم التيمي : مثلت نفسي في النار : أعالج أغلالها وسعيرها ، وآكل من زقومها ، وأشرب من زمهريرها ؛ فقلت : يا نفسي ، أي شئ تشتهين ؟ قالت : أرجع إلى الدنيا ، أعمل عملاً ، أنجو به من هذا العذاب ؛ ومثلت نفسي في الجنة ، مع حورها ، وألبس من سندسها ، واستبرقها ، وحريرها ؛ فقلت : يا نفسي ، أي شئ تشتهين ؟ قالت : أرجع إلى الدنيا ، فأعمل عملاً أزداد من هذا الثواب ؛ فقلت : أنت في الدنيا ، وفي الأمنية .
*********************
عن هانئ بن كلثوم قال : مثل المؤمن الفقير ، كمثل المريض عند الطبيب ، العالم بدائه ، تطلع نفسه إلى أشياء يشتهيها ، لو أصابها أهلكته ؛ كذلك يحمي الله تعالى المؤمن من ا لدنيا .
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
* عن سيار - أبو الحكم - قال : الدنيا والآخرة يجتمعان في قلب العبد ، فأيهما غلب ، كان الآخر تبعاً له .
* عن بشر بن الحارث قال : من سأل الله تعالى الدنيا ، فإنما يسأله طول الوقوف .
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال مالك بن دينار - رحمه الله - :
"رحم الله عبداً قال لنفسه :
ألستِ صاحبة كذا ؟ ألستِ صاحبة كذا ؟
ثم ذمّها ، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً " .
قال بعض السلف :
" خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة ،
وخلق البهائم شهوة بلا عقول،
وخلق ابن آدم وركب فيه العقل والشهوة ،
فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة ،
ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم " .
قال أبو بكر الورّاق :
" استعن على سيرك إلى الله
بترك من شغلك عن الله عز وجل ،
وليس بشاغل يشغلك عن الله عز وجل
كنفسك التي هي بين جنبيك " .
قال سهل :
" من اشتغل بالفضول حُرِم الورع " .
قال مالك بن دينار :
" إن الأبرار لتغلي قلوبهم بأعمال البر ،
وإن الفجّار تغلي قلوبهم بأعمال الفجور ،
والله يرى همومكم ،
فانظروا ما همومكم رحمكم الله " .
قال هرم بن حيان :
" ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله ،
إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم " .
قال الحسن :
" إياك والتسويف ، فإنك بيومك ولست بغدك،
فإن يكن غداً لك فكن في غد كما كنت في اليوم ،
وإن لم يكن لك غد لم تندم على ما فرطت في اليوم " .
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
لهفة بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
*********************
قال ابن قيم الجوزية رحمة الله في الفوائد
الزهد أقسام :
زهد في الحرام؛ وهو فرض عين.
وزهد في الشبهات؛ وهو بحسب مراتب الشبهة, فإن قويت التحقت بالواجب, وإن كان ضعيفا كان مستحبا.
وزهد في الفضول وزهد فيما لا يعني من الكلام والنظر والسؤال واللقاء وغيره.
وزهد في الناس.
وزهد في النفس بحيث تهون عليه نفسه في الله.
وزهد جامع لذلك كله وهو الزهد فيما سوى الله, وفي كل ما شغلك عنه.
وأفضل الزهد إخفاء الزهد, وأصعبه الزهد في الحظوظ.
والفرق بينه وبين الورع أن الزهد ترك مالا ينفع في الآخرة, والورع ترك ما يخشى ضرره في الآخرة. والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع.
قال يحي بن معاذ: عجبت من ثلاث: رجل يرائي بعمله مخلوقا مثله ويترك أن يعمله لله, ورجل يبخل بماله وربه يستقرضه منه فلا يقرضه منه شيئا, ورجل يرغب في صحبة المخلوقين ومودتهم, والله يدعوه إلى صحبته ومودته.
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
بالأدب تَتَفهَّم العِلْم ، و بالعِلْم يصحُّ لكَ العَمَل ، و بالعَمَلِ تنالُ الحِكْمة ، و بالحِكْمة تفهمُ الزُّهد ، و بالزُّهدِ تتركُ الدُّنيا و ترغبُ في الآخرة ، و بذلك تنالُ رِضَى الله تعَالى
يوسُفُ بن الحُسين الرّازي
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال شيخ الإسلام رحمه الله و أسكنه الفردوس الأعلى :
( لا ينال الهدى إلا بالعلم، ولا ينال الرشاد إلا بالصبر )
وقال: ( فمن أعطي الصبر واليقين جعله الله إماماً في الدين )
وقال: ( أسعد الخلق وأعظمهم يقيناً وأعلاهم درجةً أعظمهم إتباعاً وموافقة له علماً وعملاً )
وقال: (وكلما كان الرجل أتبع لمحمد صلى الله عليه وسلم كان أعظم توحيداً لله و إخلاصاً له في الدين و إذا بعد عن متابعته نقص من دينه بحسب ذلك فإذا أكثر بعده عنه ظهر فيه من الشرك والبدع مالا يظهر فيمن هو أقرب منه إلى اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم )
و قال : ( إذا قوي ما في القلب من التصديق والمعرفة والمحبة لله ولرسوله أوجب بغض أعداء الله )
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
من الحسن البصري إلى كل ولد آدم
• يا ابن آدم
عملك عملك
فإنما هو لحمك و دمك
فانظر على أي حال تلقى عملك .
• إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها :
صدق الحديث
ووفاء بالعهد
و صلة الرحم
و رحمة الضعفاء
وقلة المباهاة للناس
و حسن الخلق
وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله
• يا ابن آدم
إنك ناظر إلى عملك غدا
يوزن خيره وشره
فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر
فإنك إذا رأيته سرك مكانه.
ولا تحقرن من الشر شيئا
فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.
فإياك و محقرات الذنوب.
• رحم الله رجلا كسب طيبا
و أنفق قصدا
و قدم فضلا ليوم فقره و فاقته.
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال بن قيم الجوزية رحمه الله
-للعبد ربٌ هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه؛ فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه، ويعمر بيته قبل انتقاله إليه.
-إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله، والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
-الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة؛ فكيف بغم العمر؟ !
-محبوب اليوم يعقب المكروه غداً، ومكروه اليوم يعقب الراحة غداً.
-أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها، وأنفع لها في معادها.
- كيف يكون عاقلاً من باع الجنة بشهوة ساعة؟ .
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
إغاثة اللهفان - (ج 1 / ص 7)
الباب الأول في انقسام القلوب إلى صحيح وسقيم وميت
لما كان القلب يوصف بالحياة وضدها انقسم بحسب ذلك إلى هذه الأحوال الثلاثة فالقلب الصحيح : هو القلب السليم الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به كما قال تعالى : يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم [ الشعراء : 88 ] والسليم هو السالم وجاء على هذا المثال لأنه للصفات كالطويل والقصير والظريف
فالسليم القلب الذي قد صارت السلامة صفة ثابتة له كالعليم والقدير وأيضا فإنه ضد المريض والسقيم والعليل
وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم والأمر الجامع لذلك : أنه الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره فسلم من عبودية ما سواه وسلم من تحكيم غير رسوله فسلم في محبة الله مع تحكيمه لرسوله في خوفه ورجائه والتوكل عليه والإنابة إليه والذل له وإيثار مرضاته في كل حال والتباعد من سخطه بكل طريق وهذه هي حقيقة العبودية التي لا تصلح إلا لله وحده
فالقلب السليم : هو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه
ما بل قد خلصت عبوديته لله تعالى : إرادة ومحبة وتوكلا
وإنابة وإخباتا وخشية ورجاء وخلص عمله لله