رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
الباب الثالث في انقسام أدوية أمراض القلب إلى قسمين : طبيعية وشرعية
مرض القلب نوعان : نوع لا يتألم به صاحبه في الحال : وهو النوع المتقدم كمرض الجهل ومرض الشبهات والشكوك ومرض الشهوات وهذا النوع هو أعظم النوعين ألما ولكن لفساد القلب لا يحس بالألم ولأن سكرة الجهل والهوى تحول بينه وبين إدراك الألم وإلا فألمه حاضر فيه حاصل له وهو متوار عنه باشتغاله بضده وهذا أخطر المرضين وأصعبهما وعلاجه إلى الرسل وأتباعهم فهم أطباء هذا المرض
والنوع الثاني : مرض مؤلم له في الحال كالهم والغم والغيظ وهذا المرض قد يزول بأدوية طبيعية كإزالة أسبابه أو بالمداواة بما يضاد تلك الأسباب وما يدفع موجبها مع قيامها وهذا كما أن القلب قد يتألم بما يتألم به البدن ويشقى بما يشقى به البدن فكذلك البدن يتألم كثيرا بما يتألم به القلب ويشقيه ما يشقيه
وأقول نسأل الله السلامة والعافيـــــــــــــ ــــــــــة
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
يقول الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شرح كتاب التوحيد(القول المفيدعلى كتاب التوحيد)ص149ص150
في باب ما جاء في الذبح لغير الله وفي المسالة الثالثة عشرة :معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبدة الأوثان:
ويقول الشيخ رحمه الله.
والحقيقة أن العمل مركب على القلب،والناس يختلفون في أعمال القلوب أكثر من اختلافهم في أعمال الأبدان،والفرق بينهم قصدا ًوذلا أعظم من الفرق بين أعمالهم البدنية،لأنَّ من الناس من يعبد الله لكن عنده من الاستكبار ما لا يذلّ معه ولا يذعن لكل حق،
وبعضهم يكون عنده ذلّ للحق،لكن عنده نقص في القصد، فتجد عنده نوعاً من الرياء مثلاًَ.
فأعمال القلب وأقواله لها أهمية عظيمة، فعلى الإنسان أن يخلصها لله. وأقوال القلب هي اعتقادية ، كا لإيمان بالله وملائكته ،وكتبه،ورسله،واليوم الآخر،والقدر خيره وشره.
وأعماله هي تحركاته، كالحب ،والخوف،والرجاء،والتوكل،والاستعانة،وما أشبه ذلك.
والدواء لذلك: القرآن والسنة،والرجوع إلى سيرة الرسول الله صلى الله عليه وسلم بمعرفة أحواله وأقواله وجهاده ودعوته،هذا مما يعين على جهاد القلب.ومن أسباب صلاح القلب أن لا تشغل قلبك بالدنيا.
نسأل الله الأخلاص له في القول والعمل
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
ويقول الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى .في القول المفيد على كتاب التوحيد
ص28
في قوله{وَإِِذَا قُلْتمْ فَاعدِلُواْ}معناه:أي قول تقوله ،فإنه يجب عليك أن تعدل فيه،سواء كان ذلك لنفسك على غيرك أو لغيرك على نفسك،أو لغيرك على غيرك،أو لتحكم بين اثنين،فا لوجب العدل،إذ العدل في اللغة الاستقامة،وضدّه الجور والميل،فلا تمل يمينا ولا شمالا،ولم يقل هنا:{لا نكلّف نَفسًا إلَّا وسعَهَا}،لأن القول لا يشق فيه العدل غالبًا.
وقوله:{ وَلَو كَانَ ذَا قربَى}:المقول له ذا قرابة،أي: صاحب قرابة، فلا تحابيه لقرابته ،فتميل معه على غيره من أجله، فاجعل أمرك إلى الله –عزَّ وجلَّ-الذي خلقك وأمرك بهذا،وإليه سترجع،ويسألك-عزّ وجلّ-
ماذا فعلت في هذة الأمانة.
وقد أقسم أشرف الخلق،وسيد ولد آدم،وأعدل البشر،محمد صلى الله عليه وسلم
،وقال((و ايم الله،لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقت،لقطعت يدها))
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
جزاك الله خير
في ميزان حسناتك ان شاء الله
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
جزاكما الله خيرا وبارك فيكما
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله
قال تعالى : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء [ الأنعام : 125 ]
وسيأتي ذكر مرض ضيق الصدر وسببه وعلاجه إن شاء الله تعالى والمقصود : أن من أمراض القلوب ما يزول بالأدوية الطبيعية ومنها مالا يزول إلا بالأدوية الشرعية الإيمانية والقلب له حياة وموت ومرض وشفاء وذلك أعظم مما للبدن
الباب الرابع في أن حياة القلب وإشراقه مادة كل خير فيه وموته وظلمته
مادة كل شر فيه
أصل كل خير وسعادة للعبد بل لكل حي ناطق : كمال حياته ونوره فالحياة
والنور مادة الخير كله قال الله تعالى : أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها [ الأنعام : 122 ] فجمع بين الأصلين : الحياة والنور فبالحياة تكون قوته وسمعه وبصره وحياؤه وعفته وشجاعته وصبره وسائر أخلاقه الفاضلة ومحبته للحسن وبغضه للقبيح فكلما قويت حياته قويت فيه هذه الصفات وإذا ضعفت حياته ضعفت فيه هذه الصفات وحياؤه من القبائح هو بحسب حياته في نفسه فالقلب الصحيح الحى إذا عرضت عليه القبائح نفر منها بطبعه وأبغضها ولم يلتفت إليها بخلاف القلب الميت فإنه لا يفرق بين الحسن والقبيح كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه هلك من لم يكن له قلب يعرف به المعروف وينكر به المنكر
*********************
إغاثة اللهفان - (ج 1 / ص 20)
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
اخي اليتيم جزاك الله خيرا
وجعلها الله في موازين حسناتك
|
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله
ولا تحسب أيها المنعم عليه باتباع صراط الله المستقيم صراط أهل
نعمته ورحمته وكرامته أن النهي عن اتخاذ القبور أوثانا وأعيادا وأنصابا والنهي عن اتخاذها مساجد أو بناء المساجد عليها وإيقاد السرج عليها والسفر إليها والنذر لها واستلامها وتقبيلها وتعفير الجباه في عرصاتها : غض من أصحابها ولا تنقيص لهم ولا تنقص كما يحسبه أهل الإشراك والضلال بل ذلك من إكرامهم وتعظيمهم واحترامهم ومتابعتهم فيما يحبونه وتجنب ما يكرهونه فأنت والله وليهم ومحبهم وناصر طريقتهم وسنتهم وعلى هديهم ومنهاجهم وهؤلاء المشركون أعصى الناس لهم وأبعدهم من هديهم ومتابعتهم كالنصارى مع المسيح واليهود مع موسى عليهما السلام والرافضة مع علي رضي الله عنه فأهل الحق أولى بأهل الحق من أهل الباطل فالمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض
فاعلم أن القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن فتجد أكثر هؤلاء العاكفين على القبور معرضين عن طريقة من فيها وهديه وسنته مشتغلين بقبره عما أمر به ودعا إليه وتعظيم الأنبياء والصالحين ومحبتهم إنما هي باتباع ما دعوا إليه من العلم النافع والعمل الصالح واقتفاء آثارهم وسلوك طريقتهم دون عبادة قبورهم والعكوف عليها واتخاذها أعيادا
إغاثة اللهفان - (ج 1 / ص 213)
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
فالغناء يفسد القلب وإذا فسد القلب هاج فيه النفاق
وبالجملة فإذا تأمل البصير حال أهل الغناء وحال أهل الذكر والقرآن تبين له حذق الصحابة ومعرفتهم بأدواء القلوب وأدويتها وبالله التوفيق
وقال ابن أبي الدنيا في كتاب مكايد الشيطان وحيله : حدثنا أبو بكر التميمي حدثنا ابن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب قال حدثنا ابن زجر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن إبليس لما أنزل إلى الأرض قال : يا رب أنزلتني إلى الأرض وجعلتني رجيما فاجعل لي بيتا قال : الحمام قال : فاجعل لي مجلسا قال : الأسواق ومجامع الطرقات قال : فاجعل لي طعاما قال : كل ما لم يذكر اسم الله عليه قال : فاجعل لي شرابا قال : كل مسكر قال : فاجعل لي مؤذنا قال : المزمار قال : فاجعل لي قرآنا قال : الشعر قال : فاجعل لي كتابا قال : الوشم قال : فاجعل لي حديثا قال : الكذب قال : فاجعل لي رسلا قال : الكهنة قال : فاجعل لي مصايد قال : النساء وشواهد هذا الأثر كثيرة فكل جملة منه لها شواهد من السنة أو من القرآن
إغاثة اللهفان - (ج 1 / ص 251)
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
مما قاله سلفنا الصالح في قيام الليل
********************
سئل الحسن البصري
لم كان المتهجدون أحسن الناس وجوهـاَ ؟
فقال : لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نوراَ من نوره .
رؤي الفضيل بن عياض
في المنام فقيل له : ماذا فعل الله بك ؟
فقال : غفر لي ذنبي .
قالوا : بماذا ؟
قال :والله لم تنفعنا إلا ركعات كنا نركعها في جوف الليل
أخلصنا النية فيها لله عـــز وجـــل فرحمنا الله بهــا .
قيل للحسن البصري:أَعجزنا قيام الليل.
قال قيدتكم خطاياكم.إنما يأهل الملوك للخلو بهم ومخاطبتهم
من يخلص في ودادهم ومعاملتهم
فأما من كان من أهل مخالفتهم فلا يرضونه لذلك .
قال الفضيل بن عياض :
إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار
فاعلم أنك محروم وقد كثرت خطيئتك .
يقول مالك بن دينار:
سهوت ليلة عن قيام الليل ونمت ،
فإذا أنا بالمنام بجارية كأحسن ما يكون وفي يدها رقعة –
أي ورقة – فقالت لي : أتحسن أن تقرأ ؟
فقلت نعم . فدفعت إلي الرقعة ، فإذا فيها :
أألهتك اللذائذ والأمــــاني ** عن البيض الأوانس فـي الجنان
تعيش مخلداً لا موت فيها **وتلهو في الجنان مـع الحسان
تنبه من منامك إن خيــراً ** من النـــوم التــهجد بالقرآن
يُروى أن أزهر بن مغيث
وكان من القوامين أنه قال: رأيت في المنام امرأة لا تشبه نساء الدنيا ،
فقلت لها : من أنتِ ؟ قالت : حوراء . فقلت : زوجيني نفسك ؟
فقالت : إخطبني إلى سيدي وامهرني ، فقلت : وما مهرك ؟
فقالت : طول التهجد .
وكان الحسن بن صالح
يقتسم الليل هو وأخوه وأمه ،
فماتت أمه فاقتسم الليل هو وأخوه ،
فمات أخوه فقام الليل وحده .
كان محمد بن واسع
إذا جن عليه الليل يقوم
ويتهجد ويقول أهله : كان حاله كحال من قتل أهل الدنيا جميعاً .
كان أبو إسحاق الشيرازي
إذا جاءه الليل يقوم ويناجي ربه ويقول:
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا ** وقمت أشكـــو الى مولاي ما أجد
وقلت يا عُــدتي من كل نـائبة **ومن عليه في كشف الضر أعتمد
أشكو إليك أمواراً أنت تعلمها **مالي على حمـــلها صبر ولا جلد
وقد مددت يدي بالذل معترفاً ** إليك يا خير من مدت اليه يد
فلا تردها يارب خالـية **فبحرجودك يروي كل من يرد
يـــردد ذلك ويـبــكــي
نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا وأن يسلك بنا صراطه المستقيم
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال بن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه
الفوائد - (ج 1 / ص 88)
يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله والرسول اذا دعاكم لما يحيكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه واليه تحشرون فتضمنت هذه الآية أمورا أحدها ان الحياة النافعة انما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان ولهذا كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول عليه الصلاة والسلام فإن ما دعا إليه ففيه الحياة فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول قال مجاهد لما يحيكم يعني للحق وقال قتادة هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة وقال السدى هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر وقال ابن اسحاق وعروة بن الزبير واللفظ له لما يحيكم يعنى للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل وقواكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم وهذه كل عبارات عن حقيقة واحدة وهى القيام بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا قال الواحدى والأكثرون على أن معنى قوله لما يحيكم هو الجهاد وهو قول ابن اسحق واختيار أكثر أهل المعاني قال الفراء إذا دعاكم إلي إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم
قلت الجهاد من أعظم ما يحيهم به فى الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة 0أما في الدنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
بارك الله فيك الموضوع رااااااااااااائع جزاك الله خير
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
وفيك بارك الله " راجية الفردوس "
يقول الإمام إبن القيّم رحمه الله في فَصْلٍ بعنوان" هَضْمُ المؤمنِ نفسَه" ومنها أنَّ شُهودَ العَبدِ ذُنوبَهُ وخطاياهُ تُوْجِبُ لهُ أنْ لا يَرى لنفسهِ على أحدِ فَضلاً, ولا له على أحدٍ حقّاً, فإنَّهُ يَشهَدُ عُيوبَ نَفسهِ وذُنوبَهُ, فلا يَظُنُّ أنَّهُ خَيرٌ مِن مسلمٍ يُؤْمِنُ باللَّه ورسولهِ, ويُحرِّمُ ما حرَّمَ ورسولُهُ, فإذا شهدَ ذلكَ مِن نَفسهِ لم يَرَ لها على النَّاسِ حُقوقاً منَ الإكرامِ يتقاضاهم إيَّاها ويذمُّهم على تَركِ القيامِ بها, فإنَّها عندَهُ أَخَسُّ قَدْراً وأقلُّ قيمَةً من أن يكونَ لها على عبادِ اللَّهِ حُقوقٌ يجبُ عليهم مُراعاتُها, أو لهُ – لِأَجْلهِ- فَضلٌ يستحقُّ أن يُكرَمَ ويعظَّمَ ويقدَّمَ لأَجْلِه, فَيَرى أنَّ مَن سلَّمَ عليهِ أو لَقِيَهُ بوجهٍ مُنبَسطٍ فَقَد أحْسَنَ إليهِ, وبَذَلَ لهُ ما لا يَستحِقُّهُ , فاستراحَ هذا في نَفسهِ, وأراحَ النَّاسَ من شِكايتهِ وغَضَبهِ على الوجودِ وأهلهِ, فما أَطْيَبَ عَيشَهُ! وما أنْعَمَ بالَهُ! وما أَقَرَّ عينَهُ!.
وأينَ هذا مِمَّن لا يزالُ عاتباً على الخَلْقِ, شاكياً تركَ قيامِهم بحقِّهِ, ساخِطاً عليهم, وهم عليهِ أسخَطُ؟!.
فَسُبحانَ مَن بَهَرَتْ حِكمتُه عُقولَ العالَمين).
نقلاً من كتاب[مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة] 2/296.
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
·قال الحسن البصري رحمه الله: ( رأس مال المسلم دينه فلا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال )
·قال طلق بن حبيب: ( إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى ، قالوا وما التقوى ؟ قال : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله , وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله)
·قال رجل لعمر بن عبد العزيز: ( اجعل كبير المسلمين عندك أباً ، وصغيرهم ابناً ، وأوسطهم أخاً ، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه)
·قال يحي بن معاذ الرازي: ( ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره ،وإن لم تفرحه فلا تغمه ،وإن لم تمدحه فلا تذمه )
قال ابن مسعود رضي الله عنه :" كفى بخشية الله علماً وكفى بالاغترار بالله جهلاً "
قال ابن تيمية رحمه الله : " الخوف من الله يستلزم العلم به والعلم به يستلزم خشيته وخشيته تستلزم طاعته "
قال إبراهيم بن سفيان رحمه الله: " إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها" .
قال ابن تيمية رحمه الله : " كمال الإسلام هو بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتمام ذلك بالجهاد في سبيل الله "
وقال ذو النون : " الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف ، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا عن الطريق " (
قال إبراهيم الحربي رحمه الله : " أجمع عقلاء كل أمة علي أن النعيم لا يدرك بالنعيم ولا بد من الصبر في جميع الأمور قال تعالي : والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنـوا وعملـوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ: دَخَلُوا عَلَى بَعْضِ الصَّحَابَةِ فِي مَرَضِهِ وَوَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ فَسَأَلُوهُ عَنْ سَبَبِ تَهَلُّلِ وَجْهِهِ، فَقَالَ مَا مِنْ عَمَلٍ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنْ خَصْلَتَيْنِ، كُنْتُ لَا أَتَكَلَّمُ فِيمَا لَا يَعْنِينِي، وَكَانَ قَلْبِي سَلِيمًا لِلْمُسْلِمِينَ .
وَقَالَ الحَسَنُ: مِنْ عَلَامَةِ إعْرَاضِ اللَّهِ عَنْ العَبْدِ أَنْ يَجْعَلَ شُغْلَهُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ . وَقَالَ سَهْلٌ التُّسْتَرِيُّ: مَنْ تَكَلَّمَ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ حُرِمَ الصِّدْقَ .
وَقَالَ مَعْرُوفٌ: كَلَامُ العَبْدِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ خِذْلَانٌ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وَمَرَّ رَجُلٌ بِلُقْمَانَ الحَكِيمِ وَالنَّاسُ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَلَسْت عَبْدَ بَنِي فُلَانٍ؟ قَالَ بَلَى، قَالَ الَّذِي كُنْت تَرْعَى عِنْدَ جَبَلِ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ بَلَى، قَالَ فَمَا بَلَغَ بِك مَا أَرَى؟ قَالَ صِدْقُ الحَدِيثِ، وَطُولُ السُّكُوتِ عَمَّا لَا يَعْنِينِي .
وَمِنْهَا كَثْرَةُ الكَلَامِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ مَنْ عَلِمَ أَنَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلَامُهُ إلَّا فِيمَا يَعْنِيهِ .
وَقَدْ قَالَ النَّخَعِيُّ: يَهْلِكُ النَّاسُ فِي فُضُولِ الكَلَامِ وَالمَالِ .
قَالَ الإِمَامُ ابْنُ مُفْلِحٍ فِي الآدَابِ الكُبْرَى: كَانَ الإِمَامُ مَالِكٌ يَعِيبُ كَثْرَةَ الكَلَامِ وَيَقُولُ: لَا يُوجَدُ إلَّا فِي النِّسَاءِ وَالضُّعَفَاءِ .
وَفِي خَبَرٍ مَأْثُورٍ: الخَيْرُ كُلُّهُ فِي ثَلَاثٍ: السُّكُوتِ وَالكَلَامِ وَالنَّظَرِ، فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ سُكُوتُهُ فِكْرَةً، وَكَلَامُهُ حِكْمَةً، وَنَظَرُهُ عِبْرَةً،
وَاَللَّهُ أَعْلَمُ
غِذَاءَ الألْبَابِ، لِشَرْحِ مَنْظُومَةِ الأدَابِ)
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال أحد العلماء
لا شيء أضر على السلطان من كثرة المتفرغين حواليه، فالحازم يشغلهم بما لا يظلمهم فيه، فإن لم يفعل، شغلوه بما يظلمونه فيه.
وأما مقرب أعدائه فذلك قاتل نفسه.
. لا يغتر العاقل بصداقة حادثة له أيام دولته فكل أحد صديقه يومئذ.
إجهد في أن تستعين في أمورك بمن يريد منها لنفسه مثل ما تريد لنفسك، ولا تستعن فيها بمن حظه من غيرك كحظه منك.
لا تجب عن كلام نقل إليك عن قائل حتى توقن أنه قاله، فإن من نقل إليك كذباً رجع من عندك بحق.
ثق بالمتدين وإن كان على غير دينك، ولا تثق بالمستخف وإن أظهر أنه على دينك.
من استخف بحرمات الله تعالى فلا تأمنه على شيء مما تشفق عليه.
وجدت المشاركين بأرواحهم أكثر من المشاركين بأموالهم. هذا شيء طال إختباري إياه، ولم أجد قط على طول التجربة سواه،
فأعيتني معرفة العلة في ذلك، حتى قدرت أنها طبيعة في البشر.
من قبيح الظلم الإنكار على من أكثر الإساءة إذا أحسن في الندرة.
من استراح من عدو واحد حدث له أعداء كثيرة.
أشبه ما رأيت بالدنيا خيال الظل، وهي تماثيل مركبة على مطحنة خشب تدار بسرعة، فتغيب طائفة، وتبدو أخرى.
.
إنما تأنس النفس بالنفس، فأما الجسد فمستثقل مهروم به، ودليل ذلك إستعجال المرء بدفن جسد حبيبه إذا فارقته نفسه، وأسفه لذهاب النفس. وإن كانت الجثة حاضرة بين يديه.
لم أر لإبليس أصيد ولا أقبح ولا أحمق من كلمتين ألقاهما على ألسنة دعاته: إحداهما، اعتذار من أساء بأن فلاناً أساء قبله، والثانية، إستسهال الإنسان أن يسيء اليوم لأنه قد أساء أمس، أو أن يسيء في وجه ما، لأنه قد أساء في غيره، فقد صارت هاتان الكلمتان عذراً مسهلتين للشر ومدخلتين له في حد ما يعرف ويحمل ولا ينكر.
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
الإستعداد للموت وسؤال القبر - (ج 1 / ص 1)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اثنتان يكرهما ابن آدم يكره الموت والموت خير للمؤمن من الفتنة ويكره قلة المال وقلة المال أقل الحساب " .
قال حاتم الأصم: لكل شيء زينة وزينة العبادة الخوف وعلامة الخوف قصر الأمل.
.
واعلم أن بني آدم طائفتان طائفة نظروا إلى شاهد خيال الدنيا وتمسكوا بتأميل العمر الطويل ولم يتفكروا في النَفَس الأخير، وطائفة عقلاء جعلوا النَفس الأخير نصب أعينهم لينظروا ماذا يكون مصيرهم، وكيف يخرجون من الدنيا ويفارقونها وإيمانهم سالم وما الذي ينزل معهم من الدنيا في قبورهم وما الذي يتركونه لأعدائهم ويبقى عليهم وباله ونكاله وهذه الفكرة واجبة على كافة الخلق وهي على الملوك وأهل الدنيا أوجب لأنهم كثيراً ما أزعجوا قلوب الخلق وأدخلوا في قلوبهم الرعب فإن الحقِّ تبارك وتعالى له ملك
يعرف بملك الموت لا مهرب لأحد من مطالبته ونشبته وكل موكلي الملوك يأخذون جعلهم ذهباً وطعاماً،
وهذا الوكيل لا يأخذ سوى الروح جعلاً
وسائر موكلي السلاطين تنفع عندهم الشفاعة وهذا الموكل لا تنفع عنده شفاعة شافع وجميع الموكلين يمهلون من يوكلون به اليوم والساعة وهذا الموكل لا يمهل نفساً واحداً.
نسأل الله حسن الختام 0
انتهى بتصرف
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله
اعلم أن لك ذنوباً بينك وبين الله تخاف عواقبها وترجوه أن يعفو عنها ويغفرها لك ويهبها لك ومع هذا لا يقتصر على مجرد العفو والمسامحة حتى ينعم عليك ويكرمك ويجلب إليك من المنافع والإحسان فوق ما تؤمله فإذا كنت ترجو هذا من ربك أن يقابل به إساءتك
فما أولاك وأجدرك أن تعامل به خلقه وتقابل به إساءتهم ليعاملك الله هذه المعاملة فإن الجزاء من جنس العمل فكما تعمل مع الناس في إساءتهم في حقك يفعل الله معك في ذنوبك وإساءتك (جزاءً وفاقاً )
فانتقم بعد ذلك أو اعف وأحسن أو اترك
فكما تدين تدان وكما تفعل مع عباده يفعل معك فمن تصور هذا المعنى وشغل به فكره هان عليه الإحسان إلى ما أساء إليه هذا مع ما يحصل له بذلك من نصر الله ومعيته الخاصة كما "قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي شكى إليه قرابته وأنه يحسن إليهم وهم يسيئون إليه فقال: "لا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك
" .(بدائع الفوائد لابن القيم)
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله
في كتابه الماتع ((الجواب الكافي - (ج 1 / ص 52))
عقوبات المعاصــــــــــــــــــــــــــي
إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة
فيامن باع حظه الغالي بأبخس الثمن وغبن كل الغبن في هذا العقد وهو يرى أنه قد غبن
إذا لم يكن لك خبرة بقيمة السلعة فاسئل المقومين
فياعجبا من بضاعة معك الله مشتريها -وثمنها جنة المأوي والسفير الذي جرى على يده عقد التبايع وضمن الثمن عن المشتري هو الرسول صلى الله عليه وسلم وقد بعتها بغاية الهوان
*************
ومن عقوباتها أنها تعمي بصر القلب وتطمس نوره وتسد طرق العلم وتحجب مواد الهداية وقد قال مالك للشافعي رحمهما الله تعالى لما اجتمع به ورأى تلك المخايل إني أرى الله تعالى قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمه المعصية ولايزال هذا النور يضعف ويضمحل وظلام المعصية يقوى حتى يصير القلب في مثل الليل البهيم فكم من مهلك يسقط فيه وهو لا يبصر كأعمى خرج بالليل في طريق ذات مهالك العطب ثم تقوى تلك الظلمات وتفيض من القلب الى الجوارح فيغشى الوجه منها سواد بحسب قوتها وتزايدها فإدا كانت عند الموت ظهرت في البرزخ فامتلأ القبر
ظلمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
ان هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة وإن الله ينورها بصلاتي عليهم فاذا كان يوم المعاد وحشر العباد وعلت الظلمة الوجوه علوا ظاهرا يراه كل أحد حتى يصير الوجه أسود مثل الليل البهيم
فيالها من عقوبة لا توازن لذات الدنيا بأجمعها من أولها الى آخرها
*******************
ومن عقوباتها أنها تصغر النفس وتقمعها وتدسيها وتحقرها حتى تصير أصغر كل شيء وأحقره كما إن الطاعة تنميها وتزكيها وتكبرها قال تعالى قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها والمعنى قد أفلح من كبرها وأعلاها بطاعة الله وأظهرها وقد خسر من أخفاها وحقرها وصغرها بمعصية الله
وأصل التدسية الإخفاءو منه قوله تعالى يدسه في التراب
فالعاصي يدس نفسه في المعصية ويخفي مكانها ويتوارى من الخلق من سوء ما يأتي به قد انقمع عند نفسه وانقمع عند الله وانقمع عند الخلق فالطاعة والبر تكبر النفس وتعزها وتعليها حتى تصير أشرف شيء وأكبره وأزكاه وأعلاه ومع ذلك فهي أذل شيء وأحقره وأصغره لله تعالى
انتهى كلامه رحمه الله بتصرف يسيــــــــــــــــــر
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان
الباب الثامن: فى زكاة القلب
.....
ولهذا كان غض البصر عن المحارم يوجب ثلاث فوائد عظيمة الخطر، جليلة القدر:
إحداها: حلاوة الإيمان ولذته، التى هى أحلى وأطيب وألذ مما صرف بصره عنه وتركه لله تعالى فإن من ترك شيئا لله عوضه الله عز وجل خيرا منه، والنفس مولعة بحب النظر إلى الصور الجميلة، والعين رائد القلب. فيبعث رائده لنظر ما هناك، فإذا أخبره بحسن المنظور إليه وجماله، تحرك اشتياقا إليه، وكثيرا ما يتعب ويتعب رسوله ورائده كما قيل:
وَكُنْتَ مَتَى أَرْسَلْتَ طَرْفَكَ رَائِدًا لِقلبكَ يَوْماً أتْعَبَتْكَ المنَاظِرُ
رَأَيْتَ الَّذِى لا كُلَّهُ أَنْتَ قَادِرٌِ عَلَيْه وَلا عَنْ بَعْضِهِ أَنْتَ صَابرُ
فإذا كف الرائد عن الكشف والمطالعة استراح القلب من كلفة الطلب والإرادة، فمن أطلق لحظاته دامت حسراته، فإن النظر يولد المحبة. فتبدأ علاقة يتعلق بها القلب بالمنظور إليه. ثم تقوى فتصير صبابة. ينصب إليه القلب بكليته. ثم تقوى فتصير غراما يلزم القلب، كلزوم الغريم الذى لا يفارق غريمه. ثم يقوى فيصير عشقا. وهو الحب المفرط. ثم يقوى فيصير شغفا. وهو الحب الذى قد وصل إلى شَغاف القلب وداخله. ثم يقوى فيصير تتيماً. والتتيم التعبد ومنه تيمه الحب إذا عَبَّده. وتيم الله عبد الله. فيصير القلب عبدا لمن لا يصلح أن يكون هو عبدا له. وهذا كله جناية النظر فحينئذ يقع القلب فى الأسر. فيصير أسيرا بعد أن كان ملكا، ومسجونا بعد أن كان مطلقا. يتظلم من الطرْف ويشكوه. والطرْف يقول: أنا رائدك ورسولك، وأنت بعثتنى. وهذا إنما ابتُلى به القلوب الفارغة من حب الله والإخلاص له، فإن القلب لا بد له من التعلق بمحبوب. فمن لم يكن الله وحده محبوبه وإلهه ومعبوده فلا بد أن ينعقد قلبه لغيره. قال تعالى عن يوسف الصديق عليه السلام:
{كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ} [يوسف: 24].
فامرأة العزيز لما كانت مشركة وقعت فيما وقعت فيه، مع كونها ذات زوج، ويوسف عليه السلام لما كان مخلصا لله تعالى نجا من ذلك مع كونه شابا عزَبا غريبا مملوكا.
الفائدة الثانية فى غض البصر: نور القلب وصحة الفراسة. قال أبو شجاع الكرمانى: "من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وكف نفسه عن الشهوات، وغض بصره عن المحارم، واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة" وقد ذكر الله سبحانه قصة قوم لوط وما ابتلوا به، ثم قال بعد ذلك:
{إِنَّ فِى ذلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: 75].
وهم المتفرسون الذين سلموا من النظر المحرم والفاحشة، وقال تعالى عقيب أمره للمؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم:
{اللهُ نُورُ السَّمواتِ وَالأرْضِ} [النور: 35].
وسر هذا الخبر: أن الجزاء من جنس العمل. فمن غض بصره عما حرم الله عز وجل عليه عوضه الله تعالى من جنسه ما هو خير منه، فكما أمسك نور بصره عن المحرمات أطلق الله نور بصيرته وقلبه، فرأى به ما لم يره من أطلق بصره ولم يغضه عن محارم الله تعالى، وهذا أمر يحسه الإنسان من نفسه. فإن القلب كالمرآة، والهوى كالصدأ فيها. فإذا خلصت المرآة من الصدأ انطبعت فيها صورة الحقائق كما هى عليه. وإذا صدئت لم ينطبع فيها صورة المعلومات. فيكون علمه وكلامه من باب الخرص والظنون.
الفائدة الثالثة قوة القلب وثباته وشجاعته، فيعطيه الله تعالى بقوته سلطان النصرة، كما أعطاه بنوره سلطان الحجة، فيجمع له بين السلطانين، ويهرب الشيطان منه، كما فى الأثر:
"إنَّ الّذِى يُخَالِفُ هَوَاهُ يَفْرَقُ الشَّيْطَانُ مِنْ ظِلِّهِ".ولهذا يوجد فى المتبع هواه من ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه، فإنه سبحانه جعل العز لمن أطاعه والذل لمن عصاه. قال تعالى:
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8] وقال تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأنْتُمُ الأعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139] وقال تعالى: {مَنْ كَانَ يُريِدُ الْعِزَّةَ فَللَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} [فاطر: 10].
أى من كان يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله: بالكلم الطيب، والعمل الصالح، وقال بعض السلف: "الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا فى طاعة الله" وقال الحسن: "وإن هَمْلَجَتْ بهم البراذين، وطقطقت بهم البغال إن ذل المعصية لفى قلوبهم، أبى الله عز وجل إلا أن يُذِلَّ من عصاه، وذلك أن من أطاع الله تعالى فقد والاه، ولا يذل من والاه الله، كما فى دعاء القنوت:
"إِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ".