أخي المعتز : الغبرة موسم غير محبوب
والشعر لا يتفاعل إلا مع الأجواء الجميلة التي تبعث في النفس الأريحية
فلو أراد أحد أن يكتب في الغبرة شعرا فماذا عساه أن يقول إلا الهجاء
ولا ينبغي هجاء ظرف مناخي قدره الله سبحانه وتعالى .
على كل حال قمنا مرة برحلة في مركز صيفي أنا والأخ ( محمد حسن أبو عقيل ) وكان ذلك أيام الغبار ومن الصباح والجو معتم بل ومسود
فلما وضعنا الغداء هبت الغبرة ، ولا تسأل كيف كان ذلك الغداء ( نصفه رز ونصفه غبار)
فقلت في تلك المناسبة أبيات منها
أنست بمجلس بين الحراج = وغيل في الصفا مثل الزجاج
بصحبة ماجد وأخ وفي = تفرد بالنصيحة والعلاج
يسمى في البلاد ( أبو عقيل ) = كريم النفس معتدل المزاج
إلى أن قلت
وقربنا الغداء وكان حقا = علينا أن نهيم مع الدجاج
ولكن الغبار بدا عنيفا = وعكر صفونا بالإنزعاج
وعبأ قدرنا كدرا وطينا = وأوراقا تطير من الهياج