كنت قد عزمت على إعداد بحث شامل كامل حول هذه القضية كما وعدتكم
إلا أن الرابط الذي وضعه الأخ أبو زهير وفقه الله ، أغنى كثيرا عما سأقوله
فاقتصرت على إيراد بعض الأحاديث التي فيها ما يغني ويقنع العاقل الباحث عن الحق
ثم عقبت على ذلك بفتاوى العلماء المعتمدين مثل:
سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز رحمه الله .
وفضيلة الشيخ الوالد محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
وأصحاب الفضيلة أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
وهو كالتالي :
(4212) ــ حدثنا أبُو تَوْبَةَ أخبرنا عُبَيْدُ الله عن عَبْدِ الْكَريمِ الْجَزَرِيِّ عنْ سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عن ابن عَبَّاسٍ ، قالَ
قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَكُونُ قَوْمٌ يَخْضِبُونْ في آخِرِ الزَّمَانِ بالسَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ لاَ يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» .
(5374) ــــ أخبرنا عبدُ الله بنُ أحمد بن موسى ، قال: حدثنا أبو الطَّاهر بنُ السَّرحِ ، قال: حَدَّثنا ابنُ وهب ،
قال: أخبرنا ابنُ جريج ، عن أبي الزُّبير عن جابر قال : أُتي بأبي قُحَافَةَ يَوْمَ فتح مكةَ ورأسُهُ ولِحيتُهُ كَثُغَامَةٍ بَيْضَاءَ،
فقالَ رسولُ اللَّهِ : «غَيِّروا رأسَهُ واجْتَنِبوا السَّوَادَ».(2:16)
(5375) ــــ أخبرنا محمدُ بنُ إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حَدَّثنا الحسنُ بنُ أحمد بنِ أبي شُعيب ،
قال: حَدَّثنا محمدُ بنُ سَلَمَة ، عن هشامِ بنِ حَسَّان ، عن محمد بنِ سيرين عن أنسِ بنِ مالكٍ ،
قال : جاءَ أبو بكرٍ بأبي قُحَافَةَ إلى رسولِ اللَّهِ يَوْمَ فتحِ مكةَ،
فقالَ رسولُ الله لأبي بكرٍ: «لو أَقْرَرْتَ الشَّيْخَ في بَيْتِه، لأتيْنَاهُ» تَكْرِمَةً لأبي بكرٍ،
قالَ: فأَسْلَمَ ورأسُهُ ولِحيتُهُ كالثُّغَامَةِ بَيْضَاء، فقالَ رسولُ اللَّهِ : «غَيِّروهُما، وجَنِّبُوهُ السَّوَادَ».(1:109)
قال أبو حاتِم : قولُه : «غَيِّرُوهُما» لفظة أمرٍ بشيءٍ، والمأمورُ في وصفه مخيَّرٌ أن يغيرَهما بما شاءَ مِنَ الأشياء،
ثم استثنى السَّوادَ مِنْ بينها، فنهى عنهُ، وبقي سائرُ الأشياءِ على حالتِها.
قال النووي: مذهبنا استحباب خضاب الشيب للرجل والمرأة بصفرة أو حمرة ويحرم بالسواد على الأصح انتهى.
بسم الله الرحمن الرحيم
من فتاوى هيئة كبار العلماء
س ماحكم تغيير شيب شعر الرأس واللحية بالسواد ؟
ج تغيير الشيب بصبغ شعر الرأس واللحية بالحناء والكتم ونحوهما جائز
وتغييره بالصبغ الأسود لا يجوز ، وقد ورد بهذا الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : جيء بأبي قحافة يوم الفتح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكأن رأسه ثغامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اذهبوا به إلى بعض نسائه فتغير بشيء وجنبوه السواد )
رواه أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه
وفي رواية لأحمد قال صلى الله عليه وسلم : لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه تكرمة لأبي بكر
فأسلم ولحيته ورأسه كالثغامة بياضا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( غيروها وجنبوه السواد )
وقال صلى الله عليه وسلم ( إن أحسن ما غيرتم يه هذا الشيب الحناء والكتم )
رواه أحمد وأبو داوود والنسائي والترمذي وابن ماجه وصححه الترمذي
فتاوى هيئة كبلر العلماء ج2ص947
اللجنة الدائمة
***
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله هذا السؤال
س- ما مدى صحة الأحاديث التي وردت في صبغ اللحية بالسواد ،
فقد انتشر صبغ اللحية بالسواد عند كثير ممن ينتسبون إلى العلم ؟
فأجاب فضيلته بقوله :
ج- في هذا الباب أحاديث صحيحة كثيرة من أشهرها حديث جاء في قصة والد الصديق رضي الله عنه
رواه مسلم في صحيحه عن جاب بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال لما رأس والد الصديق ولحيته كا لثغامة بياضا ( غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد ) وفي رواية (وجنبوه السواد )
وحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال ( سيكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة )
وهذا وعيد شديد ، وفي ذلك أحاديث أخرى كلها تدل على تحريم الخضاب بالسواد وعلى شرعية الخضاب بغيره .
انتهى كلامه رحمه الله
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ
عبد العزيز بن باز
ج4 ص58
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
س- ما حكم تغيير الشيب ؟ وبم يغير ؟
فأجاب فضيلته قائلا : تغيير الشيب سنة أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ،
ويغير بكل لون ماعدا السواد ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يغير بالسواد فقال ) جنبوه السواد )
.وورد في الحديث الوعيد على من صبغه بالسواد،
فالواجب على المؤمن أن يتجنب صبغه بالسواد، لما فيه من النهي عنه والوعيد على فعله ،
ولأن الذي يصبغه بالسواد كأنما يعارض سنة الله في خلقه،
فإن الشعر يكون أسود في حال الشباب ، فإذا أبيض للكبر أو لسبب آخر فإنه يحاول
أن يرد هذه السنة إلى ما كانت عليه من قبل، وهذا فيه شيْ من تغيير خلق الله عز وجل ،
ومع ذلك فإن الذي يصبغ بالسواد لابد أن يتبين أنه صابغ به لأن أصول الشعر ستكون بيضاء .
وقد قال الشاعر :
نسود أعلاها وتأبى أصولها ولا خير في فرع يخالفه الأصل .
مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ :محمد بن صالح العثيمين
مجلد (11) ص (120-121)