والله لو عاش الفتى في أهله
ألفًا من الأعوام مالك أمره
لا يعتريه النقص في أحواله
كلا ولا تجري الهموم بفكره
كيف التخلص يا أخي مما ترى
صبرًا على حلو القضاء ومره
إن نعيم الدنيا لا يقارن بنعيم أعده الله للمؤمنين في الجنة "فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"، "ينادي منادٍ إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبئسوا أبدًا". فذلك قوله سبحانه وتعالى وتقدس: [ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون] [رواه مسلم].
فانظر رحمك الله إلى حالك، هل أنت من أبناء الدنيا أم من أبناء الآخرة، واعلم أن حديثي هذا لا يعني ترك الدنيا وإعمارها، ولا يعني الزهد فيها على طريقة أهل البدع، وإنما أن تكون الآخرة في قلوب المؤمنين، ولا يغتروا بما في الدنيا من نعيم زائل وفتنة وشهوة.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منها بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عملٌ ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل. [ذكره البخاري معلقًا في كتاب الرقاق من صحيحه]
منقول باختصـــــــــــــــــــــــار