شَذَا وَرْدَة
شعر\ عيسى جرابا
22\6\1426هـ
رَقَّتْ حُرُوْفُكَ فَارْتَشَفْتُ رُضَابَا
وَهَمَى شُعُوْرُكَ فَاحْتَضَنْتُ سَحَابَا
رَفَّتْ كَمَا رَفَّ الفَرَاشُ وَرَفْرَفَتْ
قُمْرِيَّةً وَتَضَوَّعَتْ أَطْيَابَا
صَاغَتْ أَفَاوِيْقَ الـجَمَالِ حِكَايَةً
أَصْغَى الـمَشِيْبُ لَهَا فَعَادَ شَبَابَا
حَمَلَتْ فُؤَادِي فَوْقَ أَجْنِحَةِ الـهَوَى
وَسَرَتْ يَذُوْبُ فُؤَادُهَا إِعْرَابَا
طَارَتْ بُرَاقاً وَانْجَلَتْ حُوْرِيَّةً
وَتَلأَلأَتْ وَسْطَ الظَّلامِ شِهَابَا
قَدْ كُنْتُ مُعْتَدًّا بِحَرْفِي فَانْحَنَى
رَأْساً أَمَامَ حُرُوْفِكُمْ إِعْجَابَا
يَا أَحْمَدُ العَكُوْرُ مَا لَكَ وَالـهَوَى؟
غَنَّيْتَهُ فَالْتَاعَ عِيْسَى جَرَابَا
لُغَةُ السُّمُوْقِ تَقَاصَرَتْ لُغَتِي لَهَا
لَوْلا الـحَيَاءُ لَمَا رَدَدْتُ جَوَابَا
الشِّعْرُ رُحْمَى تَسْتَرِيْحُ قُلُوْبُنَا
فِي ظِلِّهِ وَنُكَحِّلُ الأَهْدَابَا
تَفْتَرُّ فِطْرَتُهُ النَّقِيَّةُ بَيْنَنَا
أَلَقاً فَتَخْضَرُّ الرُّؤَى إِعْشَابَا
إِنْ أَلْبَسُوْهُ (الـجِيْنْزَ) وَاحْتَفَلُوا بِهِ
مَسْخاً فَقَدْ عَبُّوا الكُؤُوْسَ سَرَابَا
تَشْدُو بَلابِلُنَا فَيَهْتَزُّ الـمَدَى
وَيَظُنُّهَا الأَعْمَى الأَصَمُّ غُرَابَا
يَكْفِيْكَ هَذَا البَوْحُ حِيْنَ سَكَبْتَهُ
نَغَماً يُعَانِقُ فِي الـهَوَى زِرْيَابَا
لا تَلْتَفِتْ أَبَداً فَكَمْ مِنْ نَابِحٍ
مَازَالَ يَهْذِي حَائِراً مُرْتَابَا
لَوْلا دُخَانُ الكِبْرِ بَيْنَ ضُلُوْعِهِ
لَهَوَى يُقَبِّلُ كَالذَّلِيْلِ تُرَابَا
يَا أَحْمَدُ العَكُوْرُ نَبْضُكَ مُرْهَفٌ
ذَوَّبْتَهُ فَوْقَ الشِّفَاهِ فَذَابَا
حَيَّيْتَنِي فَغَدَوْتُ رَهْنَ تَحِيَّةٍ
وَلْهَى تُرِيْقُ الصَّمْتَ وَالإِغْرَابَا
وَغَمَرْتَنِي بِمَشَاعِرٍ فَاضَتْ هَوَىً
فَزَكَا بِهَا حَقْلُ الوَفَاءِ وَطَابَا
وَالـمُنْتَدَى قَبْلِي وَبَعْدِي رَوْضَةٌ
فَوَّاحَةٌ تَسْتَقْطِبُ الأَحْبَابَا
مَا كَانَ إِلاَّ حُسْنَ ظَنٍّ لَمْ أَزَلْ
أَشْقَى بِهِ وَمَتَى يَكُوْنُ صَوَابَا؟
وَإِذَا أَتَاكَ مُقَصِّراً حَرْفِي فَمَا
أَحْلاهُ بَيْنَ العَاشِقِيْنَ عِتَابَا!
أَحْبَبْتَنِي وَأَنَا أُحِبُّكَ وَالـهَوَى
شَفَّ القُلُوْبَ فَلَمْ نَعُدْ أَغْرَابَا
لا شَيْءَ فِي لَيْلِ العَذَابِ نُسِيْغُهُ
إِلاَّ الـهَوَى كَمْ يُسْتَسَاغُ عَذَابَا!