لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 6 من 6 الأولىالأولى ... 456
النتائج 51 إلى 57 من 57

الموضوع: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

  1. #51
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,906
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    توجد بالإضافة إلى أبي شخصية يزعجني التفكير بها، إنها "نصف -شقيقتي" ليست شقيقة، بل أخت. الأكبر أو الأصغر برأيك؟‏

    هل توافقين على زوج يغني، ولكن لا يتحدث؟ ويغني فقط النغمات الثاقبة وليس القوية.‏

    في النهاية ظلت جدتي في المستشفى، لم تعد تأكل، ولكنني كنت أعتقد دوماً أنها سوف تشفى. لم أكن أعلم أن الحياة تتوقف، هكذا، فجأة.كنت أفكر فيها مساءً، وأنا في سريري، لم أكن أستطيع أن أصلي لأجلها خوفاً من الفشل. ولكنني كنت أرسل لها إشارات حنان برأسي، وأدفعه باتجاهها. إنني لا أستطيع قص ذلك إلا عليك، كنت واثقاً من أن حناني يذهب باتجاه المستشفى، ويمر فوق الغابة، والقرى الأخرى، ويستطيع شفاءها.‏

    في الأسابيع الأخيرة، جاءت العمة "إيرا" لتسكن معنا، إنها شقيقة جدي. وهكذا كانا يتناوبان الذهاب إلى "كليرمون" في الليل. وإلا لما استطاع جدي أن يتحمل أكثر.‏

    ومساء يوم، في "كليرمون"، فهمت أن جدتي مريضة جداً. طلبت مني ثلاث مرات أن أرفع نظارتيها، لم تكن هناك نظارات، كانت تظن أن الأنبوب الصغير الذي يدخل أنفها هو نظارتها. كانت تأمل دائماً العودة إلى البيت. لكن هذا صار مستحيلاً، وشيئاً فشيئاً لم تعد تأمل، بل فقدت الأمل على ماأظن، لأنها لم تعد متماسكة، كانت تتكلم بصورة مستمرة، لم تعد ترغب في البقاء على سريرها، وكانت تحاول أن تمسك بأشياء لا وجود لها. ولكن أنا، كانت تعرفني دائماً، وكانت تحبني دائماً. لقد فهمت أن المرض يمكن أن يمنعكِ من التفكير بشكل طبيعي، ولا يمنعك أن تحبي.‏

    كان جدي شديد التجهم، وكان يفضل ألا يصطحبني إلى المستشفى، ولكني كنت أريد أن أبقى مع جدتي. أعطتني سبحتها، كانت تدعوني "ياحبيبي" وائتمنتني على جدي. ومع ذلك كنت أعتقد أنها ستشفى، لأنني شاهدت صوراً للعم "جان" يوم كان في الأسر-إنه عجوز، لقد حارب-وكانت حالته سيئة مثل جدتي، ولكنه تحسن، بَيد أن جدتي لم تتحسن.‏

    لا أستطيع الكتابة لك، لوصف ليلة وفاة جدتي، لا أستطيع، لقد حاولت.... تم دفنها.‏



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    لقد كنا، أنا وجدي، شجاعين، الكل قال ذلك، لم نبكِ.‏

    في البدء، أردت رؤية جدتي، على سريرها، سمح لي جدي، لقد كانت فعلاً ميتة، لم يبق أدنى شك، ولم أعد أعرف ماذا أفعل بحبي لها.‏

    لم أعد أعرف ماذا أفعل، بتاتاً.‏

    كانت جدتي تعرف دائماً ماذا تفعل.‏

    لقد افتقدناها كثيراً يوم الدفن.‏

    حتى الآن لا أتكلم، ومن المضحك: غناء "أعطني الماء".‏

    انتظر أن أكبر.‏

    آمل أن يتحمل جدي الصدمة، وإلا ماذا سيحل بي؟‏

    وهناك صدمة قوية أخرى، لعينة! أين أذهب؟ ماالذي سيحل بي؟‏

    اسمعي:‏

    قيل لنا، الساعة الثانية عشرة ظهراً أن أستاذ البيولوجيا مريض.‏

    إنه يوم الخميس: أعرف أن والدة " نيللي" تأتي لتأخذها عن الرصيف، بعد المطعم، وتعود إلى "برامفان" فأسرعت، وعدت معهما، كي لا أنتظر ساعة الباص.‏

    أصل إلى البيت. ماذا أرى؟‏

    سيارة مدرس اللغة الفرنسية، أمام منزلنا.‏

    هكذا إذاً؟!‏

    هل يأتي لزيارة جدي دون علمي؟‏

    أنا غاضب.‏

    أدخل الكراج، وأدلف إلى المطبخ.‏



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لا أحد في قاعة الاستقبال. "جوليا" ليست هنا، الصالون يطل على مكتب جدي، ولكن الأبواب المبطنة لا تسمح بسماع أي شيء.‏

    على جدار مكتب جدي توجد خزانة أدوات المائدة. أفتحها، وأقترب، حتى أقرب حد ممكن من عمقها، وأنا أنحني.‏

    هناك صوت.‏

    إنك واثق من سماع صوت السيد "دولاهي" ومع ذلك، مستحيل أن تفهم ماذا يقول.‏

    إنني مضطرب.‏

    أحاول أن أحرك مجموعة من الصحون، دون إحداث ضجة، وفي هذه اللحظة، كراكْ على الفور! تفتح أبواب المكتب، وها هما الاثنان أمامي.‏

    كنت مذعوراً جداً، مذعوراً من الخجل.‏

    -ماذا تفعل هنا؟ دهش جدي.‏

    أخرج من الخزانة، شعرت بوجهي مثل الحصى، مستحيل أن أحرك فيه عضلة واحدة.‏

    استعاد السيد "دولاهي" توازنه، مد يده وشددت عليها.. قال:‏

    - ألم يكن عندك درس هذا العصر؟‏

    أشرت برأسي: لا...‏

    ورجاني جدي أن أجلس...‏



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    سوف ألخص لك المحادثة، شوكس.‏

    جدي- نيقولا، السيد "دولاهي" جاء لرؤيتي، كي نتحدث بخصوصك، وقد فهمت منه أنك مجتهد، لا توجد مشكلة كي تنجح إلى الصف الخامس ولكنني كنت أتساءل إذا كان اختفاء صوتك لن يؤثر على دراستك من هذه الناحية، لا يوجد تحسن، إذاً، لو طال الأمر، سوف ينحدرمستواك التعليمي، ويجب أن تعرف ذلك.‏

    السيد "دولاهي" - وأيضاً، يا نيقولا، كنت أريد التحدث مع السيد "دولوز" في موضوع آخر، شخصي. اعذرني لصراحتي القاسية، ولكني من نفس عمر والدك، وأنا أعرفه منذ زمن طويل.‏

    والآن، وبعد وفاة جدتك، ولكونك قد أصبحت كبيراً لتستوعب الأمر، فهو يسألك، إذا كنت تود مقابلته. صدقاً، لقد جئت من أجل ذلك.‏

    أنا -(بصوت منخفض، قلت للسيد "دولاهي"): أريد أن أتحدث مع جدي، ولكن ليس معك.‏

    السيد "دولاهي" كما تريد. أنا مندهش من ردة فعلك، ظننت أنه من المفيد أن أهزك، لكن على مايبدو، ليست هذه هي الطريقة الصحيحة. على كل حال، يا نيقولا، سوف تبدأ العطلة الصيفية بعد خمسة عشر يوماً، وسوف تدرس اللغة الفرنسية مع الآنسة "كلوستر" لقد وزعنا الطلاب على الصفوف، إذا كان ذلك يطمئنك.‏

    أنا-طيب، (لم أتجرأ على القول "أحسن" مع ذلك).‏

    جدي -اذهب، وأحضر لنا كوكا كولا، يا فهمان!‏

    شربا، وهما يتحدثان عن الطقس، لم أكن ظمآن... كنت متجهماً، وذهب السيد "دولاهي".‏

    إن جدتي لم تكن لتقبل أبداً أن يتدخل أحد في كل هذا، وأستاذي بالذات.‏



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ***‏

    إن الأمر متداخل في رأسي:‏

    عندي أخت، يا صغيرتي شوكس.. وماذا؟‏

    لست بحاجة لأخت، أو أخ، أو أب!‏

    إنني بحاجة إليك!‏

    أنتِ!.... أفعل مثل جدتي؛ أركز جيداً جداً، وأفكر في شوكس . توجد في الحياة ألغاز كثيرة. ربما سيصلك حناني، ويسعدك، ولو لم تعرفي أنه آتٍ من عندي.‏

    أنت موجودة بالتأكيد، لأنني عندما أكبر، سوف تعود إلي قدرة النطق، وسوف ألتقي بك، وسوف يحب الواحد منا الآخر بقوة، وسوف نتزوج، وإذا قدِّر لك أن تموتي قبلي، فسأستلقي بجانبك، وسوف آخذ، عن قصد دواء، ونموت سوية، وهكذا، لن تشعري بالخوف، سوف نكون متقدمين كثيراً في السن، لدرجة أنه لن يكون من الضروري أن نحاول البقاء.‏

    هل تعرفين؟ إنني أفكر في شيء واحد: لقد تحدث أستاذ البيولوجيا أمس، عن المكان والزمان، وكان يقول إنه ربما كانت واحدة من هذه النجوم التي ترينها في السماء، ترينها بملء عينيك، لم يعد لها وجود منذ مئات السنين أو ملايين السنين، لأنها قد انفجرت.‏

    حسناً!! إذا تصورت العكس، أي كوكباً يعيش عليه أناس أكثر ذكاءً منا، فمن المنطقي عندئذ، أن ينظروا إلى الأرض، مثلما كانت في الماضي.‏


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    يتبع ... نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  2. #52
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,906
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    يوجد إذاً، على الدوام، مكان من العالم، يستطيعون منه رؤيتنا نعيش، بشرط أن يستخدموا مناظير قوية بما فيه الكفاية، ربما تكون هذه هي الآخرة. ليس من مصلحتنا أن نقوم بحماقات، أو سفالات، لأنها تُسجِّل في المكان، على شريط كاسيت أو فيلم مثلاً إذ وجد.‏

    إنني لا أستوعب لماذا لن يكون هناك أناس من خارج الأرض، في العالم الخارجي، في مكان ما من السماء، على كبرها.‏

    أو لماذا، إذا لم يكونوا موجودين الآن، سوف يوجدون في يوم من الأيام، إنني أود أن أقول: "في أي وقت لا على التعيين".‏

    ماذا تعتقدين؟ ماهو رأيك حول هذا الموضوع؟‏


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    إن علم الفلك يسبب الدوار، كما أعتقد، ولكنني أحبه جداً، ومن المفترض أن نشفى من الدوار، وأن نعتاد على فكرة أننا لسنا مجرد شيء " في بحر العوالم اللامتناهية"، كما يقول الأستاذ، وإلا أُصِبْنا بالجنون، لهذا ترينني بعض الأحيان، أغار من القطط. هنا ليس لدينا قطط؛ لكن قطة الجيران تأتي دائماً لتنام تحت شجرة الصنوبر "الزرقاء" في الحوش. إنني أداعب بطنها، كانت جدتي لا تحب القطط، لكن، ربما سيسمح لي جدي بالاحتفاظ بواحدة من الصغار التي سوف تلدهم، إنها تدعى "مينيت" إن شعرها كثيف كالدببة. هذا سخيف! عندما أنظر إليها فترة طويلة أظنها السيد. إنها تبدو أعلى وأسمى من الواقع...‏

    سوف أدعو قطتي الصغيرة "شوكس" ذكرى لك.‏

    غالباً ما أكتب لك أشياء أتحدث عنها مع "بالان"، الفرق هو أنني أحبك أنتِ، أما هو فلا، مرة حلمت أنه والدي، قال: "آه: نعم؟!" مثل العادة.‏

    إذا ظن أن هذا كان مدحاً له فإنه مخطئ!‏

    بالان، بالان.. إنني أسخر منه!‏

    اليوم تحدثت معه حول هذه الجملة:"لا يوجد مشترك للرقم الذي طلبته". وعوضاً عن شرح ما تعنيه لي هذه الجملة، كما كان يريد، أخذت حقيبة كتبي وذهبت، وأنا أردد:"لا يوجد مشترك للرقم الذي طلبته". ولكني أخطأت، وقلت: "لا يوجد رقم للمشترك الذي طلبته، شيء سخيف! ياللسخرية!‏

    شوكس، أنت موجودة، أنتِ تعيشين، يوجد لديك حتماً هاتف، يوجد رقم هاتف لك؟ قولي!‏


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    منذ المقابلة اللعينة مع السيد "دولاهي"، وأنا أعلم، يا شوكس، أنه ينبغي أن أتحدث مع جدي، أعرف هذا، وإلا فلن يكون سعيداً، لكنني كل يوم أؤجل ذلك، وأجد أعذاراً، مثلاً، أقول لنفسي: لدي وظائف كثيرة متراكمة. وقد دعوت "ماركو بيلو" من مساء الثلاثاء، حتى الخميس صباحاً، وقد كان جدي فرحاً بذلك، ذهبت مع "ماركو" إلى الغابة، لاصطياد عصافير "الدوري" مع أن بارودتي تعمل بالهواء المضغوط. عادةً، اصطاد بالبطاطا: تأخذين قطعة بطاطا وتشقينها برأس فوهة البارودة، فتبقى بداخلها، تطلقين طلقة طَقْ! وتنطحن البطاطا على الهدف. لكننا هذه المرة أخذنا رصاصاً (خردقاً) وافق جدي على ذلك، واصطدنا اثنين منها.‏

    تباً لهما، لم أشعر تجاههما بالشفقة مطلقاً، إذا كان ذلك يحزنك فأرجو أن تسامحيني، يوجد من نوع الطيور هذا الكثير، وفي كل مكان.‏

    وقد سعدت بالحصول عليهما، أنا الذي اصطدت الاثنين. و"جوليا" تعرف وصفة: فهي تنتف ريشهما، وتضعهما على حبة بطاطا ضخمة مكتفين، و.. هوب، تدخلهما إلى الفرن.‏

    أكلنا، أنا وماركو، العصفورين ، كان طعمهما لذيذاً، إن جدي، في الصيد يقتل أي شيء، سوف أذهب، بعد فترة، إلى الصيد من جديد، وسأقتل الغربان فقط، لأن الغربان التي تحلق فوق أكوام النفايات مقرفة. النفايات تقع مباشرة بعد المقبرة. وقد كنت، من قبل، أذهب إليها كثيراً، لجلب أشياء، الآن: أبداً!‏



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    " يا سيدتي شوكس، يا طفلتي شوكس‏

    أنت قدري‏

    وأنا "كاوبوي" مسكين، ووحيد‏

    يضع نظارتين على أنفه". (أغنية بالإنكليزية).‏

    انظري كم تقدمت في الانكليزية.‏

    مرت ثلاث أشهر وأنا لا زلت أتكلم دون صوت!‏

    دون صوت، توجد أشياء كثيرة لا تستطيعين فعلها:‏

    -التبضع، عدا مخازن "كاموت".‏

    -مخاطبة أشخاص لا تعرفينهم، للسؤال عن شيء ما.‏

    - الرد على الهاتف.‏

    -الاشتراك في مناقشة مع مجموعة من الناس.‏

    إنها عاهة!!‏

    منذ حضوره إلى المنزل، لم تعد الأمور تسير كما يجب بيني وبين السيد "دولاهي". لتحيا العطلة! إنني أتعمد أن أكون بغيضاً معه. أما هو، فإنه محرج. هذا واضح.‏

    ومع جدي، أيضاً، لا تسير الأمور على مايرام، إنني أهرب منه.‏

    أعتقد أنه غاضب مني.‏

    أنا وهو نعلم السبب جيداً.‏



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    إذاً كان يود تقديمي لوالدي، لماذا احتاج للتحدث عن ذلك مع أستاذي، وليس مع شخص آخر، أستاذ وصديق يشكلان اثنين، والأنكى من هذا، أمس، تصوري يا صغيرتي "شوكس" وأنا عائد من عند "بالان"، وذاهب لأستقل الباص، قطعت شارع "جود".... ماذا أرى على الرصيف المقابل لي؟ بالطبع، السيد "دولاهي" مع فتاة لها ضفائر على ظهرها. إنها في مثل سني، أو أكبر قليلاً، كان يتحدث معها، وأنا كنت أمام متجر أحذية. لقد تملكني الذعر، وخفت من أن يراني، فدخلت المتجر بأقصى ما أستطيع من سرعة. هنا، كان الموقف مريعاً‍.‏

    وقعت البائعة على رأسي، فاحمر وجهي أو اخضر، لا أدري، وفتشت بيأس عن أي شيء؛ غير الأحذية، موجود في المخزن، كي أعطي نفسي الوقت الكافي للانتظار فيه، حتى ابتعاد السيد "دولاهي"، وأخيراً، أشرت للبائعة بإصبع، وبالإصبع الأخرى لحلقي، وطلبت بصوت منخفض زوجاً من شريط ربط الحذاء. لحسن الحظ، كانت معي بعض النقود. واشتريت شريطاً أحمر اللون، لأن شريط حذائي لم يكن مقطوعاً. ربما إنها لم تستطع أن تفهم أنني أود شريطاً آخر أبيض اللون.‏



    ***‏

    أنا وجدي متخاصمان.‏

    أنا و "بالان" متخاصمان.‏

    أنا وأنا متخاصمان.‏

    ولكن، أنتِ: أحبك.‏

    لولا "جوليا" كنا هلكنا، "جوليا" هي التي تهتم بشؤون المنزل، تماماً مثل جدتي. نحن نلاحظ ذلك يوم الأحد، لأنها لا تحضر في هذا اليوم. تبدو الغرف أكثر اتساعاً من العادة.‏

    هذا الصباح، تناقشنا، أنا وإياها، مناقشة لعينة، مناقشة في غاية الأهمية! يا شوكس، أنا أحمق، لحسن الحظ أن "جوليا" افهمتني ذلك.‏

    كنت أنتظر أن يبرد شراب الشوكولا الساخن، لأنني كنت لا أريد الأكل، كان جدي قد ذهب إلى المكتب منذ فترة، وفجأة نظرت "جوليا" إلى كأسي، نظرت إلي، ثم انفجرت قائلة:‏

    - نيقولا، هذا يكفي، الآن ستشرب شرابك، هل تعرف ماذا يجري؟‏

    - أنا - ماذا؟ ما الذي يجري!؟‏

    جوليا- جدك، سوف ينتهي الأمر بمرض جدك، لكثرة مايعانيه بسببك.‏

    أنا لدي أذنان تسمعان في كل مكان، أسمع أشياء كثيرة، لقد أصبحت صعب المراس، سييء الطبع، حزيناً، حتى أنك تهدم كل العالم من حولك. وحتى أنا، فإنك تثير غضبي. إنك لا تأكل، ولا تتكلم، وتبدو وكأنك صنم. ألا يكفي السيد "دولوز" بؤساً أن يعيش أرملاً ؟ هل تعتقد أن جدتك ستكون سعيدة لما تفعله؟ إنك تخرب حياة جدك. وأنا أعلم مالذي سيحدث.‏

    في يوم من الأيام، سوف يطفح الكيل به، وسيرسلك إلى مكان آخر. هل تفهم مالذي أريد قوله؟ " إلى أي مكان آخر". أنا أفهم ذلك.‏

    أنا - إلى مدرسة داخلية؟ إلى منزل معاقين؟‏

    جوليا - لم لا؟ إلى مدرسة داخلية!!‏

    يا صغيرتي شوكس، لقد أخذت كأس الشوكولا، وألقيت به في حوض المطبخ بقوة، فانكسر، وهربت إلى غرفتي فوراً.‏

    صعدت "جوليا" ورائي راكضة؛ وقالت:‏

    - "نيقولا، ربما أكون مخطئة، لكن، عليك أن تنتبه لجدك".‏

    بكيت. حاولت أن أنادي جدتي، ولكن من غير جدوى، لقد ماتت.‏

    إذاً، هذا مايحاول الجميع فعله؟ إرسالي إلى مكان آخر، إلى مدرسة داخلية! أنا أفضل أن أموت، إنني غبي!‏

    أكتب لك بصوت منخفض.‏

    عندما توفيت جدتي، كان الوقت ليلاً، يا شوكس، مثل الآن.‏

    كنت أنام في سريري. وجدي في غرفته. كان دور العمة "إيرا" في المناوبة في المستشفى. (كنت قد ذهبت في اليوم السابق لرؤية جدتي، لم تكن واعية، ولكنها كانت تحبني، كانت تحبنا، وكان ذلك واضحاً، كانت لا تزال تملك حياتها وصوتها لنفسها. كانت تقول أشياء كثيرة مثل السابق، ولكن دون ترتيب. كانت جميلة. وكانت تضع على رأسها وشاحها الذي تزينه العصافير)‏

    سمعت صوتاً تحت، نهضت مختبئاً، نزلت دون أن أظهر نفسي، رأيت العمة "إيرا" تدخل على رؤوس أصابع قدميها.‏

    تبعتها في العتمة.‏

    ذَهَبَتْ إلى مخزن البياضات، أخذت بعض الأغراض، وذهبتْ.‏

    لكن الباب الخارجي للبيت صرَّ، عندها استيقظ جدي. وثب في الممر وشعره مشعث. نظرت العمة "إيرا" نظر الواحد للآخر، وهي تقول:‏

    - انتهى الأمر.‏

    أنا أقول - ماهو الأمر الذي انتهى، وذلك في الوقت نفسه الذي فهمت فيه.‏

    وضممنا بعضنا بعضاً. كانت العمة "إيرا" تبكي وحدها.‏

    جدي وأنا كنا جافين.‏

    العمة "إيرا" كانت صارمة، أرسلتنا، أنا وجدي، إلى النوم، طالبة منا الانتظار حتى الفجر، وعادت هي إلى "كليرمون".‏




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    يتبع ... نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  3. #53
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,906
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "




    نمت مكان جدي، كان جدي يدعوني "يا صغيري نيقولا"، وانتهى الأمر بي إلى النوم على صدره، عندما استيقظت، شعرت بالخوف، كان خوفاً رهيباً.‏

    لم يكن جدي موجوداً! ولحسن الحظ، "جوليا" كانت موجودة، شرحت لي إنهم سيعيدون جدتي إلى هنا. قمت وارتديت ملابسي، وعندما نزلت رأيت جدتي، قلت ذلك لك على ما أظن. ثم وضعوها في التابوت، ووضعوا التابوت على حامل، وضع عمداً، في منتصف الصالون. بَقِيَتْ في الصالون يومين.‏

    كان الناس يقفون بالصف للصلاة عليها. كانوا يتحدثون بصوت منخفض.‏

    أنا كنت أفضل ألا يروا جدتي، بسبب الفضول الذي لا أحبه. ثم إن "الباروكة" لم تكن موضوعة بالطريقة التي تحبها.‏

    ثم إنها كانت ميتة جداً.‏



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    يا شوكس المستقبل.‏

    نحن الآن في العطلة تقريباً.‏

    يجب أن آخذ "نيقولا دولوز" في نزهة، كما يأخذ المرء كلبه للنزهة.‏

    جدي شجاع جداً. إنه منظم، لكنني خائف، من الشعور بأنه لم يعد يحبني. خائف من أن يرسلني إلى مدرسة داخلية، في أول السنة الدراسية القادمة. ومن أنه يريد أن يعرفني بوالدي، كي يعلن هو الخبر لي. هكذا هو الأمر.‏

    هذا هو، هذا هو يا شوكس.‏

    إن المدرسة الداخلية ترعبني، هناك لا أستطيع البقاء أبداً وحدي، لن تبقى لي غرفتي المستقلة. ولن أستطيع الكتابة لـ "شوكس" عندما يكون جدي في مكتبه، وهو يظن أني نائم.‏

    إذا وضَعُوني في المدرسة الداخلية، فسوف أهرب.‏

    أين أذهب؟‏

    أعود إلى هنا، وأختبئ في السقيفة، وسوف آخذ ما آكله من الثلاجة عندما تكون جوليا غائبة، وسوف أرفض كل شيء: الدكتور "بالان"، أن أعمل، ' أن آكل.... كل شيء.‏

    أو أذهب، سيراً على قدمي، وأجول العالم، وأبحث عنك، أبحث عنك حتى أجدك.‏

    إنني واثق من ِأنني سأتعرف عليك.‏

    ولكن أنتِ؟‏

    أنا سطحي جداً!‏

    مر شهر آخر دون الكتابة إليكِ.‏

    وثم...‏

    شوكس، شوكس، شوكس.‏

    لو كنت تعلمين.‏

    استمعي لي جيداً، بعينيك الواسعتين المفتوحتين كصحون صغيرة، بدلاً من الآذان (مهلاً، مهلاً، نيقولا دولاز!) لنستعد الأمور من البداية.‏

    الليلة الماضية، وأنا عائد إلى المنزل، فاجأت جدي جالساً إلى طاولة المائدة، وهو يحمل رأسه بين يديه، كان يجلس بهذا الشكل ولا يتحرك.‏

    عطستُ، لكنه لم ينتبه، عندئذ، صعدت إلى غرفتي.‏

    كنت مضطرباً، لقد فهمت للتو أن فقدان الزوجة أصعب كثيراً من فقدان الجدة (لكن جدي شجاع، ومنظم جداً، حتى ظننت أنه كان يتحمل المأساة). وعلى الفور قررت، وقلت لنفسي:‏

    "نيقولا، لقد بلغتَ أقصى مداك؛ يجب أن تتكلم مع جدك".‏



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    بعد العشاء، سألته إذا كنا نستطيع التنزه في الحديقة، بعد تناول الطعام، لمشاهدة النجوم. كنت أحاول أن أبدو سعيداً، لكن ذلك كان صعباً، وأعتقد أيضاً أن جدي كان متعباً.‏

    في الطريق توصلت للقول:‏

    - لماذا يا جدي تريدني حتماً أن أتعرف إلى أبي؟ لقد استغنينا عنه جيداً حتى الآن!‏

    أجابني جدي - يا نيقولا، عمري ستون عاماً، لست صديقاً لولد في مثل سنك، إنك تصادف متاعب كثيرة منذ وفاة جدتك، إن كل مانحاول فعله لإخراجك من محنتك يذهب سدى. أنا والدكتور "بالان" نعتقد أنه من الواجب تغيير حياتك، ومعرفة والدك هي الحل. وهو نفسه يرغب في ذلك. وأيضاً زوجته. إن لهما فتاة لطيفة جداً، أنت تعلم هذا، ولم تحاول أن تعرف اسمها أو عمرها أو أي شيء آخر عنها.‏

    (وها أنا من جديد عاجز عن النطق، يا شوكس، مستحيل أن أنطق بكلمة) وتابع جدي، (وكلما زاد غضبه، زاد سكوني):‏

    - وفي النهاية، يا نيقولا، سوف أضطر إلى اتخاذ القرار بدلاً منك، وخلافاً للسيد "دولاهي" أعتقد أننا لا نحتاج لانتظار "أن يبدي السيد نيقولا رغبته في الخروج من نفسه" (هذه قالها بقسوة).‏

    أنا - أوه!! ذاك السيد "دولاهي" أتركه وشأنه. أكره أن يتدخل في شؤوني.‏

    توقف جدي فجأة، وهو الإنسان الهادئ اللطيف، وهاهو يثور غاضباً:‏

    - ثم في البدء، من هو الذي يقول لك أنني أرغب في تربيتك؟ وهل تظن أن لعب دور المربية يسعدني؟ أم اهتمامي بمذاكرتك أو عطلتك أو أخذك إلى أي مكان أذهب إليه، أو التحدث بصوت منخفض؟‏

    وإذا متُّ يا نيقولا، من الذي سيهتم بك؟ قل لي!‏

    الجد لا يؤلف عائلة. وجدك ذاق الأمرّين من حفيده (حضرتك)! نعم ذقتُ الأمّرين! أنا لا أستطيع تحملك بهذا الشكل بعد اليوم! إذا كان يود والدك أن يأخذك، فليفعل!‏

    أنظر إلى جدي، كنت مذهولاً، وفي ثانية واحدة، حملتُ ساقيّ وركضت، وركضت، وركضت.جدي لن يحاول الإمساك بي. إنني حتى لم أنظر لأتأكد إن كان يتبعني.‏

    إلى أين أنا ذاهب؟‏

    ليس إلى المنزل، ليس إلى شخص محدد، ليس إلى الغابة، أتخذ طرقاً معقدة أركض كمجنون، أذهب إلى المقبرة، بابها لا يزال مفتوحاً، سأذهب لرؤية جدتي، أنا أبكي، أقول لها إن جدي رجل سييء، وأن أبي هو رجل سييء أيضاً، وأنه كان عليها أن تبقى بدلاً من أن تموت.‏

    أنا في أقصى حالات اليأس.‏

    أودّ دخول التابوت والبقاء ميتاً تماماً بجانب جدتي.‏


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    أقرر أنني ميت!‏

    أنام على التابوت، أركز بكل قوة، وأصبح ثقيلاً مثل الحجر كي ألتصق به.‏

    أتوقف عن التنفس، عن الحركة، عن التفكير، لكن هذا مستحيل؛ إنني محشو كبيضة.‏

    أنا لا أستطيع إيقاف تنفسي".‏

    لا أستطيع أن أموت.‏

    توجد في رأسي صور عديدة. تنتقل بداخلي من قمة رأسي إلى أخمص قدمي.‏

    أنا مادة متفجرة لا تنفجر.‏

    إنني بائس، مشوَّش، ومجروح.‏

    لا أشعر بالألم في أي مكان من جسمي، وفي كل مكان منه‏

    أنا مستلق كجدتي.‏

    أنا قاس مثلها.‏

    لا أجرؤ على التفكير بأمي التي توجد تحتها منذ سنوات عديدة.‏

    لكن انتبه، لست ميتاً.‏

    يجب أن يكون لدينا زر نضغط عليه إذا أردنا الموت.‏

    أنا حي بالرغم مني.‏

    والأنكى من ذلك أن الجو بارد.‏

    والأدهى منه أن الظلام دامس.‏

    ماذا سأصبح؟ هل أضرب رأسي بالرخام؟‏

    أنتفض واقفاً، فجأة، أصبحت مجنوناً‍‍‍ أرى زهريات الورد، ألتقطها وأقذف بها فوق اسم أمي على لوحة الرخام، إنني أشخر، أفتعل ضجة كبيرة لدرجة إنني لم أعد أسمع شيئاً، أبكي بشدة حتى أنني لم أعد أرى شيئاً، لقد انفجرت.‏

    وعندما أصبح كل شيء حطاماً، صرخت صرخة مدوية، واستدرت لأتأكد أن الليل مازال ليلاً.‏

    هل تعرفين من وجدت ورائي؟‍!‏

    جدي! لقد كان هنا!‏

    صرخت "جدي!" لقد صرخت بصوت، بصوت حقيقي، وارتميت عليه وأخذت أضربه بقبضتي، وأركله بقدمي. كان صعباً عليه الاحتماء مني، ثم صرت أضربه بقوة، أقل، لأنه كان يحتضنني:‏

    - ياصغيري نيقولا؛ يا صغيري نيقولا!‏



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    كان يبكي.‏

    كانت سيارته أمام المقبرة، أعادني إلى البيت، وكنت لا أزال أنتحب. قام جدي بتغيير ملابسي، ووضعني في سريره. وضمني بذراعيه مثلما فعل ليلة وفاة جدتي. ثم كلمني، وقال لي إنه لم يكن يريد أن يفارقني، وأنني كنت كل مابقي له في هذا العالم. وأنه غضب مني، لأنه كان هو أيضاً يعود طفلاً، من وقت لآخر.‏

    وقال لي أننا سوف لن نفترق أبداً، إلا إذا كنت أريد ذلك، أنا.‏

    وقال لي إنه أبي، وأبي وحده الآن.‏

    بعد ذلك، أضاف، أنه كان لابد من التعرف على أبي الحقيقي وزوجته وأختي، لأنه هو أيضاً، سيختفي في يوم من الأيام، كما فعلت جدتي (نعم قال "يختفي") وأنه، بعد ذلك، سأحتاج إلى عائلة.ثم أضاف إنه بصحة جيدة، وأنه لن "يختفي" الآن، ولكن من واجبه أن يفكر بذلك وهو في هذه السن.‏

    داعب شعري. كنت بحالة جيدة.‏

    وقد كدنا ننام قبل النهاية، ولكن لحسن الحظ، استدركت هذا، وقلت بصوت مسموع:-ياجدي، أعدك بأن أقابل والدي، إذا وعدتني بأن أبقى معك. وقد وافق، وافق بحق، لم يكن هذا مزاحاً. لم تكن لديه أبداً فكرة إرسالي للعيش عند والدي، أو في مدرسة داخلية، كان هذا فقط ضرباً من الغضب.‏

    ومنذ ذلك الحين. عدت أتكلم يا شوكس، إنني أتكلم!‏

    وأخيراً، إنني أتكلم نوعاً ما، ومن وقت لآخر صار "صوتي يتفخم".‏

    وعلى أية حال، وكما لم يبق لنا سوى خمسة أيام دراسية، مازلت أهمس في المدرسة: ليس من الضروري أن أثير الجماهير. عند العودة سوف يذهب ذلك مع "البرنزة" (الاسمرار)، أليس كذلك؟‏

    الأمور عادت بيني وبين جدي إلى أحسن حال. الآن نضحك معاً.‏

    كان "بالان" مندهشاً جداً، عندما دخلت إليه، وأنا أقول "صباح الخير يا سيدي" وبما أنه لم يفهم شيئاً بنفسه، شرحت له أنني قررت مقابلة أبي في يوم من الأيام، وأنني اتفقت حول ذلك مع جدي. وأضفت أنني لن أذهب للعيش معه، ولا مع أي شخص آخر، حتى أبلغ سن الرشد، لأن جدي سوف يحتاج كثيراً لعنايتي حتى ذلك الوقت. قال الدكتور "بالان":‏

    - "حسن، هذا جيد جداً" ثم " إلى اللقاء" سوف أذهب للعيادة مرة أو اثنتين قبل ذهابي مع جدي إلى البحر.‏

    نحن ذاهبان إلى البحر.‏



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لقد أصبحت، يا شوكس، أكثر ذكاء، منذ أن عدت أتكلم، ومع ذلك، جدتي لا تزال غائبة، وعليَّ أن أقدّر كيف سأتصرف مع والدي، وأحل الوضع معه... لقد فكرت في ذلك كثيراً.‏

    سوف أكتب له. سأعطي "دولاهي" رسالة في آخر يوم من أيام الدراسة، هكذا سوف يرى أنني لست غاضباً منه لأنه تدخل في خصوصياتي.‏

    في الواقع إنه ألطف أستاذ عندنا، إذا فكرنا بالموضوع جيداً!‏

    جدي موافق على أن أكتب له، يقول إنه ليس هناك داعٍ للعجلة، وإنه يمكن أن أقابل والدي بعد الإجازة الصيفية، وأن علي الاعتياد على الفكرة أولاً، لقد أقسم لي أنني سأعيش عنده مادمنا سعداء معاً، ومادام قد بقي سليماً معافى، ولم يمرض.‏

    ثانية واحدة للدعاية:‏

    "لا يوجد نيقولا دون جد‏

    ولا جد دون نيقولا!"‏

    وكتبت رسالة لوالدي المساء ذاته، ووضعت ورقة كربون تحت الرسالة، كي أعطيك الصورة، لقد اجتهدت في الكتابة:‏

    "سيدي العزيز؛‏

    إنه لطف منك أن تشرفني بالاهتمام بوضعي حين أصبح بدون عائلة.‏

    لا تؤاخذني إذا تأخرت في الإجابة على طلبك في الأيام الأخيرة، لأنني كنت مشغولاً جداً بجدي بعد وفاة زوجته، الشيء الذي أثر فيّ أيضاً كثيراً ، ولكنني أصغر سناً منه.‏

    أفهم عدم حاجتك إلى الاهتمام بي من قبل، لأنني كنت بحالة جيدة جداً هنا، في البيت، والآن، إنني عاقل بما فيه الكفاية للتفكير في الوضع.‏

    إنني موافق على التعرف إليك، ولكنني أفضل أولاً، الكتابة إليك وأن ترد على رسالتي.‏

    لنفترض أن جدي "اختفى" على حد قوله، عندئذٍ سوف أكون بحاجة إليك. ولكنه الآن بصحة جيدة، يجب ألا نفكر بذلك، أعرف أن لك بنتاً، لنفترض أيضاً أنها "اختفت، عندئذٍ، أعدك أنني سوف آتي لزيارتك كثيراً، ولكن دون أن أعدك بالعيش معك، ودون أن أجرحك، لأنني اعتدت على الحياة بشكل مختلف.‏

    إنني أرسل لك صورتي بالنظارات، وإلا سوف تندهش عندما تراني أضعها يوم نتقابل. إن لها زجاجتين سميكتين.‏

    هلاّ أردت الإجابة على أسئلتي؟‏

    - كم عمر ابنتك؟‏

    - ماهي مهنتك؟‏

    - ماهي هواياتك؟‏

    - أين تسكن؟‏

    عندما نلتقي، أرجو ألا تتصرف كما لو كنت أبي، ولكن كصديق.‏

    وهكذا أستطيع في البداية أن أدعوك " ياسيدي" وهذا طبيعي أكثر عندما لا نعرف شخصاً، وبعد ذلك، إذا تفاهمت معي، وكذلك عائلتك، فسوف نلتقي من وقت لآخر للذهاب إلى السينما، أو المطعم.‏

    إنني خجول بمافيه الكفاية.‏

    أخيراً، شيء واحد أريد التأكد منه، وهو أننا لن نتكلم عن أمي، أو عن حادثة القطار.‏

    أرجو قبول فائق الاحترام.‏

    نيقولا دولوز".‏

    يا شوكس، لقد تم الأمر، وقد أعطيت الرسالة إلى السيد "دولاهي". احمرَّ وجههُ. وقلت له: "هذا لأبي" بصوت مسموع.‏

    لقد ظننت أنني سأدهشه أكثر حين سأتكلم بصوت مرتفع، ولكنه على مايبدو لم يلاحظ ذلك، كان ينظر للظرف الذي يضم الرسالة.‏

    وبما أنني لم أكن أعرف اسم أبي (عندما سألت جدي قال: ليس الآن، ليس الآن، سوف تكون مفاجأة: "له اسم غريب")؛ فقد كتبت على الظرف:‏

    "إلى سيدي والد نيقولا دولوز"‏

    كان بقية الأولاد قد ذهبوا؛ مددتُ يدي إلى السيد "دولاهي" لأقول. له "إلى اللقاء" ولكنه لم يمسك بها، وقال لي:‏

    " هذه هي العطلة الصيفية، إنني أقبّلك، سوف نتقابل حتماً"‏

    عدت إلى المنزل مع "التجميع المدرسي" الأخير في السنة الدراسية، تعرفين: يقولون ( تجميع) للتلاميذ مثلما يقولونها للقاذورات أو البطاطا إنها كلمة بشعة!!‏

    ياشوكس، يا غاليتي شوكس السرية، سوف أذهب قريباً مع جدي في أثناء العطلة، سوف نذهب إلى مركز من النوع الذي يكون لك فيه غرفتك الخاصة.‏

    وحيث يقدم لك الطعام، ونقوم بنشطات رياضية، سوف يكون هناك مجموعة للصغار وأخرى للكبار، هذا مافهمته من جدي، وهكذا سوف يستطيع جدي أن يكوّن لنفسه أصدقاء من جانبه، وأنا من جانبي. وسوف نلتقط صوراً كي أريك إياها فيما بعد.‏

    أرجو أن يرد أبي على رسالتي قبل ذهابنا.‏


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    تم الأمر، أحضر لي جدي الرسالة، وضعها على مكتبه وهو يبتسم، ولم يسألني شيئاً. أخذ قلبي يدق بسرعة.‏

    إنها مطبوعة على الآلة الكاتبة، وها إنني ألصقها هنا، تحت:‏

    "عزيزي نيقولا،‏

    لقد سررت جداً لاستلام رسالتك. اطمئن؛ لقد فهمت تماماً تمنّعك عن مقابلتي، لأن لديك كل أسباب العالم كي تكره أباً لم تعرفه أبداً:‏

    سوف لن نتكلم عن والدتك، موافق، إعلم فقط أنها كانت غالية جداً عندي، وأننا قد دفعنا ثمن هذه المرحلة من حياتنا آلاماً كثيرة، سوف أقول لك كل ماتود معرفته عندما تصبح في مثل عمري، إذا، طبعاً، أردت أنت ذلك".‏

    أشكرك على صورتك. إنك تبدو جيداً جداً، وهل لي أن أقول لك مع ذلك إنني كنت أعرفك من قبل. وإنني منذ اثني عشر عاماً (سنوات عمرك) قد تابعت خطوة بخطوة طفولتك، ولم أرد الدخول في حياتك الخاصة، لأنك كنت تبدو سعيداً تماماً مع جدّيك. لقد ربَّتك جدتُك، تماماً مثل ابنها.‏

    وعندما مَرضَتْ، هكذا فجأة، وجب عليها وعلى السيد "دولوز" أن يواجها مستقبلك بطريقة مختلفة، لقد تكلمنا معاً حول ذلك، واعتقدنا أنه من الأفضل أن تعرفني، وأن نتعلم كيف نحب الواحد منا الآخر‏

    ماهو صعب عليك، لن يكون سهلاً كذلك بالنسبة لـ "ديزي" "ديزي" هي ابنتي، إنها تجهل أن لها أخاً يصغرها بعامين. سوف أكون بحاجة لمعرفتك كي تعتاد على هذه الفكرة، فيما لو قدرنا أنا وإياك أن نحدثّها بذلك.‏

    أنا أدعى "إيف" وزوجتي "بريجيت" لن أريها رسائلك، اطمئن اطمئن. ولكنني قلت لها إنك كنت تفضل أن نتراسل في البدء، حتى نصبح كالأصدقاء، دون لعب دور الأب والابن الاجباريين). إنها ترى بذلك طريقة ممتازة في التصرف. يمكنك مناداتها "بريجيت" وأنا "إيف" إنها صحفية، أنا موظف.‏

    بالنسبة لاسم عائلتي فإنني مضطر للاحتفاظ به سرّياً بعض الوقت أيضاً.‏

    استمر بإرسال رسائلك إلى السيد "دولاهي" وسوف يوافيني بها. إننا نسكن في البناية نفسها. إنها صدفة غريبة، اكتب:‏

    إيف عن طريق السيد دولاهي.‏

    8، شارع سانت أوديل.‏

    كليرمون- فيران.‏

    ملاحظة: إنني أرسل لك صورة لبريجيت وديزي، ليس لدي صورة لي في الوقت الحاضر، لكنني سوف أذهب إلى المصوِّر خلال أيام.‏

    والدك: إيف".‏

    حدَّقت إلى الصورة، يا شوكس. الأم ترتدي بنطال جينز وكنزة، إنها بعمر كل الأمهات. لا يوجد تعليق، إنها مقبولة. لكن ديزي ليست واضحة تماماً؛ تبدو جميلة. شيء عجيب، إنني واثق، واثق جداً من أنني سبق ورأيتها في مكان ما، على كل حال ليس في المدرسة، لأنني كنت سأتذكرها ولاشك، إن الإنسان يتعرف على كل الوجوه التي يراها، ولكن أين؟‏

    اللعنة، أين؟ لا أستطيع أن أتذكر.‏

    أمَّا من ناحية أبي، فأنا مطمئن.‏

    سوف يكون صديقاً فقط، يمكنه أن يدعى "صندوق القمامة" وهذا سيان عندي، لن نقول شيئاً لابنته، لن أتكلم شيئاً مع زوجته. سوف نتصرف كما لوأنني فقط "دولوز" الصغير، حفيد جدي، نقطة.‏

    سوف يكون سراً بيننا نحن الاثنين: إيف وأنا نيقولا.‏

    سر أبوي.‏

    يوم زواجنا، يا شوكس، سوف أدعوه هو وزوجته وابنته "ديزي" سوف أريك إياه. سوف أقول لك: "يا شوكس، هذا هو والدي" ولن يعرف أحد شيئاً.‏


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    يا عزيزتي شوكس الصغيرة، لقد انتهى الأمر، حقائبي جاهزة، سوف نرحل، لن آخذ هذا الدفتر معي لأنه انتهى تقريباً، ' بقي منه ورقة بيضاء واحدة.‏

    أمس، أرسلت لوالدي كلمة صغيرة على ورقة كرتون:‏

    "هل أنت موافق على السر الأبوي بيني وبينك، مادام جدي على قيد الحياة؟"‏

    اتصل أبي هاتفياً، لم أكن موجوداً في المنزل، أستلم جدي الرسالة:‏

    " موافق على سر الأبوة- إيف".‏

    في الواقع كنت هناك، لكن جدي لم يجدني، أحسن!‏

    لكن الأكثر سرية من ذلك كله، يا شوكس، السر الذي أبوح به لكِ وحدك، والذي أحمله في حقائبي، إلى البحر، هو أنني بالأمس مساءً، وأنا أرتب أغراضي، وجدت شرائط الحذاء الأحمر؛ وفجأة، من الذي رأيته في الطريق، من الذي رأيت، احزري؟ هل حزرتِ، لا ؟‏

    آنسة لها ضفائر، بالقرب من "جود"... إنها هي نفسها التي تظهر في الصورة... "ديزي"!‏

    لن أخبر جدي بذلك مطلقاً خلال هذه الأيام.‏

    أنا بصحة جيدة الآن.‏

    بينما جدي لا يزال نحيفاً.‏

    ملاحظة: "جوليا" قالت لي إن قطتي "مينيت" تنتظر صغاراً، وسوف تحتفظ لي بواحدة منها حتى عودتي من العطلة.‏

    أقبلك، ياشوكس، بكل قوتي.‏

    نيقولا.‏

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    تمّت الرسآلة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  4. #54
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,906
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    تحيّة مآطرة تصآفح حرارة أرواحكم و دفء قلوبكم ...


    سنقرأ اليوم للكاتبة الشهيرة " لويزا ماي ألكوت " إحدى رواياتها المعروفة .. لكن قبل ذلك دعوني أعرّفكم على الكاتبة في سطور



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    لويزا ماي ألكوت Louisa May Alcott (ولدت في 29 نوفمبر 1832 - توفيت في 6 مارس 1888) هي كاتبة وروائية أمريكية شهيرة. وهي ابنة الفيلسوف والمربي الأمريكي برونسون ألكوت.

    تطوعت للعمل كممرضة عند نشوب الحرب الأهلية الأمريكية. كما أنها من دعاة حقوق المرأة ومن أنصار حق المرأة في الانتخاب.

    أشهر آثارها روايتها "نساء صغيرات" Little Women التي ألّفتها (1868 - 1869) والتي ترتكز إلى حد ٍما على طفولتها هي نفسها وأخواتها الثلاث، وقد حققت هذه الرواية شهرة ً بالغة في أوساط الفتيات. كانت تشكو طيلة حياتها من الدوخة والصداع النصفي ولم تجد لهما علاج.

    وفي احدى ليالي 1888 خرجت من بيتها مسرعة ونسيت ان تضع الفراء حول كتفها فأصيبت ببرد شديد ورعشة عنيفة ونقلت إلى منزلها واختلف الأطباء حول ما اصابها هل هو ازمة قلبية أو جلطة أو ضعف عام وظلوا يتناقشون حتى سقطت بينهم وكانت اخر كلماتها: "لا اظن انني فهمت الرجال".


    أعمالها الروائية


    نساء صغيرات 1868
    رجال صغار 1871
    أولاد جو 1886

    كآنت تلك إذاً نبذة مختصرة عن الكاتبة لويزا ... و سنقرأ معا روايتها الشهيرة ' نساء صغيرات ' ..


    فانتظروني


    يتبع .. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  5. #55
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,906
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "


    صبآحكم / مسآؤكم سكّر



    و لنستكمل معا قرآءة الروايات .. و اليوم إلى رواية " نسآء صغيرات "



    إليكم ملخصا عنها و عن أهم شخصياتها :


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    التاريخ، والنشر والتكملات
    لويزا ماي ألكوت كتبت نساء صغيرات خلال عام 1867 وأوائل عام 1868. ظلت تكتب بشراسة ودون توقف لمدة شهرين ونصف. ولفتت الانتباه بشدة إلى تشابه حياتها مع شقيقاتها الثلاث في بوسطن، ماساشوستس، وكونكورد، ماساتشوستس. مع أحداث الرواية. الرواية نشرت لأول مرة في 30 سبتمبر 1868، ولاقت النجاح بين عشية وضحاها، تم بيع أكثر من 2000 نسخة. الاستقبال كان حاسما وإيجابيا للغاية ؛ وسرعان ما دعي النقاد الرواية الجديدة بالرواية الكلاسيكية. القراء نادوا بضرورة اصدار جزء ثان يتم فيه زواج البطلة جو من صديق طفولتها لوري. وقد تلقت ألكوت رسائل كثيرة، وحتى زواراً في بلدها كونكورد طلبا للتكملة.
    و في استجابة لهذا الطلب، كتبت ألكوت الجزء الثاني بعنوان زوجات جيدات، والتي نشرت في عام 1869. تدور أحداث بعد ثلاث سنوات من الأحداث التي وقعت في الفصل الأخير من الجزء الأول ("العمة مارس تحل مسألة"). كلا الجزأين في نهاية المطاف يدعي نساء صغيرات أو ميغ، جو، بيث وايمي. بينما قاومت ألكوت المطلب الشعبي لرؤية زواج جو ووري، كتبت الزواج لشقيقات مارش الثلاث. وفي عام 1880، تم الجمع بين الجزئين في مجلد واحد، وصدرت على هذا النحو في الولايات المتحدة منذ ذلك الحين. اتبعت ألكوت نساء صغيرات على فترات مع اثنين من الروايات التي تكرر الأخوات مارش، رجال صغار (1871) أولاد جو (1886) التي تلت حياة أطفال الفتيات ولقد نزل منه مسلسل انمي ويدعى نوار

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الشخصيات


    جوزفين "جو" مارش : بطلة الرواية والمشابهة في شخصيتها للويزا ماي ألكوت نفسها. جو هي المسترجلة والأخت البكر في الخامسة عشرة. صريحة جدا ولديها شغف بالكتابة. لها طبيعة جريئة غالباً ما تتسبب لها بالمتاعب. وهي قريبة من بيث أختها الأصغر، التي تحاول أن تساعدها على أن تصبح شخصاً ألطف. ترفض اقتراح الزواج من صديق العائلة لوري (على الرغم من العديد من الرسائل المرسلة إلى ألكوت ليتم ذلك في الجزء الثاني من الكتاب)، وبعدها تنتقل جو إلى مدينة نيويورك، وتلتقي في وقت لاحق بالبروفسور الألماني فريدريك بير ويتزوجان Bhaer.
    كتبت ألكوت في وقت لاحق : "جو ينبغي لها أن تظل الأدبية العانس، ولكن الكثير من السيدات الشابات المتحمسين كتبن لي رسائل صاخبة يطالبن فيها بأن تتزوج لوري، أو شخص ما، ولم أكن أجرؤ على الرفض والعناد ".
    مارغريت "ميغ" مارش : في السادسة عشرة، وهي الشقيقة الأكبر سناً. جميلة جداً، وإلى حد ما من الطراز القديم. فهي الأكثر مسؤولية وتساعد في القيام بالأمور المنزلية أثناء غياب والدتهن. ميج أيضا تحرس ايمي من غضب جو عندما يتشاجرن، تماماً كما تحمي جو بيث. نظراً لفقر الأسرة يتعين عليها أن تعمل بمثابة المربية لأسرة ثرية في المدينة. تقع في حب السيد جون بروك معلم لوري، وفي نهاية المطاف تتزوج منه وينجبان التوأم، مارغريت "الزهرة"، وجون لورانس "ديمي" (وهو اختصار لديمي جون). وهناك طفلة ثالثة، جوزفين (تسمى "جوسي")، تولد في الجزء الثاني رجال صغار و يكون هؤلاء الأطفال الثلاثة هم الشخصيات الرئيسية في رواية أولاد جو.
    اليزابيث "بيث" مارش : في الثلاثة عشر عاما، هادئة وتجيد العزف على البيانو تحب الدمى والقطط. مطيعة وخجولة بدرجة كبيرة، تفضل أن تكون من من يدرسون في منازلهم ويبتعدون عن الجمهور معظم الحالات. في بداية الكتاب، ألكوت تصفها باعتبارها فتاة حلوة ذو وجه شاب مستدير وشعر بني، مما يجعلها تبدو أصغر من سنواتها. وهي قريبة من جو، على الرغم من أن شخصياتهما مختلفة جدا. بيت تحب العمل الخيري وتساعد أمها في رعاية الأسر الفقيرة. عندما تذهب والدتهن لزيارة والدهن المريض في واشنطن، تصاب بيث بعدوىالحمى القرمزية من أصغر طفل في عائلة هاملزالألمانية الفقيرة. وعلى الرغم من بذل جو وميج قصارى جهدهما لتمريضها، إلا أن حالتها تسوء فتتضطران إلى استدعاء أمهن السيدة مارش حتى تتمكن تقول لها وداعاً. ومع ذلك، فور وصول السيدة مارش، تنتهي الحمى وتتماثل بيث للشفاء ولكن المرض يتركها ضعيفة بشكل دائم. في الجزء الثاني من الكتاب، عندما تبدأ أخواتها في مغادرة منزلهن، يكون كل ما تريد هو أن تبقى في المنزل مع والديها. عندما تتدهور صحتها مرة أخرى بعد اصابتها بالسل، تهرع جو في العودة إلى المنزل لتكون ممرضة لها، وإن كان الوقت قد فات لإنقاذها وإبقاءها على الحياة. كما بيث وفاة، وقالت انها تسمو على الخجل من خلال الانفتاح على جو عن أهميتها الروحية وفاتها. يشير بعض النقاد إلى أن ألكوت استخدمت وفاة بيث كإشارة إلى صعوبة بقاء الشخصيات التقليدية في عالم متزايد الصناعية.
    ايمي كورتيس مارش : الأخت الصغرى في سن الثانية عشرة عندما تبدأ القصة، فنانة موهوبة، تصفها ألكوت بأنها فتاة شابة ذات شعر مجعد وعيون زرقاء. أنفها مسطح، على ما يبدو بسبب أن جو اسقطتها عندما كانت طفلة. ايمي تنتبه بشدة الي هذا الخلل، وفي الفصول الأولى تسعى إلى "علاج" هذا الخلل من خلال ارتداء مشابك الغسيل على أنفها حين تنام. هي تهتم بعائلتها، ولكنها أيضا "باردة، ومحفوظة الدنيوية". في كثير من الأحيان "تتدلل" لأنها الأصغر وتميل إلى اصطناع نوبات الغضب عندما لا تسير الأمور في طريقها. علاقتها مع جو على وجه الخصوص هي غالبا ما تكون متوترة بسبب إغاظتها من قبل جو، لا سيما عندما تحاول ايمي استخدام الكلمات الكبيرة، فتتلفظ بها خطأ أو لا تحسن استخدامها بشكل صحيح. وتصل الأمور بينها وبين جو إلى ذروتها عندما تمانع جو اصطحاب ايمي إلى المسرح مع لوري.فتقرر ايمي الانتقام من جو باحراق روايتها غير المكتملة بعد. وعندما تكتشف جو فعلتها، تثور قائلة لها : "أنا لن اغفر لك ! أبدا! " تحاول ايمي الاعتذار من جو إلا أنها ترفض. وفي اليوم التالي، يذهب لوري وجو للتزلج وتلحق ايمي بهم ولكنها لا تسمع لتحذير لوري من الجليد في وسط البحيرة وتقع في بركة المياه الجليدية. هذة الصدمة تشعر جو بالذنب والحزن على ما بدر منها تجاه شقيقتها ونتيجة لذلك تصبحان اقرب لبعض. عندما مرضت بيث بالحمى القرمزية، ارسلت ايمي إلى العمة مارش حتى لا تصاب بالمرض. تصبح العمة مارش مولعة بها، وتختارها لاحقاً لتكون رفيقتها في أسفارها إلى أوروبا. على الرغم من أن ايمي تتمتع بالسفر، ولكنها بعد الاطلاع على أعمال فنانين مثل ميكلانجيلو ورافاييل، تقرر التخلي عن الفن، لأنها لا يمكن أبداً أن تكون جيدة بقدر ما تريد. خلال أسفارها، تلتقي بلوري، وبعد وقت قصير من وفاة بيث، يتزوجان. في وقت لاحق، ايمي تلد ابنتها اليزابيث (بيت) التي ترث جمال والدتها الطبيعي الكلاسيكي.
    مارغريت مارش : أم البنات ورب الأسرة بينما كان زوجها بعيداً. تشارك في الأعمال الخيرية ومحاولات لإرشاد الفتيات إلى الأخلاق وتشكيل شخصياتهن، من خلال تجارب حياتهن. بعد الشجار الكبير بين جو وايمي تسر الأم إلى جو أن لديها شخصية متقلبة مثل جو، ولكنها تعلمت كيفية السيطرة عليها لتتجنب ايذاء نفسها وأحبائها.
    روبن "الاب" مارش : من الأثرياء سابقاً، حيث ساعد الأصدقاء الذين لم يتمكنوا من سداد الديون، مما أدى إلى فقر الأسرة. هو رجل دين وبمثابة مرشد روحي لجيش الاتحاد.
    هانا البوري : الخادمة للأسرة مارش، وهي سيدة كبيرة في السن طيبة ومخلصة للأسرة.
    العمة جوزفين مارش : عمة السيد مارش، وهي أرملة غنية. تعيش وحدها في شقة وجو تعمل لديها. هي لا توافق على تصرفات الأسرة وضياع ثروتها من خلال العمل الخيري. هي مشاكسة ولكنها لا تخلو من الرحمة.
    ثيودور "لوري" لورانس : ساحر، لعوب، الشاب الغني الذي يعيش في المنزل المجاور للأسرة مارش. هو غالباً ما يساء فهمه من جانب جده بسبب محبة الجد المفرطة وخوفه على حفيده من أن يسير في خطى والده الذي كان شاب حر الروح هرب مع عازفة بيانو إيطالية، وبالتالي، تبرأ منه الجد. وعندما يتوفى الابن وزوجته يرسل لوري للعيش مع السيد لورانس. بعد أن ترفض جو الزواج من لوري، يسافر إلى لندن وبينما هو في أوروبا يلتقي بايمي التي تلد له في وقت لاحق ابنتهما إليزابيث (باس).
    السيد جيمس لورانس : الجار الثري وجد لوري. يعيش وحيداً في قصره، وغالباً ما يكون على خلاف مع حفيده الحماسي. هو يحمي الأخوات مارش في حين غياب والدهن ووالدتهن كما لو كن بناته تماماً. فهو صديق قديم للسيد مارش، ومعجب بأعمالهم الخيرية. يطور صداقة خاصة مع بيث، التي تذكره بابنته ميتا، ويعطي في نهاية المطاف بيث البيانو التي كانت تملكه ميتا لتعزف بيث عليه.
    جون بروك : على الرغم من أنه معلم لوري، إلا أنه يقع في حب ميغ. وعندما يرحل لوري للكلية، يعمل من أجل السيد لورانس كمساعد ومرافق للسيدة مارش إلى واشنطن عندما يكون زوجها مريضاً. في وقت لاحق في الكتاب، العمة مارش تمانع زواج ميج وجون لأنها تعتقد أن بروك كان مهتماً فقط بميراث ميج، وتهدد ميج بالحرمان من الميراث. عندما تعلم ميج جون بالخبر، يخبرها أنهما سيتحديان معا العمة مارش (التي تبارك في نهاية المطاف الزواج). ويتزوج من ميج بعد سنوات قليلة عندما تضع الحرب أوزارها، وتصبح في العشرين. مات من مرض لم يكشف عن اسمه في نهاية رجال صغار.
    هاملز : عائلة ألمانية مهاجرة فقيرة منكوبة تتكون من الأم الأرملة وسبعة أطفال. Marmee تتولى الفتيات مساعدتهم في الغذاء والحطب والبطانيات وغيرها من وسائل الراحة. ثلاثة من الأطفال يموتون من الحمى القرمزية التي تصيب بيث أثناء محاولتها العناية بهم.
    كنجز: الأسرة الغنية التي توظف ميج كمربية.
    الغاردنير : أصدقاء ميج الأغنياء الذين قبل أن يفقد مارش أموالهم كانت الأسرتان على قدم المساواة الاجتماعية. وGardiners والغاردنير عائلة طيبو القلب ولكنهم بغيضون نوعاً ما، يؤمنون بالزواج من أجل المال والمصالح. صديقة ميج سالي غاردينر في النهاية تتزوج صديقها نيد موفات، ولكنها تكون غير قادرة على إنجاب الأطفال، وتصبح غير سعيدة في زواجها الهش.
    السيدة كيرك Kirke : صديقة السيدة مارش والتي تدير منزلاً في نيويورك. كما أنها توظف جو كمربية لابنتيها كيتي وميني، لبعض الوقت.
    الأستاذ فريدريك "فريتز" بيير Bhaer : من الفقراء والمهاجرين الألمان والذي كان أستاذاً معروفاً في برلين، ولكنه يعيش الآن في منزل السيدة كيرك. ينشئ صداقة هو وجو، ويشجعها لتصبح كاتبة جادة بدلاً من كتابة قصص قصيرة لصحف الاثارة الأسبوعية.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نبذة عن الرواية:

    تحكي هذه الرواية عن حياة أربع فتيات ( ميغ ـ جوـ بيث ـ آيمي...مارش ) عاشوا في زمن الحرب التي اندلعت بين الشمال والجنوب في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد رحل والدهم مع الجيش ليساعد في العناية بالمرضى والجرحى. وقد كانت عائلة مارش في الماضي من العائلات الغنية الا أن والدهم فقد أمواله وهو يحاول مساعدة صديق له.
    عانت العائلة من الفقر المتقع الا أن هذا لم يمنعها من مساعدة الفقراء والتخلي عن متعهن في سبيل اسعاد أي شخص محتاج. وبسبب طيبة قلبهن واخلاقهن تتعمق أواصر الصداقة بينهم وبين السيد العجوز وحفيده في المنزل المجاور.
    تمر العائلة بسلسلة من المواقف المحزنه ولكنها بالمقابل لا تخلو من الواقف السعيدة والمفرحة والتي تحرك مشاعر القارئ عند قراءته لهذه الرواية.
    تمر العائلة في الفصول الاخيرة من الرواية بحادثه مفجعة تدمع العين وهي وفاة احدى الشقيقات اثر اصابتها بالمرض. الا ان العائلة تواجه هذه الحادثة بصبر حتى وان كانت قلوبهن تتألم حزنا.
    الا ان الاحزان لا تدوم الى الابد فكل واحده من الشقيقات الثلاثة شقت طريقها في الحياة و كونت لها عائلتها الصغيرة الخاصة وحققن احلامهن وامانيهن.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    و إلى اللقاء في رواية جديدة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  6. #56
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,906
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "



    مرحبا أحبتي


    بعد انقطاع طويل و غياب .. ها نحن نعود للقراءة في رحاب الأدب العالمي


    الليلة سأقرأ لكم عن الكاتب الأمريكي إرنست همينغوي ... و سأختار لكم أجمل رواياته لنبحر في طياتها



    و قبل ذلك و كما عودتكم سأقدم بداية نبذة مختصرة عن سيرته الذاتيه .. فتفضّلوا :


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    إرنست ميلر همينغوي (بالإنجليزية: Ernest Miller Hemingway، عاش بين 21 يوليو 1899 - 2 يوليو 1961 م) كاتب أمريكي يعد من أهم الروائيين و كتاب القصة الأمريكيين.كتب الروايات و القصص القصيرة. لقب ب "بابا". غلبت عليه النظرة السوداوية للعالم في البداية، إلا أنه عاد ليجدد أفكاره فعمل على تمجيد القوة النفسية لعقل الإنسان في رواياته، غالبا ما تصور أعماله هذه القوة و هي تتحدى القوى الطبيعية الأخرى في صراع ثنائي و في جو من العزلة و الانطوائية.شارك في الحرب العالمية الأولى و الثانية حيث خدم على سفينه حربيه أمريكيه كانت مهمتها إغراق الغواصات الألمانية, و حصل في كل منهما على أوسمة حيث أثرت الحرب في كتابات هيمنجواى و روايته.


    أدبه :


    عكس أدب همينغوي تجاربه الشخصية في الحربين العالميتين الحرب العالمية الأولى و الحرب العالمية الثانية والحرب الأهلية الإسبانية. تميز أسلوبه بالبساطة و الجمل القصيرة. و ترك بصمتة على الأدب الأمريكي الذي صار همينغوي واحدا من أهم أعمدته. شخصيات همينغوي دائما أبطال يتحملون المصاعب دونما شكوى أو ألم، و تعكس هذه الشخصيات طبيعة همينغوي الشخصية.


    أعماله الأدبية :


    ثلاث قصص و عشر قصائد (قصص قصيرة) 1923
    في وقتنا (قصص قصيرة) 1925
    سيول الربيع (رواية) 1926
    الشمس تشرق أيضاً (رواية) 1926
    رجال بلا نساء (قصص قصيرة) 1927
    وداعا للسلاح. (رواية) 1929
    الطابور الخامس (قصص قصيرة) 1930
    الموت بعد الظهر (رواية) 1932
    الفائز لا ينال شيئاً (قصص قصيرة) 1933
    تلال أفريقيا الخضراء (رواية) 1935
    أن تملك و الا تملك (رواية) 1937
    لمن تقرع الأجراس (رواية) 1940
    رجال عند الحرب 1942
    عبر النهر نحو الأشجار (رواية) 1950
    الشيخ و البحر (رواية) 1952
    ثلوج كلمنجارو
    القتلة
    وليمة متنقلة (رواية نشرت بعد موته) 1964



    تلك كآنت بعض محطات حياة الكاتب إرنست همينغوي .... و سأوافيكم لاحقا بقراءة لأهم رواياته فانتظروني



    دمتم رائعين كما أنتم نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  7. #57
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,906
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "



    مسآء معتّق بحلآ إحساسكم أحبتي



    دعونا نقرأ اليوم و كما وعدتكم سابقا إحدى قصص إرنست هيمنجوي ...


    و قد انتقيتُ لكم قصة له " رواية قصيرة " بعنوان : قطّة في المطر



    فاستمتعوا بقراءتها ..



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    كان هناك أمريكيان فقط قد توقفا عند ذلك الفندق ،لم يتعرفا بأي أحد من النزلاء بعد ،فاتخذا طريقهما بين السلالم العليا، عابرين الممر المؤدي نحو غرفتهما في الطابق الثاني ، بمواجهة البحر ، والتي تطل أيضا على متنزه عمومي يتوسطه نصب تذكاري للحرب، حيث اصطفت عدة نخلات ،مع بضعة مصاطب طليت باللون الأخضر .
    دائما في الأجواء الصافية يرتاد أحد الرسامين المكان مصطحبا حاملةَ لوحاته ، فقد كان الفنانون يعشقون الطريقة التي نبتت بها أشجار النخيل العالية ، وألوان الفنادق البراقة المقابلة للحدائق والبحر.




    كان نفر من الإيطاليين قد جاؤوا من مناطق نائية بغية مشاهدة النصب البرونزي الذي أخذ شكله بالالتماع بعد تساقط قطرات المطر .والتي كانت تنثال من خلال شجيرات النخل ،مكونة بركاَ مائية ضحلة تجمعت بين الممرات المغطاة بالحصى ،وتحت وابل الأمطار أخذ البحر يتكسر في خط طويل متعرج وهو ينزلق عائدا نحو الشاطئ، ثم يندفع عاليا في خط طولي متكسر آخر متراجعا بعد اشتداد غزارتها .
    غادرت العربات ساحة النصب ، وفي المقهى عبر الساحة ، توقف احد الندل عند المدخل مصوبا نظراته الى الخارج ، حيث المكان الخالي.
    وقفت زوجة الامريكي عند شباكها ، متطلعة ،فخارجا أسفل الشباك ، عند اليمين جلست قطة صغيرة ، انكمشت مرتجفة تحت احدى الموائد الخضرالمبللة ،وهي تناظل ان لاتصيبها القطرات عند نزولها ، قالت الزوجة :
    - أنا ذاهبة تحت لجلب تلك القطيطة .
    عرض زوجها وهو في فراشه:
    - أنا سأذهب ..



    - كلا ، سوف آتي أنا بها ، المسكينة تحاول جاهدة تفادي البلل تحت المنضدة .
    عاد الزوج الى القراءة ، مستندا على وسادتين عند قدمي السرير ، قال لها:
    - حاذري ان تبتلي ..
    نزلت الزوجة الى الطابق الأول ، فتوقف صاحب الفندق العجوز الطويل وحياها بأنحناءة حين مرت بمكتبه، وقد كانت منضدته الى الركن القصي من غرفة الأدارة ، أحبت المرأة شكله ، قالت :
    - مساء الخير .
    - نعم ، نعم سنيورة ، ياله من جو فظيع .
    وبقي في مكانه عند الركن البعيد القليل الضوء من الغرفة ، بدت الزوجة معجبة به ،

    أعجبتها طريقته وجديته القاتلة حينما يواجه شكوى من احد ما ،اعجبها

    وقاره و أسلوبه في تقديمه الخدمات إليها، احترامه لمركزه في الادارة،

    كما أحبت شيخوخته ، صرامة وجهه ،ويديه الضخمتين .شعرت نحوه بميل كبير.
    ذهبت لفتح الباب وجالت ببصرها خارجا ، وقد اشتد في تلك الأثناء زخ المطر ، عبر رجل الساحة الفارغة امامها متجها صوب المقهى وقد أئتزر واقيا مطريا ،ستكون القطة قد اتخذت لها مكانا عند الجانب الايمن ،و ربما قد ابتعدت قليلا حيث الرواق، وبينما هي متوقفة عند المدخل ، فتحت مظلة الى جوارها من قبل خادمةالغرف ، (علينا ان لاندع البلل يصيبك) ابتسمت وهي تكلمها بالأيطالية ،بالطبع قد ارسلها مدير الفندق ، جدت في السير على الممر الحصوي ، تتبعها الخادمة باسطة المظلة فوقها ، حتى وصلت الى المكان الذي يقع اسفل شباكها تماما،وجدت الطاولة في موضعها خضراء لامعة وقد غسلها المطر ، غير ان القطة لم تعد هناك.
    أصيبت فجأة بالخذلان فنظرت إليها الخادمة متسائلة :
    - سنيورة ، هل فقدت شيئا ؟
    أجابت الفتاة الامريكية :
    - كانت هنا قطة .
    -قطة ؟
    - نعم قطة .
    - قطة ( ضحكت الخادمة ) قطة في المطر ..
    - نعم ( قالت ) أسفل الطاولة،بعد ذلك ، اوه ، أنا أريدها،أريد تلك القطيطة من كل قلبي .
    اقطبت ملامح الخادمة حين حدثتها بالانكليزية قالت:
    - سنيورة ، تعالي ..علينا أن نعود إلى الداخل ،سوف تبتلين .
    أجابتها الفتاة الامريكية :
    - أظن ذلك .


    سارتا عائدتين عبر ممر الحصى، دلفت المرأة خلال الباب بينما تأخرت الخادمة خارجا ، كي تغلق المظلة ، حالما عبرت الفتاة الامريكية مكتب الفندق بادرها المدير بانحناءةاخرى من خلف منضدته ، لازمها شعور بالانقباض ، واحساس داخلي بالغ الصغر ،فقد جعلتها انحناءة الرجل في تلك اللحظة تزداد ضئالة ولكنها في الوقت نفسه اشعرتها بأهميتها ومكانتها الحقيقية ،كان ذلك اشبه بشعور آني واحساس لامتناه بالوجود والرفعة والسمو. صعدت السلم ، وحين فتحت باب الغرفة ، كان جورج لايزال مستلقيا على الفراش مستمرا في قراءته .
    - هل جلبت القطة ؟ سألها وهو يضع الكتاب جانبا ،
    - لقد ذهبت .
    راح يفرك عينيه لأراحتهما من القراءة ،تساءل : - عجبا ، اين تراها ذهبت ؟
    جلست هي على حافة الفراش ،قالت :
    - كنت راغبة كثيرا بالاحتفاظ بها ،لاأعرف لماذا أردتها بهذا الاصرار ،اردت تلك القطيطة المسكينة ،.أتراه شيئا مسرا وجود قطيطة بائسة تحت الامطار؟
    عاد جورج الى المطالعة ، فانتقلت هي الى الجلوس امام منضدة مرآة الزينة،
    وطفقت تنظر نفسها في مرآة يد صغيرة ،تطلعت تدرس وجهها من الجانب ،
    بدأت اولا بأحد الجوانب ، ثم انتقلت الى الجانب الأخر ، بعد ذلك أخذت تتطلع بعناية الى مؤخرة رأسها وعنقها .


    - هل تعتقد انها فكرة جيدة لو جعلت شعري ينمو اطول ؟
    تساءلت وهي تنظر الى بروفيل وجهها ثانية .التفت جورج واخذ يتملى منظر عنقها من الخلف ، شعرها المقصوص مثل الاولاد .
    - احبه على هذه الحال .
    قالت : - لقد تعبت من ذلك ، تعبت من كوني ابدو اشبه بصبي.
    اعتدل جورج مغيرا وضعيته في الفراش ، فلم يعد لمشاهدتها منذ ان ابتدأت بمحادثته. قال :
    - ولكنك تبدين جميلة ولطيفةهكذا،سحقا .
    أعادت المرآة الى الجرارة ، وقامت متجهة نحو الشباك ، تنظر بعيدا وقد خيم خارج الغرفة الظلام .قالت :
    - ارغب ان ادفع شعري الى الخلف وأشده بنعومة ، اعمل منه عقدة كبيرة تنحدر الى الظهر ، تلك هي مشاعري ، ارغب بامتلاك قطة صغيرة اجلسها في حجري ، وتقر كلما ربتت فوق رأسها يداي .
    تمتم جورج وهو على فراشه :
    - نعم ...


    -كما أرغب تناول طعامي على مائدة بالأواني الفضية خاصتي تحت ضوء الشموع ، أرغب بمقدم الربيع ، وتمشيط شعري في الهواء أمام المرآة ،أريد قطة وبعض الفساتين الجديدة .
    - اوه ، اصمتي ، وخذي لك شيئا تقرأينه ..
    قال جورج ذلك وتابع قراءته ثانية .،فعادت هي تحدق خارجا من خلال النافذة ، كان الظلام قد ازداد حلكة و مازال المطر يتساقط باستمرار فوق الشجر:
    - على أية حال ، اريد قطة ،(قالت ) أريد قطة ، أريدها الآن ، إذا لم يكن بوسعي أن أحيا بسرور و أن أمتلك شعرا طويلا ،فبإمكاني الحصول على قطة صغيرة .
    لم يكن جورج مصغيا لكلامها وقد انشغل تماما بمطالعة كتابه ، فبقيت زوجته ترقب النافذة وتتطلع إلى الأنوار التي بدأت تغمر الساحة .بينما كان أحدهم يطرق الباب .
    -ادخل ..
    قال جورج ناظرا من فوق كتابه .كانت الخادمة تقف في الممر عند الباب ، ممسكة بقطة شعرها بلون درع السلحفاة ، تخلصت القطة من قبضتها بعناد وراحت تتأرجح عكس الأتجاه محاولة النزول :
    - عفوا ..(قالت ) طلب مني المدير إحضارها من أجل السنيورة .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

صفحة 6 من 6 الأولىالأولى ... 456

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. فيديو لحضور "العواجي" ومداخلة "العريفي" و"البريك" وهروب "الشريان" الحقلة كاملة
    بواسطة عبدالرحمن في المنتدى :: منتدى الأخبار والإقتصاد ::
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25 -01- 2014, 04:38 PM
  2. ضبط حفلة لـ"بويات" و"عبدة شيطان" و"إيمو" في فندق شهير بـ"الخُبر"
    بواسطة أبحر بأفكآري ~ في المنتدى :: منتدى الحوادث والجرائم ::
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 13 -06- 2013, 01:57 PM
  3. " زمان اول تحوّل " . سلسلة " تغيرنا " .!! ( 2 ).
    بواسطة الهامس جهرا في المنتدى :: المنتدى العــــــام ::
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 30 -01- 2011, 12:28 PM
  4. " زمان أوّل تحوّل " .. سلسلة " تغيٌّرنا " !! ( 1 )
    بواسطة الهامس جهرا في المنتدى :: المنتدى العــــــام ::
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15 -01- 2011, 10:47 PM
  5. قصيدة رائعة "من أروع ما قرأت " بعنوان "ألم الفراق" اقرأوهـــــأا لن تندموا
    بواسطة انا اسف في المنتدى :: منتدى الشعر الفصيح ::
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25 -01- 2007, 02:16 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •