رد: انــســ ي ـــابـ ..
أتساءل ماالذي يجعلنا نغرق في هستيريا الضحك على أصغر كلمة, ثم نتوقف فجأة لنقول: يارب اجعله خير !
ونقضي بقية اليوم في توجُّس من خبريّة ستضايقنا, أو نكد سيلحقنا , ووالله ماأرانا إلا النكد بعينه !
هكذا اعتاد العرب أن يعظّموا كل صغيرة , فكيف تتجرّأ فتاة وتخاطب -باحترامها- شاباً (ًياللوقاحة وقلة الادب) أما كيف يقيم هو علاقات متعددة الوسائط فياااه (ابني كبر وصار محبوباً)
فياله من فخر وإنجاز عظيم .
هناك حمامة اسرائيلية متسللة .. ياللهول!
.. وهناك متسللون دفعتهم الحاجة للعمل.. ياللفجيعة !
ومصر تحترق , وجدة تغرق , وفلسطين تحاصر منذ آلاف السنين > يوه ياانتظار ليش النكد هم اتعودوا خلاص !
أوه صح هم تعودوا ولسه كمان بيطلعوا يندبوا في التلفزيونات؟؟ ايش قلة الأدب
دي ؟
....
كنت أقول أن توقفنا عن الضحك والهسترة هو ضرب من التشاؤم الذي لايفارقنا حتى عندما نضحك . الحقيقة أننا شعب لايعرف الإنبساط .
انظر حولك لتعرف كيف يمكن أن تكون الأشياء الصغيرة جداً مفرحة جداً ، وكم هي الأشياء الكبيرة تافهة ولاتستحق الوقوف عندها .
خذ لديك مثالاً أن انقطاع الكهرباء المستمرّ في حارتنا الحمصيّة ، كان مناسبة لطيفة يحتفى بها الأطفال فلا تسمع إلا صراخهم وعبثهم بالبطاريات أو بأجهزة الجوال ، يشاركهم الكبار بخروجهم إلى الشُرفات واحتسائهم الشاي على ضوء شمعة , ولايخلو الأمر بالتأكيد من تصفير وتصفيق , ورقص ربما , حين تعود الكهرباء لمجاريها !
في الحقيقة أن مانعيشه من ترف هو المنغّص الحقيقي الذي نقبع تحت طائلته .
ماذا لو جربنا أن نعيش في أكواخ خشبية في الريف , حينها سندرك كم هي الحياة خضراء وزرقاء ، وكم من زمنٍ قبعنا في أقلام رصاص لانعرف إلا الرّماد .
وكما أنشد لنا ذاك الطفل ذو الصوت الموجع: كم روائع في الحياة ترنو لنا لكنها عجزت بأن تتكلما ..