أترى الجوى في مقلتيَّ رمـــاكِ
وهمت عيـونك في هواي بواكي ؟
وتَقَرَّحت سهداً جفونك بالكرى
لمــــا طَرَقْتُ خيـــالها ذكراك ؟
هل تسمعين نحيب كل حمامة
وَرْقَاءَ ناحت في دثار لماك ؟
هل تسمعين نواح كل يمامة
وكأنما قد طارحتك هواك ؟
هَلَكَتْ ضلوعك والجوانح بينها
ولواعجٌ أخرى تبيت شواكي ؟
هل تشعرين بأن قلبك مجدب
والمُزْنُ عَزَّ وبالفراق دهاك ؟
والروض مات وروده وزهوره
وتوشَّحَتْ شبح الهـلاك رباكِ ؟
وصفاء روحك قد تلبَّد مظلم
وطغى سواد البعد فوق سناكِ ؟
وتعالى صوت الخوف في نَفَسِ الهوى
وعلا شهيق البــــين فوق منـاكِ ؟
وغدا وجيب القلب في دقاته
يستنزف الآمال حتى ضناكِ ؟
وتضرَّعت كفَّيك في غسق الدجى
وتهدَّجت في سجعها نجواكِ ؟
وأقمْتِ والهة تراعي طيف من
زرع العذاب وفي هواه بلاكِ ؟
هذا الذي قد كنت أشكو وجده
لماَّ عرضْتِ بناظريَّ صِـــــباكِ .
مَلَكَتْ عيونك والمباسم مهجتي
ونَسَجْتِ من شَرَك الشباب شباكي
وأقَــــمْتُ بين تلــــوُّعٍ وتَلهُّـــــفٍ
رغم التَّنائي مُدْنَفٌ أهـــــواكِ
ما هكذا الإجحاف يا قطر الندى
فلتعلمــــي أني علـــــــــيل جـــــــفاكِ
إن ترحمي قلـبي فهـــذا ســــؤله
أو تهجر يه فمات كان فداكِ
’