لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الحب في الله

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية فجر الأمل
    تاريخ التسجيل
    06 2011
    المشاركات
    1,929
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

    Post الحب في الله

    الحبّ في الله
    د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

    الحب عاطفة إنسانية راقية، وإن كانت مخلوقات الله جميعها تكاد تستشعر بها حسب الفطرة التي جُبلت عليها،
    بيد أن الحب البشري يحتاج لمجلدات لكي تفسّر عجائبه، وتفكّ طلاسمه، وكم تحدّث عن
    هذه العاطفة بأنواعها المتعددة علماء النفس والفلاسفة والشعراء.

    ومن خلال مسارات الحياة المتنوعة نلحظ أن الحب كعاطفة (وجدانية) إنما يعني الحب الغرامي والمشاعر الجياشة،
    أو (إنسانية) تشمل الأمومة وهي أسمى معاني العواطف لدى المخلوقات جميعاًَ،
    أو تعني الأخوة أو الصداقة وما سار في هذا المضمار.

    وبلا شك فإن أكثر العواطف ديمومة وبقاء، إنما هي (الحب في الله)؛ لأنها هي التي تتسامى على مشاعر الأنانية
    وعشق الذات، وهي التي يحفظ فيها الإنسان غيبة أخيه ويذبّ عنه في ظهر الغيب، ويحب له ما يحب لنفسه،
    وأعظم مثل لها تآخي (المهاجرين والأنصار) رضوان الله تعالى عليهم جميعاً الذين تشاركوا حتى في لقمة الطعام،
    بل تنازل الأنصار للمهاجرين عن بعض زوجاتهم وكذا ممتلكاتهم التي قد لا يجدون غيرها..
    إنه الحب في الله ما أعظمه! غيره لا يلذّ أي حبّ آخر بل قد يعود على صاحبه بالشقاء
    والندامة والمرض النفسي والجسدي، دنيوياً وآخروياً حيث
    {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ(67)} {سورة الزخرف.}

    ومن دون ريب، فإن العاطفة الجياشة والمشاعر الملتهبة التي يخص بها شخص امرءاً بذاته، ويكاد المحب
    يحصر اهتمامه بل يقصر حياته على المحبوب، فلا يرى الدنيا إلا من خلاله، فذلك هو البلاء العظيم
    الذي نسأل الله لنا جميعاً المعافاة من عبوديته وذله، (فالعبودية لله وحده) وهو الكامل المستحق لها،
    فهو الذي يزيد المتقرب منه عزاً.

    أما بنو البشر فيزيدون إذلالاً من يشعرهم بنقاط ضعفهم؟ حقاً ما أشدّ ظلم الإنسان لأخيه الإنسان!
    روي عن أحد الخلفاء العباسيين وهو (الواثق) أنه قال شعراً في تجربة وقعت له في
    هذا المجال أنزلته من كرامة مُلْكِه الذي تفضل به عليه الخالق إلى ذل العشق
    لمن يعدّ في جملة ممتلكاته حتى انقلبت الحال بأن أصبح المعشوق
    مالكاً عزيزاً مذلاً لسيده وأي سيد هو، إذ يقول:

    ياذا الذي بعذابي ظلَّ مفتخراً *** هل أنت إلا مليكٌ جارَ فاقتدرا
    لولا الهوى لتجارينا على قدَرٍ *** فإنْ أَفِقْ مرةً منه فسوف ترى

    وفي هذا المضمار روي عن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه -أنه قال:
    (إذا رفعْتَ امرءاً فوق قدْره، فتوقّع أن ينزلك دون قدرك
    وتكاد تكون هذه قاعدة من قواعد العلاقات البشرية إذا لم تكن في الله ولله وبالله
    ما بين الطرفين معاً، ولا سيّما أن كثيراً من بني البشر يعتمدون في علاقاتهم الابتزاز المعنوي
    والعاطفي والغموض وتضخيم الذات، وتعمّد إهانة الطرف الآخر الذي أمنوا شرّه واطمأنوا لجانبه.

    لذا فقد دعت الحكمة الحياتية إلى إحداث (التوازن) في العلاقات الإنسانية بعامة،
    فكم هو عظيم ذلك القول الرائد في الأثر الذي ينادي بأن:
    (أحْبِبْ حبيبك هوناً ما، فربما صار بغيضك يوماً ما، وأبغضْ بغيضك هوناً ما، فربما صار حبيبك يوماً ما)...
    إنه نداء للاعتدال النفسي والعاطفي، فصديق اليوم قد يكون عدوّ الغد،وعدوّ اليوم قد تمدّ معه الجسور غداً،
    والكائن البشري مزيج من الخير والشر،والسعيد من استخرج من الآخرين أفضل ما فيهم.

    ولكن هل في هذا الزمن العجيب مجال لمثل تلك العواطف الغيرية المتوازنة المتبادلة؟
    أمْ اندثرتْ مع اندثار أصحابها؟ ولم يعد يوجد إلا (علاقات المصالح المكشوفة)
    التي تشبه المسرحية الهزلية ذات الفصول الفجّة، وهل كلّ البشر يستحقونها؟
    أم أنهم (معادن مختلفة) ينطبق عليهم قول المتنبي:


    إذا أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

    فبعضهم كالأرض الخصبة يُحيي مواتها أقل قطرة من المطر، أما الآخر فهو أرض جدباء
    مهما أجزلت له الحب والعطاء وأغدقت عليه صنوف الاهتمام فلا يزداد إلاّ نكراناً وجحوداً.

    ولعل إجابة التساؤلات السابقة كافة وغيرها، تكمن في قوله تعالى:
    ( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ) (20) سورة الفرقان.
    فعسانا ثم عسانا أن نتحمّل لعْق مرارة الصبر حتى نحرز ديمومة الرحمة الربانية.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اللهم انصر أخواننا المستضعفين نصر عزيز مقتدر..
    ***
    " اجعل مخافت الله نصب عينيك .. تعيش باطمئنان .."

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نسايم ليل

    المنتديات الإسلامية
    تاريخ التسجيل
    10 2010
    المشاركات
    15,494
    شكراً
    0
    تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة

    رد: الحب في الله

    (إذا رفعْتَ امرءاً فوق قدْره، فتوقّع أن ينزلك دون قدرك)

    فعلا كلام سليم

    لابد ان لاننزه احد ولا نرفعه فوق قدره

    والحب في الله هو أفضل وأروع الحب

    يكفي أن المتحابين سقفهم في الجنة عرش الرحمن

    أحبك في الله يافجر

    والله يجمعنا جميعا في الفردوس الأعلى
    أحب الصالحين ولست منهم ....لعلي أن أنال بهم شفاعة
    وأكره من تجارته المعاصي ...ولو كنا سواء في البضاعة







  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية فجر الأمل
    تاريخ التسجيل
    06 2011
    المشاركات
    1,929
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

    رد: الحب في الله

    أختي الغالية نسايم ليل أحبك الله الذي أحببتني فيه نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    فعلا كما قلت الحب في الله هو الأفضل فهو حب أبدي فهو يجمع بين سعادة الدنيا والآخرة..

    بارك الله فيك وجعلك ممن يحبهم ويحبونه والجميع..


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اللهم انصر أخواننا المستضعفين نصر عزيز مقتدر..
    ***
    " اجعل مخافت الله نصب عينيك .. تعيش باطمئنان .."

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. (الحب في الله ) في أحاديثه صلى الله عليه وسلم
    بواسطة أعشق الليل في المنتدى المنتـديات الإســلامـيـــة
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 04 -03- 2014, 08:32 PM
  2. الحب وأي حب هذا إنه الحب في الله
    بواسطة البليبل في المنتدى :: منتدى الصداقة والتعارف ::
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 24 -01- 2012, 10:16 AM
  3. الحب في الله
    بواسطة "فلة" في المنتدى المنتـديات الإســلامـيـــة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 30 -04- 2011, 03:01 AM
  4. الحب في الله والاخوه في الله
    بواسطة حمادي اليوسفي في المنتدى :: المنتدى العــــــام ::
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 15 -02- 2011, 05:37 PM
  5. الله على الحب
    بواسطة اسير الليالي في المنتدى :: منتدى الشعر الفصيح ::
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28 -06- 2008, 10:10 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •