تراتيل .. عزف منفرد

[Fifi Maria]

تراتيل تنطقها شفاه بين الجفاف و التيه


قلب يمتلء حرقة في نزف صامت تشيّعه


ذكريات متناثرة على صفحات أوراق ذابلة



هنا ستكون المساحة خاصة جدا لعزف منفرد


تراتيل تتلوها روحي في كلّ مرة .. حين تعانقها



صور راحلة في فضاء الوجدان ...




سأخطّ حروفي لتكون ملمحا لفتاة و أنثى أضناها القدر


بالوحدة و الرحيل في حنايا الانتظار الطويل ....


و باقة ورد لكل روح طاهرة علّمتني كيف أجعل من الحرف


رسالة مقدّسة في رحاب المشاعر النقيّة


احترامي لكل من مرّ و سيمرّ من هنا ....


سأفتتح مدوّنتي لتكون ممرّا إلى كل قلب يجد نفسه بين طيّات الكلمات



تراتيل

[Fifi Maria]

تراتيل عذراء في معبد الحب







حلم بين اليقظة و الوهم

تراتيل عذراء في معبد الروح

تراقص أطياف الملائك

معانقة طقوس الحب

في هالة من نور يختال منتشيا

على مهجة القلب مغرّدا

لحنه في فتون

هكذا أبدو حين تعانق كفّك الدافئة وجنتي

عذراء في ملامح راهبة تعلو

محيّاها بسمة مقدسة

تلقي كل أوشحة الحزن بعيدا

لتسمع في الأفق تغاريد الشوق

كم تجتاحني رغبة

في فكّ قيود تلك الطقوس المبجّلة

يا آسر الروح و ملهمها

لأجثو على ضريح الحب معلنة مراسيم الوفاء

يراودني عزف الناي الحزين

حيث أقمنا أوّل مأتم لحكايا الجراح

و هناك نبتت أزاهير البنفسج على مدفنها

ليولد طفل العشق ضاحكا على غير عادة

الأطفال حين تلفحهم نسمات الهواء

فتجتاحهم رغبة بمخاصمة الكون

لا لشيء إلا لأنه قرّر أخيرا موعد الفطام

لا زلت الآن أرقب عينيك في هدوء

أرتشف عبقك الممتزج بأنفاسي

فأصاب بنوبة من جنون العاشقين

أغيب عن عالمي و أتوه في حناياك

يشدّني همسك أكثر ، فأغمض جفوني

لأرحل بعيدا في ذاكرتي ، صور منها

تناجي روحينا لتضمّ نبضات الاشتياق

فجأة .. أناظر الأشياء من حولنا

تبدو كفراشات أيّار المستيقظة لتوّها

من نوم عميق ، أسَرها في شرنقة الصقيع

مزّقت كل حدود المكان .. لتضمّ امّها الشمس

مقبّلة رحيق الياسمين المتناثر كأنما شذرات الثلج

تلهو برفقة النسيم

حلم ذاك أم وهم .. يقظة أم وشوشات

هاربة من عالم الخيال

أجبني يا رفيقي .. أكل تلك الهواجس من

صنيع الحب ؟؟ أم تراني أصبت منك

بعدوى الشوق النازف حتى الموت

لكن دعني أهمس لك بسرّ قبل أن ألثم حروفي

عشقت كوني عذراء في معبد روحك

تتلو ابتهالاتها ... ليدرك المارّون من هنا

ما معنى الهوى في ثوب أنثى برائحة الجنون ...

[Fifi Maria]

طفلة في هواك



لا زلت في هواه طفلة

أعانق أطراف ثوبه لأشتمّ عطره

كأنّما عبق الخزامى يتهادى مقبّلا نسمات الأثير

أقبّل خدّه لأحفظ ملامح وجهه البريء

أناظر عينيه ، أقرأ فيهما روحي

المحلّقة في سماء الحلم

و كلّما ابتعد ليأخذ فسحة صغيرة ، يسترجع فيها ذاته

أضمّه أكثر فأكثر ... كأنّما تلك الطفلة الصغيرة

تحتاج أحضانا تحتويها

لا زلت أرفض كلّ الأشياء من حولي حين يغيب

أخاصم الدنيا كلّها و يجتاحني وجع غريب

طعم ممتزج بنكهة الدّموع الهاربة على صفحة خدّي

لا زلت في هواه طفلة

تعشق اللّعب بخصلات شعرها حين تلامس أطراف أنامله

أشتاق لابتسامته الساحرة

تدوّخني نظراته ، تطوّقني ترحل بي إلى حيث تتراقص

نبضات القلب نشوى ...

أهواك يا من يحتويني وجوده

أحبّك يا أنا

أعشقك يا طفلي المجنون ، يا عالمي .. يا دنيا الأماني

و لا زلت في هواك طفلة

تخشى الجلوس وحيدة في ظلام الليل

تحاصرها وشوشات أطياف تشعرها بالاضطراب

لكن سرعان ما تستعيد الأمان بين ذراعيك

أحبّك يا توأمي يا آسر روحي ، يا كل جنوني

و لا زلت طفلة صغيرة لا ترضى بغيرك

قطعة حلوى تنسيها مرارة الأحزان

[Fifi Maria]

نزيف .. بطعم الجراح

أفكّر الآن و الوجع يصفع روحي من جديد

ذاكرة تنزف رائحة الموت

بقايا ملامح لم تكتمل

عزف كئيب

بعثرة مشاعر ... رحيل يغرس مديته

عميقا في أنحاء جسدي النحيل

و لا زلت أشدّ على يدي

لأوهمها أنها بخير .. أو ربما لأمنحها بعضا من الدفء

الذي لا زال هو الآخر يشعر بغربته في أحضان الصقيع

تغمرني تراتيل المساء الغارقة في لوعتها

تتلو على مسامعي معزوفة الجراح

و كأني الآن ألمح قلبي يزفّ في جنازة

يلفّها ثوب السواد من كل جانب

ها هو يعانق روحي الثكلى ، و هي الأخرى

تذرف دمعا بلون الدماء

جنازة شيّعت آلاف الجراح المثخنات

أسراب كآبة تنتحر على قارعة العيون

لتراها كل الدنيا فتدرك كم هي بائسة

نعم هي تلتحف وحدتها كما كانت تفعل

في نهاية كل موسم متعفّن بطعم الغدر

سأمشي الآن في تلك الجنازة وحدي

سأدفن فرحتي قبل أن تولد

خوفا عليها من حزن متكرر يفطمها عن

مدارج الابتسامة المعلّقة على جدران

نيسان القادم ...

سأتوقّف عن التفكير

ما عاد عقلي الصغير يحتمل

هواجس الوجع الكامنة خلف ملامحي

المبتسمة رغما عنها

لكن .. إلى متى يا قلب ستدّعي انك بخير

أما آن لك أن تترجل عن كبريائك

و تلقي عنك وشاح الفرح الذي

لطالما رسمته في أفق مخضّب برائحة الشجن

[Fifi Maria]

زنبقة سوداء


قرّرت الرحيل

في أشلائك يا جفاف العمر ... يا تشقّقات روحي الواهمة

قرّرت جمع ملامحي الشاحبة ... الصفراء

لأختفي من أمامك و تنثرني ريح الغدر

ذرّات لطالما لم تدرك وجودها العيون

رغم شفافيتها الصارخة هناك في أفق الصمت

أدركت الآن كم كنت حمقاء حين سلّمتك

كل تفاصيلي البريئة ... غارقة في وهم قصائدك المجنونة عشقا

و اليوم ... اليوم فقط سأخطّ حروفا

تنزف عتابا .. حنينا ... هروبا .. وجعا استيقظ لتوّه

من غيبوبة طويلة ، بعد أن خدّرته رائحة السمّ المخبّأة

في ثنايا كأس امتزجت به أنفاسك الملوّثة

قرّرت أن أنبت في أعالي الصمت

زنبقة سوداء ... تجرّدت من طيبة اللون الأبيض

فلم يعد يظهر جمالها ، ذاك الذي بهر عيونك
حين التقينا أوّل مرة

سأخمد ناري الملتهبة بزخات الدمع

سأعزف على كمان الوحدة شعري الذي أودعته

قديما على رفوف النسيان ..

قرّرت الرحيل بعيدا عن دنياك الحالمة

فاجمع بقاياك و اهجر أروقة قلبي

حطّم سفنك الراسية على ضفاف روحي

و احمل ما تبقّى منك فما عاد يحييني

[Fifi Maria]

تفاصيل بين العشق و الهذيان


لعينيك في داخلي ألف رواية

و في القلب لك عشق من غير نهاية


أحببتك و هويت تفاصيلك التي لم أحفظها جيدا

سيّدي هل تدرك ما فعلته بملامحي التائهة

انتشلتها من بين ثنايا النسيان

جعلت للذاكرة صورا زاهية من كل الألوان

رسمت في القلب ضحكة كأنما الطفولة تلهو

هناك حيث التقينا

و لا زلت أتأمّل ذاتي عبر مرآتي المعلّقة

على ذاك الجدار الصامت في هدوء الرهبان

أسألها هل أنت من عرفتك قبل اليوم

هل غيّر ذاك الرجل تفاصيلك الصغيرة

لتغدو لوحة زيّنتها ريشة فنان انيق يبتسم في صمت

أم تراك اصبت بمسّ من جنون السكارى

يتراقصون على أرصفة العتاب معلنين

خصامهم الأبدي مع نفس لا ترغب بالرجوع

إلى بيت الطاعة و تؤمن بالعصيان


مالي أراك واجمة ... تعلو وجهك بعض من بقايا

طفلة أضاعت فراشة الربيع التي ولدت في رحم نيسان

مكتملة لم تعرف يوما ما معنى أن تفطم

بعيدا عن تشابك خيوط تحت عنوان شرنقة

يلفّها خيط من قبس الحنان

سيّدي أتدرك كل ذاك الهذيان

إنه عالمي حين أعانق همساتك فيتبعثر وجداني

باحثا عنك في كل الزوايا مقبّلا معالم المكان

حيث ترقد روح العشق ... و بعض من ملامح إنسان

عزفت حياته ألحان و مواسم من مطر الهوى

ظنّها يوما قد أوشكت على الموت عطشى في أفق النسيان

[Fifi Maria]

عودة الأنا


أهواك ، أعشقك يا أنا

يا مدني الراحلة في أسفار عيناي

يا املي يا كون المنى و قبلة العشق يا قدري

يا فسحة يحلو فيها كل الشوق

يا مسحة حزن تعلّمني كيف يكون الجفا بطعم

الألم

يا كل أشجاني ، يا سكني و مرتحلي

يا حلوى العيد في فم طفل تائه يحضنني

يا أمّي الثكلى تعانق صفحة الدمع على وجهي

يا من به أدركت الهوى و انتشلت بقايا ملامحي

الحيرى

يا سفينة العمر و كلّ الدنا يا رفقة الدرب يا مؤنسي

حبيبي لا تسل بعد اليوم من أنا

فالأنا في أعماقك تذوب خجلى كأنّما تبحر

غارقة في ظلام الليل فراشة ذوت ألوانها لتختفي عن العيون

يا رفيق الروح يا مهجة القلب يا طفلي المحبوب

ألثم وجنتيّ الباردتين لتذوب في حضورك

نسمات الفؤاد و يشدو بك لحن الربيع

يا شوقي الدامي يا دمعي الهامي لملم آثارك

و حلّق في فضاء العشق منتشيا

فها هو الأنا قد عاد لي بعد طول غياب في هيئة

الحبيب ، و لمّا يزل طيفه يراودني ، يحاصرني

يرسمني في أفق الشمس أغنية و قطعة موسيقى متناثرة

أجزاؤها من صلب أوردته ، من كنه وجدانه

يا توأم الروح يا أنا أهواك أعشقك

فامنحني بعضا منك يحييني

[Fifi Maria]

هذيان


يا أيها الاسم الصغير كتابوت طفل

يا من لصقتك على الجدران ، و ثياب المارّة المهترئة

يا لفافة من بقايا أوراق الخريف الحيرى

و أغنية لم يكتمل لحنها ، في حضن عازف ثمل تلهو به يد الأقدار

لا زلت أهذي بحروف اسمك كالمجنون

تغتالني ممرّات المدن الشاحبة على أرصفة العتاب

تلقي بي تحت زخات المطر جنازة تتفجر في وجه الضباب

أزهارا ذابلة كأنما ماء المطر ملوّث ببكتيريا الخراب

و هناك حيث تنام فراشات الليل الكئيب ملتفّة في وحدتها

يجتاحني مسّ من جنون الغارقين في لجج الشوق

لأرسم وجهك أو بعضا من ملامحك التي تداعب مخيّلتي

على شظايا زجاج تناثر هناك على أرصفة الشوارع

حيث النهايات لم تكن يوما سعيدة كما كنا نقرؤها في الروايات

تحدّثني نفسي الآن بأن ألقي رداء الموت على قلبي

ليعتصرني لحن تلك الأغنية ، ليس لأنها بيد ذاك العازف

بل لأنها أنا ، يمامة فقدت درب العودة إلى حيث تسكن

ارتجافات الوطن تحت نزف الجراحات

أيها الاسم الغادر يا قابعا على ممرات الحروف

اذهب بعيدا و لتجعل أصابعك هي الأخرى تعلن مواسم الرحيل

لتنغمس في عالم تملؤه الأحلام التعيسة بنكهة البؤس

ما بالي أتجرع هذياني بك في كبرياء منكسر الجناح

تطويني تجاعيد الذكرى و تخلّفني هناك على رفوف يسكنها

صوت الغبار ضاحكا من شهقة بين الموت و بصيص من نور

يشبه إلى حد بعيد شبحا حيا

[Fifi Maria]

أحتاجك .. زفرات الروح


متعبة أنا تحتلني الآهات ، تخنقني العبرات

تحدثني عنك الزفرات ... يسألني القلب و تفضحني

العيون المنتحبات

تسألني كيف حالي ... و كيف تراني أغدو في غيابك

أتذكر حين همست لك ذات لقاء

في غيابك ترحل الدنيا كلها ... تجف أنهار الحب

تكفّ العصافير عن الغناء و تتهاوى أوراق

الورد ذابلة كأنما أكفان الشجن تشدو لحن الموت


أشتاقك و تغمرني في رحيلك الضحكات

و بعض من عطرك الذي يعبّق أرجاء المكان

أحتاج لأرتوي من أنفاسك العالقة في ذاكرتي

لأوهم القلب بأنك ما تزال هنا بالقرب

لتكفّ عيوني عن البحث في زوايا الكون

لتقتنع روحي أنك تسكنها و تحتلّ ما تبقى مني

ألملم أشواقي المتناثرة ، أوراق خريف عبر ممراتك

الصامتة و هي تلتحف ثوبا من نسيج الفراق

و أبعثها مع قطرات الدمع النازفة ألما لتخبرك

كم احتاجك ... و كم أهواك


يحاصرني صوتك و أنا أرقب هطول مواسمك

لتسقيني نبيذ العشق و تعانق أوردتي العطشى

لقبلاتك الحرّى

لا تغب عني ... كن هنا و احتضن

همساتي الممتزجة بعبق الشجن


أحتاجك و أشتاقك يا رفيقي

فمتى تعود ليكفّ قلبي عن السؤال و تحيا

كما كانت هاتيك البسمات

[Fifi Maria]

ميلاد العشق


اليوم يا أمي أهنّيك بسلامتي

فاليوم ولدت من رحم العشق

أفقت من غيبوبتي ، ما عدت أشعر بالضياع

أعلني يا دنيا الحزن رحيلك

و لتبدأ مواسم الفرح، لتثمل الروح من كأس

الغرام المحلّى بريق الحبيب

حبيبي لغة الحروف في رحابك تضيع

و السّحر في عينيك يبعثرني

يا من به تغرّد الطيور لحن الأمل

و تترنّم أزاهير الحب في رحاب الشوق

يا تراتيل المساء ، يا عطر الهوى في دروبي


يا فرحة القلب .. يا مواسم المطر الدافئ

يا قيثارة بنكهة العذاب تحنو على وجنتيّ

نسيما كرائحة اللوز حين تغنّيه فيروز

فيضحك منتشيا ... غارقا في ميلاده المزيّن

شموع حب تتألّق في ظلام سرمدي

يا أسطورة من زمن الحيارى الضائعين

في ممرّات الانتظار ... ترنو لها أعناق

اليتامى كأنما ترتدي يا رفيقي حلّة الرهبان

تعلو محيّاه مسحة من العطف المندثر منذ دهور


يا روعة الكون حين ينجلي الربيع على خدّ التلال

مودّعا ثلج الشتاء المعتّقة بفاكهة الصّقيع

يا حبيب العمر هنّئني بميلادي الجديد

و ابتسم فانت سر ّ وجودي .. لكن لا تنسى إن غبت يوما

فلتسجّل تاريخ وفاتي


أحبك