لفح الأسى ولواعج الأحزان
قشبت فؤاد الواله المتفاني
والقطر يهمل مذ رحيلك يا أخي
بكت السماء العالم الرباني
أفنيت عمرك داعيا و معلمــا
ومؤسسا لمراتع القران
تبكي المنابر و المحاجر ماجدا
كلماته تبقى مدى الأزمان
لو كانت الأعمار تهدى لمرءٍ
كنا فدينا الشيخ بالأركان
لكن كتاب من إلهي سابــــق
يبقى الإله و كل شيءٍ فاني
و الخطب مهما جلَ فهو مقدرٌ
سبق القضاء إرادة الإنسان
لهفي على خلٍ كريم وجهه
فاقت مناقبه على الخلان
وتحدث القصاص عن أخباره
سارت محاسنه مع الركبان
قد كنت أرجو أن أراك مشيِعاً
لا أن أراك مطرز الأكفان
لوحل حزني فوق رضوى لانحنى
متململاً مثل الفصيل الحاني
يا رب فاغفر للفقيد وجــــازه
بالفضل و الإكرام و الإحسان
أبدله دار الخلد عن دار الفنـــا
والأنس عن سقم وعن إحسان
واجبر مصاب الأهل وأملأ سرهم
فيضاً من التسليم و الإيمان
و صلاة ربي و السلام زكيـــة
تغشى النبي المصطفى العدنان
و الآل و الأصحاب ما نجم بدا
أو ناح قمري على الأغصان