[BLINK]عقد من النور[/BLINK]
ألقى الشاعر عيسى بن علي جرابا هذه القصيدة أمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في الحفل الذي ضم الأمراء والوزراء والأعيان في مقر أمارة جازان
تَضَمَّخَتْ بِنَدِيِّ الـحُبِّ أَبْيَاتِي=فَقُلْتُ هَاتِ امْلَئِي كَأْسَ اللِّقَا هَاتِ
سَكَبْتُ ذَوْبَ فُؤَادِي فَارْتَوَتْ لُغَتِي=وَاسَّاقَطَتْ كَشَهِيِّ الطَّلْعِ تَاءَاتِي
نَسَجْتُ مِنْ رَوْضَةِ الإِحْسَاسِ قَافِيَتِي=وَمِنْ أَزَاهِيْرِهَا لَمْلَمْتُ بَاقَاتِي
وَجِئْتُ تَحْـدُو خُطَى الأَشْوَاقِ كَاذِيَةٌ=وَلْهَى تَبُوْحُ بِأَسْرَارِ اللِّقَاءَاتِ
وَرَفْرَفَ الفُلُّ أَسْرَاباً يُوَشِّحُهَا=ثَوْبُ البَيَاضِ عَلَى صَدْرِ الـمَسَاءَاتِ
وَرَفَّ فِيْهَا شَذَاً جَادَ العَرَارُ بِهِ=وَلِلخُزَامَى فَمٌ صَبُّ الـحِكَايَاتِ
تَمَازَجَ الطِّيْبُ حَتَّى فَاضَ دَالِيَةً=تَمْـتَدُّ بِالدِّفْءِ فِي لَيْلِ الـهَوَى الشَّاتِي
عَلَى تَقَاسِيْمِهَا رَقَّ النَّسِيْمُ وَكَمْ=يَنْسَابُ كَالنَّـايِ فِي ثَغْرِ الصَّبَابَاتِ!
عُذْراً أَطَـلْتُ بِسَاطَ الوَصْفِ فَانْتَثَرَتْ=عَلَى غِلالَتِهِ الـخَضْرَاءِ دَقَّاتِي
يَا شِـعْرُ... جَازَانُ مَاذَا غَيْرُ عَاشِقَةٍ=بِالـحُلْمِ تَرْسُـمُ وَجْهَ الفَارِسِ الآتِي
تَـبِيْتُ تَنْسُجُ مِنْ خَـيْطِ الـمُنَى أُفُقاً=حَتَّى رَأَتْ فِيْهِ وَضَّاءَ البِشَارَاتِ
فَخَضَّبَتْ كَفَّهَا وَازَّيَّنَتْ وَبَدَتْ =كَمَا العَرُوْسِ لَهَا شَوْقُ العَفِيْفَاتِ
لِمَنْ لِمَنْ كُلُّ هَذَا؟ هَلْ عَرَفْتَ لِمَنْ؟ =مَنِ العَرِيْسُ؟ فَقَالَتْ دُوْنَ إِخْفَاتِ
وَأَقْـبَلَتْ فِي سِـبَاقٍ صَوْبَ شُرْفَتِهَا =كَوَاكِبٌ لَمْ تَزَلْ تُصْغِي بِإِنْصَاتِ
قَالَتْ وَغَـنَّتْ حُرُوْفُ البَوْحِ فِي فَمِهَا=وَزَغْرَدَتْ وَابْتَدَا لَيْلُ الـمَسَرَّاتِ
أَهْوَى أَبَا مُتْعِبٍ أَهْوَاهُ إِنَّ لَهُ=حُـبًّا ثَوَى فِي شَغَافِي وَاحْتَوَى ذَاتِي
هُوَ العَرِيْسُ كَبَدْرِ التَّمِّ... طَلْعَتُهُ=تُرْضِي عُيُوْنَ طُمُوْحِي وَاشْتِهَاءَاتِي
هَذِي يَدِي ضُمَّهَا إِنِّي مَدَدْتُ بِهَا=قَلْبِي وَفِي رَاحِهَا نَقْشُ الوَلاءَاتِ
فَلا تَلُمْ إِنْ أَتَتْ جَازَانُ عَاشِقَةً=لَوْلاكَ مَا طَرَقَتْ بَابَ العَذَابَاتِ!
مَرْحَى أَبَا مُـتْعِبٍ فِي كَفِّكِمْ وَطَنٌ=سَمَا بِهِ الـحَقُّ عَنْ زَيْفِ الضَّلالاتِ
تَشْـتَاقُهُ الشَّمْسُ يَجْـنِي مِنْ حَدَائِقِهَا =رَغْمَ الدَّيَاجِي عَنَاقِيْدَ النَّهَارَاتِ
يَهْـفُو إِلَيْهِ فُـؤَادُ الكَوْنِ مُذْ رُفِعَتْ=قَوَاعِدٌ وَسَرَى عَذْبُ النِّدَاءَاتِ
اللهُ أَكْبَرُ بِسْمِ اللهِ وَارْتَسَمَتْ=مَلامِحٌ صَاغَهَا خَيْرُ البَرِيَّاتِ
عَلَى خُـطَاهُ سَرَى عَبْدُ العَزِيْزِ يَرَى =بَشَـائِرَ النَّـصْرِ فِي دَرْبِ البُطُوْلاتِ
فَكَانَ مَا كَانَ مِنْ بَذْلٍ وَتَضْحِيَةٍ=وَصَارَ مَا صَارَ مِنْ أَمْنٍ وجَنَّاتِ
هَذِي سُـعُوْدِيَّةٌ يَحْمِي حِمَاهَا سُعُوْ=دِيُّوْنَ رَغْمَ أُنُوْفِ البَبَّغَاوَاتِ
يَمْـشُوْنَ خَلْفَ مَلِيْكٍ لَيْسَ عَنْ رَهَبٍ=لَكِـنَّهُ الـحُبُّ مِنْ رَبِّ السَّمَوَاتِ
عِقْـدٌ مِنَ النُّوْرِ أَنْتَ اليَوْمَ يَا وَطَنِي=يَفْتَـرُّ بِالـمَجْدِ يَزْهُـو بِالـمُرُوْءَاتِ
وَلَيْسَ جَازَانُ إِلاَّ حَبَّةً سَطَعَتْ=فِي ذَلِكَ العِـقْدِ قَدْ حُفَّتْ بِحَبَّاتِ
مَرْحَى وَمَرْحَى لِهَذَا تَغْـتَلِي مُهَجٌ =حِرْصاً وَتُشْعِلُ قِنْدِيْلَ العَطَاءَاتِ
سَيْفَانِ وَالنَّخْلَةُ الشَّمَّاءُ بَيْنَهُمَا =رَمْـزٌ بِهِ خَفَقَتْ رُوْحِي وَرَايَاتِي
أَهْلاً أَبَا مُـتْعِبٍ جَازَانُ طَاوَلَتِ الـ =ـسَّمَاءَ فَخْراً بِمَيْمُوْنِ الزِّيَارَاتِ
دَعْهَا تَـبُحْ بِالـهَوَى فَالبَحْرُ رَاقِصَةٌ =أَمْوَاجُهُ وَالرَّوَابِي كَالفَرَاشَاتِ
وَلِلحُقُوْلِ غِنَاءٌ وَالسَّنَابِلُ فِي=تِـيْهٍ تَمِـيْسُ عَلَى شَدْوِ الصَّبَاحَاتِ
وَجَاوَبَتْهَا طُيُوْرُ الرَّوْضِ مُرْسِلَةً=لَحْناً تَهِـيْمُ بِهِ خُضْرُ الـمَسَاحَاتِ
حَـتَّى الـجِبَالُ أَتَتْ رَكْضاً مَطِيَّتُهَا =شَـوْقٌ يَهُـوْنُ بِهِ طُوْلُ الـمَسَافَاتِ
أَهْلاً أَبَا مُـتْعِبٍ طَابَ اللِّقَاءُ وَمَا=َأحْـلاهُ حِيْنَ جَلا وَجْهَ البَشَاشَاتِ!
أَهْلاً أَبَا خَالِدٍ أَفْرَاحُنَا اكْتَمَلَتْ=وَأَصْبَحَ العُمْرُ فِيْهَا كَالسُّوَيْعَاتِ
يَا مَرْحَباً رَدَّدَتْهَا كُلُّ جَانِحَةٍ=عِشْقاً يُضِيْءُ دُرُوْبِي وَاتِّجَاهَاتِي
وَلَيْسَ بَعْدَ وُقُوْفِي هَاهُنَا شَرَفٌ=َأسْعَى إِلَيْهِ فَقَدْ أَلْقَيْتُ مِرْسَاتِي
نَـثَرْتُ مَا جَاشَ فِي طَيِّ الفُؤَادِ وَلِي=مَشَاعِرٌ قَصَّرَتْ عَنْهَا عِبَارَاتِي
لَوْ يَحْمِلُ الشِّـعْرُ يَوْماً قَلْبَ صَاحِبِهِ=لَكُنْتَ أَبْصَرْتَ قَلْبِي بَيْنَ أَبْيَاتِي