هؤلاء البشر الذين يجيئون من الأبدية ويعودجون إليها
قبل أن يذوقو طعم الحياة لا يمكنهم أن يدركو سر أوجاع المرأة
عندما تفتت نفسها بين رجل تحبه بإرادة السماء
ورجل تلتصق به بشريعة الأرض
جبران خليل جبران
الأرواح المتمردة
عرض للطباعة
هؤلاء البشر الذين يجيئون من الأبدية ويعودجون إليها
قبل أن يذوقو طعم الحياة لا يمكنهم أن يدركو سر أوجاع المرأة
عندما تفتت نفسها بين رجل تحبه بإرادة السماء
ورجل تلتصق به بشريعة الأرض
جبران خليل جبران
الأرواح المتمردة
لقد ظلت تبكي بين ذراعي طيلة عامين أثناء العناق،والآن هي ميتة
ميتة علي الأرض .. ميتة في وعاء لحفظ الرماد .. ميتة في ضريح
في قبو لحفظ أوعية الرماد .. الدليل علي انك في يوم تجهد نفسك في التفكير
و في اليوم التالي أنت سماد بارد للأرض .. مأدبة للديدان
هذه هي معجزة الموت المذهلة
نادي القتال
تشاك بولانيك
"لم تكن صاحبة الدار لتخيفه حقا مهما بلغت نواياها المبيتة ضده
لكنه ما كان يطيق الوقوف معها على (بسطة) السلم والاصغاء
الى ذلك السيل المتدفق من الكلمات التي تنطلق من فمها حول
موضوعات لا تهمه في قليل او كثير، والتي يعقبها دائما الحاح
متكرر بلزوم دفع ما عليه من ديون، الحاح تشوبه التهديدات
والشكايات وتضطره من جانبه الى اختلاق الحجج والاعتذارات
والكذب..فكان يفضل ان يتسلل على السلم كالقط الحذر وان يختفي
دون ان يراه احد، حتى اذا ما بلغ الطريق، تخلى عن مخاوفه أو
تخلت عنه لتعود اليه في محاولته التالية عندما تدعوه الحاجة
الى الخروج من جديد."
الجريمة والعقاب
ديستويفسكي
" يفترض أن تكون الفتيات أكثر أناقة قليلا في إطفاء السجائر .
أنتِ تطفئينها كحطاب .
ولا تكتفين بإطفائها في المنفضة ,
بل تمردين حواف الرماد فيها .
ثم من المفروض بالفتيات ألا تنفث الدخان من الأنف . "
الغابة النروجية
هاروكي موراكامي
أنظُرُ وأتأمَّل بجميعِ هذه الأشياء ... فأنسى الخمس والعشرين ...
يظهر لي كِيَانِي ومحيطي بكلِّ ما أخفاه وأعلَنَهُ كَذَرَّةٍ من تنهُّدَةِ
طفلٍ ترتجف في خلاء أَزَليِّ الأعماق، سرمديِّ العُلُوّ، أبديّ الحدود.
لكني أشعر بكيانِ هذه الذرة، هذه النفس، هذه الذات التي أدعوها
أنا...
وبصوتٍ مُتَصَاعِدٍ من قُدْسِ أقْدَاسِهَا تصرخ:
سلام أيتها الحياة
سلام أيتها اليقظة
سلام أيتها الرؤيا
سلام أيها النهار الغامِرُ بنورِكَ ظلمَةَ الأرض
سلام أيها الليل المظهِّر بظلمتِكَ أنوارَ السماء
سلام أيتها الفصول
سلام أيها الربيع المُعِيدُ شَبِيبَةَ الأرض
سلام أيها الصيف المذيعُ مجدَ الشمس
سلام أيها الخريف الواهبُ ثمارَ الأتعاب وإلَّةَ الأعمال
سلام أيها الشتاء المُرجعُ بثوراتك عزمَ الطبيعة
سلام أيتها الأعوام الناشِرَة ما أخفته الأعوام
سلام أيتها الأجيال المُصلِحَة ما أفسدته الأجيال
سلام أيها الزمن السائرُ بنا نحو الكمال
سلام أيها الروح الضابطُ أعنَّةَ الحياة
والمحجوبُ عنا بِنِقَابِ الشَّمْس .
يوم مولدي
المجوعة الكاملة
جبران خليل جبران
ليس ثمة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة
إذن يمكننا بالنسيان أن نشيّع موتاً مَن شئنا من الأحياء
فنستيقظ ذات صباح ونقرر أنهم ما عادوا هنا.
عابر سرير
أحلام مستغماني
" صاح... كلاريسا ! كلاريسا !
لكنها لم ترجع أبدا ... انتهى الأمر...
و ترك تلك الليلة... و لم يرها أبدا ً مرة أخرى ،
صاح إنه لشئ فظيع .. فظيع .. فظيع...
مع هذا فالشمس حارة...
مع هذا فالمرء يتغلب على الأمور...
مع هذا فللحياة طريقة تضيف بها يوما ً إلى آخر ... "
***
السيدة دالاوي
فيرجينيا وولف
كيف غنيت لبلادي وأنا لا أعرفها ؟
هل أنا أستحق الشكر أم اللوم على أغاني ؟
هل كنت أكذب قليلا؟ كثيرا ؟ على نفسي ؟ على الآخرين ؟
أي حب و نحن لا نعرف المحبوب ؟
ثم لماذا لم نستطع الحفاظ على الأغنية ؟
أ لأن تراب الواقع أقوى من سراب النشيد ؟
أم لأن الأسطورة هبطت من قممها إلى هذا الزقاق الواقعي ؟
نجحت إسرائيل في نزع القداسة عن قضية فلسطين
لتتحول،كما هي الآن لمجرد"إجراءات"و"جداول زمنية"
لا يحترمها عادة إلا الطرف الأضعف في الصراع.
و لكن هل بقي للغريب عن مكانه إلا هذا النوع من الحب الغيابي ؟
هل بقي له إلا التشبت بالأغنية مهما بدا تشبثه مضحكا أو مكلفا؟
رأيتُ رام الله
مريد البرغوثي
فقد كان هذا الرجل قد تخلّى عن كل شيء، ورحل سعياً للحصول على الزمرد.
خمس سنوات عمل خلالها بتكسير الاحجار على طول أحد الأنهار، كان قد كسر
خلالها تسعمائة وتسعاً وتسعين ألفاً وتسعمائة وتسعاً وتسعين حجراً، محالاً أن
يجد زمردة، في تلك الأثناء فكّر بالتراجع، ولم يكن ينقصه عندئذٍ إلا حجر واحدة
ليكتشف زمردته، وبما أنه كان رجلاً دأب في الجد خلف أسطورته الشخصية
فقد قرر العجوز التدخل، فتحول إلى حجر تدحرجت عند أقدامه، وتحت وطأة غضبه
واحساسه باستلابه خلال خمس سنوات ضاعت من عمره، قذف بتلك الحجر إلى
البعيد، ورماها بقوة كبيرة جعلتها ترتطم بحجر أخرى، فتفتت لتكشف عن أجمل
زمردة في العالم.
الخيميائي
فتح عينيه عندما كانت الشمس تنبثق من الأفق وأمامه
هناك حيث كانت النجوم الصغيرة تتلألأ في الليل، كان يمتد
صف لانهاية له من أشجار النخيل ويحتلّ كل اتساع الصحراء.
- وصلنا إليها ـ هتف الانكليزي الذي أفاق لتوّه فرحاً.
ظلّ الشاب صامتاً، فقد تعلّم الصمت من الصحراء، واكتفى بمشاهدة
أشجار النخيل تنتصب أمامه، كان مايزال عليه أن يقطع درباً طويلة
كي يصل إلى الأهرامات، وفي يوم ما لن يكون هذا الصباح سوى ذكرى
أما الآن، إنها لحظة الحاضر، العيد الذي تكلّم الجمّال عنه
وكان يحاول أن يعيش هذه اللخظة مع العِبر التي استقاها من ماضيه
والأحلام التي يرسمها من أجل مستقبله، ويوماً ما لن تكون رؤية
هذه الآلاف من أشجار النخيل سوى ذكرى، لكنها الآن تعني بالنسبة
إليه الظل والماء وملاذاً من الحرب.
بالطريقة نفسها التي يبدو فيها جمل يرغي علامة للخطر
والشيء نفسه عندما يمكن لصف من أشجار النخيل أن يمثّل معجزة.
- العالم يتكلّم بأكثر من لغة ـ قال لنفسه.
الخيميائي