تاقتْ إليكَ جوارحِي وجَنَانِي= و اسْتَشْرفَتْكَ مرابعِي وزمانِي
وسَمَتْ إليكَ ذنوبُنا لتحيلَها = بِرّاً فأتْرِعْ بالصفاءِ دِنانِي
مَنَحَتْكَ يا ضَيْفَ الكرامِ نُفوسُنا = حُبًّا وشوقاً دائمَ الفَيَضَانِ
نحنُ الضيوفُ ونَدَّعِي إكرامَنا = للوافدينَ ولسْتَ كالضِّيْفانِ
أنتَ المُضِيْفُ حقيقةً فقلوبُنا = ترْعى جنِانَكَ والقُطُوفُ دواني
في روضِك الريانِ كلُّ فضيلةٍ = والصائمونَ مباهجٌ ومغانِي
نهفو إليكَ لتنبتَ الحُسنى رضاً= ولِتَسْكُبَ الأنقاءَ بالوجدانِ
يَخْضَرُّ لفظُ شريف نجوانا كما = يخضر عود جفائنا بأذان
تتلطَّفُ الأ قوالُ يومَ صيامِنا = ويرِقُّ جَبَّارٌ ويُجْبَرُ عانِ
دفَّاقُ جودِكَ يستثيرُ مشاعِري =فأكادُ أبصرُ مقعَدي وجِنانِي
فيكَ التسامحُ والتراحمُ يقتفِي =أثَرَ الكرامِ وشِرْعةَ الخِلانِ
فيكَ القلوبُ بياضُها متلألئٌ = يُزْرِي بكلِّ مُخاتِلٍ ومُدَانِ
سُحُبٌ الفضائلِ تستقر بروحنا = وتُجَلِّلُ الأرجاءَ بالغفرانِ
ما أطْيَبَ النَّسماتِ فيكَ وقَدْ حَوَتْ = بَرْدَ اليقينِ ومِنْحَةَ الرحمنِ
طَهِّرْ بِبِرِّكَ كلَّ ذنبٍ مُنْتِنٍ = وَأَفِضْ منَ الرحماتِ والإحسانِ
هذي أَكُفُّ قُلُوبِنا ممدودةٌ = قبلَ الأكفِّ بِزَهْرَةِ الإيمانِ
تِرجو رضا الرحمنِ فيكَ فكلَّما = فاحتْ طُيوبكَ شَمَّرَ المُتَوانَي
وجِّه وفُودَ نداكَ نحوَ كرامةٍ = وَلْيَعْبُروا بَوَّابةَ الرَّياَّنِ
ما قارفتْ نفسُ المقارفِ منْ هوىً = إلا وعينُ الصَّفْحِ في رَمَضَانِ