من البؤس والتقاعس .. أن نسكب العبرات على ويلات تفجرت هنا وهناك .. وأن نطيل النحيب على أمجادٍ ضيعناها .. وعزةٍ ما راعيناها ولا رعيناها .. وعلى حال أمة سقطت فيها الأقنعة ومُزقت الأستار .. وبدى لنا بعد الظلامِ نهار .. بعد أن غاب سيف عزتها الصارم البتار !

ومن الشقاء أن نردد عبارات الويل والثبور والإحساس بالأسى على أوصال شعوبنا المتناثرة تحت ألوية الطغيان .. في معارك طاحنة غير متكافئة الأطراف يمتلك سوادها الأعظم قوة فتاكة نابعة من قلوب عاشت أحقاب من الذل والإضطهاد والعذاب مكتوفة الإرادة مسلوبة الحقوق أما طرفها الثاني فقلة قد لا يتعدى عددهم الأصابع أو قد يكون فرد واحد ضد شعب من المفترض أن يكون هو خادمهم كي يكون سيدهم ! لتدور الدوائر ويكثر اللغط وليصرخ الصمت بعد أن عاش مكبلاً طيلة سنوات وينطق بصوت الحق وصوت العدل فما ضاع حقٌ ورائه ُمُطالب أو مَطالب !

لكن .. دموع اليأس تسقي قلوب عطشى لتقيل عثرة الأمل وتحيي ذوابل أرواح ترمق النصر كل صباح .. يكفينا تقليب ماضٍ زاخر إذ إن الحاضر خالٍ من الصفحات ! ولنكن سفراء الله تعالى في أرضه .. ننشر الأمل ونرسي قواعد العدل في كل مكان .. قد تكون الحلقة المفقودة في داخلنا إذ أننا نحمل رسالة سامية علينا تبليغها في الأرجاء لنثبت لأنفسنا أننا قوم أعزنا الله بالإسلام فمتى طلبنا العِزة من دونه أذلنا الله

قرأت مقالة مفادها إن الجامعات الأجنبية تشجع وبقوة المُبتعثين العرب عامة والسعوديين على وجه الخصوص بل وتراهم تربة خصبة لتلقي العلم ونقله بل ولمستْ فيهم حب العلم والإلتزام ليس هذا فحسب بل إن مقالة أخرى تحدثت عن إسلام سائق ألماني لأحد المعسكرات لفرقنا الرياضية المحلية في النمسا عندما لمس روح المحبة والتآلف بين أفراد المعسكر ومدى حبهم لدينهم وإقامتهم للصلوات الخمس بانتظام وهذا ما نحتاجه فعلاً

أن نكون سفراء للإسلام ونرغب فيه وإظهار شعائره لكل من يعرفه ويجهل سماحته ولكل من لا يعرفه وللأسف شُوهت أمامهُ صورته !
قد يفهم البعض إن القصد هو التباهي أمام الغرب لإثبات كفائتنا وكفايتنا المعرفية والحضارية وليس هذا هو القصد إذ من هم أصلاً لنحمل هَم إعجابهم كوننا نؤمن بحقيقة هي ( ولن ترضى عنكَ اليهود ولا النصارى حتى تتبعَ ملتهم ) بقدر ما نحتاج إلى ترغيبهم في ديننا ودعوتهم إلى دين الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ومجادلتهم بالتي هيَ أحسن !

تعجب أحد المفكرين الغربيين عن حال الضعف الذي تمر به شعوبنا المنكوبة في كل مكان عندما عرف إن المسلون كباراً وصغاراً يمسكون عن الطعام والشراب شهراً كاملاً بصيام شهر رمضان المبارك وأبدى إعجابهُ بالقوة التي يمتلكها المسلمون ومدى تحملهم صيام الهواجر طيلة النهار وقيام الليل جعله يفكر ألف مرة في اعتناق الإسلام فقوة أجسادنا نابعة من قوة إيماننا !

إذن .. إسلامنا .. إيماننا .. هو الجانب المضئ الذي بقي لنا .. دعونا نسقي بذرة الإيمان في قلوبنا بالتقوى .. بالدعوة إلى الله تعالى دونَ عنف أو تعسف ! دعونا تكون سفراء الله في أرض الله ! بأخلاقنا .. بصدقنا .. بحبنا لبعضنا .. بتفانينا في أعمالنا طلباً لرضا الله تعالى .. بدعائنا لربٍ كريم وإيماننا بأن النصر للإسلام مهما ساد الظلم وتجبر الظُلام

أنا إن سألتَ القومَ عني من أنا ؟
أنا مسلمٌ سأعيشُ دوماً مؤمنا
فليعلمِ الفُجارُ أني هاهنا
لن أنحني
لن أنثني
لن أركنَ !!

لكلِ سفراء الإسلام .. كل الود والإحترام