راعية الغنم !

[محمدالقاضي]

حسن الصميلي
وكالعادة ...يفاجئني _ شخصياً _ بنصّ أحتار في فكّ ماأتخمهُ بهِ من رموز
{ راعية الغنم } ... قصيدة هادئة الموسيقى ..راقية المعنى ...عالية القيمة والمضمون ..!!
المشهد المأساوي الذي نقلته _ ريشة _ الشّاعر ..نكاد ـن نراه فعلاً ..!!
فحسن من النخبة _حالياً _ في هذا الشعر التصويري الرائع جداً ..!!

{وأمر فوق التل أسمع صوت راعية الغنمْ
تدعو وتصرخ بالقطيع – وقد تفرق – أن يُلـَـمّ
في شعرها سكن الغبار وفوق بحتها الألم
وعصا الرعاة تقودها بين التخاذل والندم }

هنا أكاد أقرأ الفكرة جيداً ...فماانفكّت الراعية تنادي
وشعرها استوطنه غبار الأرض الباكية ..وصوتها عشقها الألم المنتصر
بينما عصى الرعاة ...تشدّني لمعنى سابق للشّاعر في قصيدة أخرى حينما قال { وقد قتل البشير } ..!!

ويستمرّ الشّاعر في مسارين أجاد في جعلهما طريق واحد ..لراعية مغلوب على أمرها ..!!

الصميلي _ كما أعرفه جيداً _ جميل في التراكيب ..ومتمكن منها جيداً
وموسيقاه ترتقي كالعادة بالنصّ ...
ومفردات حسن مبتكرة ..وتخدم النصّ جداّ
فهو أستخدم مفردات البادية التي نعرفها جيداً { التلّ , الغبار , عصى الرعاة , تطرح , الوادي , أثلتها العجوز ... }
وغيرها من المفردات ذات الدلالات على المسارين التي أراد الشّاعر كتابة نصّة عليها ..!!

{ وتعود من ذاك العذاب بقوت يومٍ لا يتم
لتنام خلف دموعها والطفل يأكل في الحلم}

جميل جداً هذا البيت ..أو كما يُقال بلهجتنا { متعوب عليه }

***

الصميلي حسن
شكراً لك على هذا الإمتاع
وأتمنى ألاّ تحرمنا من هذا الشعر الفريد ..!!

شهركم مبارك ..!!