بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى : (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ)..
قد يخطر في عقولنا أن معنى كلمة (مقنعي رؤوسهم) أي منزلوها لإخفاء وجوههم.. أو شيء من هذا القبيل.. وهذا خطأ..
والصحيح أن معنى (مقنعي رؤوسهم) أي رافعوها في ذل وخشوع وخوف من هول ما يرون.. والمعتاد فيمن يشاهد البلاء أنه يطرق رأسه عنه لكي لا يراه.. فبيّن تعالى أن حالهم بخلاف ما اعتادوا عليه في الدنيا وأنهم يرفعون رؤوسهم من شدة الأهوال..
(مُهْطِعِينَ) أي مسرعين..
(مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ) أي رافعي رؤوسهم..
(لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ) لا ترمش أعينهم بل شاخصة لشدة خوفهم من هول ما يرون..
(وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ) للعلماء قولان في هذا هما :
الأول : أي قلوبهم خاوية خالية ليس فيها شيء ولا تعي شيء لشدة الفزع والخوف من هول ما يرون..
الثاني : إن أمكنة أفئدتهم خالية لأن القلوب لدى الحناجر قد خرجت من أماكنها من شدة الخوف (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ)..
اللهم ارزق كل مسلم الأمن يوم الفزع الأكبر..
** والله أعلى وأعلم **
** بتصرف من عدة مصادر **