يقولون: "الجمل لاطاح كثرت سكاكينه"
والمُحب لاطاح من يشفي طعونه ؟!
وطحت من الشوق !!
أيًّا بلغنا من العمر فربيع الحب
يبقى الفصل الذي تزهر غصونه بحنايانا ،
وأيًّا كانت الحيثيات التي تقوم عليها ظروفنا
لا يحق لنا أن نقتل حبًّا قد
ألصقناه بنا حدّ الحياة !
:
كنتَ بقلبي ذلك الرّجل المدلّل الذي لا أرضى باستثارة غضبه
والمشاغب الذي يسرقني فضوله
والطفل الذي أربّيه بقلبي عن العالمين
أخشى إيذاءه، وأبدًا لا أفتأ في المحافظة عليه.
أحببتكَ حتى الارتباط
وتشربتكَ حتى الارتواء
وفجعتني حتى الموت !
كنتَ بروحي تلك النسمات الباردة التي تطفئ أي لهيب قادم من صروف الدهر.
كنتَ بأيامي تلك الخفقات التي تشي بإحساس السعادة، واللهفة، والوجد، والجنون.
كنتَ الحلم الذي استجديه على وسائد الوسن
واهدهده على كفوف اليقظة
وأرعاه ليكبر ويكتمل
وأنتظره على منصّة الاحتفال بي.
كنتَ في بردي غطاء الدفْء
وفي صيفي " جمرة غضى "
و" ما بحبّش حد إلا انته " !
قد تموت كثير أشياء حولنا
لكنّك الشيء الذي لايموت وذاكرتي البلهاء تنخر عظام جمجمة الاجترار
كي تأتي بك حيث أُبعدك، وتحييك عندما أحاول دفنك.
كنتَ المملكة التي أنشد لها دومًا
" سارعي للحب والإخلاص "
والوطن الذي أغني له
" وطني الحبيب
ولن أحب سواه "
وسيف الدولة الذي مدحتُه في بلاطه
حتى يرضى...
فضيّقتَ عليّ بالأعذار، لأرضى بسمّ القرار
وتتّسع رقعة الفجيعة بداخلي
وتسكت الأشياء
وتُظلِم المصابيح
وأتنفس رائحة الاختناق ( أنا )
وأصرخ بـ ..
" يا أعدل الناس إلا في معاملتي ... فيك الخصام وأنتَ الخصمُ والحكمُ "
كنتَ، ومازلتَ بي
حتى.................. !!