دروس في كتاب الصيام للشيخ حسين الواصلي

[وحيدالدرب]

بسم الله الرحمن الرحيم
@ فقه الصيام @

* الدرس الأول *
))شروط قبول العبادة))

قبل البدء في شرح كتاب الصيام،فإنه يجب علينا أولا معرفة شروط قبول العبادة،لأن الله سبحانه وتعالی لا يقبل العبادة من أي أحد كائنا من كان إلا إذا توفر فيها شرطان.
والشرطان هما:
1_الإخلاص لله.
والأدلة علی هذا الشرط كثيرة ومنها:
قوله تعالی(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء))
وقوله تعالی(ألا لله الدين الخالص))
وغير ذلك من الأدلة.

**والإخلاص ضده الشرك**
فأي عبادة فقدت شرط الإخلاص لله فإنها شرك بالله.
والله سبحانه وتعالی لايقبل عبادة خالطها شرك به،
وذلك كما قال تعالی(ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون)) فالحذر الحذر من الشرك بالله فإنه يحبط الأعمال.

(2)_المتابعة_أي أن تكون العبادة موافقة لما جاء به النبي صلی الله عليه وسلم.
فإن الله لايقبل العبادة إلا إذا كانت موافقة لما شرعه النبي صلی الله عليه وسلم.
والأدلة كثيرة ومنها:
قول النبي صلی الله عليه وسلم(صلوا كما رأيتموني أصلي))
وقوله(خذوا عني مناسككم))

**وضد الموافقة والمتابعة هي المخالفة والإحداث في الدين أي:البدعة.
فأي عبادة لاتكون علی الوجه الذي أمر به نبينا صلی الله عليه وسلم فهي مردودة علی صاحبها غير مقبولة.
وذلك كما قال عليه الصلاة والســلام ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))
وفي رواية أخری(من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))
فمخالفة النبي صلی الله عليه وسلم هي إحداث في الدين وهذا الإحداث يسمی:بدعة.
وقد حذرنا النبي صلی الله عليه وسلم من البدع...وذلك كما قال عليه الصلاة والسـلام ((إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار))
فعلينا تعلم صفة العبادة الصحيحة قبل فعلها حتی نستطيع فعلها كما أمرنا بها.

ملاحظة:
لابد من توفر الشرطين معا... فلو فقد أحدهما فإن العبادة غير مقبولة حتی ولو توفر الشرط الآخر.

.....................................
.....................................
انتظرونا في الدرس الثاني..حيث سنتعرف فيه علی انواع الصيام...والحكمة من مشروعيته..ان شاء الله تعالی.
......................................
......................................

[وحيدالدرب]

بسم الله الرحمن الرحيم

)) الدرس الثاني ))

&كتاب الصيام&
*انواع الصيام..والحكمة منه*

*اولا:
انواع الصيام

الصيام نوعان وهما:
1_صيام تطوع.
وهو مثل:
صيام عاشوراء ، وصيام يوم عرفة ، وصيام الإثنين والخميس ، وصيام الأيام البيض ، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر.

2_الصيام الواجب.
وهو ينقسم إلی ثلاثة أقسام وهي:
أ_صيام الكفارات.
وذلك مثل كفارة اليمين وكفارة الظهار.
ب_صيام النذر.
وهو صيام الشخص لنذر أوجبه علی نفسه بالنذر.
ج_صيام شهر رمضان.
.............................
**الحكمة من الصيام**
أولا:
علينا أن نعلم أن الحكمة من جميع العبادات هي:التعبدية لله عز وجل.
فنصلي ونحج ونزكي ونصوم وو....تعبدا لله.
وذلك حتی يتميز الذي يعبد الله بإخلاص عمن يعبده رياء وسمعة.

ثانيا:
ذكر بعض العلماء حكما أخری ومنها:
ترقيق القلوب...وجعل الأغنياء يحسون بالجوع الذي يعيش فيه الفقراء فترق قلوبهم فيتصدقوا عليهم.

ثالثا:
والصحيح أن الحكمة من مشروعية الصيام هي التعبد لله بفعل الأوامر واجتناب النواهي وذلك حتی تتحقق الغاية التي خلقنا لأجلها كما في قوله تعالی(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون))

وايضا قيل:
لزيادة التقوی كما جاء في آية الصيام في قوله تعالی(يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علی الذين من قبلكم لعلكم تتقون)).
.................................
.................................
انتظرونا في الدرس الثالث
حيث سنتعرف فيه علی مراحل فرضية الصيام ومتی فرض..ان شاء الله تعالی.
......................................

[وحيدالدرب]

بسم الله الرحمن الرحيم

¥الدرس الثالث¥

*مراحل فرضية الصيام*

ان الصيام عبادة من العبادات العظيمة، ثم ان الصيام ليس خاص بهذه الأمة فقط،بل كان موجودا في شرائع الأمم السابقة.

س:كيف فرض الصيام؟
ج:
فرض الصيام بالتدرج وذلك علی اربع مراحل.
¥المرحلة الأولی:
أول ما فرض في الصيام هو صيام عاشوراء، وذلك عندما وصل النبي صلی الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومونه، فسألهم عن سبب صيامه؟
فقالوا:
يوم نجی الله فيه موسی من فرعون.
فقال:
نحن أولی بموسی منكم، فصامه وأمر الناس بصيامه، وصار صيام عاشوراء واجبا.

¥المرحلة الثانية:
وفي السنة الثانية من الهجرة فرض الله صيام رمضان، ونسخ حكم الوجوب عن صيام عاشوراء، فصار صيام عاشوراء سنة-وصيام رمضان واجب.
ولكن صيام رمضان في هذه المرحلة كان واجبا علی التخيير بين الصيام أو الإطعام.
أي من شاء صامه ومن لم يشأ صيامه عليه الإطعام.

¥المرحلة الثالثة:
وفي هذه المرحلة نسخ حكم التخيير ، وصار حكم صيامه واجبا علی كل مسلم ومسلمة.
وأما الإطعام فيجوز لمن لا يستطيع الصيام لا في رمضان ولا في غيره.
ولكن الصيام في هذه المرحلة كان شاقا علی المسلمين، لأنهم اذا ناموا بعد الإفطار أو صلوا العشاء فإنه لايحل لهم اﻻكل والشرب والجماع إلا في اليوم الثاني بعد الغروب.

¥المرحلة الرابعة:
وفي هذه المرحلة خفف الله علی عباده، فصار يحل للمسلم الاكل والشرب والجماع من غروب الشمس إلی طلوع الفجر الثاني، سواء نام أو لم ينم.
وصار هذا هو حكمه الی أن يرث الله الأرض ومن عليها.
.........................
فرض صيام رمضان في السنة الثانية من الهجرة.
............................
مات النبي صلی الله عليه وسلم في الثاني عشر من ربيع الثاني سنة إحدی عشر من الهجرة.....وقد صام تسعة رمضانات.
...........................
انتظرونا في الدرس الرابع ...وسنتعرف فيه علی فوائد الصيام.

[وحيدالدرب]

بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الرابع:

* فوائد الصيام *

إن للصيام فوائد كثيرة جدا وهي على ثلاثة اقسام:
القسم الأول:
فوائد دينية
وأهمها تحقيق الغاية التي من اجلها خلق الله الخلق
وهي تحقيق العبودية لله جل وعلا.

القسم الثاني:
فوائد في الآخرة
وهذه الفوائد تتضح فيما اعده الله جل وعلا للصائم من الأجر العظيم.
ومنها:
١_ أن من صام لله يوما من غير الفريضة باعد الله بين وجهه وبين النار سبعين سنة_كما ورد في السنة.
٢_أن في الجنة بابا إسمه الريان لايدخل منه إلا الصائمون.
٣_أن الله لم يحدد مقدار الأجر على الصيام _كما جاء في الحديث القدسي.

القسم الثالث:
فوائد دنيوية
وهي كثيرة ونذكر منها مايلي:
١_أنه صحة للأبدان _وزوال العلل والأسقام.
وكما نعلم أن كثرة الأكل هي السبب الأساسي لكثير من الأمراض_ وقد قال عليه الصلاة وال(ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن).
@تنبيه@
حديث صوموا تصحوا_لايصح.

٢_التعود على الوسطية والإعتدال وعدم الإسراف في الإنفاق على المأكل والمشرب_وذلك حتى نحقق قوله تعالىوكلوا واشربوا ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين).

٣_أن العبادة تسهل على الصائم_ ولذلك تجده يكثر من ذكر الله وتلاوة القرآن والنوافل وغيرها _ ولذلك تجد الصائم لين القلب بسبب كثرة الطاعات.
وأما كثرة الأكل فتقسي القلب وتجعل العبد متكاسل في العبادات _وقد جاء في السنة أن الصيام يضيق مجاري الدم في الإنسان التي هي مجاري الشيطان.

٤_التعود على الصبر.
ولذلك فإن شهر رمضان يسمى بشهر الصبر _ كما قال عليه الصلاة والسلام شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر).

٥_إن الصيام يحمل الإنسان على الأخلاق الفاضلة والخصال الحميدة_
فإذا سابه أحد _قال:إني صائم
ولا يرد عليه بالسب.
*وكذلك تجد الصائم مبتعدا عن الكذب والغيبة والنميمة والغش وغيرها_ وذلك إتباعا وتنفيذا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قالمن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).

٦_إثارة الشفقة في قلوب الأغنياء على الفقراء عندما يحسون بما يعانونه من الجوع والفقر.

وهناك فوائد أخرى كثيرة نكتفي بما ذكرناه حتى لانطيل.
_ _ _ _ _ _ _ _
انتظرونا في الدرس الخامس....وسنتعرف فيه علی فضائل شر رمضان المبارك
إن شاء الله تعالی.
_ _ _ _ _ _ _ _
ابوطيف
حسين واصلي.
0509569157

[وحيدالدرب]

بسم الله الرحمن الرحيم


الدرس الخامس:
_ _ _ _ _ _ _ _ _
@ فضائل شهر رمضان @

إن لشهر رمضان فضائل عظيمة وكثيرة _
ومنها ما يأتي:
١_أنه أنزل فيه القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا_ ثم نزل بعد ذلك حسب الوقائع والأحداث على رسول الله.

٢_تصفد فيه الشياطين وتفتح ابواب الجنة وتغلق ابواب النار_ وذلك كما قال عليه الصلاة وال(إذا جاء رمضان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النار وصفدت الشياطين).

٣_أن صيامه سبب لمغفرة الذنوب والخطايا،
قال صلى الله عليه وسلمالصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة والعمرة إلى العمرة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينها ما اجتنبت الكبائر).
وقال عليه الصلاة وال(من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)

٤_أن العمرة فيه تعدل حجة.
قال عليه الصلاة وال(عمرة في رمضان تعدل حجة)
وفي رواية:
(تعدل حجة معي)
أي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

٥_أن لله عتقاء من نار جهنم وذلك في كل ليلة من رمضان.
قال صلى الله عليه وسلملله عز وجل عند كل فطر عتقاء)
وجاء في الحديث الذي حسنه الألباني:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوإنه ينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة).

٦_أن فيه ليلة القدر.
قال تعالى(فيها يفرق كل أمر حكيم)
وقال تعالىليلة القدر خير من الف شهر)
أي خير من ٨٣سنة وبضعة اشهر.
وقال صلى الله عليه وسلممن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)

٧_أن الحسنات فيه مضاعفة إلى قدر لايعلمه إلا الله،
كما قال تعالى في الحديث القدسيكل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا اجزي به)
فهذا يدل على عظم الأجر والثواب.

@ تنبيهات @
١_حديث:شهر رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار:
ضعيف.

٢_إن قول عبارةرمضان كريم) غير صحيحة.
لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريما.
والصحيح أن نقول :شهر مبارك.
(مجموع فتاوى ابن عثيمين).

٣_ليس هناك شيئ معين يستقبل به شهر رمضان.
ولكن يستقبل بالفرح والسرور وشكر الله على أن بلغ الإنسان رمضان.
ويشرع للمسلم استقباله بالتوبة النصوح والإستعداد لصيامه وقيامه بنية صالحة وعزيمة صادقة.
_ _ _ _ _ _ _
انتظرونا في الدرس السادس...وسنتعرف فيه علی الطرق التي يعرف بها دخول شهر رمضان وخروجه...
إن شاء الله تعالی.
_ _ _ _ _ _
ابوطيف
حسين الواصلي
0509569157

[وحيدالدرب]

بسم الله الرحمن الرحيم


كتاب الصيام

الدرس السادس:
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
إن للعلم بدخول شهر رمضان وخروجه ثلاث طرق_ وهي على النحو التالي:
@الطريقة الأولى@
وهي عن طريق رؤية هلال رمضان.
وذلك لقوله تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)
وقال عليه الصلاة والســلام (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)
هذا بالنسبة لإثبات دخول شهر رمضان_فيثبت برؤية هلاله.

*وأما بالنسبة لإثبات خروج شهر رمضان _فيثبت برؤية هلال شهر شوال.
هذا بالنسبة لهذه الطريقة.

@الطريقة الثانية@
وهي بالشهادة على الرؤية او الإخبار عنها.
ويكفي في اثبات دخول شهر رمضان شهادة رجل واحد عدل مكلف.
وذلك لما جاء في السنة المطهرة أن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال:تراءى الناس الهلال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام وأمر الناس بصيامه)
وهذا دليل صريح على أنه يثبت دخول رمضان بشهادة رجل واحد عدل.

*وأما في إثبات خروج شهر رمضان فإنه لاتكفي شهادة رجل واحد.
وإنما يثبت خروجه بشهادة رجلين عدلين.
وذلك كما قال صلى الله عليه وسلم (فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا).

@الطريقة الثالثة@
وهي إكمال عدة شهر شعبان ثلاثين يوما لإثبات دخول رمضان_وهذا يكون حينما لا يرى هلال رمضان ليلة الثلاثين من شعبان ؛سواء كانت السماء غيما أو صحوا.
وهذا هو القول الراجح والصحيح من اقوال اهل العلم لأنه موافق للدليل.

*ويكون اثبات خروج شهر رمضان من خلال إكمال عدة شهر رمضان ثلاثين يوما _وذلك عندما لايرى هلال شوال ليلة الثلاثين من رمضان_سواء كانت السماء غيما أو صحوا.

وذلك كما قال صلى الله عليه وسلم (إنما الشهر تسعة وعشرون يوما فلا تصوموا حتى تروا الهلال ولاتفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين)
وفي رواية (فاقدروا له)
ومعنى قوله_فاقدروا له_أي أتموا شهر شعبان ثلاثين يوما _هذا في إثبات دخول رمضان.

ومعناه في إثبات خروجه أي أتموا رمضان ثلاثين يوما.

وقد جاء من حديث ابي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (وإن غم عليكم فعدوا ثلاثين).
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
@مسائل مهمة@

١_لايجوز صيام يوم او يومين قبل رمضان إحتياط _خشية الخطأ في دخول الشهر وكذلك لايجوز صيام يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان _ وذلك لورود النهي عن ذلك في السنة.
(ولكن من كانت له عادة صيام فصادف يوم الشك فإنه يجوز له صيامه بنية العادة التي اعتادها وليس بنية الإحتياط _وذلك كمن كانت عادته صيام الإثنين والخميس فصادف يوم الشك أحد هذين اليوم فله صيامه ولاحرج).

٢_قال ابن باز رحمه الله:
اجمع العلماء على عدم إعتبار إستخدام حساب النجوم وهو مايسمى بالحساب الفلكي _ في ثبوت الأهلة وفي المسائل الشرعية.
(وحكى الإجماع إبن تيمية).
* وقالت اللجنة الدائمة:
إن هذا الأمر من البدع التي لا خير فيها_ ولا مستند لها من الشريعة.
وإن الخير هو في اتباع السلف الصالح في اثبات الأهلة وترك مايسمى بالحساب الفلكي.
وذلك لما جاء من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته)
أي أن الإعتبار في هذا هو الرؤية بالعين.

*وقال ابن باز رحمه الله:
ولكن يجوز استخدام الآلات كالمناظير وغيرها _ لأنها من رؤية العين وليست من رؤية الحساب الفلكي.

٣_يجوز تعيين مجموعة من الناس لترائي هلال رمضان.
(فتاوى اللجنة الدائمة)

٤_قالت اللجنة الدائمة:
لايمكن توحيد دخول رمضان وخروجه في وقت واحد لجميع بلدان المسلمين.
وذلك لأن اختلاف المطالع للأهلة هو من الأمور التي علمت بالضرورة حسا وعقلا ولم يختلف فيها العلماء.
*وقال ابن باز وابن عثيمين:
إن توحيد الصيام لايمكن لإختلاف المطالع.

٥_من رأى هلال رمضان وحده ولم يستطع إخبار احد أو لم تقبل شهادته _فإن أهل العلم لهم قولان:
*منهم من قال يجب عليه أن يصوم وحده.
*ومنهم من قال لايجوز له أن يصوم وحده.
@وقال ابن باز رحمه الله:
والصواب أنه لايجوز له أن يصوم وحده ولا أن يفطر وحده _ بل عليه أن يصوم مع الناس ويفطر معهم.
لقوله صلى الله عليه وسلم (الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون)
_وأما إن كان في البرية ماعنده احد فإنه يعمل برؤيته في الصوم والفطر.

٦_قال ابن عثيمين رحمه الله:
إذا لم يثبت دخول شهر رمضان إلا اثناء النهار _ فإنه يجب الإمساك إلى الغروب وقضاء هذا اليوم.

٧_إن شهادة المرأة في اثبات دخول رمضان وخروجه فيها قولان لأهل العلم:
*منهم من قال لاتقبل شهادتها هنا.
*ومنهم من قال تقبل شهادتها هنا.

@وقال ابن باز رحمه الله:
ولكن الصحيح والراجح في هذا الباب أنها لاتقبل شهادتها_ لأن هذا المقام هو من مقام الرجال ومما يختص به الرجال ويشاهده الرجال _وهم أعلم بهذا الأمر وأعرف.
_ _ _ _ _ _ _ _ _
اعتذر عن الإطالة في هذا الدرس _ولكن حاولت جمع المسائل التي قد يحتاجها الإنسان في هذا الباب لتكمل الفائدة.
_ _ _ _ _ _ _ _
انتظرونا في الدرس السابع...وسنتعرف فيه علی حكم صيام رمضان..وعلی من يجب... إن شاء الله تعالی.
_ _ _ _ _ _ _ _
ابوطيف
حسين الواصلي.

[وحيدالدرب]

بسم الله الرحمن الرحيم


@الدرس السابع@

*كتاب الصيام*
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
¥حكم صيام شهر رمضان¥

هو الركن الرابع من اركان الإسلام.
قال عليه الصلاة والسـلام (بني الإسلام على خمس. . .الحديث_ وذكر منها _صوم رمضان).

فهو فرض من فروض الله التي فرضها على عباده والمعلومة من الدين بالضرورة كالصلاة والزكاة وغيرها.

والدليل على وجوب صيام شهر رمضان هو قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
ومعنى قوله ( كتب) _أي فرض.

وقال تعالى ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه)
فقوله تعالى ( فليصمه)_هو أمر يدل على الوجوب.

ومن أدلة السنة الحديث السابق(بني الإسلام على خمس)

وقد اجمع العلماء على وجوب صوم شهر رمضان _ وأن من انكره فهو كافر مرتد عن الإسلام.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
¥على من يجب صيام رمضان¥

إن صيام رمضان واجب على كل مسلم ومسلمة توفرت فيه الشروط التالية:
١_الإسلام
٢_البلوغ
٣_العقل
٤_الصحة والإستطاعة
٥_الإقامة
٦_الخلو من الحيض والنفاس_وهذا خاص بالنساء.

% فهذه ستة شروط لوجوب الصوم _خمسة منها يدخل فيها الذكر والأنثى _وواحد خاص بالأنثى.

وهذه الشروط تحتاج إلى شيئ من التوضيح:
١_فقولنا أن يكون مسلما: فإنه يخرج الكافر.
فالكافر لايجب عليه الصيام.
%وهنا ثلاث مسائل:
*المسألة الأولى*
وهي: أن الكافر إذا صام فإن صيامه لايصح ولايقبل منه.

*المسألة الثانية*
وهي:
لو أن كافرا أسلم في شهر رمضان وقد مضى من الشهر عدة أيام:
فإنه يجب عليه صيام ما بقي من الشهر _وأما ما فاته منه قبل اسلامه فإنه لايجب عليه قضاؤه لأنه كان حال كفره.

_ وأما إذا كان اسلامه في نهار رمضان:
فإن الواجب عليه الإمساك عن المفطرات إلى غروب الشمس مع قضاء هذا اليوم.

*المسألة الثالثة*
وهي:
أن صيام تارك الصلاة غير صحيح ولايقبله الله منه_وذلك لأن ترك الصلاة كفر.
وقد جاء في السنة أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة هو الصلاة_فإن صلحت صلح سائر العمل وإن فسدت فسد سائر العمل.
_ _ _ _ _
٢_الشرط الثاني أن يكون عاقلا:
فهذا يخرج به المجنون ومن كان في حكمه كالمغمي عليه.
وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ( رفع القلم عن ثلاثة_ _وذكر منهم_المجنون حتى يفيق)

وهنا مسألتان:
*المسألة الأولى*
وهي:
لو أن صائما أغمي عليه في نهار رمضان ثم افاق في النهار أيضا:
قال ابن عثيمين رحمه الله:
يلزمه القضاء لأن صيامه قد بطل وفسد سواء افاق في النهار أو الليل.
وكذلك إذا جن فإنه يلحق بحكمه.

*المسألة الثانية*
وهي:
لو أن شخصا يفيق يوما ويجن يوما:
ففي هذه الحال فإنه يجب عليه الصيام في اليوم الذي يفيق فيه _ وأما اليوم الذي يجن فيه فإنه لايلزمه صيامه_ولكن يلزمه قضاؤه.
وكذلك الذي يغمى عليه يوما ويفيق يوما فإنه يلحق بحكمه.
_ _ _ _ _ _ _
٣_الشرط الثالث وهو البلوغ:
وهذا يعني أنه وصل العبد إلى سن التكليف.
فيخرج من هذا الصغير لأنه لايجب عليه الصوم.

وهنا عدة مسائل:
*المسألة الأولى*
وهي:
أن السنة هي تعليم الصغار على الصيام حتى إذا كبروا صاروا معتادون عليه.
وقد ثبت أن الصحابة والتابعين كانوا يعودون الصغار على الصيام قبل البلوغ.

¥لو أن صغيرا صام فإن صيامه صحيح وله اجر عليه وكذلك لمن علمه وعوده عليه.

*المسألة الثانية*
وهي:
أن سن التكليف تعرف بثلاثة اشياء وهي:
١_إما بالإحتلام(نزول المني يقظة أو مناما)
٢_بلوغ سن خمسة عشرسنة
٣_نبات شعر العانة
(وهذه الثلاث العلامات يشترك فيها الرجال والنساء)
٤_وتزيد المرأة بعلامة رابعة وهي نزول دم الحيض.

*المسألة الثالثة*
وهي:
لو أن صبيا بلغ في نهار رمضان وكان فاطرا:
فإنه يستمر على فطره ولايشرع له الإمساك حتى الغروب_ولكن يجب عليه قضاء هذا اليوم فقط.
وأما ما فاته من أيام في رمضان فإنه لايجب عليه قضاؤها لأنه لم يكن مكلفا حينها.

*المسألة الرابعة*
وهي:
لو أن صبيا نوى الصيام من الليل ثم بلغ في النهار:
فإن صيامه صحيح ولايجب عليه قضاؤه لأنه نوى من الليل.
_ _ _ _ _ _ _
٤_الشرط الرابع وهو الصحة والإستطاعة.
أي أن يكون قادرا على الصيام غير عاجز عنه.
فيخرج هنا من حكم الوجوب العاجز عن الصوم كالمريض
والكبير في السن الهرم الذي لايستطيع الصوم.

وهنا مسائل سيأتي بيانها عندما نتحدث عن الأعذار المبيحة للفطر.
_ _ _ _ _ _ _ _
٥_الشرط الخامس وهو أن يكون مقيم.
فيخرج من حكم الوجوب هنا المسافر فإنه لايجب عليه الصوم.

وهنا ايضا مسائل سنتحدث عنها عندما نتحدث عن الأعذار المبيحة للفطر.
_ _ _ _ _ _ _ _
٦_الشرط السادس وهو الخلو من الحيض والنفاس.
وهذا الشرط خاص بالنساء.
فإن المرأة إذا حاضت أو نفست فإنه يسقط عنها الصوم والصلاة
ولكن يجب عليها قضاء الصوم فقط.
_ _ _ _ _ _ _ _ _
انتظرونا في الدرس الثامن...وسنتعرف فيه علی اركان الصيام... إن شاء الله تعالی.
_ _ _ _ _ _ _

[وحيدالدرب]

بسم الله الرحمن الرحيم


% الدرس الثامن %

¥ كتاب الصيام ¥
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
@ تعريف الصيام @

الصيام هو:
الإمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية الصيام تعبدا لله عز وجل.

*يتضح لنا من خلال هذا التعريف أن للصوم ركنان اساسيان وهما:
(١)_الإمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس تعبدا لله.
(٢)_نية الصوم.

¥¥وهذان الركنان يحتاجان إلى شيئ من التوضيح.
_ _ _ _ _ _ _
%الركن الأول%
وهو ينقسم إلى جزأين وهما:
(الجزء الأول)
وهو:
الإمساك عن جميع المفطرات.
=وهذا سنتحدث عنه عندما نصل إلى مفسدات الصيام إن شاء الله.

(الجزء الثاني)
وهو:
وقت الإمساك_أي بدايته ونهايته.

**فأما بداية الصوم اليومي فهي من طلوع الفجر.
=ويقصد بطلوع الفجر هو: طلوع الفجر الثاني.

=وذلك لأن هناك فجر أول _ ويسمى بالفجر الكاذب.
=وهناك فجر ثاني _ ويسمى بالفجر الصادق.

% والفرق بينهما هو: أن الفجر الأول يطلع فيه ضوء على شكل عمودي فيستمر فترة من الزمن ثم يذهب ويتلاشى ويأتي بعده ليل_ولذلك سمي بالفجر الكاذب.
=وأما الفجر الثاني: فإنه إذا طلع يظهر معه ضوء على شكل أفقي يعترض فيزداد حتى يتضح أنه بياض النهار _ ولذلك سمي بالفجر الصادق.

¥ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الصحابة بعدم الإمساك حتى يؤذن إبن أم مكتوم_وليس على أذان بلال رضي الله عنهم.
=والسبب هو أن ابن أم مكتوم كان رجلا اعمى فلا يؤذن حتى يكثر عليه كلام الناس بأن الفجر قد طلع.
وأما بلال فكان يجتهد في رؤية الفجر لأنه مبصر _فلربما أخطأ وأذن عند طلوع الفجر الأول.

ولذلك قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:
إن بلالا يؤذن بليل.

%الخلاصة%
يبدأ الإمساك عن المفطرات عند طلوع الفجر الثاني_الصادق.
وذلك كما قال تعالى ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر).
_ _ _ _ _ _ _
**وأما نهاية الصوم اليومي فهي تكون بغروب الشمس.
وذلك لقوله عليه الصلاة والسـلام (إذا اقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم)
=ومعنى هذا الحديث هو:
أن الصائم يكون قد افطر حكما_حتى وإن لم ينوي الفطر فإنه اصبح في حكم المفطر.

*ومعنى قوله تعالى (ثم اتموا الصيام إلى الليل)
أي إذا غربت الشمس كما في الحديث السابق.

%وهنا مسألة مهمة%
وهي:
أنه لايجوز لنا الوصال في الصوم _لأنه من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.

ومعنى الوصال في الصوم أي وصل الليل مع النهار في الصيام.

وقد نهانا عن الوصال_ ولما سأله الصحابة :
كيف تنهانا عن الوصال يارسول الله وأنت تصل؟
فقال:
(انا لست كهيئتكم فإني أبيت والله يطعمني ويسقيني).

_ _ _ _ _ _ _ _
%الركن الثاني من اركان الصوم%
وهو:
النية.

*والنية هي: الإرادة والقصد.
فقصد الشيئ يعني نيته.
وإرادة الشيئ يعني نيته ايضا.

**والنية هي:
من اعمال القلوب وأن التلفظ بها بدعة.
=وهي ركن من اركان الصيام _ فلا يصح الصيام إلا بنية الصيام.
_ _ _ _ _ _ _ _ _
% وقت النية في الصيام%

إن الأصل في نية الصيام تكون من الليل وقبل طلوع الفجر الثاني.

**ولكن في صيام التطوع فإنها تجوز في النهار _ ولكن يشترط أن يكون الذي نوى من النهار لم يأت بشيئ من المفطرات.
=فأما إن كان قد أتى بشيئ من المفطرات فإن صيامه لايصح.

**وأما النية في صيام الواجب كصيام رمضان_فإنه يجب تعيينها من الليل وقبل طلوع الفجر الثاني ولو بدقائق قليلة.
وذلك كما جاء من حديث عائشة رضي الله عنها ( من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له)
وهذا يقصد به في الصيام الواجب وليس التطوع.

¥¥ ومن هذا يتضح لنا مايلي:
١_أن النية في الصيام الواجب تجب من الليل وقبل طلوع الفجر الثاني.

٢_يجوز للإنسان أن ينوي الصيام في أول الليل أو اوسطه أو آخره بشرط قبل طلوع الفجر الثاني.

٣_يجوز للإنسان أن ينوي الصيام قبل أن ينام من الليل.

٤_يجوز للإنسان النوم وتأخير نية الصيام الى قبل طلوع الفجر الثاني.
ولكن الأفضل أن ينوي الصيام قبل أن ينام لأنه قد لا يصحى من نومه إلا بعد طلوع الفجر الثاني.
_ _ _ _ _ _ _ _ _
¥¥ مسألة مهمة ¥¥

س: هل تكفي نية واحدة في بداية رمضان للشهر كله؟ أم أنه يجب لكل يوم نية خاصة به؟
*الجواب*
اختلف العلماء في هذا إلى قولين وهما:
&القول الأول&
وهو أنه تجب لكل يوم من ايام رمضان نية خاصة به.
=وهذا القول مرجوح.

&القول الثاني&
وهو أنه تكفي نية واحدة في أول الشهر عن الشهر كله _ ولكن بشرط التتابع وعدم القطع.
فإن حدث القطع وجب إعادة النية من جديد _وتكفي نية واحدة للأيام الباقية بشرط التتابع وعدم القطع.
=أي كلما حدث القطع وجب تجديد النية.

% فلو أن رجلا نوى في بداية الشهر صيامه كاملا _ فإنه تكفيه هذه النية في أول الشهر.
=ولكن لو افطر في اليوم السابع مثلا _ فإنه يجب عليه تجديد النية لأنها انقطعت _وتكفيه نية واحدة للأيام الباقية.

*وهذا هو القول الصحيح والراجح_والذي عليه جمهور أهل العلم ومنهم ابن باز وابن عثيمين وغيرهما.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
%الباب الأخير في النية%

**قاعدة مهمة جدا**

أنه يشترط لصحة النية:
وجود الجزم بها والعزم على فعل ما نوى.
وأما التردد في النية فإنه يفسد الصوم.

&وهنا ثلاث مسائل&
وهي:
¥المسألة الأولى¥
لو أن إنسانا نام في ليلة الثلاثين من شعبان مبكرا ؛ وكان هناك إحتمال أن تكون هذه أول ليلة من رمضان _ولكنه نوى قبل أن ينام _فقال: إن كان غدا هو أول يوم من رمضان فأنا صائم؛
وإذا لم يكن من رمضان فأنا مفطر.
ثم استيقظ بعد طلوع الفجر الثاني فإذا هو من رمضان_فما حكم صيامه؟

ج_ صيامه صحيح لأن تردده في النية هنا كان مبني على تردد ثبوت الشهر _ولم يكن التردد في النية.
(قاله ابن تيمية وابن عثيمين وجمهور اهل العلم).

¥المسألة الثانية¥

س:
لو أن إنسانا عرف أن غدا هو أول أيام رمضان _ فقال أنا سأصوم غدا إن شاء الله _ثم اصبح صائما_فما حكم صيامه؟

ج:
إذا كان يقصد بقوله:إن شاءالله_ تحقيقا لما نوى _ أي عازما على الصيام بدون تردد فصيامه صحيح.
=وأما إن كان يقصد بها التردد _أي يمكن اصوم ويمكن افطر _ فصيامه لايصح إلا في حالة واحدة فقط إذا غير نيته من التردد الى العزم قبل طلوع الفجر الثاني فحينئذ يصح صيامه.

¥المسألة الأخيرة¥
س:
لو أن صائما غير نيته أثناء النهار ونوى الفطر ولو كان قبل الغروب بدقائق _ولكنه لم يأت بشئ من المفطرات_ثم رجع وغير نيته إلى الصوم_ فما حكم صيامه؟
ج:
فسد صيامه حتى ولو لم يتناول شيئ من المفطرات.
وذلك لأنه من نوى الفطر فقد افطر.
وأن الأعمال مبنية على النيات كما في الحديث(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىئ مانوى)
_ _ _ _ _ _ _ _ _
انتظرونا في الدرس التاسع...وسنتعرف فيه علی مفسدات الصيام.. إن شاء الله
_ _ _ _ _ _ _ _

[وحيدالدرب]

بسم الله الرحمن الرحيم


@ الدرس التاسع @
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
¥ كتاب الصيام ¥
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
% مفسدات الصيام %
وهي:
التي إذا فعل العبد أي شيئ منها في نهار رمضان فسد صيامه.
وتسمى ايضا:
بالمفطرات_ أي ينتقل العبد بفعل أحدها من حكم الصائم إلى حكم المفطر.
_ _ _ _ _ _ _ _ _
@ ومفسدات الصيام سبعة اشياء وهي:
١_الأكل أو الشرب _ أو ما كان في معناهما.
٢_الجماع.
٣_القيئ.
٤_الحجامة.
٥_نية الفطر.
٦_الردة عن الإسلام.
٧_خروج دم الحيض أو النفاس_وهذا خاص بالنساء.

@ وقبل أن نبدأ في بيان هذه المفسدات للصيام فإن هناك مسألة مهمة يجب التنبيه عليها وتوضيحها وهي:
أن الإنسان إذا أتى بشيئ من هذه المفسدات فإنه لايخلو من اربع حالات وهي:
١_أن يكون فعله عمدا.
٢_أن يكون فعله ناسيا.
٣_أن يكون فعله مكرها.
٤_أن يكون فعله جاهلا.

@ التوضيح @

¥_(١)_¥_فأما إن كان عمدا فإن صيامه قد فسد.
*مثال:
لو أن إنسان اكل او شرب في نهار رمضان عمدا بغير عذر فإن صيامه قد بطل وفسد.

وفي هذه الحالة يكون قد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب_وقد جاء في هذا الوعيد الشديد وأنه لو صام الدهر كله ما قضى هذا اليوم _والعياذ بالله.

=وهنا تجب عليه التوبة والإستغفار _ وكذلك قضاء هذا اليوم على قول بعض اهل العلم.
= = = = = = =
¥_(٢)_¥
وأما إن كان قد فعل هذا المفطر ناسيا فإن صيامه صحيح ولايفسد.
وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما اطعمه الله وسقاه)
والأدلة كثيرة.

@وهنا عدة مسائل@

* أن الناسي إذا تذكر أنه صائم أو ذكره غيره فإنه يجب عليه التوقف عن هذا المفطر الذي فعله مباشرة وفورا _أيا كان هذا المفطر.

*فلو أن إنسانا اكل أو شرب وهو صائم ناسيا ثم تذكر _ فإن صيامه صحيح وعليه أن يتوقف عن الأكل أو الشرب مباشرة.
=وهنا مسألتان:
١_إذا تذكر واللقمة في فمه فإنه يجب عليه أن يلفظها ويخرجها_ فأما إن بلعها فإن صيامه قد فسد.

٢_وأما إن كانت اللقمة قد وصلت إلى حلقه فإنه يبتلعها وصيامه صحيح_ لأنه إذا حاول إخراجها فإنه سيكون في حكم من يتقيأ عمدآ_
والتقيؤ عمدا مفسد من مفسدات الصيام كما عرفنا.
= = = = = = =
% تنبيهات %
١_ أنه يجب على الإنسان إذا رأى إنسانا يأكل أو يشرب ناسيا _أن يذكره وينبهه أنه صائم.

٢_أن الأفضل في حق من افطر لعذر شرعي أن يبتعد عن أعين الناس إذا اراد الأكل أو الشرب.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
¥_(٣)_¥
وأما إن كان فعله لهذا المفطر مكرها _ فإن صيامه صحيح وليس عليه شيئ.
وذلك كما قال عليه الصلاة والســلام (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
¥_(٤)_¥
وأما من كان فعله لهذا المفطر بسبب الجهل_فإنه لايخلو من أمرين وهما:
١_إما أن يكون جاهلا بالحكم.
٢_وإما أن يكون جاهلا بالحال.

%فأما إن كان جاهلا بالحكم فإن صيامه صحيح لأنه هنا يعذر بجهله.
=مثال:
لو أن إنسانا شرب دواء وهو لايعلم أن حكمه مفطر _ فإن صيامه صحيح.
ولكن الواجب عليه أن يسأل قبل أن يفعل.

%وأما إن كان جاهلا بالحال فإن له حالتان وهي:
١_أن يكون متيقن.
٢_أن يكون شاك.

ونقصد بقولنا جاهل بالحال أي جاهل بوقت الفطر أو وقت الصوم.

*فلو أن إنسانا أكل أو شرب وهو يظن أن الشمس قد غربت فإننا نقول:
=إن كان شاك وغير متيقن من غروب الشمس فإن صيامه قد فسد ويجب عليه القضاء والتوبة لأنه متساهل ومفرط.

=وأما إن كان متيقن وغير شاك ومتأكد أن الشمس قد غربت فإن صيامه صحيح حتى ولو تبين وظهر له بعد الأكل أن الشمس لم تغرب.
& وذلك لأن اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت (افطرنا في يوم غيم على عهد رسول الله ثم طلعت الشمس).

ولكن الواجب على الإنسان إذا تبين له أن الشمس لم تغرب ومازال الوقت وقت صيام أن يمسك عن الأكل حتى تغرب الشمس _ وأما إن اكل بعد أن تبين له أن الشمس لم تغرب فإن صيامه قد فسد وعليه التوبة والإستغفار والقضاء.

انتهى.

_ _ _ _ _ _ _ _ _
انتظرونا في الدرس العاشر.. إن شاء الله_وسنتحدث فيه عن مفسدات الصيام بشيئ من التفصيل.

[وحيدالدرب]

بسم الله الرحمن الرحيم


@ الدرس العاشر @

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
¥ كتاب الصيام ¥
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _

% مفسدات الصيام %

فكما سبق معنا أن مفسدات الصيام سبعة اشياء وهي:
١_الأكل أو الشرب _ أو ما كان في معناهما.
٢_الجماع.
٣_القيئ.
٤_الحجامة.
٥_نية الفطر.
٦_الردة عن الإسلام.
٧_خروج دم الحيض أو النفاس_وهذا خاص بالنساء.

* وهذه المفسدات تحتاج إلى شيئ من البيان والتوضيح*
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
%المفسد الأول من مفسدات الصيام وهو:
١=الأكل أو الشرب عمدا في نهار رمضان.
فمن اكل أو شرب متعمدا فإن صيامه قد فسد.

(وقد بينا حكم الناسي والمكره والجاهل في الدرس السابق يمكنك الرجوع إليه).

=وهناك نوع آخر من المفطرات يدخل في معنى الأكل والشرب _وبما أنه يدخل في معنى الأكل والشرب فإنه يلحق بحكمه فيكون من مفسدات الصيام:
وهو:
كل ما وصل إلى الجوف ويتغذى به الجسم حتى وإن كان من غير طريق الفم.
وهو انواع كثيرة:
وأهمها:
١_الإبر المغذية._مفطرة.

٢_الإبر الوريدية.
قال الشيخ صالح الفوزان أنها من المفطرات على القول الصحيح.

٣_الإبر التي تؤخذ عن طريق العضل أو تحت الجلد.
(افتت اللجنة الدائمة بجوازها إذا كانت للتداوي فقط وغير مغذية للجسم _والأحوط أخذها ليلا ليخرج من الخلاف ويطمئن على دينه_ وأما إن كانت مغذية فهي تفسد الصوم)

٤_الإبر التي تؤخذ عن طريق الدبر.
(قال ابن عثيمين أنها من المفطرات على القول الصحيح لأن الأمعاء تمتصها وتوصلها إلى المعدة)

٥_حقن الدم في المريض.
(مفسد للصيام)

٦_الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الأنف.
(مفسدة للصيام)

٧_تغيير الدم في المريض.
(القول الصحيح انه مفسد للصوم _افتى به ابن باز وكذلك اللجنة الدائمة)

٨_المنظار الذي يدخل إلى الجوف عن طريق الحلق.
(قال ابن عثيمين:يفسد الصوم إذا كان به دهن وأما إذا لم يكن به دهن فإنه لايفطر _ ولايجوز استخدامه الا عند الضرورة فقط)

٩_قطرة الأنف.
(إذا وجد طعمها في الحلق فإنها تفسد الصيام على القول الصحيح)

١٠_الدخان والشيشة والشمة.
(تفسد الصوم)

١١_اكل العلك(اللبان).
(يفسد الصوم)

١٢_تعمد استنشاق البخور والعنبر الذي له جرم يدخل إلى الجوف فإنه يفسد الصوم.
وأما شمه بغير قصد فإنه لايفسد الصوم.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
% وهناك بعض الأشياء لاتدخل في حكم المفطرات فبالتالي لاتفسد الصوم:
وهي:
١_إبر السكري،
(لا تفطر)

٢_قطرة العين وقطرة الأذن.
(لاتفطر حتى وإن كان لها طعم في الحلق)

٣_إبر البنج وبخاخ الربو.
(لاتفطر)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
%مايجوز ومايكره للصائم%
وهي:
١_يجوز للصائم:
استخدام الطيب والسواك وكذلك معجون الأسنان.
(والأحوط استخدام معجون الأسنان ليلا لأن فيها مواد تنفذ إلى الجوف)

٢_يجوز للصائم استخدام الكحل والصابون والمكياج والكريمات وانواع الدهانات التي تستخدم على البشرة أو الشعر.

٣_يجوز للصائم:
تنظيف الأسنان وعمل الحشوات أو خلع الضرس حتى وإن خرج معه دم.

٤_يجوز للصائم:
أن يغتسل للتبرد والتنظف.

٥_يجوز للصائم:
السباحة_وإذا دخل إلى جوفه ماء بغير قصد فإن صيامه صحيح.

٦_ويجوز للصائم:
إذا جف فمه ولسانه أن يتمضمض لترطيبه _ولكن بدون مبالغة حتى لاينزل إلى جوفه ويفسد صومه.

٧_ويجوز للصائم:
تذوق الطعام إذا احتاج إلى ذلك ولكن بطرف لسانه وعليه لفظه ومجه وعدم بلعه _فإن بلعه فقد فسد صومه.

٨_ويجوز للصائم:
مص الخيط لإدخاله في ابرة الخياطة _ولكن إذا وجد له طعم فإن عليه مجه ولفظه حتى لايفسد صومه.
_ _ _ _ _ _ _ _ _
%مايكره للصائم%

*ويكره للصائم:
المبالغة في الاستنشاق والمضمضة_لأنها إذا نزلت إلى الجوف فسد صومه.

%ونختم بهذه الثلاث المسائل:

١=وأما من ابتلع ما يتبقى بين الاسنان من اثر الطعام بغير قصد أو لم يستطع لفظه ومجه فإنه لاشيئ عليه وصيامه صحيح_ وأما إذا كان بقصد أو كان قادرا على لفظه ومجه ثم ابتلعه فقد فسد صومه.

٢=وأما بلع الريق الذي يكون في الفم _ فإنه لايفسد الصوم.
_وأما تجميع الريق وبلعه فإنه مكروه ولايفسد الصوم ايضا.

٣=وأما بلع النخامة فهو محرم على الصحيح من اقوال اهل العلم _لأنها قاذورات_ ولكنها لاتفسد الصيام إذا نزلت من الدماغ إلى الجوف مباشرة.
_وأما إذا وصلت الى الفم ولم يلفظها فإن الصوم يفسد على الصحيح من اقوال اهل العلم.

انتهى_والله اعلم.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

انتظرونا في الدرس الحدي عشر إن شاء الله_وسنتحدث فيه عن
المفسد الثاني من مفسدات الصيام وهو(الجماع) بشيئ من التفصيل.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _