كشفت وسائل الإعلام التركية عن أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان قدم للرئيس الفرنسي
نيكولا ساركوزي خلال استقباله له أمس فى أنقرة هديةتذكارية كان الغرض منها إحراجه وتذكيره بفضل تركياعلى بلاده .
وقالت وسائل الإعلام إن أردوجان أراد من وراء هذهالهدية أن يلقن ساركوزي درسا في
كيفية التعامل مع الأممالكبيرة بعد أن رفض أن يقوم بزيارة رسمية لتركيا كرئيس لفرنسا ،
واختار أن يزورها كرئيس لمجموعة العشرين وأن تكون مدةالزيارة قصيرة جدا لا تتجاوز 6
ساعات مما أثار استياء تركيافضلا عن إستيائها أصلا من موقفه الرافض لانضمامها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي .
وأشارت إلى أن هدية أردوجان كانتعبارة عن رسالة كتبها السلطان
العثماني سليمان القانوني عام 1525 ، ردا على رسالة استغاثة بعث بهافرنسيس الأول ملك
فرنسا عندماوقع أسيرا فى يد الأسبان يطلب العون من الدولة العثمانية ، وقد
استهل السلطان رسالته بالتعريف بمن هوالسلطان سليمان القانوني وعلي أي البلاد والبحار
والأقاليم يحكم ويهيمن ، وإلى حجم بلاده وقوتها ، ثم يطمئنه فيها بأنهسيخلصه من الأسر،
وبالفعل أرسلإليه قوة عسكرية حررته من الأسر. في السياق نفسه ، ذكرت وسائل الإعلام أن
رئيس بلدية أنقرة مليح جوكتشيك أبدي ،الذي كان في استقبال ساركوزي لدى وصوله إلى
أنقرة أبدى استياءه عندما شاهد ساركوزي يهبط من الطائرة وهو يمضغ اللبان، لأن هذا المنظر يعبر لدى الأتراك عن ” سوء أدب وعدم احترام “ .
نص رسالة السلطان سليمان القانوني عسى أن تشعل فينا عزة الإسلام بتذكر ماضينا المجيد
رسالةالسلطان سليمان الى ملك فرنسا فرانسوا الأول
* الله * العلي * المعطي * المغني * المعين *
بعناية حضرة عزة الله جّلت قدرتهوعلت كلمته ، وبمعجزات سيد زمرة الأنبياء ، وقدوة فرقة
الأصفياء محمد المصطفى صلى اللهعليه وسلم الكثيرة البركات ، وبمؤازرة قدس أرواح حماية
الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعليرضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، وجميع أولياء الله .
أنا سلطان السلاطين وبرهانالخواقين ، أنا متوج الملوك ظلّ الله في الأرضين ، أنا سلطان
البحر الأبيض والبحر الأسود والبحرالأحمر والأناضول والروملّي وقرمان الروم ، وولاية ذي
القدرية ، وديار بكر وكردستانوأذربيجان والعجم والشام ومصر ومكة والمدينة والقدس
وجميع ديار العرب والعجم وبلاد المجر والقيصر وبلاد أخرى كثيرةافتتحتها يد جلالتي بسيف
الظفرولله الحمد والله أكبر . أنا السلطان سليمان بن السلطان سليم بن السلطان بايزيد .
إلى فرنسيس ملك ولاية فرنسا . وصلإلى أعتاب ملجأ السلاطين المكتوب الذي أرسلتموه مع
تابعكم ( فرانقبان ) ، وأعلمنا أن عدوكم أستولى على بلادكم ، وأنكمالآن محبوسون ،
وتستدعونمن هذا الجانب مدد العناية بخصوص خلاصكم ، وكل ما قلتموه عرض على أعتاب
سرير سدتنا الملوكانية ، وأحاط بهعلمي الشريف على وجه التفصيل ، فصار بتمامه معلوما .
فلا عجب من حبس الملوك وضيقهم ،فكن منشرح الصدر ، و لا تكن مشغول الخاطر .
فإننا فاتحون البلاد الصعبة والقلاع المحصنّة وهازمون أعدائنا ، وإنخيولنا ليلا ونهارا
مسروجة ،وسيوفنا مسلولة ، فالحقّ سبحانه وتعالى ييسر الخير بإرادته ومشيئته . وأما باقي
الأحوال والأخبار تفهمونها منتابعكم المذكور ، فليكن معلومكم هذا .
تحريرا في أوائل شهر آخر الربيعين سنة 932 من الهجرة النبوية الشريفة 1525 من الميلاد
بمقام دار السلطنةالعلية
القسطنطينية المحروسةالمحمية