نَبِْنيْ منَ الهجْرِ ما لا يَرْتَضِي الأمِلُ=ونَزْدهِي بالمدى الأعمى ونحْتفلُ
ونَصنَعُ النَّأيَ مِنْ أمْشاجِ شِقوتِنا=وندَّعي الطهْرَ والآمالُ ترْتحِلُ
نَصُبُّ بين مآقِيها العمى صُوَراً =فَتُخْطِيءُ الدرْبَ والأشواقُ تَشْتَعِلُ
ونرْكَبُ الظَّنَّ ويْحَ الظَّنِّ ما تَرَكَتْ=أَسْبَابُهُ مِنْ سَبِيْلٍ بالرَّجا يَصِلُ
تاهتْ خُطانا وأغْرانا ببارِقِهِ =آلُ الظُّهُورِ فلا وصْلٌ ولا نُزُلُ
كأنَّهُ لم يكنْ يوماً لنا شَرَفٌ=أنَّا بحبِّ المَلا نَرْوىْ ونَغْتَسِلُ
لا يُبْصِرُ المَرْءُ إلا زَهْوَ صَاحِبِهِ=وزَهْوُهُ سامِقٌ بالسُّحْبَ يَتَّصِلُ
يرى مَشَيْدَ السَّنا منْ نَسْجِ غُرَّتِهِ=وينْسُجُ المَقْتَ في شرْيانِهِ الخَطَلُ
أَنَلْبَسُ الزَّهْوَ ما لِلزَّهوِ يأْكُلُنا؟=ويَعْتَرِينا الرِّضََى والشَّوْكَ نَنْتَعِلُ
غاضَتْ مياهُ الهُدى مِنْ كُلِّ جارِحَةٍ =والجَدْبُ يُوشَكُ أنْ يَطْغَى. أَنَقْتَتِلُ؟!
أَنَطْرُدُ الصَّفْحَ عَنْ أَبْوابِ مُهْجَتِنا=ونَزْرَعُ البيْنَ في كَفٍّ وَنَبْتَهِلُ
وَنَأْمَلُ الخيْرَ ما لِلخَيْرِ مِنْ سُبُلٍ=تَعَثَّرَتْ فِي شِعابِ الحاسِدِ السُّبُلُ
ما أقْبَحَ الكِبْرَ إنْ عَبَّدْتَهُ رَجُلاً=أَضْحَى يَرَاكَ لِذَاكَ العَبْدِ تَخْتَزِلُ
لا يُثْمِرَ السِّدْرُ إلا النَّبْقَ وا أَسَفَى =أَكُنْتَ تَأْملُ أنْ تَرْقَى بِهِ الْعِلَلُ
أَيُنْضِبُ الشِّعْرُ فِيْنَا كُلَّ ماطِرَةٍ=ويُمْحِلُ القَلْبَ ما تَأْتِي بهِ القُبَلُ
أَتَحْجُبُ الشَّمْسَ عَنْ وَجْهِ الضُّحَى سُجُفٌ=خِيْطَتْ مِنَ الوَهْمِ واسْتَغْنَى بِها الزَّلَلُ
أَوْهَى مِنَ الزَّيْفِ ما أغْنا كَ مِنْ حُلَلٍ=تَظُنُّها واقِيَاتٍ شاهَتِ الحُلَلُ
أوْهَى مِنَ الآلِ ساعٍ نَحْوَ بَهْرَجَةٍ=إنْ لمْ يَكُنْ شاعِراً تَشْدُو بِهِ المُثُلُ