تكريم الشيخ حسين شعبي واجب على الجميع .

[أبو الحسين المدني]

دعني أقف معك أُخَيَّ هنية لقد نعت في طرحك الثقيل في وزنه الخفيف المحبب في أخذه تستسيغه الألسنة وتحلوا به المجالسة والمؤانسة في تزيين المجالسة والمفاكهة بذكر من تزين بهم المجالس فعائشة رضي الله عنها كانت تقول: "زينوا مجالسكم بذكر عمر" وما أدراك ما عمر لا يذكر إلا وتتصور معه درته ولذلك قالت رضي الله عنها والله لقد كانت درة عمر رضي الله عنه أهيب في صدور الرجال من سيوفكم هذه, وطالما أن الأمر في دوحة التربية والتعلم سأعود معك إلى قولك "وأعلم أيضا أن في آخر أيامه قد تعرض للجحود من قبل من لا يعرف الرجال ..", لنقتبس من نور الكتاب العزيز والسنة والسيرة العطرة ما قد يكون فيه وضع شيئ من النقاط على الحروف فالله عز وجل يقول في كتابه (وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون), فلو ضربنا مثلا من السيرة العطرة في موقف ومقولة سعد بن معاذ يوم فتح مكة عندما قال:
اليوم يوم المرحمة ، اليوم يعز الله قريشاً ، ويعظم الكعبة
وردت هذه الكلمةالعظيمة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم عند دخوله لفتح مكة في شهر رمضان ، تبديلاً لمقولة سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه، عندما مر بأبي سفيان في كتيبة الأنصار فقال: " اليوم يوم الملحمة ، اليومتستحل الحرمة ، اليوم أذل الله قريشاً ", فلما وصل الخبر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، استنكر قولته وقال كلمته العظيمة. وأرسل إلى سعد ونزع منه اللواء ، ودفعهإلى ابنه قيس ، ورأى أن اللواء لم يخرج عن سعد إذ صار إلى ابنه.
ولما قضى المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم من طوافه عند دخوله مكة فاتحاً ، دعا عثمان بن طلحة ، فأخذ منه مفتاح الكعبة ، ففتحت له ، ودخل ، وكان قد طلب منه المفتاح يوماً قبل أن يهاجر إلى المدينة ، فأغلظ له القول، ونال منه ، فحلم عنه، وقال : ياعثمان ! لعلك ترى هذا المفتاح يوماً بيدي ، أضعه حيث شئت ، فقال لقد هلكت قريش يومئذ وذلت ، فقال: بل عمرت وعزّت يومئذ ، ووقعت كلمته من عثمان بن طلحة موقعاً وظن أن الأمر سيصير إلى ما قال. فلما خرج من الكعبة ، قام إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومفتاح الكعبة في يده صلى الله عليه وسلم ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اجمع لنا الحجابة والسقاية ، صلى الله عليك وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين عثمان بن طلحة فدُعيَ له، فقال: هاك مفتاحك ياعثمان!! اليوم يوم بر ووفاء ، خذوها خالدة تالدة ، لا ينزعها منكم إلا ظالم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وأشجع وغفار، مواليَّ؛ ليس لهم مولى دون الله ورسوله". وقد أثنى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على قريش فقال: "الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم.
قال الإمام أبو بكر بن أبيعاصم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن خُثيم عن إسماعيل بنعبيد الله بن رفاعة عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن قريشاً أهل صدق وأمانةٍ، من بغاهم العواثر أكبَّهُ الله لوجهه).كماقال: ابن تيمية رحمه الله أن قريشاً أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش، وأن رسولالله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفساً وأفضلهم نسباً. وليس فضل العرب، ثم قريش، ثم بني هاشم: بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم، وإن كان هذا من الفضل، بل هم في أنفسهم أفضل. وبذلك ثبت لرسول الله صلى اللهعليه وسلم أنه أفضل نفساً ونسباً، وينقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قول الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها: هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر،وأهل السنة المعروفين، المقتدى بهم فيها، بل يرى أن من خالف شيئاً من هذه المذاهب أوطعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة، وسبيل الحق، ويرى أن الله تعالى خص العرب ولسانهم بأحكام تميزوا بها، ثم خص قريشاً على سائر العرب بما جعل فيهم خلافة النبوة، ثم خص بني هاشم بتحريم الصدقة واستحقاق قسط من الفيء إلى غير ذلك مما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم.
فرفقك أخي بمن تعني أنه لا يعرف الرجال ربما اجتهد فأخطأ وله أجر اجتهاده. ولا يضر من انتصرت له لئن كان ما يشين في أمره.
ولك مثل بالحمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم واخوه من الرضاع فقد قتل حمزة الوحشي رضي الله عنهما وليس بأشجع منه بل قد عرف وروى بنفسه ما أورده ابن الجوزي في كتابه صفة الصفوة فيما انفرد بإخراجه البخاري في قصه قصة مقتل حمزة وأنه كان يهد في رؤوس الرجال هدا وما استطاع أن يتقدم ليرميه بحربته خوفا منه حتى قال فكمنت خلف كدية –أي صخرة- حتى دنا منى فرميته بحربتي, ولكن ما زاد ذلك حمزة إلا عزا فأضحى سيد الشهداء بعد أن كان أسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم وأسلم الوحشي ولم يجد كفارة عله إلا يوم ردة مسيلمة الكذاب ومن معه وخرج في جيش الصديق بحربته تلك وقال لعلي أكافئ بقتل حمزة عنى أن يظفره الله بمسيلمة فيقتله وشرف بذلك وقال قتلت بحربتي هذه أشرف الناس وأكذب الناس, وما أظن مثل الشيخ حسين إلا كمثل حمزة كان يهد في رؤوس الرجال هدا هكذا عرفناه وقدرناه وما مثل من عنيت بأنه كذا وكذا ولا يعرف كذا, إلا كمثل الوحشي عندما كان على الشرك وقتل حمزة ولعل من ذكرت يخرج كالوحشي ليكرم نفسه ومن تريد تكريمه فتكون هذه بتلك كما قال الوحشي عندما قتل مسيلمة الكذاب هذه بتلك أي بقتله حمزة رضي الله عنهما ورزقنا حبهما واتباع سنة نبينا محمد وآله وصحبه والإستفادة من هديهم وآثارهم اللهم آمين.