بسم الله الرحمن الرحيم
حلقتان عن الذئب
(الحلقة الثانية)
ويقال أن الذئب يتحلّى بخصلتين ساميتين جدّاً وهما:
التفاؤل وفسحة الأمـل.
فمن خلال دراسة علميـّه ميدانيه أُجريت على مجموعة ذئاب عربيّه في مطلع تسعينيات القرن المنصرم في إحدى الدول العربية تبيّن للباحثين القائمين على هذه الدراسة أن الذئب يقطع مسافات طويلة قد تصل إلى 30 كيلو متر أحيانا من مكان عيشه !! .. والأدهى من ذلك انه يصل إلى تلك المسافات في ليله واحده للبحث عن فريسة يقوده إليها التفاؤل بالقبض على الفريسة والأمل الذي يحدوه لها ثم يعود لمخبئه قبل طلوع النهار والذئب لا يرجع عادةً مع الطريق الذي أتى منه0
بعض الصفات الجسدية لبعض الذئاب في العالم بصفة عامة0
تختلف أحجام و أوزان الذئاب بشكلٍ كبير حسب موطنها، إلا أن كليهما يزيد كلّما كانت السلالة تقطن إلى الشمال أكثر، ويبلغ ارتفاع الذئاب في العادة بين60-80 سم عند الكتف، و يبلغ وزنه من بين 23 - 59 كغم مما يجعلها أضخم الكلبيّات البريّة، و يصل وزن بعض الذئاب الكنديّة و الألاسكيّة إلى ما فوق 77 كغم أما أكبر ذئبٍ تمّ تعريفه فقد قتل في ألاسكا عام 1939 وقد بلغ وزنه 80 كغم ، وتعتبر الذئاب العربيّة (السلالة العربيّة) أصغر السلالات حجماً إذ يصل وزن الإناث البالغة منها 30 كغم.ويبلغ طول الذئاب من الأنف حتى نهاية الذيل الذي يشكل حوالي ربع طول الجسد حوالي 140-180 سم.تمتلك الذئاب قدرة تحمّل كبيرة، فهي تمتلك صفات خاصة تساعدها على التنقّل بشكلٍ كبير لمسافاتٍ شاسعة، فصدورها الضيّقة و ظهرها و قوائمها القويّة كلّها تساهم في مهارة و فعاليّة تنقلها حيث تقدر على تغطية أميال عديدة عبر الخبو بسرعة 10 كلم في الساعة، ويعرف عنها أيضاً قدرتها على العدو بسرعة تقارب 65 كلم في الساعة خلال مطاردتها لفريسة ما، أما في حالة القفز، فيعرف عن الذئاب قدرتها على تغطية 5 أمتار لكل قفزة. تصلح نهاية قوائم الذئاب للتنقّل فوق أنواعٍ مختلفة من الأراضي وخصوصاً فوق الثلوج، كما أن لها شريطاً منسوجاً خفيفاً بين الأصابع ليساعدها على التنقل فوق الثلج بشكلٍ أسهل نسبيّاً من طرا ئدها، كما إن حجمها الكبير يساعد على توزيع وزنها بشكلٍ أفضل فوق الثلج.تكون الأكفّ الأماميّة أكبر من تلك الخلفيّة كما و تحوي إصبعاً خامساً لا يتواجد في القوائم الخلفيّة، بالإضافة إلى شعرٍ منفوش و مخالب بليدة تساعد على التمسّك بالأسطح الملساء مثل الصخور، كما و تمتلك الذئاب غدد مفرزة للروائح بين أصابعها تساعدها على ترك علامات كيميائيّة خلفها أثناء سيرها مما يجعلها تتنقّل في نطاقٍ شاسع بتزامنٍ مع ترك رسائل للأفراد الآخرين عن أماكن تواجدها.قد يبدو الذئب أحياناً أضخم حجماً مما هو عليه و ذلك بسبب فرائه الضخم المؤلّف من طبقتين، وتتألّف الطبقة الأولى من الشعر حارسة قاسية مصممة لتصدّ الماء و التراب بينما تكون الطبقة الثانية طبقة تحتيّة كثيفة، عازلة للمياه.تمتلك الذئاب فراءً صيفيّاً و شتويّاً حيث تقوم بتبديله في الربيع و الخريف إلا أن الإناث تميل إلى إبقائه لفترةٍ أطول في الربيع0
وهذه تكملة الصور لبعض أنواع الذئاب في العالم
7- صورة الذئب القطبي:
8- صورة ذئب شرق كندا:
9- صورة الذئب الأمريكي:
10- صورة ذئب روسيا:
11- صورة ذئب غابات شرق أمريكا:
12-صورة الذئب المكسيكي:
بعض ما قيل عن الذئب في المراجع والكتب عند العرب والعالم :
ومن المعلوم أنــّه لم ينطق من السباع نِطْـقاً صريحاً مفهوما لبني آدم منذ بدء الخليقه قبل ان ينطق ذئباً معاتباً راعٍ لغنم عندما منعه الراعي من أن يأكل أغنامه !! وكان هذا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
باب ما في كلام الذئب وشهادته لنبينا بالرسالة وما ظهر في ذلك من دلالات النبوة.
أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة قال أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا القاسم بن الفضل الحداني عن أبي نضرة عن أبي سعيد
قال: بينما راع يرعى بالحرة إذ عرض ذئب لشاة من شياهه فحال الراعي بين الذئب والشاة فأقعى الذئب على ذنبه ثم قال للراعي: ألا تتقي الله تحول بيني وبين رزق ساقه الله إلي؟ فقال الراعي: العجب من الذئب مقع على ذنبه يتكلم بكلام الإنس.. فقال الذئب: ألا أحدثك بأعجب مني؟ رسول الله بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق… فساق الراعي شياهه حتى أتى المدينة فزوى إلى زاوية من زواياها ثم دخل على النبي فحدثه بحديث الذئب.. فخرج رسول الله إلى الناس فقال للراعى: قم فأخبرهم.. قال فأخبر الناس بما قال الذئب؛ فقال رسول الله: صدق الراعي، ألا إنه من أشراط الساعة كلام السباع للإنس، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، ويكلم الرجل شراك نعله، وعذبة سوطه، ويخبره فأخذه بما أحدث أهله بعده..
اشتهرالذئب منذ القدم ـ دون سائر السباع ـ بالغدر والعدوان وشدّة البأس والبراعة في الفتك.. وإن الأمر لكذلك، وإلا لما خافه يعقوب على ابنه يوسف، عليهما السلام.. فلم يذكر أسداً ولا نمرا وإنما قال "إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون"(1).. فيا لها من سطوة سطوته منذ تلك العصور الغابرة.
ويضيف علماء الحيوان أيضا بأنه ذو طباع متوحشة، حذر وخطر، يفترس الماشية والكلاب والناس.. تلد أنثاه بعد 65 يوما من الحمل، وتضع من 3 إلى 8 جراء، ويصيبه ما يصيب الكلب من الداء المعروف بداء الكلب فيصير مخوفا للغاية وتكون أسنانه حينئذٍ أشد نكاية.
وقد ذكر الباحثون أن الذئب الحقيقي ذا الحجم الكبير لا يوجد في جميع أنحاء أفريقيا (3)، ولا تعدو الأنواع الموجودة حاليا عن كونها الحيوان المعروف بابن آوى الذي يعرف محليا بالذئب، نظرا لأنه يحمل نفس الصفات والغرائز الموجودة في الذئب.. يقول قاموس الرائد في تعريفه للذئب : " حيوان مفترس، رمادي اللون إلى الصفرة، يعيش في غابات أوربا وآسيا وأمريكا "(4).
وفي التعريف السابق يتبين أن اللون الغالب للذئب هو الرمادي.. قال الشاعر في أناس بخلاء حرموه من الأكل الطيب :
حتى إذا جنّ الظلام واختلط *** جاءوا بمذقٍ هل رأيت الذئب قط
(5)
والمذق هو اللبن المخلوط بماء كثير حتى يصير رماديا كلون الذئب.
أما تحت بند (ما يقال) فحدّث ولا حرج، فلكثرة إسرافه في القتل تصوروه جائعا أبداً، حتى قيل في الأمثال " أجوع من ذئب".. قال المصعب الكناني (6) :
أبلغ فزارة أن الذئــب آكلها *** وجائع سغب شرّ مـــــن الذئب
أزلّ أطلس ذو نفس محككة*** قد كان طار زمانا في اليعاسيب
ويقول صاحب اللسان في مادة (ذأب) قالوا : "رماه الله بداء الذئب، يعنون الجوع، لأنهم يزعمون أنه لا داءَ له غير ذلك.. ويقال في الأمثال : " أعقّ من ذئبة " ذلك أنها عندما يصاب الذئب بجرح وهو معها تقتله وتتغذى بلحمه.. كما يقال أنه إذا جرح ذئب وهو برفقة ذئاب أخرى تهجم عليه وتأكله وربما هذا التصرف هو الذي جعل الناس يطلقون على سمك القرش (ذئب البحر) لأنه يهيج من رائحة الدم(7) فيندفع بعمىً ويعضّ ما يصادفه من قروش ومخلوقات أخرى.. ويقال أيضا أن الذئب الجائع إذا صادف إنسانا وحيدا في مكان منعزل طمع في أكله، فإذا كان الإنسان قويا عوى الذئب ليستدعي بمعض الذئاب لمساعدته في الفتك بالفريسة.. كما يقال أن معدته تذيب العظم ولكنها لا تذيب نوى التمر، هذا مع وجود حبّات الخروب والبطّوم أيضا في فضلاته..كما يقال أنه يتحمل الجوع ما ليس مثله إلا الأسد... وما يقال كثير جداً ؛ منه ما يؤيده العلم أو ما سيؤيده، ومنه ما يظل غامضا في حياة هذا الحيوان.
وفي هذه المعمورة ضوارٍ أقوى وأكثر فتكا من الذئب ولكنها لا تمتاز بخصائصه ولا تجاربه في الخبث والدهاء.. لذلك احتل هذه الشهرة من بين حيوانات الأرض جميعها، وصار مضرب الأمثال في الدهاء والفطنة والحذر.. وبالغوا في حذره حتى تصوروه ينام بعين واحدة ويترك الأخرى مفتوحة تحرسه وفي ذلك قال حميد بن ثور قولته المشهورة (8):
ونمتُ كنوم الذئب في ذي حفيظةٍ *** أكلت طعاما دونه وهو جائع
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى*** الأعادي فهو يقظان هاجـــع
والذئب متوحش بطبيعته حتى ولو ربّيَ صغيرا بين الناس، فطبيعته الشرسة ترجع إليه غريزيا فقد حكى الأصمعي أنه مرّ ببعض الأحياء فوجد عجوزا وبجانبها شاة مقتولة وذئب مقطع الأوصال فسألها عن السبب فقالت : الذئب ربيناه صغيرا، ولما كبر فعل بالشاة ما ترى \ن وأسمعت الأصمعي أبياتا من الشعر قالت فيها عن الذئب (9):
بقرتَ شويهتي وفجعت قلبي ***وأنت لشاتنا ولد ربيب
غذيت بدرها وربيت فينــا*** فمن أنباك أن أباك ذيب
إذا كان الطباع طباع ســــوء***فليس بنافع فيها الأديب
ولتأثر العرب بالذئب فقد أطلقت عليه أسماء وكُنى كثيرة.. فمن أسمائه : السرحان.. قال امرؤ القيس في معلقته واصفا فرسه :
له أيطلا ظبيٍ وساقا نعامة *** وإرخاء سرحان وتقريب تنفُل
ومن أسمائه : الأطلس، قال الفرزدق :
وأطلس عسّالٍ وما كان صاحبا *** دعوت لناري موهنا فأتانـــــي
والبحتري في ذلك يقول :
وأطلس ملء العين يحمل زوره *** وأضلاعه من جانبيه شوىً نهد
ومن أسمائه أيضا : السيّد والعملّس، قال الشنفرَى الأزدي في لاميته :
ولي دونكم سيد عملّس *** وأرقط زهلول وعرفاء جيأل
والسيد عند سائر العرب هو الذئب عدا هذيل فيعني عندها الأسد (10).. والذئب في لغة هذيل أيضا هو السبع (11).. واهتمام العرب بحفظ أسماء الذئب يرجع إلى أثره فيهم من نهب وقتل وخطف لأغنامهم ومواشيهم على مرّ العصور، فهو عدوهم اللدود.. يذكرونه أكثر مما يذكرون أعداءهم، وما كان ذلك إلا لكثرة بوائقه فيهم، فأسماؤه وكناه عديدة ومنتشرة هنا وهناك في نثرهم وشعرهم، ومن ذلك "الخاطف والسيد والسرحان وذؤالة، ويكنّى أبو مذقة وأبو جعدة وهي الشاة، ومن كناه أيضا أبو ثمامة وأبو جاهد وأبو رعلة وأبو سلعامة وأبو العطاس وأبو كاسب وأبو سبلة، ومن أسمائه المشهورة أويس"(12).
كما اتخذوا الذئب رمزا للصوص وقطاع الطرق والمارقين والدهاة.. وفي القاموس: ذؤبان العرب لصوصهم ورعاعهم.. وتعني كلمة ذؤبان أيضا صعاليكهم وشطارهم (13) أو قطاع الطرق وقراصنة الصحراء.. وقد عُرفت هذيل بين العرب بالصعاليك الذؤبان (14).. وضربوه مثلا للغدر ومعايشة النفاق، ورمزوا به عن الأشخاص الذين لا تهمهم إلا مصالحهم الخاصة، قال الدوادي(15):
وإذا الذئاب استنعجت لك مــــرة *** فحذار منها أن تعود ذئابا
فالذئب أخبث ما يكون إذا اكتسى *** من جلد أولاد النعاج ثيابا
وقد جاء في كتاب الحيوانات في الأمثال الشعبية لعيّاد العوامي الكثير من الأمثال التي تدل برمتها على مكر الذئب ودهائه، وقد ذكر هذا الباحث أن الذئب لا يهاجم الإنسان إلا عند الجوع الشديد(16) وجاء في مجلة المعرفة إنه في سنة 1912 أبادت الذئاب فرقة من الجنود الفرنسيين قوامها ثمانون رجلا مسلحا كانوا يكافحون الجليد للوصول إلى مخيمهم.. وعندما وصلت فرقة للبحث عنهم عثرت على جثث ثلاثمائة ذئب ‘ بيد أنه لم يكن هناك أحد من الجنود على قيد الحياة(17).. هكذا عُرف عنه في البلاد الباردة، يعيش في أسراب من بني جنسه ويطارد الناس لشدة شروره، ويقتل منه في فرنسا حوالي 1200 ذئب سنويا وقد خصصت الحكومة هنالك مكافأة لمن يقتل ذئبا (18).. أما أنثى الذئب فشريرة مثله، فقد بلغ من أذاها أنها عندما تريد الولادة لا تصنع لنفسها جحرا وإنما تستولي على وكر غيرها لتلد فيه وتتخذه بيتا لإيواء صغارها (19).
ويقول شاعر ممتدحاً الذيب :
ياذيب من خاواك ما هاب الاخطار*** دامك يمينـه مايعـرف المذلـه
و يقول شالح بن هدلان الخنفري القحطاني مخاطباً الذئب سميّ ابنه الفارس ذيب حين قُتِل:
يا ذيب أنا بوصيك لا تاكل الذيب*** كم ليلة عشاك عقب المجاعـه
قيل في الذئب :
اذا لم تكن ذئبا على الناس اجرداً*** كثيرَ الاذى بالت عليك الثعالـبُ
و يقول أيضاً في قصيدة أخرى مجاوباً لعواء الذيب :
ذيبٍ عوى و انا على صوته اجيب***و من ونّتي جضّت ضواري سباعه
و قالت شاعره :
يا ذيب ياللي جر صوت عوى بـه*** مدري طرب وألا من الجوع يا ذيب
يا ذيب لا تقهـرك عنهـا المهابـه*** يا مجفّل الغزلان حنـا المعازيـب
البـوش كلـه يـم خشـم اللهابـه*** في فيضة السرداح والبل عوازيـب
و يقول الشريف بركات في قصيدته المشهورة ناصحاً ابنه ، و خاطب في بعضها الذئب :
ياذيب و ان جتك الغنم في مفاليك***فاكمن الين ان الرعايـا تعـداك
فيما مضى ياذيب تفرس بياديـك***واليوم جاء ذيب عن الفرس عداك
ياذيب عاهدني و اعاهدك مرميك***مرميك انا ياذيب لوزان مرمـاك
يقول الشاعر غازي بن عون :
أعوى عوى الذيب الاشهب وهرف هرافه*** واعدى معاديه وطرش مـع مطاريشـه
واسمى مماسيـه واشـرف بمشرافـه*** واضوى مضاويه واغبش مع مغابيشـه
الذيـب مبـداه و هرافـه و مـذلاتـه*** ومسراه وعواه ودورته علـى
العيشـه
هناك قصة من غرائب قصص البادية لشاعر لقّب بــ ( مخاوي الذيب ) و ذلك امتداحاً له لأن الذئب ليس من الحيوانات التي تتآلف مع الإنسان ، و هو محمد بن ضبان بن خرصان العجمي و قصته أنه خرج في الصحراء وإذا بذئب يصادفه في الطريق وأخذ الذئب يمشي بالقرب منه كرفيق درب، فصب له ابن خرصان ماء فشرب الذئب وفي المساء أعطاه من الطعام الذي معه فأكل، وفي الصباح مشوا سويا يتقدمه الذئب ويعتلي المرتفعات قبله فإن رأى أحدا عاد ادراجه بسرعة في اشارة لمحمد أنه رأى شيئا فينزل محمد عن راحلته ليتقصى الاشارة فيجد أنها صحيحة وأن هناك إبلا، وفي الليل حاف ابن خرصان الإبل وأخذ ناقة وحاف الذئب مثله وأتى بالضير وهو جلد الحاشي الذي تضير عليه الناقة كأنه ولدها في حال موته، وكان هذا الضير على ناقتين فجاءت الناقتين خلف الضير وبناتهن الكبار معهن أيضا وتبعتهن بقية الإبل، وعندما وصل ابن خرصان إلى ذلوله وإذا بالذئب يأتي خلفه ومعه كل الإبل فحمل ابن خرصان الضير على ذلوله وتبعته الإبل والذئب خلفه يسوق ما تأخر من الإبل، وهكذا طوال الطريق وإذا جاء وقت الغداء أو العشاء يعطي محمد الذئب من طعامه الذي معه، وعندما وصلوا لأهلهم ورآى الذئب أنهم وصلوا عوى بصوت عالي متأسفا على فراق صاحبه الذي توقف ثم نحر له ناقة من الإبل التي كسبها الاثنان وأشار له بأن يأكل منها، وبعد أن وصل لأهله وقومه أخبرهم بحكاية الذئب وقال لهم إن هذا الذئب صديقه وفي وجهه وحذر من يقترب منه أو يحاول قتله إلا أن بعض قومه تذمروا من هذا الكلام خوفا على حلالهم من الذئب فقام أحدهم بقتله ، فإنتقم له ابن خرصان وقتل الرجل الذي قتل صديقه الذئب وقال هذه الأبيات:
تخاويت أنا والذيب سرحـإن*** دعيته بأمـان الله وجانـي
لقيته خويٍ يقضـي الشـإن*** لا ندبته على المرقب شفاني
عقرت السمينة له بصفطان*** وعطيته مواثيقـي وأمانـي
وأنا من سلايل نسل خرصان*** ليا جت مواجيـب العوانـي
المراجع
1- معلوماتي عن الذئب
2-كتب ومرجع مختلفة
3- الشبكة العنكبوتية ومنتديات مختلفة