رد: مقتطفات من بساتين الأدب
عندما يطرحنا الحب . .
نرجع إلى حيث بدأنا . .
نصاحب الوحــدة . .
و نعشق الصمــت . .
فقط نناجي النسيـان . .
عله ينصـرنـــا . .
و تأتـي لتسألـنـي . .
هل الحب . .فيه جمع و طرح . .
نعم يا سيدي . .
الحب . . جمع . .
عندمـــــا . .
تفهم ما معنى انتظـار إمــرأة . .
ما معنى ان تحارب مارد الشوق . .
و طيفـك يلوح لها كل ليلــة . .
عندمـــــا . .
يحملها الحنين . . فتحلق في مدارك . .
وانت تراقبها بعيون عاشق متلهف . .
عندمــــا . .
تهرب من شبح الوحدة . .
فتتلقفها نبضـات قلبك . .
وتغازلها همسات انفاسك . .
فتغـفو بيـن جفونـك . .
الحب . . طرح . .
عندمــا . .
يبكي قلـب المـــرأة . .
و تنزف روحها شوقـا . .
عندمــا . .
تكسر قوارير حزنها على باب قلبك . .
وانــت . . كمــــا انــت . .
لاتجيـد سـوى لعبـة الغيــاب . .
يمــلأ قلبـــك الجفـــاف . .
وتغشي مـدارك سحب اللامبـلاة . .
نعم يا سيدي . .
الحب . . فيه جمع و طرح . .
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
|
|
|
|
أُغنيات الورد
أخادع النفس والأيام ...
تخدعني
والذكريات على نفسي...
توزّعني
أسقي ودادكِ
في قلبي وأكلؤه
وفيكِ للصيف والنسيانِ..
أزرَعُني
/
هشيم أمنية دب الخريف بها
فاصفرّ من عارضيها
ما يشجعني!
واطّايرت شجناً
فالريح تمنحُها
جناحَ طيشٍ إلى الاحباط ..
يرفعني
دنياً بغيهب أعماقي
تقاتلني
مازلتُ أصرخ ..
لكن لستُ أسمعني!
تعبتُ أجمعُ أشياءً تشتتني
وما تشتّت همٌّ ..
بات يجمعني
/
وجوهُ يأسٍ
زحامٌ
ألف ساقية
عن ماء مدين تحدوني وتمنعني
والعزمُ :
شيخٌ تولّى بعد رحلتِهِ
للظلّ ،
ما خِلتُه يوماً ..
سينفعني !!
لكن وصلتُ ..
فضميني فقد بردت
أطراف عمري ،
وريح الفقد تدفعني
/
ما أنتِ إلا ..
سؤالٌ مدّ في خَلَديْ
/..سرابَ أجوبة../
بالوهم تشبعني
ياأنت ..
يا أغنياتِ الورد في أذني
وهمهماتِ حنينٍ
بات ينزعني
يا أعذب المستحيلِ ،
اشتقتُ يا وطناً
من الغرامِ بسوطِ اليأسِ
يوسِعُني
/
.
.
.
اشتقت والله ..
والدنيا فداك فلا
تبدي هنا وجهَ عذرٍ ليس..
يقنعني
واهاً بنفسي حديثٌ
مَرًّ في شفةٍ
تُطَوئِسُ الحرفَ إبهاراً ..
فيصرعني
.
.
لوّحتِ بالكفِّ توديعاً ..
ولا أملٌ..!
كأن كفّكِ تمحو إذ تودعني
فديتها
وهي تمحوني وتنثرني
أشلاءَ حبّ
عيونُ الصدقِ تدْمَعُنِي
/
رحلتِ
لا ..
أنت في عينيّ ماؤهما
وفي فمي شدوُ حرف
لايطاوعني
فاستمطري الدمعَ
كي يعصيكِ
/..تكرِمةً../
واستنطقي الثغر
/..وصلا../
حينَ يقطعُني
تصميم للقصيدة إهداء لقلوبكم
wr
|
|
|
|
|
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
:
:
“عليه أن يرتفع، أن يرتفع دائمًا، فلا سبيل إلى النقاء إلا بالإرتفاع. وفوق القمة تسمع لغة الكواكب، وهمسات الفضاء، وأماني القوة والخلود، بعيدًا عن أنات الشكوى والخور و روائح العفن. الآن تشدو ألحان التكيّة بأغنيات الخلود، ،تعرض الحقيقة العشرات من وجوهها الخفية، وينكشف الغيب عن ?شتى المصائر. من هذه الشرفة يستطيع أن يتابع الأجيال في تعاقبها، أن يؤدي لكل جيل دورًا، وأن ينضم بصفة نهائية إلى أسرة الأجرام السماوية.”
“الناس تراقب وتتذكر، تحصي اللفتات والنوايا، تؤول الأوهام بأوهام، تتعجل تحقيق الظنون، تتستر بالتقوى والبراءة.”
“ما دام يوجد خطأ فلا بد أن يوجد صواب. وإذا وجد الصواب مرة فيمكن أن يوجد مرة أخرى. وإذا كان قد انتكس بعد وجوده فيمكن أن نضمن له حياة لا تعرف الانتكاسة.”.
“ فعندما تستحكم القبضة ولا يوجد منفذ واحد للأمل تؤمن القلوب القانطة بالمعجزة”.
مقتطفات من رواية ( الحرافيش ) لنجيب محفوظ ..
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
قالْ:
سأبحث عن عطرها في مناديل أشباهها،
وأعشق أقربهن إليها،
وهاهو مذ شم رائحة العمر فيها، لتوقظ فيه النساء،
لم يجدها
…
وقال الذين رأوه يفتش عن عطرها ذاهلا:
يالتيه المغني،
بدايته عبق امرأةٍ،
ونهايته يتلعثم خلف سرابِ امرأَهْ !
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
أنا و أنت سجينان من سجناء الحياة
و كما يُعرف السُجناء بأرقامهم يُعرف كل حي باسمه.
و قد التقينا وسط جماعات المتفقين فيما بينهم على الضحك من سواهم حيناً ، و الضحك بعضهم من بعض أحياناً .
أنا منهم و إياك غير أن شبهك بهم يسوءني . لأني إنما أقلدهم لأريك وجهاً مني جديداً . و أنت ، أتجاريهم بمثل قصدي أم الهزء و الاستخفاف فيك طوية و سجية ؟
و لكن رغم انقباضي للنكتة منك و الظرف ، و رغم امتعاضي للتغافل منك و الحبور ، أراني و إياك على تفاهم صامت مستديم يتخلله تفاهم آخر يظهر في لحظات الكتمان و العبوس و التأثر .
بنظرك النافذ الهادئ تذوقتُ غبطة من له عينٌ ترقبه و تهتم به . فصرتُ ما ذكرتك إلا ارتدت نفسي بثوبٍ فضفاض من الصلاح و النبل و الكرم ، متمنيةً أن أنثر الخير و السعادة على جميع الخلائق .
لي بك ثقةٌ موثوقة ، و قلبي العتي يفيضُ دموعاً .
سأفزع إلى رحمتك عند إخفاق الأماني ، و أبثّك شكوى أحزاني – أنا – التي تراني طروبةً طيارة ، و أحصي لك الأثقال التي قوّست كتفي و حنت رأسي منذُ فجر أيامي – أنا التي أسير بجناحين متوجةً بإكليل .
و سأدعوك أبي و أمي متهيبةً فيك سطوة الكبير و تأثير الآمر ،
و سأدعوك قومي و عشيرتي ، أنا التي تعلم أن هؤلاء ليسو دوماً بالمحبين .
و سأدعوك أخي و صديقي ، أنا التي لا أخ لي ولا صديق .
و سأُطلعك على ضعفي و احتياجي للمعونة ، أنا التي تتخيل فيّ قوة الأبطال و مناعة الصناديد .
و سأبيّن لك افتقاري إلى العطف و الحنان ، ثم أبكي أمامك و أنت لا تدري .
و سأطلبُ منك الرأي و النصيحة عند ارتباك فكري و اشتباك السبل .
و إذ أسيءُ التصرف و أرتكب ذنباً ما سأسير إليك متواضعة واجفة في انتظار التعنيف و العقوبة .
و قد أتعمّد الخطأ لأفوز بسخطك عليّ فأتوب على يدك و أمتثل لأمرك .
و سأُصلح نفسي تحت رقابتك المعنوية مقدمة لك عن أعمالي حساباً لأحصل على التحبيذ منك أو الاستنكار ، فأسعدُ في الحالين .
و سأُوقفك على حقيقة ما يُنسبُ إليّ من آثام ، فتكون لي وحدك الحكم المنصف .
و ما يحسبه الناس لي فضلاً و حسنات سأبسطه أمامك فنبهني إلى الغلط فيه و السهو و النقصان.
ستقوّمني و تسامحني و تشجعني ، و تحتقر المتحاملين و المتطاولين لأنك تقرأُ الحقيقة منقوشة على لوح جناني .
كما أُكذّب أنا وشاية منافسيك و بُهتان حاسديك ولا أُصدق سوى نظرتي فيك و هي أبرُّ شاهد .
كل ذلك و أنت لا تعلم !
سأستعيدُ ذكرك متكلماً في خلوتي لأسمع منك حكاية غمومك و أطماعك و آمالك . حكاية البشر المتجمعة في فرد أحد .
و سأتسمّع إلى جميع الأصوات عليّ أعثر على لهجة صوتك.
و اشرِّح جميع الأفكار و امتدح الصائب من الآراء ليتعاظم تقديري لآرائك و فكرك .
و سأتبين في جميع الوجوه صور التعبير و المعنى لأعلم كم هي شاحبة تافهة لأنها ليست صور تعبيرك ومعناك .
و سأبتسم في المرآة ابتسامتك .
في حضورك سأتحولُ عنك إلى نفسي لأفكر فيك ، و في غيابك سأتحول عن الآخرين إليك لأفكر فيك .
سأتصورك عليلاً لأشفيك ، مصاباً لأعزيك ، مطروداً مرذولاً لأكون لك وطناً و أهل وطن ، سجيناً لأشهدك بأي تهور يجازف الإخلاص ، ثم أُبصرك متفوقاً فريداً لأفاخر بك و أركن إليك .
و سأتخيلُ ألف ألف مرة كيف أنت تطرب ، و كيف تشتاق ، و كيف تحزن ، و كيف تتغلب على عاديّ الانفعال برزانة و شهامة لتستلم ببسالة و حرارة إلى الانفعال النبيل ، و سأتخيل ألف ألف مرة إلى أي درجة تستطيع أنت أن تقسو ، و إلى أي درجة تستطيع أنت أن ترفق لأعرف إلى أي درجة تستطيع أنت أن تحب .
و في أعماق نفسي يتصاعد الشكر لك بخوراً لأنك أوحيتَ إليّ ما عجز دونه الآخرون .
أتعلم ذلك ، أنت الذي لا تعلم ؟
أتعلم ذلك ، أنت الذي لا أريد أن تعلم ؟
ظلمات و أشعة ... مي زيادة
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
:
كــ نقرة على نافذة الذاكرة, جاء ذكره. شيء من ا?سى عبرها .
حنين صباحي لزمن تدري ا?ن أنه لن يعود. لعلّها الذكريات
تطوّق سريرها, وحين تستيقظ تماماً, ستنسى أن تفكّر في ذلك
الرجل الذي أصبح إذاً ?مرأة أخرى.
:
إنّ الأيّام لم تنقلب عليه، بل زادته مذ افترقا ثراءًا، كما لتعوّضه عن خساراته العاطفيّة بمكاسب مادِّيَّة.
هو يرتاب في كرمها. يرى في إغداقها عليه مزيدًا من الكيد له. أوليست الحياة أنثى، في كلّ ما تعطيك تسلبك ما هو أغلى؟
يبقى الأصعب، أن تعرف ما هو الأغلى بالنسبة إليك. وأن تتوقّع أن تُغيّر الأشياء، مع العمر، ثمنها هبوطا أو صعودًا.
:
يظلّ العشّاق في خطر ،كلّما زايدوا على الحبّ حبًّا .
كان عليه إذًا ، أن يحبّها أقلّ ، لكنّه يحلو له أن ينازل الحبّ ويهزمه إغداقًا . هو لا يعرف للحبّ مذهبًا خارج التطرّف ، رافعًا سقف قصّته إلى حدود الأساطير . وحينها يضحك الحبّ منه كثيرًا ، ويُرديه قتيلاً ، مضرجًا بأوهامه .
:
الحبّ هو ذكاء المسافة . ألا تقترب كثيرًا فتُلغي اللهفة ، ولا تبتعد طويلاً فتُنسَى . ألا تضع حطبك دفعة واحدة في موقد من تُحبّ .
أن تُبقيه مشتعلا بتحريكك الحطب ليس أكثر ، دون أن يلمح الآخر يدك المحرّكة لمشاعره ومسار قدره . "
:
لم تكن نجمة. كــانت كائنًا ضوئيًا، ليست في حاجة الى التبرج كي تكون أنثى . يكفي أن تتكلّم .
:
مقتطفات من رواية ( الأسود يليق بك ) لأحلام مستغانمي .
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
فاروق جويدة ( وكان حلما )
وتبكين حبا .. مضى عنك يوما
وسافر عنك لدنيا المحال ..
لقد كان حلما .. وهل في الحياة ..
سوى الوهم - يا طفلتي - والخيال ؟
وما العمر بأطهر الناس إلا
سحابة صيف كثيف الظلال
وتبكين حبا .. طواه الخريف
وكل الذي بيننا .. للزوال ..
فمن قال في العمر شيء يدوم
تذوب الأماني ويبقى السؤال ..
لماذا أتيت إذا كان حلمي
غداً سوف يصبح .. بعض الرمال ..
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
ما أَصْدَقَ السَّيْفَ! إِنْ لَمْ يُنْضِهِ الكَـذِبُ***وَأَكْذَبَ السَّيْفَ إِنْ لَمْ يَصْـدُقِ الغَضَـبُ
بِيضُ الصَّفَائِـحِ أَهْـدَى حِيـنَ تَحْمِلُهَـا***أَيْـدٍ إِذَا غَلَبَـتْ يَعْلُـو بِهَـا الغَـلَـبُ
وَأَقْبَـحَ النَّصْرِ..نَصْـرُ الأَقْوِيَـاءِ بِـلاَ***فَهْمٍ. سِوَى فَهْمِ كَمْ بَاعُوا وَكَمْ كَسَبُـوا
أَدْهَى مِنَ الجَهْـلِ عِلْـمٌ يَطْمَئِـنُّ إِلَـى***أَنْصَـافِ نَاسٍ طَغَوا بِالعِلْـمِ وَاغْتَصَبُـوا
قَالُوا: هُمُ البَشَرُ الأَرْقَـى وَمَـا أَكَلُـوا***شَيْئَاً .. كَمَا أَكَلُـوا الإنْسَـانَ أَوْ شَرِبُـوا
مَاذَا جَرَى.. يَـا أَبَـا تَمَّـامَ تَسْأَلُنِـي؟***عَفْوَاً سَـأَرْوِي .. وَلا تَسْأَلْ .. وَمَا السَّبَبُ
يَدْمَـى السُّـؤَالُ حَيَـاءً حِيـنَ نَسْأَلُـُه***كَيْفَ احْتَفَتْ بِالعِدَى «حَيْفَا» أَوِ «النَّقَـبُ»
مَنْ ذَا يُلَبِّـي ؟ أَمَـا إِصْـرَارُ مُعْتَصِـمٍ ؟***كَلاَّ وَأَخْزَى مِنَ « الأَفْشِينَ » مَـا صُلِبُـوا
اليَوْمَ عَـادَتْ عُلُـوجُ «الـرُّومِ» فَاتِحَـةً***وَمَوْطِـنُ العَرَبِ المَسْلُـوبُ وَالسَّلَـبُ
مَاذَا فَعَلْنَـا؟ غَضِبْنَـا كَالرِّجَـالِ وَلَـمْ***نصدُق وَقَدْ صَـدَقَ التَّنْجِيـمُ وَالكُتُـبُ
وَقَاتَلَـتْ دُونَنَـا الأَبْــوَاقُ صَـامِـدَةً***أَمَّا الرِّجَالُ فَمَاتُـوا... ثَـمَّ أَوْ هَرَبُـوا
حُكَّامُنَا إِنْ تَصَـدّوا لِلْحِمَـى اقْتَحَمُـوا***وَإِنْ تَصَدَّى لَـهُ المُسْتَعْمِـرُ انْسَحَبُـوا
هُمْ يَفْرُشـُونَ لِجَيْـشِ الغَـزْوِ أَعْيُنَهُـمْ***وَيَدَّعُـونَ وُثُـوبَـاً قَـبْـلَ أَنْ يَثِـبُـوا
الحَاكِمُونَ و«وَاشُنْـطُـنْ» حُكُومَتُـهُـمْ***وَاللامِعُـونَ .. وَمَـا شَعَّـوا وَلا غَرَبُـوا
القَاتِلُـونَ نُبُـوغَ الشَّـعْـبِ تَرْضِـيَـةً***لِلْمُعْتَدِيـنَ وَمَـا أَجْدَتْـهُـمُ الـقُـرَبُ
لَهُمْ شُمُـوخُ «المُثَنَّـى» ظَاهِـرَاً وَلَهُـمْ***هَـوَىً إِلَـى «بَابَـك الخَرْمِـيّ» يُنْتَسَـبُ
مَاذَا تَرَى يَا «أَبَـا تَمَّـامَ» هَـلْ كَذَبَـتْ***أَحْسَابُنَـا؟ أَوْ تَنَاسَـى عِرْقَـهُ الذَّهَـبُ؟
عُرُوبَـةُ اليَـوَمِ أُخْـرَى لا يَنِـمُّ عَلَـى***وُجُودِهَـا اسْـمٌ وَلا لَـوْنٌ وَلا لَـقَـبُ
تِسْعُونَ أَلْفَـاً « لِعَمُّـورِيَّـة َ» اتَّـقَـدُوا***وَلِلْمُنَجِّـمِ قَـالُـوا: إِنَّـنَـاالشُّـهُـبُ
قِيلَ: انْتِظَارَ قِطَافِ الكَرْمِ مَـا انْتَظَـرُوا***نُضْـجَ العَنَاقِيـدِ لَكِـنْ قَبْلَهَـا الْتَهَبُـوا
وَاليَـوْمَ تِسْعُـونَ مِلْيونَـاً وَمَـا بَلَغُـوا***نُضْجَـاً وَقَدْ عُصِـرَ الزَّيْتُـونُ وَالعِنَـبُ
تَنْسَى الرُّؤُوسُ العَوَالِـي نَـارَ نَخْوَتِهَـا***إِذَاامْتَطَاهَـا إِلَـى أَسْـيَـادِهِ الـذَّنَـبُ
«حَبِيبُ» وَافَيْتُ مِـنْ صَنْعَـاءَ يَحْمِلُنِـي***نَسْرٌ وَخَلْفَ ضُلُوعِـي يَلْهَـثُ العَـرَبُ
مَاذَا أُحَدِّثُ عَـنْ صَنْعَـاءَ يَـا أَبَتِـي ؟***مَلِيحَـةٌ عَاشِقَاهَـا : السِّـلُّ وَالـجَـرَبُ
مَاتَـتْ بِصُنْـدُوقِ «وَضَّاحٍ» بِـلاَثَمَـنٍ***وَلَمْ يَمُتْ فِي حَشَاهَا العِشْـقُ وَالطَّـرَبُ
كَانَتْ تُرَاقِبُ صُبْـحَ البَعْـثِ فَانْبَعَثَـتْ***فِي الحُلْمِ ثُمَّ ارْتَمَـتْ تَغْفُـو وَتَرْتَقِـبُ
لَكِنَّهَا رُغْمَ بُخْـلِ الغَيْـثِ مَـابَرِحَـتْ***حُبْلَى وَفِي بَطْنِهَـا «قَحْطَـانُ» أَوْ «كَرَبُ»
وَفِـي أَسَـى مُقْلَتَيْهَـا يَغْتَلِـي «يَمَـنٌ»***ثَانٍ كَحُلْـمِ الصِّبَـا... يَنْـأَى وَيَقْتَـرِبُ
«حَبِيبُ» تَسْأَلُ عَنْ حَالِي وَكَيْـفَ أَنَـا؟***شُبَّابَـةٌ فِـي شِفَـاهِ الرِّيـحِ تَنْتَـحِـبُ
كَانَتْ بِلاَدُكَ «رِحْلاً»، ظَهْـرَ «نَاجِيَـةٍ»***أَمَّـا بِـلاَدِي فَلاَ ظَهْـرٌوَلاَ غَـبَـبُ
أَرْعَيْـتَ كُـلَّ جَدِيـبٍ لَحْـمَ رَاحِلَـةٍ***كَانَتْ رَعَتْـهُ وَمَـاءُ الـرَّوْضِ يَنْسَكِـبُ
وَرُحْتَ مِنْ سَفَـرٍ مُضْـنٍ إِلَـى سَفَـرٍ***أَضْنَـى لأَنَّ طَرِيـقَ الرَّاحَـةِ التَّـعَـبُ
لَكِنْ أَنَا رَاحِـلٌ فِـي غَيْـرِ مَـا سَفَـرٍ***رَحْلِي دَمِي ... وَطَرِيقِي الجَمْرُ وَالحَطَـبُ
إِذَا امْتَطَيْـتَ رِكَابَـاً لِلـنَّـوَى فَـأَنَـا***فِي دَاخِلِي ... أَمْتَطِـي نَـارِي وَاغْتَـرِبُ
قَبْرِي وَمَأْسَـاةُ مِيـلاَدِي عَلَـى كَتِفِـي***وَحَوْلِـيَ العَـدَمُ المَنْفُـوخُ وَالصَّخَـبُ
«حَبِيبُ» هَـذَا صَدَاكَ اليَـوْمَ أَنْشُـدُهُ***لَكِـنْ لِمَـاذَا تَـرَى وَجْهِـي وَتَكْتَئِـبُ؟
مَاذَا ؟ أَتَعْجَـبُ مِنْ شَيْبِي عَلَى صِغَـرِي؟***إِنِّي وُلِدْتُ عَجُـوزَاً .. كَيْـفَ تَعْتَجِـبُ؟
وَاليَـوْمَ أَذْوِي وَطَيْـشُ الفَـنِّ يَعْزِفُنِـي***وَالأَرْبَعُـونَ عَلَـى خَــدَّيَّ تَلْتَـهِـبُ
كَـذَا إِذَا ابْيَـضَّ إِينَـاعُ الحَيَـاةِ عَلَـى***وَجْـهِ الأَدِيـبِ أَضَـاءَ الفِكْـرُ وَالأَدَبُ
* * * * *
وَأَنْتَ مَنْ شِبْتَ قَبْـلَ الأَرْبَعِيـنَ عَلَـى***نَـارِ «الحَمَاسَـةَ » تَجْلُوهَـا وَتَنْتَـحِـبُ
وَتَجْتَـدِي كُـلَّ لِـصٍّ مُتْـرَفٍ هِـبَـةً***وَأَنْتَ تُعْطِيـهِ شِعْـرَاً فَـوْقَ مَـا يَهِـبُ
شَرَّقْتَ غَرَّبْتَ مِنْ «وَالٍ» إِلَـى «مَلِـكٍ»***يَحُثُّـكَ الفَقْـرُ ... أَوْيَقْتَـادُكَ الطَّلَـبُ
طَوَّفْتَ حَتَّى وَصَلْتَ « الموصِلِ » انْطَفَأَتْ***فِيـكَ الأَمَانِـي وَلَـمْ يَشْبـعْ لَهَـا أَرَبُ
لَكِـنَّ مَـوْتَ المُجِيـدِ الفَـذِّ يَـبْـدَأه***وِلادَةً مِـنْ صِبَاهَـا تَرْضَـعُ الحِقَـبُ
* * * * *
«حَبِيبُ» مَـا زَالَ فِـي عَيْنَيْـكَ أَسْئِلَـةً***تَبْـدُو... وَتَنْسَـى حِكَايَاهَـا فَتَنْتَـقِـبُ
وَمَاتَـزَالُ بِحَلْقِـي أَلْــفُ مُبْكِـيَـةٍ***مِنْ رُهْبـَةِ البَوْحِ تَسْتَحْيِـي وَتَضْطَـرِبُ
يَكْفِيـكَ أَنَّ عِدَانَـا أَهْـدَرُوادَمَـنَـا***وَنَحْـنُ مِـنْ دَمِنَـا نَحْسُـو وَنَحْتَلِـبُ
سَحَائِـبُ الغَـزْوِ تَشْوِينَـا وَتَحْجِبُـنَـا***يَوْمَاً سَتَحْبَلُ مِـنْ إِرْعَادِنَـا السُّحُـبُ؟
أَلاَ تَـرَى يَـا أَبَـا تَمَّـامَ بَارِقَـنَـا***إِنَّ السَّمَـاءَ تُرَجَّـى حِيـنَ تُحْتَجَـبُ
قصيدة للأديب اليمني الكبير / عبدالله البردوني , يحاكي فيها القصيدة الأشهر / لأبي تمام
رد: مقتطفات من بساتين الأدب