لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: تفسير سورة البروج

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ذكريات الماضي
    تاريخ التسجيل
    02 2011
    المشاركات
    2,836
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

    تفسير سورة البروج

    تفسير سورة البروج



    "والسماء ذات البروج واليوم الموعود"، هو يوم القيامة.
    "وشاهد ومشهود". عن أبي هريرة، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اليوم الموعود يوم القيامة، والمشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة، ما طلعت شمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة، فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله فيها خيراً إلا استجاب الله له، أو يستعيذ به من شر إلا أعاذه منه"، وهذا قول ابن عباس. والأكثرون: أن الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم النحر. وروي عن ابن عمر: الشاهد: يوم الجمعة، والمشهود يوم النحر. قال سعيد بن المسيب: الشاهد يوم التروية، والمشهود: يوم عرفة. وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: الشاهد: محمد صلى الله عليه وسلم، و المشهود: يوم القيامة، ثم تلا: "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً" (النساء- 41)، وقال: ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود. وقال / عبد العزيز بن يحيى: الشاهد: محمد صلى الله عليه وسلم، و المشهود: الله عز وجل، بيانه: قوله "وجئنا بك على هؤلاء شهيداً". وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: الشاهد: آدم، و المشهود: يوم القيامة. وقال عكرمة الشاهد: الإنسان و المشهود: يوم القيامة. وعنه أيضاً: الشاهد الملك يشهد على ابن آدم، والمشهود يوم القيامة. وتلا: "وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد" (ق- 21)، و "وذلك يوم مشهود" (هود- 103)، وقيل: الشاهد الحفظة والمشهود بنو آدم. وقال عطاء بن يسار: الشاهد آدم وذريته، والمشهود يوم القيامة. وروى الوالبي عن ابن عباس: الشاهد هو الله عز وجل والمشهود يوم القيامة. وقال الحسين بن الفضل: الشاهد هذه الأمة والمشهود سائر الأمم. بيانه: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس" (البقرة- 143). وقال سالم بن عبد الله: سألت سعيد بن جبير عن قوله: "وشاهد ومشهود"، فقال: الشاهد هو الله والمشهود: نحن، بيانه: "وكفى بالله شهيداً" (النساء- 79)، وقيل: الشاهد أعضاء بني آدم، والمشهود ابن آدم، بيانه: "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم" الآية (النور- 24)، وقيل: الشاهد الأنبياء والمشهود محمد صلى الله عليه وسلم، بيانه: قوله: "وإذ أخذ الله ميثاق النبيين" إلى قوله "فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين" (آل عمران- 81).
    "قتل أصحاب الأخدود"، أي: لعن، و "الأخدود": الشق المستطيل في الأرض كالنهر، وجمعه: أخاديد واختلفوا فيهم.
    "النار ذات الوقود"، بدل من الأخدود، قال الربيع بن أنس: نجى الله المؤمنين الذين ألقوا في النار بقبض أرواحهم قبل أن تمسهم النار، وخرجت النار إلى من على شفير الأخدود من الكفار فأحرقتهم.
    "إذ هم عليها قعود"، أي: عند النار جلوس لتعذيب المؤمنين. قال مجاهد: كانوا قعوداً على الكراسي عند الأخدود.
    "وهم"، يعني الملك وأصحابه الذين خدوا الأخدود، "على ما يفعلون بالمؤمنين"، من عرضهم على النار وإرادتهم أن يرجعوا إلى دينهم، "شهود"، حضور، وقال مقاتل: يعني يشهدون أن المؤمنين في ضلال حين تركوا عبادة الصنم.
    "وما نقموا منهم"، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما كرهوا منهم، "إلا أن يؤمنوا بالله"، قال مقاتل ما عابوا منهم. وقيل: ما علموا فيهم عيباً. قال الزجاج: ما أنكروا عليهم ذنباً إلا إيمانهم بالله، "العزيز الحميد".
    "الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء"، من أفعالهم، "شهيد".
    "إن الذين فتنوا"، عذبوا وأحرقوا، "المؤمنين والمؤمنات" يقال: فتنت الشيء إذا أحرقته، نظيره "يوم هم على النار يفتنون" (الذاريات- 13)، "ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم"، بكفرهم/، "ولهم عذاب الحريق"، بما أحرقوا المؤمنين. وقيل: ولهم عذاب الحريق في الدنيا، وذلك أن الله أحرقهم بالنار التي أحرقوا بها المؤمنين، ارتفعت إليهم من الأخدود، قاله الربيع بن أنس والكلبي.
    ثم ذكر ما أعد للمؤمنين فقال: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير". واختلفوا في جواب القسم: فقال بعضهم: جوابه: "قتل أصحاب الأخدود"، يعني لقد قتل. وقيل: فيه تقديم وتأخير، تقديره: قتل أصحاب الأخدود والسماء ذات البروج.
    وقال قتادة: جوابه: "إن بطش ربك لشديد"، قال ابن عباس: إن أخذه بالعذاب إذا أخذ الظلمة لشديد، كقوله: "إن أخذه أليم شديد" (هود- 102).
    "إنه هو يبدئ ويعيد"، أي يخلقهم أولاً في الدنيا ثم يعيدهم أحياءً بعد الموت.
    "وهو الغفور"، لذنوب المؤمنين، "الودود"، المحب لهم، وقيل: يغفر ويود أن يغفر، وقيل: المتودد إلى أوليائه بالمغفرة.
    "ذو العرش المجيد"، قرأ حمزة والكسائي: "المجيد" بالجر، على صفة العرش أي السرير العظيم. وقيل: أراد حسنه فوصفه بالمجد كما وصفه بالكرم، فقال: "رب العرش الكريم" (المؤمنون- 116)، ومعناه الكمال، والعرش: أحسن الأشياء وأكملها، وقرأ الآخرون بالرفع على صفة ذو العرش.
    "فعال لما يريد"، لا يعجزه شيء يريده ولا يمتنع منه شيء طلبه.
    قوله عز وجل: "هل أتاك حديث الجنود"، قد أتاك خبر الجموع الكافرة الذين تجندوا على الأنبياء.
    ثم بين من هم فقال: "فرعون وثمود".
    "بل الذين كفروا"، من قومك يا محمد، "في تكذيب"، لك وللقرآن كدأب آل فرعون من قبلهم ولم يعتبروا بمن كان قبلهم من الكفار.
    "والله من ورائهم محيط"، عالم بهم لا يخفى عليهم شيء من أعمالهم، يقدر أن ينزل بهم ما أنزل بمن كان قبلهم.
    "بل هو قرآن مجيد"، كريم شريف كثير الخير، ليس كما زعم المشركون أنه شعر وكهانة.
    "في لوح محفوظ"، قرأ نافع: "محفوظ" بالرفع على نعت القرآن، فإن القرآن محفوظ من التبديل والتغيير والتحريف، قال الله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" (الحجر- 9). وقرأ الآخرون بالجر على نعت اللوح، وهو الذي يعرف باللوح المحفوظ، وهو أم الكتاب، ومنه نسخ الكتب، محفوظ من الشياطين، ومن الزيادة فيه والنقصان. أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي، أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، عن ابن عباس قال: إن في صدر اللوح: لا إله إلا الله وحده، دينه الإسلام، ومحمد عبده ورسوله، فمن آمن بالله عز وجل وصدق بوعده واتبع رسله أدخله الجنة، قال: واللوح لوح من درة بيضاء، طوله ما بين السماء والأرض، وعرضه ما بين المشرق إلى المغرب، وحافتاه الدر والياقوت، ودفناه ياقوتة حمراء، وقلمه نور، وكلامه معقود بالعرش، وأصله في حجر ملك. قال مقاتل: اللوح المحفوظ عن يمين العرش
    ..........................
    المرجع: كتاب التفسير : معالم التنزيل
    المؤلف : محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (المتوفى : 510هـ)

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية فجر الأمل
    تاريخ التسجيل
    06 2011
    المشاركات
    1,929
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

    رد: تفسير سورة البروج

    جزاك الله خيرا..
    وجعله في ميزان حسناتك ..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اللهم انصر أخواننا المستضعفين نصر عزيز مقتدر..
    ***
    " اجعل مخافت الله نصب عينيك .. تعيش باطمئنان .."

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ذكريات الماضي
    تاريخ التسجيل
    02 2011
    المشاركات
    2,836
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

    رد: تفسير سورة البروج

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فجر الأمل مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا..
    وجعله في ميزان حسناتك ..
    ولك مثلها اختي
    يعطيك العافيه ع التواجد

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نسايم ليل

    المنتديات الإسلامية
    تاريخ التسجيل
    10 2010
    المشاركات
    15,494
    شكراً
    0
    تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة

    رد: تفسير سورة البروج

    الله يبارك فيك

    ويرزقك الجنة بلا حساب

    وهذا تفسير ابن عثيمين


    {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ }
    {وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَـهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَـبُ الاُْخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَـوَتِ وَالاَْرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُواْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}.
    البسملة تقدم الكلام عليها.
    {والسماء ذات البروج} الواو هذه حرف قسم يعني يقسم تعالى بالسماء {ذات البروج} أي صاحبة البروج، والبروج جمع برج، وهو المجموعة العظيمة من النجوم وسميت بروجاً لعلوها وارتفاعها وظهورها وبيانها، والبروج عند الفلكيين اثني عشر برجاً جمعت في قول الناظم:

    حـمـلٌ فثـور فجــوزاء فسرطان فأسدٌ سنبلة ميزان
    فعقـربٌ قوسٌ فجدي وكـ ذا دلو وذي آخرها الحيتان
    فهي اثنا عشر برجاً، ثلاثة منها للربيع، وثلاثة للصيف، وثلاثة للخريف، وثلاثة للشتاء، فيقسم الله تعالى بالسماء ذات البروج وله تعالى أن يقسم بما شاء من خلقه، أما نحن فلا نقسم إلا بالله، بأسمائه وصفاته، ولا نقسم بشيء من المخلوقات لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت»(81) ولقوله عليه الصلاة والنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك»(82)، قوله تعالى: {واليوم الموعود} اليوم الموعود هو يوم القيامة، وعد الله تعالى به وبينه في كتابه، ونصب عليه الأدلة العقلية التي تدل على أنه واقع حتماً، كما قال تعالى: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنَّا كنا فاعلين} [الأنبياء: 104]. {وشاهد ومشهود} ذكر علماء التفسير في الشاهد والمشهود عدة أقوال يجمعها أن الله أقسم بكل شاهد وبكل مشهود، والشهود كثيرون منهم محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم شهيداً علينا، كما قال الله تعالى : ) وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً)(النساء: من الآية41) ومنهم هذه الأمة شهداء على الناس ، )وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)(البقرة: من الآية143) وأعضاء الإنسان يوم القيامة تشهد عليه بما عمل من خير وشر كما قال تعالى : )يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ومنهم الملائكة يشهدون يوم القيامة ، فكل من شهد بحق فهو داخل في قوله {وشاهد} وأما {المشهود} فهو يوم القيامة وما يعرض فيه من الأهوال العظيمة كما قال تعالى: {ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود} [هود: 103]. فأقسم الله بكل شاهد وبكل مشهود. {قتل أصحاب الأخدود} هذه الجملة جواب القسم {قتل} يعني أهلك، وقيل: القتل هنا بمعنى اللعن، وهو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، و{أصحاب الأخدود} هم قوم كفار أحرقوا المؤمنين بالنار، وقد وردت قصص متعددة في هؤلاء القوم منها شيء في الشام، ومنها شيء في اليمن، والمقصود أن هؤلاء الكفار حاولوا بالمؤمنين أن يرتدوا عن دينهم، ولكنهم عجزوا فحفروا أخدوداً حُفراً ممدودة في الأرض كالنهر وجمعوا الحطب الكثير وأحرقوا المؤمنين بها ـ والعياذ بالله ـ ولهذا قال: {النار ذات الوقود} يعني أن الأخدود هي أخدود النار. {ذات الوقود} أي الحطب الكثير المتأجج. {إذ هم عليها قعود} يعني أن هؤلاء الذين حفروا الأخاديد وألقوا فيها المؤمنين كانوا ـ والعياذ بالله ـ عندهم قوة وجبروت يرون النار تلتهم هؤلاء البشر وهم قعود عليها على الأسرة، فكهون كأن شيئاً لم يكن، وهذا من الجبروت أن يرى الإنسان البشر تلتهمه النار وهو جالس على سريره يتفكه بالحديث ولا يبالي. {وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود} يعني هم شهود على ما يفعلون بالمؤمنين أي حضور لا يغيب عنهم ما فعلوه بالمؤمنين، ولذلك استحقوا هذا الوعيد، بل استحقوا هذه العقوبة أن الله أهلكهم ولعنهم وطردهم وأبعدهم عن رحمته. {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد} أي ما أنكر هؤلاء الذين سعروا النار بأجساد هؤلاء المؤمنين إلا هذا، أي: إلا أنهم آمنوا بالله عز وجل {إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد} وهذا من باب توكيد الذم بما يشبه المدح ، لأن الإيمان بالله ليس محل إنكار وهذا الإنكار أحق أن ينكر؛ لأن المؤمن بالله العزيز الحميد يجب أن يساعد ويعان، وأن تسهل له الطرق، أما أن يمنع ويردع حتى يصل الحد إلى أن يحرق بالنار فلا شك أن هذا عدوان كبير، وليس هذا بمنكر عليهم، بل هم يحمدون على ذلك؛ لأنهم عبدوا من هو أهل للعبادة، وهو الله جل وعلا، الذي خلق الخلق ليقوموا بعبادته، فمن قام بهذه العبادة فقد عرف الحكمة من الخلق وأعطاها حقها. وقوله: {إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد} العزيز هو الغالب الذي لا يغلبه شيء، فهو سبحانه وتعالى له الغلبة والعزة على كل أحدوالقهر ، ولما قال المنافقون: {لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل} قال الله تبارك وتعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون} [المنافقون: 8]. وقوله: {الحميد} بمعنى المحمود فالله سبحانه وتعالى محمود على كل حال وكان من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه إذا جاءه ما يُسر به قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات»، وإذا جاءه خلاف ذلك قال: «الحمد لله على كل حال»(83)، وهذا هو الذي ينبغي للإنسان أن يقول عند المكروه «الحمد لله على كل حال» أما ما يقوله بعض الناس (الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه) فهذا خلاف ما جاءت به السنة به، قل كما قال النبي عليه الصلاة والنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي «الحمد لله على كل حال» أما أن تقول: (الذي لا يحمد على مكروه سواه) فكأنك الان تعلن أنك كاره ما قدر الله عليك، وهذا لا ينبغي، بل الواجب أن يصبر الإنسان على ما قدر الله عليه مما يسوؤه أو يُسره، لأن الذي قدره الله عز وجل هو ربك وأنت عبده، هو مالكك وأنت مملوك له، فإذا كان الله هو الذي قدر عليك ما تكره فلا تجزع، يجب عليك الصبر وألا تتسخط لا بقلبك ولا بلسانك ولا بجوارحك، اصبر وتحمل والأمر سيزول ودوام الحال من المحال، قال النبي عليه الصلاة والنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي «واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً»(84)، فالله عز وجل محمود على كل حال من السراء أو الضراء؛ لأنه إن قدر السراء فهو ابتلاء وامتحان، قال الله تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} [الأنبياء: 35]. ولما رأى سليمان عرش بلقيس بين يديه قال: {هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر} [النمل: 40]. فإذا أصبت بالنعمة لا تأخذها على أنها نعمة فتمرح وتفرح، هي نعمة لا شك لكن اعلم أنك ممتحن بها هل تؤدي شكرها أو لا تؤدي، إن أصابتك ضراء فاصبر فإن ذلك أيضاً ابتلاء وامتحان من الله عز وجل ليبلوك هل تصبر أو لا تصبر، وإذا صبرت واحتسبت الأجر من الله فإن الله يقول: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: 10].
    أحب الصالحين ولست منهم ....لعلي أن أنال بهم شفاعة
    وأكره من تجارته المعاصي ...ولو كنا سواء في البضاعة







  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ذكريات الماضي
    تاريخ التسجيل
    02 2011
    المشاركات
    2,836
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

    رد: تفسير سورة البروج

    ولك مثلها ان شاء الله

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تفسير سورة عبس
    بواسطة ناجع الودعاني في المنتدى منتدى القرآن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08 -01- 2019, 03:28 PM
  2. سورة البروج بصوت سعود الشريم
    بواسطة هتلر صامطه في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات الإسلامية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 31 -08- 2012, 02:03 PM
  3. تفسيرايه رقم 42 وايه 34من سورة القلممن تفسير المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير
    بواسطة الورد يذبل حرام في المنتدى منتدى القرآن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10 -01- 2012, 02:14 AM
  4. ( && تفسير سورة الفاتحة && ) !!!
    بواسطة مها نجـــد في المنتدى المنتـديات الإســلامـيـــة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08 -11- 2007, 03:05 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •