هيباتيا .

[نيسَانْ ,!]

...










على اختلاف البدايات , تتشابه النهايات

هل ستكون نهايتينا شبهية ببعضهما إلى هذا الحد .

هيباتيا , والنورُ خلفكِ أتعذريني فيما أفعل ؟
قربكِ منّي إلى هذا الحدّ يجعلني أرتكب حماقاتٍ كثيرة , أوّلها اسمك وآخرها إيماني ويقيني التام بأنّه ليس هناك شيءٌ جميل! .

[نيسَانْ ,!]

21 - Sep


أتغلب على غربتي الجديدة بتكوين أكبر قدر من العلاقات وكسب أكبر عدد من الأصدقاء
وأكسر خوفي بقراءات متعددة بعيدة عن الرغبة !
أكتب الآن بعد انغماسي في رواية شيقة " اليهوديّ الحالي " وسأصفها بأنها رواية " حالية " جدّاً , صوتُ ديك جارنا يشتت تفكيري , وعقارب الساعة تشي بالملل .

الرحبانية لم يعتقوا فيروز , وروتانا لم تكُن صادقة في موعدها بإنزال جلسة طرب لعبادي
وماجدة تخلق غربات أكبر داخل صدري , وذكرى مقرونة بالموت وهذا البدر يثير الحبّ داخل رأسي , وهاوس يحثني على حماقات كبيرة ليس وقتها الآن , ودرويش يتحدث عن النسيان كثيراً لكنه يشعل الحرائق الخامدة , وهذا العود ملّني ولم أملّه لكنّه كصوتي المبحوح خائن , ومكتبتي تحمل خلفها الكثير من الغرباء وأنا أعاهد نفسي على حرق كلّ غريب , بقي السواد الأعظم رفيق الليالي الحزينة وصوتُ النّاي , وحكايات جدتي ورائحة الموت وتبغُ جدّي وصدأ الأرجوحة .

يا أصدقائي لا تخونوا.

[نيسَانْ ,!]

لا يغريني صوت محمّد عبده كثيراً , ولا يهزّني بشكل عنيف أو يؤثر فيني تأثيراً مميتاً
صوتُه فقط يرتبط بالذكريات الجميلة , وابتسامة أبي حين يتأوه ويمسك بيد أمي ويقول لها أنسيتِ , آه يالسنين كيف نسيتِ .. أنا لسه فاكر , لا يهمّ إن طلب أخي الصغير بعدها من أمي أمراً أو أفسدت هذه اللحظة شقيقتي المتفلسفة , الأهم أنّها في ذاكرتي وتأثيرها على وجه أمي يمتد شهوراً طويلة ! .

صوتُه يذكّرني بطريقنا نحو الجنوب , والسماء التي تزينها النجوم على مدّ البصر , والقمر حين ينعكس على قلادتي ويبعث النّور من صدري , فيردد شقيقي يا بنت النور ما تلعبين .

صوتُه يشبه وجودي في منتصف البلد بعد صلاة الجمعة بقدمين حافيتين وشعر أشهب لا يعرف له المشط طريق , يشبه رائحة السمك المقلي ورائحة الحلبة واللحوح الذي يعمل خصيصاً لجدتي التي لم تتخلى عن عاداتها الجازانية رغم السنين و تمارسها مرة في كل شهر .

صوتُه تماماً كـ المارشميلو , لا أحبها أبداً لكني لا أقاومها حين أجدها في يد أحدهم , ألتهمها بشكل غريب , وكأني أحاول استعادة نفسي بهذا الفعل.


ويا صدى من غير صوووت , ما به حياة من غير موت
ما به حياة من غير موت !!!

http://www.4shared.com/audio/79NswbAt/__-___-_.htm

[نيسَانْ ,!]

22-23 Sep


أنامُ كثيراً وأمارس عادات سيئة كثيرة
توقفتُ عن تناول الحديد والفيتامينات , أشرب الكولا بكميات كبيرة , أسهرُ طويلاً , أحضر الكثير من الحفلات , وأسمعُ الهابط جداً من الأغاني
كلّ هذه أفعال مستقلة قائمة بذاتها لا علاقة لها بأفعال خارجية ودوافع أخرى كما تظنّ أمّي
نسيت أن أقول أني حزينة , حزينةٌ جدّاً .. وقد تداركَ شقيقي هذا الحزن وبدأ يلتصق فيّ أكثر وهذا الإلتصاق يزيدُ من حُزني
أحزن أكثر حين يشعر من أحزن عليه أني حزينة , فأحزنه بهذا الحزن
أحزن أيضاً حين يتعجب الطرف الآخر من حُزني وكأني لا أليق بهذا الحزن !
حزينةٌ الآن بالقدر الذي يجعلني أرقص على أي أغنية وأضحك من أي نكتة سخيفة !
نسيتُ أن أقول أني لم أبكِ رغم هذا الحزن الذي سيقضي على صحّتي , منذ شهور طويلة لم أبكِ وهذا مُفزع .. أخشى على قلبي كثيراً .

لا شيءَ مُهم .

[نيسَانْ ,!]

...
حين يكونُ للحبّ صوت ,
للحرية , للحياة للمنفى للموت للذاكرة , لهذا الحزن الذي ينمو سريعاً داخل قلوبنا للطرق التي نست معالم الفرح
حتماً سيكون هذا الصوت هو صوتُ روضة .



ومنعت وجهك في ربوع مدينتي .. علقته

وكتبت محظورا على كل المشارف .. والموانئ .. والمطارات البعيدة كلها

لكنه رغمي اطل .. *






قليلٌ أن تحمل امرأة في قلبها ولسانها وعقلها كلّ هذه البلاغة !

[نيسَانْ ,!]

24-25-26 Sep



ألا تلاحظون معي يا رفاقي أنّ الأيام متشابهة !
كنتُ أعتقد أنّها صُنع أيدينا , ولم أكن أُلغي الأقدار بهذا الحديث ولكنّي أزرع الفَرح وكأنّي نسيتُ أنّ زارع الورد هو أكثر من سيؤلمه الشّوك !

في 24 بكيت , بكيت وداعاً وبكيتُ ضياعاً وبكيتُ ما يصعب وصفه , الأهم أنّي بكيت
في 25 رأيتُ صديقاتي وكانت هذه الخطوة الأهم , بعدها سأعرف كيف تبدو ملامحي كيف يبدو وجهي الذي أضعته , تغيرتُ كثيراً كما تقول إحداهنّ بغمزة , ربّما أنّ هواء الديرة يُجمّل أضحكُ مجاملة على غير عادتي تضعُ أخرى يدها على شعري تقبّلني وهي تصرخ " فين متخبي " وأخجل على غير العادة أيضاً !
يا الله ,
هل الحزن يجمّل ؟!
هل الخيبة تغّير ملامح الوجه
هل الغصّة تجعل من الأصوات تغاريد !
هل الموت يجعلنا نبدو بهذا الجمال وهذه الأناقة !
أم أنّي أنا من بالغتُ في أناقتي وحزني ومخارج حروفي !
في الـ 26 أصبحتُ أكثر شراسة وتوحشاً وامتدّ الأذى إلى والديّ لذا آثرتُ أن أنام اليوم كاملاً !
مالذي تصنعه الأيام وما الذي نجنيه من الأيام ما فائدة التأريخ وما فائدة الساعات
أنتظرُ رسالةً مصيرية قد تصل اليوم وقد تصل غداً صباحاً وقد لا تصل
كعادة الأشياء المهمة التي ننتظرها تتأخر أحياناً وأحاناً كثيرة لا تجيء
لذلك أنا متوترة .
لذلك وردة تستأثر فيني بطريقة غريبة
لذلك " اسمعوني " لا تسكت أبداً
وآه لو الأيام بتتكلم
http://www.melody4arab.com/player/pl...collection.htm

[نيسَانْ ,!]

27 Sep



لا زالت رائحةُ أبي عالقةً بعباءتي وبكفّي التي قبّلها,
لازالت تدكّ رأسي هذه الرائحة التي أحبها وأهابها .
تمنّيتُ أن أركض إليه وهو يتأملني ويبحث عن آثار السنوات آثار الأيام أو آثار الآلام أياً يكن
تمنيتُ جدّاً أن يلملمني بكفيّه ويقبلُ عينيّ كما كان يفعل ,, وأقبّلُ أنا بطنه
الآن لستُ محتاجة أن أقبل بطنه لأنّي صرتُ في مستواه تماماً وبفعل الكعب سأكونُ أطول وأستطيعُ ببساطة تقبيل عينيه أو رأسه أو وجنتيه , لكنّي أشتهي جدّاً تقبيل بطنه.
أشتهي أن أعودَ سنوات إلى الوراء أن تشتدّ آلام معدتي أن أصرخ بصوتٍ عالٍ ويأخذني سريره والخوف بعينيه , أدسّ رأسي أسفل صدره وأنام كالملائكة .
أنا مُتعبة يا أبي متعبةٌ جدّاً وأنتَ من دون البشر ستعي معنى هذا الوجع وتحتويه فقط لو نسيتَ أنّي كبُرت وأنّي اتخذتُ قرارات سخيفة بعيداً عنك .
وحدك تستطيع أن تحلل كلمة " بابا " وتفهم منها ما نريد , وتجيبنا بما تقتضيه نبرة الصوت وشدة الكلمة , أنا الآن أقولها بأسى ويأس وبؤس يا أبي.
تباً لهذا الخجل الذي وضع بيننا هذه الحواجز , تباً لهذه الحياة
سأستعين برائحتك يا أبي هذا اليوم وبمعادلة رياضية سخيفة مستحيلة الحل , حتى يصلني صوتك ويطول اللقاء .. , فأنا أحتاجك كثيراً .

[نيسَانْ ,!]

28 Sep
فارغة !

29 Sep

صديقي هذا العام وعدني بأن يلتزم وينتظم في دراسته ,
أردتُ أن أشجّعه على ذلك , بعثتُ إليه بطردٍ كبير إلى مدينته كتبت بخطٍ مشتاق ومرتجف :
إلى وطني الكبير ,
صديقي الصغير الفصعون صاحب اللسان الطويل
تذكرني كثيراً تذكر أنّي أحبّك وأنّك روحُي , حين تقرأ ستعرف كم أحببتك . صديقتك التي لا تنساك / خالتو
وصلني صوتُه وصلتني دهشاته صرخاته امتنانه شكره رغم أنّه لم يقرأ رسالتي
هو الوحيد الذي أحبه ويحبني وأعرف أنّه يحبّني ويعرف أنّي أحبه
لم يسألني يوماً بسكوتة انتِ تحبيني ؟ رغم أنّه يسأل هذا السؤال لكل من يصادفه
لا يقبّلني كثيراً ولا يجلس معي دائماً لكنّه يأتيني متسللاً آخر الليل ويوقظني لينام هو محلّي يأتيني حين يأخذ أحدهم ألعابه يأتيني حين يريد قضاء حاجته
يأتيني حين يريد أن يبكي حين يجوع ويعطش يعرف مكانه جيداً لذا يتصرف على هذا الأساس .
صوتُ الفرحة جعلتني أبكي شكره وامتنانه رغم أنّه لا يفقه الكثير في هذه الأمور إلا أنه جعلني أحزن وأتألم وأشتاق أكثر
عيناه جميلتان , فمه صغير شعرُه خفيف , لسانه طويل لا يشبهني كثيراً لكنّه يحتلّ مكانة كبيرة في قلبي لم يحتلها أحد من قبله .
الشوق في هذا اليوم كان يتحدث أما أنا كنتُ نائمة .

[نيسَانْ ,!]

30 Sep

لم أغضب إلى هذا الحدّ من قبل ,
دمي بارد جدّاً وأتميز باللا مبالاة في أوقات كثيرة لكنّ أعصابي خانتني وأنفي أيضاً خانني وأظهر لهم كميات الدم التي ضخّت إلى رأسي مما حصل .
ما يفعله جسدي دائماً أنّه يظهر انفعالاتي وكبتي الداخلي على صورة كدمات أو حساسية أو رعاف وهذا الأمر يوترّني , يجعلني أشعر بضعفي الشديد ويجعل أعين الشفقة تلاحقني أينما ذهبت .
أكره أن أدخل في جدالات طويلة خاصةً مع أحد والديّ لأنها معروفة مسبقاً بأنها جدالات عقيمة وأنّ ما يأمرون به سينفّذ دون أدنى اعتراض رغم ترحيبهم الدائم بالحوار وفتح أبواب النقاش , ولكنّ الخجل يحول دون ذلك .
اليوم لم ينتهي كان طويلاً وشاقاً ومملاً ولا زلت أنتظر رسالة بريدية مهمة هل ستأتي أم نفس العادة تمارسها الأمور الهامة ! :/

[نيسَانْ ,!]

1 Oct


انتهى سبتمبر ,
كان طويلاً جدّاً وبارداً جدّاً , لكنّه لذيذ
ما الذي فعلته في سبتمبر ؟ ما الذي أنجزته ؟ لا شيء طبعاً
لكنّي صنعتُ أمراً أفخر به كثيراً جعلتُه سرّي الكبير رغم أنّي الفتاة التي لا أسرار لها أبداً , الكتاب المفتوح دائماً .
بدأتُ باستعادة نفسي ونجحتُ بذلك تصالحتُ مع ذاتي بشكل أكبر , ومع شقيقتي التي حذفتها من جهات اتصالي في 1 أكتوبر قررت أن أنهي هذه القطيعة ,
لم آخذها في حضني ولم أمسّد شعرها ولم أقل لها عبارات اعتذار لكنّي قلتُ لها:
بأنها تبدو أجمل وأطول وأكثر نضارة رأيتُ في أعينها عبارات الشكر والامتنان , وعاتبتني قليلاً , عتابها كان مؤلم رغم أنّي كنتُ مكابرةً إلا أنه أثر فيني تأثيراً عميقاً .
والتغيير الآخر الذي حدث أنّي لن أسهر الليل بحجة المذاكرة , وأني تخلصتُ من مذكراتي وكتبي ومراجعي.. 7 رفوف أصبحت خاليه , باردة باتت مكتبتي هذه الليلة .