رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
, وقال رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال سفيان الثوري – رحمه الله – فيما أوصى به علي بن الحسن السلمي :
(( عليك بالصدق في المواطن كلها ، و إياك و الكذب و الخيانة و مجالسة أصحابها ، فإنها وزر كله ، و إياك يا أخي و الرياء في القول و العمل فإنه شرك بعينه ، و إياك و العجب فإن العمل الصالح لا يرفع و فيه عجب ، و لا تأخذن دينك إلا ممن هو مشفق على دينه ، فإن مثل الذي هو غير مشفق على دينه ، كمثل طبيب به داء لا يستطيع أن يعالج داء نفسه ، و ينصح لنفسه ، كيف يعالج داء الناس و ينصح لهم ؟!!
فهذا لا يشفق على دينه كيف يشفق على دينك ؟
و يا أخي إنما دينك لحمك و دمك ، ابكِ على نفسك و ارحمها فإن أنت لم ترحمها لَم تُرحم ،
و ليكن جليسك من يزهدك في الدنيا و يرغبك في الآخرة ، و إياك و مجالسة أهل الدنيا الذين يخوضون في حديث الدنيا ، فإنهم يفسدون عليكم دينك و قلبك ، و أكثر ذكر الموت ، و أكثر الاستغفار مما قد سلف من ذنوبك ، و سل الله السلامة لما بقي من عمرك ، ثم عليك يا أخي بأدب حسن الخلق ، و خلق حسن ، و لا تخالفن الجماعة فإن الخير فيها ، إلا من هو مكب على الدنيا ،
كالذي يعمر بيتا و يخرب آخر
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
وقــــــــــــــــــــــال رحمـــــــــــــــــــــه الله
انصح لكل مؤمن إذا سألك في أمر دينه ، و لا تكتمن أحداً من النصيحة شيئاً إذا شاورك فيما كان لله فيه رضا ، و إياك أن تخون مؤمناً ، فمن خان مؤمناً فقد خان الله و رسوله ، و إذا أحببت أخاك في الله فابذل له نفسك و مالك ،
و إياك و الخصومات و الجدال و المراء فإنك تصير ظلوماً خواناً أثيماً ، و عليك بالصبر في المواطن كلها فإن الصبر يَجُر إلى الجنة ،و إياك و الحدة و الغضب فإنهما يَجُران إلى الفجور و الفجور يجر إلى النار ، و لا تمارين عالماً فيمقتك ، و إن الاختلاف إلى العلماء رحمة و الانقطاع عنهم سخط الرحمن ، و إن العلماء خزان الأنبياء و أصحاب موارثيهم ، و عليك بالزهد يبصرك الله عورات الدنيا و عليك بالورع يخفف الله حسابك ، و دع كثيراً مما يريبك إلى ما لا يريبك تكن سليماً و ادفع الشك باليقين يسلم لك دينك .
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال ابن قيم الجوزية في الفوائد رحمه الله1 / 33)
طوبى لمن أنصف ربه فأقر له بالجهل فى علمه والآفات فى عمله
والعيوب فى نفسه والتفريط فى حقه والظلم فى معاملته فإن آخذه بذنوبه رأى عدله وإن لم يؤاخذه بها رأي فضله وإن عمل حسنة رآها من منته وصدقته عليه فإن قبلها فمنه وصدقة ثانية وإن ردها فلكون مثلها لا يصلح أن يواجه به
وإن عمل سيئة رآها من تخليه عنه وخذلانه له وإمساك عصمته عنه وذلك من عدله فيه فيرى فى ذلك فقره إلى ربه وظلمه فى نفسه فإن غفرها له فبمحض إحسانه وجوده وكرمه
ونكتة المسألة وسرها أنه لا يري ربه إلا محسنا ولا يرى نفسه إلا مسيئا أو مفرطا أو مقصرا فيرى كل ما يسره من فضل ربه عليه وإحسانه إليه وكل ما يسوءه من ذنوبه وعدل الله فيه
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين - (1 / 23)
إهدنا الصرط المستقيم
لما كان سؤال الله الهداية إلى الصراط المستقيم أجل المطالب
ونيله أشرف المواهب علَم الله عباده كيفية سؤاله وأمرهم أن يقدموا بين يديه حمده والثناء عليه وتمجيده ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم فهاتان وسيلتان إلى مطلوبهم توسل إليه بأسمائه وصفاته وتوسل إليه بعبوديته وهاتان الوسيلتان لا يكاد يرد معهما الدعاء ويؤيدهما الوسيلتان المذكورتان في حديثي الإسم الأعظم اللذين رواهما ابن حبان في صحيحه والإمام أحمد والترمذي
أحدهما حديث عبدالله بن بريدة عن أبيه قال سمع النبي رجلا يدعو ويقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى قال الترمذي حديث صحيح فهذا توسل إلى الله بتوحيده وشهادة الداعي له بالواحدانية وثبوت صفاته المدلول عليها باسم الصمد وهو كما قال ابن عباس العالم الذي كمل علمه القادر الذي كملت قدرته وفي رواية عنه هو السيد الذي قد كمل فيه جميع أنواع السؤدد وقال أبو وائل هو السيد الذي انتهى سؤده وقال سعيد بن جبير هو الكامل في جميع صفاته وأفعاله وأقواله
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
إياك نعبد وإياك نستعين
إياك نعبد التزام وإقرار بها و إياك نستعين طلب للإعانة عليها والتوفيق لها و اهدنا الصراط المستقيم متضمن للتعريف بالأمرين على التفصيل وإلهام القيام بهما وسلوك طريق السالكين إلى الله بها
وجميع الرسل إنما دعوا إلى إياك نعبد وإياك نستعين فإنهم
كلهم دعوا إلى توحيد الله وإخلاص عبادته من أولهم إلى آخرهم فقال نوح لقومه اعبدوا لله مالكم من إله غيره وكذلك قال هود وصالح وشعيب
وإبراهيم قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدوا وقال تعالى يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم
وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون
وقال رحمه الله في مدارج السالكين - (1 / 105)
تنقسم العبودية إلى عامة وخاصة
فالعبودية العامة عبودية أهل السموات والأرض كلهم لله برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم فهذه عبودية القهر والملك قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا فهذا يدخل فيه مؤمنهم وكافرهم
وقال تعالى ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء فسماهم عباده مع ضلالهم لكن تسمية مقيدة بالإشارة وأما المطلقة فلم تجيء إلا لأهل النوع الثاني كما سيأتي بيانه إن شاء الله
وقال تعالى قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون وقال وما الله يريد ظلما للعباد وقال إن الله قد حكم بين العباد فهذا يتناول العبودية الخاصة والعامة
وأما النوع الثاني فعبودية الطاعة والمحبة واتباع الأوامر قال تعالى يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون وقال فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما وقال تعالى عن إبليس لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين فقال تعالى عنهم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان
فالخلق كلهم عبيد ربوبيته وأهل طاعته وولايته هم عبيد إلهيته
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
مدارج السالكين - (1 / 413)
وإياك نستعيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
لا عاصم من غضبه وأسباب سخطه إلا هو ولا سبيل إلى طاعته إلا بمعونته ولا وصول إلى مرضاته إلا بتوفيقه فموارد الأمور كلها منه ومصادرها إليه وأزمة التوفيق جميعها بيديه فلا مستعان للعباد إلا به ولا متكل إلا عليه كما قال شعيب خطيب الأنبياء وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
وقد أجمع العارفون بالله أن التوفيق هو أن لا يكلك الله إلى نفسك وأن الخذلان هو أن يخلى بينك وبين نفسك فالعبيد متقلبون بين توفيقه وخذلانه بل العبد في الساعة الواحدة ينال نصيبه من هذا وهذا فيطيعه ويرضيه ويذكره ويشكره بتوفيقه له ثم يعصيه ويخالفه ويسخطه ويغفل عنه بخذلانه له فهو دائر بين توفيقه وخذلانه فإن وفقه فبفضله ورحمته وإن خذله فبعدله وحكمته وهو المحمود على هذا وهذا له أتم حمد وأكمله ولم يمنع العبد شيئا هو له وإنما منعه ما هو مجرد فضله وعطائه وهو أعلم حيث يضعه وأين يجعله
فمتى شهد العبد هذا المشهد وأعطاه حقه علم شدة ضرورته وحاجته إلى التوفيق في كل نفس وكل لحفظ وطرفة عين وأن إيمانه وتوحيده بيده تعالى لو تخلى عنه طرفة عين لثل عرش تويحده ولخرت سماء إيمانه على الأرض وأن الممسك له هو من يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال رحمه الله في مدارج السالكين - (1 / 459)
الحذر الحذر من كثرة النوم فإنه يميت القلب
ويثقل البدن ويضيع الوقت
ويورث كثرة الغفلة والكسل ومنه المكروه جدا ومنه الضار غير النافع للبدن وأنفع النوم : ما كان عند شدة الحاجة إليه ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه وكثر ضرره ولا سيما نوم العصر والنوم أول النهار إلا لسهران ومن المكروه عندهم : النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس فإنه وقت غنيمة وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس فإنه أول النهار ومفتاحه ووقت نزول الأرزاق وحصول القسم وحلول البركة ومنه ينشأ النهار وينسحب حكم جميعه على حكم تلك الحصة فينبغى أن يكون نومها كنوم المضطر وبالجملة فأعدل النوم وأنفعه : نوم نصف الليل الأول وسدسه الأخير وهو مقدار ثمان ساعات وهذا أعدل النوم عند الأطباء وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
الهزازية - جزاك الله خيرا وبارك فيك
بدائع الفوائد - (3 / 513)
دعاء العبادة ودعاء المسألة
قوله عز و جل ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين
هاتان الآيتان مشتملتان على آداب نوعي الدعاء دعاء العبادة ودعاء المسألة فإن الدعاء في القرآن يراد به هذا تارة وهذا تارة ويرادبه مجموعهما وهما متلازمان فإن دعاء المسألة هو طلب ما ينفع الداعي وطلب كشف ما يضره أو دفعه وكل من يملك الضر والنفع فإنه هو المعبود حقا والمعبود لا بد أن يكون مالكا للنفع والضرر ولهذا أنكر الله تعالى على من عبد من دونه مالا يملك ضرا ولا نفعا
وذلك كثير في القرآن كقوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم وقوله تعالى ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك وقوله تعالى قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم وقوله تعالى أفتعبدون من دون الله ما لاينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله وقوله تعالى واتل عليهم نبأإبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذا تدعون أو ينفعونكم أو يضرون وقوله تعالى واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا وقال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا فنفى سبحانه عن هؤلاء المعبودين من دونه النفع والضر القاصر والمتعدي فلا يملكونه لأنفسهم ولا لعابديهم
وهذا في القرآن كثير بيد أن المعبود لا بد أن يكون مالكا للنفع والضر فهو يدعى للنفع والضر دعاء المسألة ويدعي خوفا ورجاء دعاء العبادة فعلم أن النوعين متلازمان
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال الشيخ عبد العزيز السليمان رحمه الله في كتابه الماتع موارد الظمآن
أَيُّهَا الأَخ تَدَبَّرْ أَمْرَكَ فَإِنَّكَ فِي زَمَنِ الرِّبْح وَوَقتِ الْبَذْرِ وَاحْذَرْ أَنْ يَخْدَعَكَ الْعَدُوَّ عَنْ نَفِيسِ هَذَا الْجوهَر فَتُنْفِقُهُ بِكَفِّ التّبْذِير ،
وَالله لَئِنْ فَعَلْتَ لَتَغْرَسَنَّ شَجَرِةَ النَّدَامَة فَيَتَسَاقَطُ عَلَيَكَ مِنَ كُلِّ فَنٍّ مِنْهَا حَسْرَةٌ وَنَدَامَة وَاحْذَرْ مِنْ اخْتِلاسِ الأَعْدَاءِ لَهُ ، والأعداء أَرْبَعَة إِبْلِيسُ لَعَنَهُ الله ، وَالدنيا ، والنَّفْس الأمَّارة بالسُّوء ، والْهَوَى .
قال الشاعر الحكيم
إِنِّي بُلِيتُ بِأَرْبَعٍ مَا سُلِّطُوا
إِلا لأَجْلِ شَقَاوَتِي وَعَنَائِي
إِبْلَيْسَ وَالدُّنْيَا وَنَفْسِي وَالْهَوَى
كَيْفَ الْخَلاصُ وَكُلَهُمْ أَعْدَائِي
وقال رحمه الله
الْعِلْمُ بِمَا جَاء عَنِ الله وَعَن رَسُوله خَيْرُ مِيراثٍ ، وَالتَّوفِيقُ مِنَ الله خَيْرُ قِائِدٍ ، والاجْتِهَادُ في طَاعَةَ اللهِ خَيْرُ بِضَاعَةْ ، وَلا مَالَ أَحْسَنَ مِنْ عَمَل الرَّجُل بِيَدِهِ ، وَلا مُصِيبَةَ أَعْظَمُ مِنْ الْكُفْرِ بالله ، ولا معين أَوْثَقَ مِن الاعتماد عَلَى الله
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
الموضوع رائع والطرح له كان أروع
شكراً لك على هذا لتميز وسنكون بانتظار جديدك
إلى ذلك الحين تقبل خالص التحية والتقدير
wrwrwr
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
أخي أبوعدولي جزاك الله خيرا وبارك فيك على مرورك وتشجيعك الطيب
رسالة ابن القيم - (1 / 6) قال رحمه الله
إن مخالطة من تضيع مخالطته الوقت وتفسد القلب فإنه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت
على العبد أموره كلها وكان ممن قال الله فيه ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا
ومن تأمل حال هذا الخلق وجدهم كلهم إلا أقل القليل ممن غفلت قلوبهم عن ذكر الله تعالى واتبعوا
أهواءهم وصارت أمورهم ومصالحهم فرطا أي فرطوا فيما ينفعهم ويعود بصلاحهم واشتغلوا بما لا
ينفعهم بل يعود بضررهم عاجلا وآجلا
وهؤلاء قد أمر الله سبحانه رسوله ألا يطيعهم فطاعة الرسول لاتتم إلا بعدم طاعة هؤلاء فإنهم إنما
يدعون إلى ما يشاكلهم من اتباع الهوى والغفلة عن ذكر الله
والغفلة عن الله والدار الآخرة متى تزوجت باتباع الهوى
تولد ما بينهما كل شر وكثيرا ما يقترن أحدهما بالآخرة ولا يفارقه
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال الشيخ عبد العزيز السليمان رحمه الله في كتابه الماتع موارد الظمآن
قال أحد الْعُلَمَاء رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى : عَلَيْكَ يا أخي بمحاربة الشيطان وقهره ، وَذَلِكَ لخصلتين أحدهما : أنه عدو مظِلّ مبين لا مطمَعَ فيه بمصالحة واتقاء شره أبدًا لأنه لا يرضيه ويقنعه إِلا هلاكك أصلاً فلا وجه إذًا للأمن من هَذَا الْعَدُوّ والغَفْلَة عَنْهُ ، قال الله جَلَّ و َعَلا : ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إليكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾ ، وَقَالَ تَعَالَى : ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً ﴾ ، والخصلة الثَّانِيَة أنه مجبول على عداوتك ومنتصب لمحاربتك في الليل والنَّهَارَ يرميك بسهامه وأَنْتَ غَافِل عَنْهُ ثُمَّ هوله مَعَ جَمِيع الْمُؤْمِنِين عداوة عامة ، ومَعَ المجتهد في العبادة والعلم عداوة خاصة ومعه عَلَيْكَ أعوان نفسك الأمارة بالسُّوء والهوى والدُّنْيَا وَهُوَ فارغ وأَنْتَ مشغول وَهُوَ يراك وأَنْتَ لا تراه وأَنْتَ تنساه ولا ينساك فإذًا لا بد من محاربته وقهره ، وإِلا فلاتأمن الفساد والهلاك والدمار
ومحاربته بالاستعاذة بِاللهِ والإكثار من ذكره
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال ابن الجوزي رَحِمَهُ اللهُ : الحذر الحذر من المعاصي فإنها سيئة العواقب ، والحذر الحذر من الذُّنُوب خصوصًا ذنوب الخلوات فإن المبارزة لله تَعَالَى تسقط الْعَبْد من عينه سُبْحَانَهُ ولا ينال لذة المعاصي إِلا دائم الغَفْلَة ، فأما المُؤْمِن اليقظان فإنه لا يلتذ بها ، لأنه عَنْدَ التذاذه يقف بإزائه علمه بتحريمها وحذره من عقوبتها ، فإن قويت معرفته رأى بعين علمه قرب الناهي وَهُوَ الله فيتنغص عيشه في حال التذاذه فإن غلبه سكر الهوى كَانَ الْقَلْب متنغصًا بهذه المراقبات وإن كَانَ الطبع في شهوته فما هِيَ إِلا لحظة ثُمَّ خزي دائم وندم ملازم وبُكَاء متواصل وأسف على ما كَانَ مَعَ طول الزمان حتى إنه لو تيقن العفو وقف بإزائه حذار العتاب فأف للذنوب ما أقبح آثارها وأسوء وأخبارها . انتهى .:
أَيَضْمَنُ لِي فَتَىً تَرْكَ الْمَعَاصِي
(
وَأَرْهَنُهُ الْكَفَالَةَ بِالْخَلاصِ
(
أَطَاعَ اللهَ قَوْمٌ فَاسْتَرَاحُوا
(
وَلَمْ يَتَجَرَّعُوا غُصَصَ الْمَعَاصِي
(
مَنْ مِثْلُ رَبِّكَ تَعْصِيه وَتَهْجُرُهُ
(
وَيُسْبِلُ السِّتْرَ يَا ذَا الْغَدْرِ فَارْتَدعِ
(
يَا نَاقِضَ الْعَهْدِ يَا مَنْ حَاله قُبحتْ
(
مَعَ الإِلهِ بِلا خَوْفٍ وَلا جَزَعِ
(
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
هل تريد أن تأنس بالله ؟
قال ابن القيم :
والإنس بالله حالة وجدانية تقوى بثلاثة أشياء :
دوام الذكر ، وصدق المحبة ، وإحسان العمل
مدارج السالكين : 3/95
علاج نافع لأمراض النفس
قال ابن القيم : من أنفعها أن يجلس الرجل عندما يريد النوم
لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه ،
ثم يجدد له توبة نصوحاً بينه وبين الله ، فينام على تلك التوبة ،
ويعزم على أن لا يعاود الذنب إذا استيقظ ، ويفعل هذا كل
ليلة ، فإن مات من ليلته مات على توبة ، وإن استيقظ ،
استيقظ مستقبلاً للعمل مسروراً من تأخير أجله حتى يستقبل
ربه ، ويستدرك ما فاته ، وليس للعبد أنفع من هذه التوبة ،
ولا سيما إذا أعقب ذلك بذكر الله واستعمال السنن التي
وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند النوم ، حتى يغلبه النوم ،
فمن أراد الله به خيراً وفقه لذلك .
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
الخوف من الله
تأملت حالة أزعجتني
وهـــــــــــــــــــي أن الرجل قد يفعل مع امراته كل جميل ....وهي لا تحبه
وكذا يفعل مع صديقه......... والصديق يبغضه
وقد يتقرب الى السلطان بكل مايقدر عليه........ والسلطان لا يؤثره
فيبقى متحيرا يقول :ماحيلتي ماحيلتــــــــــــــي
فخفت أن تكون هذه حالتي مع الخالق سبحانه وتعالى ...أتقرب اليه .... وهو لا يريدني وربما
وربما يكون قد كتبني شقيا في الأزل
وأقول نسأل الله حسن الختام
صيد الخاطر لابن الجوزي
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال الامام الهمام أبو عبدالله محمد بن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه القيم ( الجواب الكافي ص 143 ـ 144 ـ 145 )
((فليس العبد أحوج إلى شيء منه إلى هذه الدعوة, وليس شيء أنفع له منها, فان الصراط المستقيم يتضمن علوماً وإرادات وأعمالاً وتروكا ظاهرة وباطنة تجري عليه كل وقت, فتفاصيل الصراط المستقيم قد يعلمها العبد, وقد لا يعلمها, وقد يكون ما لا يعلمه أكثر مما يعلمه, وما يعلمه قد يقدر عليه وقد لا يقدر عليه, وهو من الصراط المستقيم وإن عجز عنه, وما يقدر عليه قد لا تريده, كسلا وتهاونا, أو لقيام مانع وغير ذلك, وما تريده قد يفعله وقد لا يفعله, وما يفعله قد يقوم بشروط الإخلاص وقد لا يقوم, وما يقوم فيه بشروط الإخلاص قد يقوم فيه بكمال المتابعة وقد لا يقوم, وما يقوم فيه بالمتابعة قد يثبت عليه وقد صرف قلبه عنه, وهذا كله واقع سار في الخلق, فمستقل ومستكثر, وليس في طباع العبد الهداية إلى ذلك, بل متى وكل إلى طباعه حيل بينه وبين ذلك كله, وهذا هو الإركاس الذي أركس الله به المنافقين بذنوبهم فأعادهم إلى طباعهم وما خلقت عليه نفوسهم من الجهل والظلم, والرب تبارك وتعالى على صراط مستقيم في قضائه وقدره, وأمر ونهيه, فيهدي من يشاء إلى صراط مستقيم بفضله ورحمته, وجعل الهداية حيث تصلح, ويصرف من يشاء عن صراطه المستقيم بعدله وحكمته لعدم صلاحية المحل, وذلك موجب صراط المستقيم الذي هو عليه, فإذا كان يوم القيامة نصب لخلقه صراطاً مستقيما يوصله إليه, فهو على صراط مستقيم.
ونصب لعباده من أمره صراطاً مستقيماً دعاهم جميعا إليه حجة منه وعدلا, وهدى من يشاء منهم إلى سلوكه نعمة منه وفضلا, ولم يخرج بهذا العدل وهذا الفضل عن صراطه المستقيم الذي هو عليه, فإذا كان يوم لقائه نصب لخلقه صراطا مستقيما يوصلهم إلى جنته, ثم صرف عنه من صرف عنه في الدنيا, وأقام عليه من أقام عليه في الدنيا, وجعل نور المؤمنين به وبرسوله وما جاء به الذي كان في قلوبهم في الدنيا نورا ظاهرا لهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم في ظلمة الحشر, وحفظ عليهم نورهم حتى يقطعوه, كما حفظ عليهم الإيمان حتى لقوه, وأطفأ نور المنافقين أحوج ما كانوا إليه, كما أطفأه من قلوبهم في الدنيا, وأقام أعمال العصاة بجنبتي الصراط كلاليب وحسكا تخطفهم كما تخطفهم في الدنيا عن الاستقامة عليه, وجعل قوة سيرهم وسرعتهم عليه على قدر قوة سيرهم وسرعتهم إليه في الدنياء, ونصب للمؤمنين حوضا يشربون منه بإزاء شربهم من شرعه في الدنيا, وحرم من الشرب منه هناك من حرم الشرب من شرعه ودينه هاهنا فانظروا إلى الآخرة كأنها رأى عين, وتأمل حكمة الله سبحانه في الدارين تعلم حينئذ علما يقينا لاشك فيه: أن الدنيا مزرعة الآخرة, وعنوانها وأنموذجها, وأن منازل الناس فيها من السعادة والشقاوة على حسب منازلهم في هذه الدار في الإيمان والعمل الصالح وضدهما, وبالله التوفيق.
فمن أعظم عقوبات الذنوب الخروج عن الصراط المستقيم في الدنيا والآخرة)) انتهى
فليتدبر ويتأمل العبد الحصيف النبيل النجيب كلام شيخ الإسلام ابن القيم ـ رحمه الله ـ حق التأمل وليعطيه كفايته من التدقيق فيه وليقف عند فواصله فإن بين الفواصل قوائم ونوادر دالة ومرشدة إلى الصراط المستقيم والنهج القويم الموصلة إلى جنة الرب الكريم
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
قال الإمام ابن القيّم : حقيق على كل عبد
أن يستمع قلبه لهذا المثل ويتدبره حق تدبره
قال الله تعالى : { يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ } [سورة الحج : آية 73 ] .
حقيق على كل عبد أن يستمع قلبه لهذا المثل ، ويتدبره حق تدبره ؛ فإنه يقطع مواد الشرك من قلبه ، وذلك أن المعبود أقل درجاته أن يقدر على إيجاد ما ينفع عابده وإعدام ما يضره. والآلهة التي يعبدها المشركون من دون اللّه لن تقدر على خلق الذباب ، ولو اجتمعوا كلهم لخلقه ، فكيف بما هو أكبر منه ، بل لا يقدرون على الانتصار من الذباب إذا سلبهم شيئا مَحَا عليهم من طيب ونحوه ، فيستنقذوه منه ؛ فلا هم قادرون على خلق الذباب الذي هو من أضعف الحيوانات ، ولا على الانتصار منه ، واسترجاع ما سلبهم إياه ؛ فلا أعجز من هذه الآلهة ، ولا أضعف منها ؛ فكيف يستحسن عاقل عبادتها من دون اللّه ؟ .
وهذا المثل من أبلغ ما أنزله اللّه سبحانه في بطلان الشرك ، وتجهيل أهله ، وتقبيح عقولهم ، والشهادة على أن الشيطان قد تلاعب بهم أعظم من تلاعب الصبيان بالكرة ، حيث أعطوا الآلهة التي من بعض لوازمها القدرة على جميع المقدورات ، والإحاطة بجميع المعلومات ، والغني عن جميع المخلوقات ، وأن يصمد إلى الرب في جميع الحاجات ، وتفريج الكربات ، وإغاثة اللهفات ، وإجابة الدعوات - فأعطوها الصور وتماثيل يمتنع عليها القدرة على أقل مخلوقات الإلة الحق ، وأذلها وأصغرها وأحقرها ، ولو اجتمعوا لذلك وتعاونوا عليه .
وأدل من ذلك على عجزهم وانتفاء آلهتهم : أن هذا الخلق الأقل الأذل والعاجز الضعيف لو اختطف منهم شيئا واستلبه فاجتمعوا على أن يستنقذوه منه لعجزوا عن ذلك ولم يقدروا عليه .
ثم سوى بين العابد والمعبود في الضعف والعجز بقوله : { ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ } ، قيل : الطالب والعابد ، والمطلوب : المعبود ، فهو عاجز متعلق بعاجز .
وقيل : هو تسوية بين السالب والمسلوب منه وهو تسوية بين الإله والذباب في الضعف والعجز ، وعلى هذا فقيل : الطالب الإله الباطل ، والمطلوب الذباب يطلب منه ، ما استلبه منه .
وقيل : الطالب الذباب ، والمطلوب الإله فالذباب يطلب منه ما يأخذه مما عليه ، والصحيح : أن اللفظ يتناول الجميع ، فضعف العابد والمعبود والمستسلب ؛ فمن جعل هذا إلها مع القوي العزيز ، فما قدر اللّه حق قدره ، ولا عرفه حق معرفته ولا عظمه حق تعظمه .
ــــــــــــــــــــ
|| تفسير القرآن الكريم ||
للإمام / ابن قيّم الجوزيّة - رحمه الله تعالى وجعل درجته في عليّين - .
رد: ][®][^][®][درر وجواهر من أقوال سلفنا الصالح ][®][^][®][
جزاك الله الجنه استاذي
في ميزان حسناتك ان شاء الله