شَبَحُ الأَرْبَعِيْن
شعر\ عيسى جرابا
21\7\1426هـ
يُخَاتِلُنِي شَبَحُ الأَرْبَعِيْنْ=وَحِيْداً عَلَى مِرْجَلٍ مِنْ حَنِيْنْ
ذِرَاعَاهُ مَبْسُوْطَتَانِ عَلَى=فُؤَادِي وسُحْنَتُهُ لا تَبِيْنْ
وَرَايَاتُهُ البِيْضُ تَجْتَاحُنِي=وَتَنْثُرُنِي كُوْمَةً مِنْ سِنِيْنْ
فَأَصْرُخُ... يَرْتَدُّ صَوْتِي صَدَىً=جَرِيْحاً, وَكَمْ سَامِعٍ لا يَلِيْنْ!
أُحَدِّثُ نَفْسِي, وَنَفْسِي أَسَىً=تَسَاقَطُ فِي أَثَرِ الرَّاحِلِيْنْ
هُنَا كَمْ زَرَعْنَا حُقُوْلَ الـمُنَى=تَسُرُّ بِخُضْرَتِهَا النَّاظِرِيْنْ!
هُنَاكَ رَكَضْنَا... رَسَمْنَا... وَكَمْ=بَنَيْنَا مِنَ الطِّيْنِ أَحْلامَ طِيْنْ!
هُنَالِكَ...أَوَّاهُ! كُلُّ الثَّرَى=يَكَادُ يَبُوْحُ بِسِرٍّ دَفِيْنْ
وَرَفَّتْ طُيُوْفٌ تُرِيْقُ الكَرَى=وَفِي مُهْجَتِي مِنْ سَنَاهَا جَنِيْنْ
وَأَغْمَضْتُ عَيْنِي وَقَلْبِي رِضَا...=وَأَنْسَانِيَ الـحُلْمُ أَنِّي رَهِيْنْ
وَغِبْتُ عَنِ الكَوْنِ عَنِّي أَنَا=وَيَصْفَعُنِي شَبَحُ الأَرْبَعِيْنْ
وَيَهْوِي يُجَرْجِرُ حُلْمِي وَتَــ = ــلَّهُ - دُوْنَمَا رَحْمَةٍ - لِلجَبِيْنْ
فَيَهْتَزُّ قَلْبِي وَلَكِنْ سُدَىً=وَيَسْكُنُ وَالنَّبْضُ لا يَسْتَكِيْنْ
وَأَنْسُجُ مِنْ أَدْمُعِي أَحْرُفِي=بِسَاطاً عَلَى مَتْنِ رِيْحِ الأَنِيْنْ
تَصَرَّمَ عُمْرِي وَلَمَّا تَزَلْ=يَدُ الـحَيْنِ تَنْسَلُّ فِي كُلِّ حِيْنْ
أَمَامَ ضُلُوْعِي سُجُوْنُ الدُّجَى=وَخَلْفَ ضُلُوْعِي فُؤَادٌ سَجِيْنْ
أَفِرُّ... إِلَى أَيْنَ؟ طَرْفُ الـخُطَى=كَلِيْلٌ وَحَادِيْهِ لَيْلٌ هَجِيْنْ
وَأَعْزِفُ... مَاذَا؟ وَحَوْلِي مُدَىً=مِنَ الصَّمْتِ تَلْهُو بِنَايٍ حَزِيْنْ
جَوَابٌ سُؤَالٌ وَتَبْتَزُّنِي=مَسَافَاتُ مَا بَيْنَ جِيْمٍ وَسِيْنْ
وَعُمْرِي زُجَاجٌ هَوَى مِنْ يَدِي=وَحُلْمٌ يُجَلِّيْهِ صُبْحُ اليَقِيْنْ