ملـــكة حرفي
يا من تهــاوتْ لدى إقْدَامِها القمَمُ
وأسْمَعَتْ كَلِمَـــــــــــــاتاً من به صمَمُ
وأوجزتْ ببليغِ الحـــرف غـــــــــايتها
في قولها الفصل والتبيان والحِكَمُ
رفيقة لـــــــدروب العـــــزّ شـــــــــــامخة
يزينها الـدين والأخـــلاق والشِّيَمُ
نقية الــــــروح لاتدنو لتافــــــــــــــــــــــهةٍ
وفي شمـــــــائلها الأمجادُ تَحْتَكِمُ
كأنّ أحرفها بالعــــــــطر فائحـــــــــــــة
والزهر والورد من إنشائها رُسِموا
أو أنها البحـــر إن ثارت قريحتها
وإنْ تلين كأنّ الفجـــــــــــر يبتسمُ
عزيزة النفس لا ترضى مداهــــنة
ولا تهــــاب نقاشـــــــاً حين يحتدمُ
وفيّة وبياض الــــــــــــروح معــــــــدنها
وبالعطــــــاء وطُهْر النفس تلتحِمُ
أضأْتِ في عالمي كالبدْرِ ضافية
نوراً أُزيح به الخيباتُ والظُّـــــــلَمُ
شدوتِ في أُذُني مزمار عــــــــازفةٍ
حتى طربْتُ وطاب الفِكْرُ والقلمُ
وقدْ تناسَتْ حياتي كلّ جــــــــــارحة
لمَّــــــــــا هطلتِ وزال الهـــمُّ والألمُ
مليكة الحرف عذراً والوفا دولٌ
لكنَّما قصَّرَ التبيانُ والكَـــــــــــــــــلِمُ
ومالقوافي التي قد صغْتُ كـافية
وإنَّما ظَلَمَتْ في وصفِ من ظُلِموا
فكيف ترنو إلى لقـــــــــــــياك قــــــافية
والقاع قولي وأنْتِ الرأسُ والهَــــرَمُ
لك التحية مـــــــــا غنى بأيكـــــــــــــــــته
فرخ اليمام ووجه الصبح يرتسمُ
والشكر ملء فراغ الكون أرســله
إلى الوفاء الذي أنتم له عَلَــــمُ
وأسأل الله أن يبقيكِ ســــــــــــالمة
وكل جرحٍ نبا في الـــدهرِ يلتئمُ