رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
قصائد لم تنشر
محمود درويش
إذا كان لا بُدَّ من قمرٍ
فليكن كاملاً، ووصيّاً على العاشقة!
وأمّا الهلال فليس سوى وَتَرٍ
مُضمرٍ في تباريح جيتارةٍ سابقة!
وإن كان لا بُدَّ من منْزلٍ
فليكنْ واسعاً، لنربي الكناريّ فيه.. وأشياءَ أخرى
وفيه ممّر ليدخلَ منه الهواء ويخرج حرّا
وللنحلِ حقُّ الإقامةِ والشغلِ في رُكنهِ المهمل
وإن كان لا بُدَّ من سفرٍ
فليكن باطنيّاً، لئلا يؤدّي إلى هدف
وأمّا الرحيل، فليس سوى شغف
مرهفٍ بالوصول إلى حُلُمٍ قُدَّ من حجر!
وإن كان لا بُدّّ من حلم، فليكنْ
صافياً حافياً أزرق اللون، يولد من نفسهِ
كأنّ الذي كان كان، ولكن لم يكنْ
سوى صورة الشيء في عكسهِ
وإن كان لا بُدَّ من شاعرٍ مختلفْ
فليكن رعويّ الحنين، يُجعّد ليل الجبال
ويرعى الغزالة عند تخوم الخيال، ولا يأتلفْ
مع شـيءٍ ســـوى حســّه بالمدى والندى والجمال
وإن كان لا بُدَّ من فرح، فليكنْ ساخناً
كدمِ الثور، لا وقتَ يبقى على حاله
الغناءُ حلالٌ لنا مثل زوجاتنا، فليكنْ ماجناً فاتناً
لكي يخجلَ الموتُ منه.. وينأى بأثقاله
وإن كان لا بُدَّ من علمٍ للبلاد
فليكنْ عالياً، وخفيَّ المجاز.. قليلَ السواد
وبعيداً، كأودية، عن جفاف المكان وأيدي الصغار
وعن غرفِ النوم، وليرتفع فوق سطح النهار.
وإن كان لا بدَّ مني... فإني
على أُهبة المرتضى والرضا، جاهزٌ للسلام
مع النفس. لي مطلبٌ واحدٌ: أن يكون اليمام
هو المتحدّثُ باسمي، إذا سقط الاسم منّي!
عينان
عينان تائهتان في الألوان. خضراوان قبل
العشب. زرقاوان قبل الفجر. تقتبسان
لونَ الماء، ثم تُصوّبان إلى البحيرةِ نظرةً
عسلية، فيصيرُ لونُ الماء أخضر..
لا تقولان الحقيقة. تَكْذبان على المصادرِ
والمشاعر. تنظران إلى الرماديّ الحزين،
وتُخفيان صفاته. وتُهيّجان الظلِّ بين الليلكيّ
وما يشعّ من البنفسجِ في التباسِ الفرق.
تَمتلئان بالتأويل، ثم تحيّران اللون: هل هو
لازورديّ أم اختلطَ الزُمُرّدُ بالزبرجدِ والتركواز
المُصَفّى؟ تَكبران وتَصغران كما المشاعر..
تكبران إذا النجومُ تنَزّهتْ فوق السطوح.
وتصغران على سريرِ الحبّ. تنفتحان كي تستقبلا
حلماً ترقرقَ في جفونِ الليل. تنغلقان كي
تستقبلا عسلاً تدفّقَ من قفيرِ النحل.
تنطفئان كاللاشيء شعرياً، غموضاً عاطفياً
يُشعلُ الغابات بالإقمار. ثم تعذّبان الظلّ:
هل يخضوضرُ الزيتيُّ والكحليّ فيَّ أنا الرماديَّ
المحايد؟ تنظران إلى الفراغ. وتكحّلان بنظرةٍ
لوزيةٍ طوقَ الحمامة. تفتحان مراوحَ الخُيلاء
للطاووس في إحدى الحدائق. ترفعان الحَوْرَ
والصفصاف أعلى ثم أعلى. تهربان من
المرايا، فـــهي أضيق منهما. وهما هما في الضوء
تلتفتان للاشيء حولهما فينهضُ، ثم يركضُ
لاهثاً، وهما هما في الليل مرآتان للمجهول
من قدري. أرى، أو لا أرى، ماذا يعدّ الليلُ
لي من رحلةٍ جويةٍ – بحريّة. وأنا أمامهما
أنا أو لا أنا. عينان صافيتان، غائمتان،
صادقتان، كاذبتان عيناها. ولكن، منْ هي؟
بالزنبق امتلأ الهواء
بالزنبق امتلأ الهواءُ، كأنّ موسيقى ستصدحُ.
كلُّ شيء يصطفي معنى، ويرسلُ فائض المعنى
إليَّ. أنا المعافى الآن، سيِّدُ فُرصتي
في الحب. لا أنسى ولا أتذكّر الماضي،
لأني الآن أولدُ، هكذا من كلّ شيء..
أصنعُ الماضي إذا احتاجَ الهواء إلى سلالته
وأفسدَه الغبار. وُلدتُ دون صعوبة،
كبناتِ آوى، كالسمندلِ، كالغزال.. ولم أهنئ
والديَّ بصحتي وسلامتي. والآن، أقفزُ
صاحياً وأرى وأسمع. كلُّ هذا الزنبق
السحريّ لي: بالزنبقِ امتلأ الهواء كأنّ
موسيقى ستصدح. كلُّ ما حوالي يهنئني:
خلاءُ السقف من شبحٍ ينازعني على نفسي.
وكرسيّ يرحّبُ بالتي تختار إيقاعاً خصوصيّاً
لساقيها. ومرآةٌ أمام الباب تعرفني وتألفُ
وجه زائرها. وقلبٌ جاهزٌ للاحتفال بكلِّ
شيء. كلُّ شيء يصطفي معنى لحادثة الحياة،
ويكتفي بهبات هذا الحاضرِ البلّور. لم أعرفْ
ولم أسألْ: لماذا أحتفي بصداقةِ اليوميّ،
والشيء المتاح، وأقتفي إيقاع موسيقى ستصدح
من زوايا الكون؟ لا أنسى ولا أتذكّرُ
الغد... ربما أرجأتُ تفكيري به، عن غير
قصدٍ، ربما خبّأتُ خوفي من ملاكِ الموت،
عن قصدٍ، لكي أحيا الهنيهةَ بين منْزلتين:
حادثة الحياة وحادث الموت المؤجّل ساعةً
أو ساعتين، وربما عامين... يفرحني تَذكُّرُ
ما نسيتُ: نسيتُ أن أنسى غناء الناي
للأفعى. بلا سببٍ يفيضُ النهرُ بي، وأفيض
حول عواطفي: بالزنبق امتلأ الهواء كأنّ
موسيقى ستصدح!
إلى شاعر شاب
لا تصدّقْ خلاصاتنا، وانسها
وابتدئ من كلامك أنت. كأنك
أوّل من يكتب الشعر،
أو آخر الشعراء!
إن قرأت لنا، فلكي لا تكون امتداداً
لأهوائنا،
بل لتصحيح أخطائنا في كتاب الشقاء.
لا تسل أحداً: منْ أنا؟
أنت تعرف أمّك..
أمّا أبوك... فأنت!
الحقيقة بيضاء. فاكتبْ عليها
بحبر الغراب.
والحقيقة سوداء، فاكتب عليها
بضوء السراب!
إن أردت مبارزة النسر
حلّق مَعَهْ
إن عشقتَ فتاة، فكن أنتَ
لا هي،
منْ يشتهي مصرعهْ
الحياةُ أقلّ حياة،
ولكننا لا نفكّر بالأمر،
حرصاً على صحّة العاطفةْ
إن أطلت التأمّل في وردةٍ
لن تزحزحك العاصفة!
أنت مثلي، ولكنّ هاويتي واضحة
ولك الطرق اللانهائية السرِّ،
نازلة صاعدة!
قد نُسمّي نضوب الفتوة نضج المهارة
أو حكمةً
إنها حكمة، دون ريب،
ولكنها حكمة اللاغنائيّة الباردة
ألفُ عصفورة في يدٍ
لا تعادل عصفورة واحدة
ترتدي الشجرة!
القصيدةُ في الزمن الصعب
زهرٌ جميلٌ على مقبرة!
المثالُ عسير المنال،
فكن أنت أنت وغيرك
خلف حدود الصدى
للحماسة وقت انتهاء بعيد المدى
فتحمّسْ تحمّسْ لقلبك واتبعه
قبل بلوغ الهدى
لا تقل للحبيبة: أنتِ أنا
وأنا أنتِ،
قلْ عكس ذلك: ضيفان نحْنُ
على غيمةٍ شاردة
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
لا تصدّق صواب تعاليمنا
لا تصدّق سوى أثر القافلة
الخُلاصة، مثل الرصاصة في قلب شاعرها
حكمة قاتلة
كن قوّياً، كثور، إذا ما غضبتَ
ضعيفاً كنوّار لوز إذا ما عشقتَ،
ولا شيء لا شيء
حين تسامر نفسك في غرفة مغلقةْ
الطريق طويل كليل امرئ القيس:
سهلٌ ومرتفعات، ونهرٌ ومنخفضات
على قدر حلمك تمشي
وتتبعك الزنبق
أو المشنقة!
لا أخاف عليك من الواجبات
أخاف عليك من الراقصات على قبر أولادهنّ
أخاف عليك من الكاميرات الخفيّات
في سُرَر المطربات
لن تخيّبَ ظنّي،
إذا ما ابتعدتَ عن الآخرين، وعنّي:
فما ليس يشبهني أجملُ
الوصيُّ الوحـــيدُ علـــيك من الآن: مستقبلٌ مهملُ
لا تفكّر، وأنت تذوب أسى
كدموع الشموع، بمن سيراك
ويمشي على ضوء حدسك،
فكّر بنفسك: هل هذه كلّها؟
القصيدة ناقصة... والفراشات تكملها
لا نصيحة في الحبّ، لكنها التجربة
لا نصيحة في الشّعر، لكنها الموهبة
وأخيراً: عليك السلام
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
قصائد لم تنشر
محمود درويش
إذا كان لا بُدَّ من قمرٍ
فليكن كاملاً، ووصيّاً على العاشقة!
وأمّا الهلال فليس سوى وَتَرٍ
مُضمرٍ في تباريح جيتارةٍ سابقة!
وإن كان لا بُدَّ من منْزلٍ
فليكنْ واسعاً، لنربي الكناريّ فيه.. وأشياءَ أخرى
وفيه ممّر ليدخلَ منه الهواء ويخرج حرّا
وللنحلِ حقُّ الإقامةِ والشغلِ في رُكنهِ المهمل
وإن كان لا بُدَّ من سفرٍ
فليكن باطنيّاً، لئلا يؤدّي إلى هدف
وأمّا الرحيل، فليس سوى شغف
مرهفٍ بالوصول إلى حُلُمٍ قُدَّ من حجر!
وإن كان لا بُدّّ من حلم، فليكنْ
صافياً حافياً أزرق اللون، يولد من نفسهِ
كأنّ الذي كان كان، ولكن لم يكنْ
سوى صورة الشيء في عكسهِ
وإن كان لا بُدَّ من شاعرٍ مختلفْ
فليكن رعويّ الحنين، يُجعّد ليل الجبال
ويرعى الغزالة عند تخوم الخيال، ولا يأتلفْ
مع شـيءٍ ســـوى حســّه بالمدى والندى والجمال
وإن كان لا بُدَّ من فرح، فليكنْ ساخناً
كدمِ الثور، لا وقتَ يبقى على حاله
الغناءُ حلالٌ لنا مثل زوجاتنا، فليكنْ ماجناً فاتناً
لكي يخجلَ الموتُ منه.. وينأى بأثقاله
وإن كان لا بُدَّ من علمٍ للبلاد
فليكنْ عالياً، وخفيَّ المجاز.. قليلَ السواد
وبعيداً، كأودية، عن جفاف المكان وأيدي الصغار
وعن غرفِ النوم، وليرتفع فوق سطح النهار.
وإن كان لا بدَّ مني... فإني
على أُهبة المرتضى والرضا، جاهزٌ للسلام
مع النفس. لي مطلبٌ واحدٌ: أن يكون اليمام
هو المتحدّثُ باسمي، إذا سقط الاسم منّي!
عينان
عينان تائهتان في الألوان. خضراوان قبل
العشب. زرقاوان قبل الفجر. تقتبسان
لونَ الماء، ثم تُصوّبان إلى البحيرةِ نظرةً
عسلية، فيصيرُ لونُ الماء أخضر..
لا تقولان الحقيقة. تَكْذبان على المصادرِ
والمشاعر. تنظران إلى الرماديّ الحزين،
وتُخفيان صفاته. وتُهيّجان الظلِّ بين الليلكيّ
وما يشعّ من البنفسجِ في التباسِ الفرق.
تَمتلئان بالتأويل، ثم تحيّران اللون: هل هو
لازورديّ أم اختلطَ الزُمُرّدُ بالزبرجدِ والتركواز
المُصَفّى؟ تَكبران وتَصغران كما المشاعر..
تكبران إذا النجومُ تنَزّهتْ فوق السطوح.
وتصغران على سريرِ الحبّ. تنفتحان كي تستقبلا
حلماً ترقرقَ في جفونِ الليل. تنغلقان كي
تستقبلا عسلاً تدفّقَ من قفيرِ النحل.
تنطفئان كاللاشيء شعرياً، غموضاً عاطفياً
يُشعلُ الغابات بالإقمار. ثم تعذّبان الظلّ:
هل يخضوضرُ الزيتيُّ والكحليّ فيَّ أنا الرماديَّ
المحايد؟ تنظران إلى الفراغ. وتكحّلان بنظرةٍ
لوزيةٍ طوقَ الحمامة. تفتحان مراوحَ الخُيلاء
للطاووس في إحدى الحدائق. ترفعان الحَوْرَ
والصفصاف أعلى ثم أعلى. تهربان من
المرايا، فـــهي أضيق منهما. وهما هما في الضوء
تلتفتان للاشيء حولهما فينهضُ، ثم يركضُ
لاهثاً، وهما هما في الليل مرآتان للمجهول
من قدري. أرى، أو لا أرى، ماذا يعدّ الليلُ
لي من رحلةٍ جويةٍ – بحريّة. وأنا أمامهما
أنا أو لا أنا. عينان صافيتان، غائمتان،
صادقتان، كاذبتان عيناها. ولكن، منْ هي؟
بالزنبق امتلأ الهواء
بالزنبق امتلأ الهواءُ، كأنّ موسيقى ستصدحُ.
كلُّ شيء يصطفي معنى، ويرسلُ فائض المعنى
إليَّ. أنا المعافى الآن، سيِّدُ فُرصتي
في الحب. لا أنسى ولا أتذكّر الماضي،
لأني الآن أولدُ، هكذا من كلّ شيء..
أصنعُ الماضي إذا احتاجَ الهواء إلى سلالته
وأفسدَه الغبار. وُلدتُ دون صعوبة،
كبناتِ آوى، كالسمندلِ، كالغزال.. ولم أهنئ
والديَّ بصحتي وسلامتي. والآن، أقفزُ
صاحياً وأرى وأسمع. كلُّ هذا الزنبق
السحريّ لي: بالزنبقِ امتلأ الهواء كأنّ
موسيقى ستصدح. كلُّ ما حوالي يهنئني:
خلاءُ السقف من شبحٍ ينازعني على نفسي.
وكرسيّ يرحّبُ بالتي تختار إيقاعاً خصوصيّاً
لساقيها. ومرآةٌ أمام الباب تعرفني وتألفُ
وجه زائرها. وقلبٌ جاهزٌ للاحتفال بكلِّ
شيء. كلُّ شيء يصطفي معنى لحادثة الحياة،
ويكتفي بهبات هذا الحاضرِ البلّور. لم أعرفْ
ولم أسألْ: لماذا أحتفي بصداقةِ اليوميّ،
والشيء المتاح، وأقتفي إيقاع موسيقى ستصدح
من زوايا الكون؟ لا أنسى ولا أتذكّرُ
الغد... ربما أرجأتُ تفكيري به، عن غير
قصدٍ، ربما خبّأتُ خوفي من ملاكِ الموت،
عن قصدٍ، لكي أحيا الهنيهةَ بين منْزلتين:
حادثة الحياة وحادث الموت المؤجّل ساعةً
أو ساعتين، وربما عامين... يفرحني تَذكُّرُ
ما نسيتُ: نسيتُ أن أنسى غناء الناي
للأفعى. بلا سببٍ يفيضُ النهرُ بي، وأفيض
حول عواطفي: بالزنبق امتلأ الهواء كأنّ
موسيقى ستصدح!
إلى شاعر شاب
لا تصدّقْ خلاصاتنا، وانسها
وابتدئ من كلامك أنت. كأنك
أوّل من يكتب الشعر،
أو آخر الشعراء!
إن قرأت لنا، فلكي لا تكون امتداداً
لأهوائنا،
بل لتصحيح أخطائنا في كتاب الشقاء.
لا تسل أحداً: منْ أنا؟
أنت تعرف أمّك..
أمّا أبوك... فأنت!
الحقيقة بيضاء. فاكتبْ عليها
بحبر الغراب.
والحقيقة سوداء، فاكتب عليها
بضوء السراب!
إن أردت مبارزة النسر
حلّق مَعَهْ
إن عشقتَ فتاة، فكن أنتَ
لا هي،
منْ يشتهي مصرعهْ
الحياةُ أقلّ حياة،
ولكننا لا نفكّر بالأمر،
حرصاً على صحّة العاطفةْ
إن أطلت التأمّل في وردةٍ
لن تزحزحك العاصفة!
أنت مثلي، ولكنّ هاويتي واضحة
ولك الطرق اللانهائية السرِّ،
نازلة صاعدة!
قد نُسمّي نضوب الفتوة نضج المهارة
أو حكمةً
إنها حكمة، دون ريب،
ولكنها حكمة اللاغنائيّة الباردة
ألفُ عصفورة في يدٍ
لا تعادل عصفورة واحدة
ترتدي الشجرة!
القصيدةُ في الزمن الصعب
زهرٌ جميلٌ على مقبرة!
المثالُ عسير المنال،
فكن أنت أنت وغيرك
خلف حدود الصدى
للحماسة وقت انتهاء بعيد المدى
فتحمّسْ تحمّسْ لقلبك واتبعه
قبل بلوغ الهدى
لا تقل للحبيبة: أنتِ أنا
وأنا أنتِ،
قلْ عكس ذلك: ضيفان نحْنُ
على غيمةٍ شاردة
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
لا تصدّق صواب تعاليمنا
لا تصدّق سوى أثر القافلة
الخُلاصة، مثل الرصاصة في قلب شاعرها
حكمة قاتلة
كن قوّياً، كثور، إذا ما غضبتَ
ضعيفاً كنوّار لوز إذا ما عشقتَ،
ولا شيء لا شيء
حين تسامر نفسك في غرفة مغلقةْ
الطريق طويل كليل امرئ القيس:
سهلٌ ومرتفعات، ونهرٌ ومنخفضات
على قدر حلمك تمشي
وتتبعك الزنبق
أو المشنقة!
لا أخاف عليك من الواجبات
أخاف عليك من الراقصات على قبر أولادهنّ
أخاف عليك من الكاميرات الخفيّات
في سُرَر المطربات
لن تخيّبَ ظنّي،
إذا ما ابتعدتَ عن الآخرين، وعنّي:
فما ليس يشبهني أجملُ
الوصيُّ الوحـــيدُ علـــيك من الآن: مستقبلٌ مهملُ
لا تفكّر، وأنت تذوب أسى
كدموع الشموع، بمن سيراك
ويمشي على ضوء حدسك،
فكّر بنفسك: هل هذه كلّها؟
القصيدة ناقصة... والفراشات تكملها
لا نصيحة في الحبّ، لكنها التجربة
لا نصيحة في الشّعر، لكنها الموهبة
وأخيراً: عليك السلام
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
خطاب في سوق البطالة
ربما أفقد –ماشئت- معاشي
ربما أعرض للبيع ثيابي وفراشي
ربما أعمل حجاراً.. وعتالاً.. وكناس شوارع
ربما أبحث، في روث المواشي، عن حبوب
ربما أخمد.. عريانا.. وجائع
يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
ربما تسلبني آخر شبر من ترابي
ربما تطعم للسجن شبابي
ربما تسطو على ميراث جدي
من أثاث.. وأوان.. وخواب
ربما تحرق أشعاري وكتبي
ربما تطعم لحمي للكلاب
ربما تبقى على قريتنا كابوس رعب
يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
ربما تطفيء في ليلي شعله
ربما أحرم من أمي قبله
ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله
ربما تغنم من ناطور أحلامي غفله
ربما زيف تاريخي جبان، وخرافي مؤله
ربما تحرم أطفالي يوم العيد بدلهط
ربما تخدع أصحابي بوج مستعار
ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار
ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله
يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
يا عدو الشمس
في الميناء زينات، وتلويح بشائر
وزغاريد، وبهجه
وهتافات، وضجه
والأناشيد الحماسية وهج في الحناجر
وعلى الأفق شراع
يتحدى الريح.. واللّجّ.. ويجتاز المخاطر
انها عودة يوليسيّز من بحر الضياع
عودة الشمس، وإنساني المهاجر
ولعينيها، وعينيه.. يميناً.. لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي
سأقاوم
سأقاوم
سأقاوم
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
زكي درويش بين الذكريات والحنين لمحمود دوريش
عدت الى عائلة درويش في قرية الجديدة، فعندما دخلت منزل زكي دوريش شقيق الشاعر الراحل، زينت جدران غرفة الاستقبال صورة عملاقة لمحمود درويش
http://images.bokra.net/bokra//07-08-2011/0DSCF9809.JPG
اثار مسلسل "في حضرة الغياب" الذي يروي سيرة وحياة الشاعر محمود درويش ضجة كبيرة، حيث تعالت الاصوات من قبل الاف المثقفين الفلسطينيين والعرب مطالبين التلفزيون الفلسطيني بوقف بث المسلسل الذي يعرض في هذه الايام الرمضانية تزامنا مع ذكرى وفاته الثالثة.وتأتي المعارضة كون سيناريو المسلسل يزيف الحقائق ويشوه ذاكرة جميلة رسمها درويش لنفسه ولمحبيه طوال حياته وبعد مماته .
بين الذكريات والاشعار
عدت الى عائلة درويش في قرية الجديدة، فعندما دخلت منزل زكي دوريش شقيق الشاعر الراحل، زينت جدران غرفة الاستقبال صورة عملاقة لمحمود درويش... شعرت للحظة انه يعيش بيننا، بين الذكريات والاشعار تبادلنا الحديث مع زكي درويش.
"من الصعب وصف المشاعر عشية الذكرى الثالثة لفراقه، رغم المصاب والوفاة الا اننا كعائلة لم نشعر بهذا الفراق ،محمود ما زال بيننا، يعيش معنا لحظة بلحظة من خلال الذكريات ،من خلال حديث الناس عنه وانشغال وسائل الاعلام في حكايته وسيرته". بهذه الكلمات باشر زكي درويش حديثه الى موقع بكرا.
مشاعر مختلطة
وتابع درويش:"يمكن القول ان محمود لم يفارقنا ...لا شك ان الذكرى بمثابة لحظات خاصة للعائلة... ،حزن ، فرح، سرور، مشاعر مختلطة، ذكريات بعضها جميل واكثرها حزين ،نحن ننظر الى ذكراه بشكل خاص لانه شقيقي، شعبنا وامتنا تتذكر هذا اليوم بنوع من الحزن لكننا ننظر للموضوع باكثر من نظرة عامة لانه الشقيق والاخ ورفيق درب الصبا والطفولة".
انارة الطريق امام الاجيال الصاعدةوعن عدم تخليد ذكراه في الداخل الفلسطيني تحدث زكي بالقول:" لربما يعود ذلك للظروف المرحلية القسرية ... كعائلة لا نلوم احد بعدم تخليد ذكراه، ربما يعود الى ظروف شهر رمضان المبارك ،ابناء شعبنا بالداخل لم يقصروا يوما مع محمود ،نحن نعلم ان الامكانيات محدودة ،ومع ذلك فنحن نفتخر ونبجل مؤسسة محمود درويش للابداع في كفر ياسيف التي تسعى جاهدة لتكثيف الفعاليات الثقافية التي تحيي وتخلد من خلالها ذكرى محمود وابداعه واشعاره وتناقل فنه وكتاباته للاجيال، كنت اتمنى ان يقام مركز دراسات وابحاث حول سيرة محمود درويش الانسان والشاعر لكي نستطيع من خلالها انارة الطريق امام الاجيال الصاعدة حول درويش وسيرته الشعرية والابداعية".
كان محمود يخجل في حضرة ابيه وامه واخيه البكر
واضاف زكي:" لن اتحدث عن محمود الشاعر المبدع واترك ذلك للنقاد والشعراء والادباء ،لكنني ساسترسل بالحديث عن محمود الانسان ،الاخ ورفيق الصبا ،فقد امتاز بشخصية محبوبة، رغم ما وصل اليه الى قمة الهرم الشعري لكنه لم يتغير... بقي متواضعا، اجتماعيا، خجولا... لعل اهم ميزاته بانه كان يخجل حتى عندما كان يتواجد بحضرة ابيه وامه وحتى في حضرة اخيه البكر... اذكر محمود الصديق والاخ الحنون ، نحن نحافظ على خيوط التواصل والصداقة مع اصدقاء وزملاء محمود من مقاعد الدراسة في ثانوية يني بكفر ياسيف امثال الكاتب محمد علي طه وسالم جبران واخرون ".
البروة جرح ينزف
وخلص بالقول:" ليست لي ذكريات خاصة من البروة فقد تركتها وانا في الثالثة من عمري ،ذكرياتي تبدأ من لبنان ،استمعت كثيرا من الكبار عن حكايات زمان ممن عاشوا في البروة... بالطبع احن الى البروة واراها يوميا فهي ليست بعيدة عن جديدة ، يعز علينا مشاهدتها من بعيد بالرغم من انني زرتها فقط مرة واحدة ، اما بالنسبة لمحمود فليست لدي ادنى فكرة عن امتناعه عن زيارتها وان كنت اخمن ان السبب في ذلك لكي لا يفتح جراح الماضي .. ".
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
زكي درويش بين الذكريات والحنين لمحمود دوريش
عاطف مناع ، موقع بكرا
تاريخ النشر: 09/08/2011 - ساعة النشر: 10:00
تاريخ التعديل الاخير: 09/08/2011 - ساعة التعديل الاخير: 10:00
http://www.bokra.net/images/fshare.png
شارك!
عدت الى عائلة درويش في قرية الجديدة، فعندما دخلت منزل زكي دوريش شقيق الشاعر الراحل، زينت جدران غرفة الاستقبال صورة عملاقة لمحمود درويش...
http://images.bokra.net/bokra//07-08-2011/0DSCF9809.JPG
اثار مسلسل "في حضرة الغياب" الذي يروي سيرة وحياة الشاعر محمود درويش ضجة كبيرة، حيث تعالت الاصوات من قبل الاف المثقفين الفلسطينيين والعرب مطالبين التلفزيون الفلسطيني بوقف بث المسلسل الذي يعرض في هذه الايام الرمضانية تزامنا مع ذكرى وفاته الثالثة.وتأتي المعارضة كون سيناريو المسلسل يزيف الحقائق ويشوه ذاكرة جميلة رسمها درويش لنفسه ولمحبيه طوال حياته وبعد مماته .
بين الذكريات والاشعار
عدت الى عائلة درويش في قرية الجديدة، فعندما دخلت منزل زكي دوريش شقيق الشاعر الراحل، زينت جدران غرفة الاستقبال صورة عملاقة لمحمود درويش... شعرت للحظة انه يعيش بيننا، بين الذكريات والاشعار تبادلنا الحديث مع زكي درويش.
"من الصعب وصف المشاعر عشية الذكرى الثالثة لفراقه، رغم المصاب والوفاة الا اننا كعائلة لم نشعر بهذا الفراق ،محمود ما زال بيننا، يعيش معنا لحظة بلحظة من خلال الذكريات ،من خلال حديث الناس عنه وانشغال وسائل الاعلام في حكايته وسيرته". بهذه الكلمات باشر زكي درويش حديثه الى موقع بكرا.
مشاعر مختلطة
وتابع درويش:"يمكن القول ان محمود لم يفارقنا ...لا شك ان الذكرى بمثابة لحظات خاصة للعائلة... ،حزن ، فرح، سرور، مشاعر مختلطة، ذكريات بعضها جميل واكثرها حزين ،نحن ننظر الى ذكراه بشكل خاص لانه شقيقي، شعبنا وامتنا تتذكر هذا اليوم بنوع من الحزن لكننا ننظر للموضوع باكثر من نظرة عامة لانه الشقيق والاخ ورفيق درب الصبا والطفولة".
انارة الطريق امام الاجيال الصاعدةوعن عدم تخليد ذكراه في الداخل الفلسطيني تحدث زكي بالقول:" لربما يعود ذلك للظروف المرحلية القسرية ... كعائلة لا نلوم احد بعدم تخليد ذكراه، ربما يعود الى ظروف شهر رمضان المبارك ،ابناء شعبنا بالداخل لم يقصروا يوما مع محمود ،نحن نعلم ان الامكانيات محدودة ،ومع ذلك فنحن نفتخر ونبجل مؤسسة محمود درويش للابداع في كفر ياسيف التي تسعى جاهدة لتكثيف الفعاليات الثقافية التي تحيي وتخلد من خلالها ذكرى محمود وابداعه واشعاره وتناقل فنه وكتاباته للاجيال، كنت اتمنى ان يقام مركز دراسات وابحاث حول سيرة محمود درويش الانسان والشاعر لكي نستطيع من خلالها انارة الطريق امام الاجيال الصاعدة حول درويش وسيرته الشعرية والابداعية".
كان محمود يخجل في حضرة ابيه وامه واخيه البكر
واضاف زكي:" لن اتحدث عن محمود الشاعر المبدع واترك ذلك للنقاد والشعراء والادباء ،لكنني ساسترسل بالحديث عن محمود الانسان ،الاخ ورفيق الصبا ،فقد امتاز بشخصية محبوبة، رغم ما وصل اليه الى قمة الهرم الشعري لكنه لم يتغير... بقي متواضعا، اجتماعيا، خجولا... لعل اهم ميزاته بانه كان يخجل حتى عندما كان يتواجد بحضرة ابيه وامه وحتى في حضرة اخيه البكر... اذكر محمود الصديق والاخ الحنون ، نحن نحافظ على خيوط التواصل والصداقة مع اصدقاء وزملاء محمود من مقاعد الدراسة في ثانوية يني بكفر ياسيف امثال الكاتب محمد علي طه وسالم جبران واخرون ".
البروة جرح ينزف
وخلص بالقول:" ليست لي ذكريات خاصة من البروة فقد تركتها وانا في الثالثة من عمري ،ذكرياتي تبدأ من لبنان ،استمعت كثيرا من الكبار عن حكايات زمان ممن عاشوا في البروة... بالطبع احن الى البروة واراها يوميا فهي ليست بعيدة عن جديدة ، يعز علينا مشاهدتها من بعيد بالرغم من انني زرتها فقط مرة واحدة ، اما بالنسبة لمحمود فليست لدي ادنى فكرة عن امتناعه عن زيارتها وان كنت اخمن ان السبب في ذلك لكي لا يفتح جراح الماضي .. ".
عودة الى محليات
عودة الى الرئيسية
http://ads.bokra.net/openx/www/deliv...ERE&n=a74ab9d3
http://images.bokra.net/bokra/8.8.20...//DSCF9814.JPG
http://images.bokra.net/bokra/8.8.20...//DSCF9813.JPG
http://images.bokra.net/bokra/8.8.20...//DSCF9807.JPG
http://images.bokra.net/bokra/8.8.20...//DSCF9817.JPG
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
صوت من الغابة
من غابة الزيتون
جاء الصدى..
و كنت مصلوبا على النار!
أقول للغربان: لا تنهشي
فربما أرجع للدار
و ربما تشتي السما
ربما ..
تطفيء هذا الخشب الضاري !
أنزل يوما عن صليبي
ترى..
كيف أعود حافيا.. عاري!؟
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
في انتظار العائدين
أكواخ أحبابي على صدر الرمال
و أنا مع الأمطار ساهر..
و أنا ابن عوليس الذي انتظر البريد من الشمال
ناداه بحّار، و لكن لم يسافر.
لجم المراكب، و انتحى أعلى الجبال
_يا صخرة صلّى عليها والدي لتصون ثائر
أنا لن أبيعك باللآلي.
أنا لن أسافر..
لن أسافر..
لن أسافر!
أصوات أحبابي تشق الريح، تقتحم الحصون
_يا أمنا انتظري أمام الباب.. إنّا عائدون
هذا زمان لا كما يتخيلون..
بمشيئة الملاّح تجري الريح ..
و التيار يغلبه السفين !
ماذا طبخت لنا؟ فإنّا عائدون.
نهبوا خوابي الزيت، يا أمي، و أكياس الطحين
هاتي بقول الحقل! هاتي العشب!
إنّا عائدون!
خطوات أحبابي أنين الصخر تحت يد الحديد
و أنا مع الأمطار ساهد
عبثا أحدّق في البعيد
سأظل فوق الصخر.. تحت الصخر.. صامد
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
مطر
-1-
ناري،
و خمس زنابق شمعية في المزهرية
و عزاؤنا الموروث:
في الغيمات ماء
و الأرض تعطش. و السماء
تروى. و خمس زنابق شمعية في المزهرية.
-2-
عفوية صلوات جدتنا، و كان
جدي يحب الكستنا
و طعام أمي
قد كنت كالحمل الوديع
و كان همي
أن يفاجئنا الربيع !
يا جدي المرحوم! أهلا بالمطر
يروي ثراك. فلا يزال السنديان
من يومها يدمي الحجر!
-3-
لنقل مع الأجداد :خير!
هذا مخاض الأرض: خير !
تضع الوليد غدا.. ربيعا أخضرا!
كعيون سائحة أطلّت ذات فجر!
لا الأم أمي ..
لا الوليد أخي ،و لا
ذات العيون الخضر لي
و أقول :خير!
-4-
يا نوح!
هبني غصن زيتون
ووالدتي.. حمامة!
إنّا صنعنا جنة
كانت نهايتها صناديق القمامة!
يا نوح!
لا ترحل بنا
إن الممات هنا سلامة
إنّا جذور لا تعيش بغير أرض..
و لتكن أرضي قيامه!
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))
رد: في حضرة الغياب ... محمود درويش (( متجدد))