الخط العربي يحتضر
حروف اللغة العربية ، هذه السلاسل الذهبية من منظومة العناصر الفنية للفن الإسلامي التي تحتوي على الزخارف النباتية والزخارف الهندسية والخط العربي
وهذا الأخير يحمل في طياته وبين حروفه قدراً هائلاً من الجمال والتشكيل الفني الذاتي النابع من حركة الحرف وتآلفه مع بقية حركات الحروف الأخرى التي بهرت العالم ، مما دفعه إلى أن يفرد له الكثير من الكتب الفخمة التي تحكي مسيرة هذا الخط وجمال حركته والإبهار الذي يشع من بين ثنايا حروفه ، ولقد شرف هذا الخط بأن جعله الله قالباً للقرآن الكريم وشرفت لغته بأن جعلها الخالق عز وجل لغة أهل الجنة ..
إلا إن هذا الفن الجميل ساحر العيون ، وزعيم الفنون ، أفل نجمه في السماء ، فأصبح يصارع من أجل البقاء ، بين حياة وفناء ، فهل يترك يصارع وحده أم إنه له حق على كل من يحب العلم وأهله ، والفن وسحره ، والتراث وماضيه .
فإذا لم يحم من قبل المؤسسات التعليمية فمن يحميه ؟؟
ومن ينفض الغبار عن حروفه ليعود إليها بريقها ولمعانها .
إن الإفراط في استخدام الحاسب ( الكمبيوتر ) في المدارس سواء في النشرات الداخلية أو الخطابات أوالتعاميم أو حتى اللوحات الحائطية التعليمية ، وغياب تشجيع وصقل المواهب أفقد الخط العربي أهميته كموهبة ربما تكون مصدر رزق لمن يتمتع بها .
ولم نعد نرى تلك الأناقة والبراعة والسحر الشرعي أثناء كتابة الحروف والكلمات والجمل بل عشنا وللأسف الإعاقة الحرفية وغياب الذوق المهاري ، وهذا ما جعل بعض المتطفلين على هذا الفن مما يسمون ( بالخطاطين ) يستغلون الموقف لسحب ما في الجيوب ..
تحياتي للجميع
منقول