الحق والباطل

[المسني]

الرسائل المفقودة :
لا توجد رسالة ألاهية مرسلة من الله لم تصل إلى مأمنها وتبلغ هدفها . كل الرسائل المرسلة من الله أبلغوها الرسل ولأنبياء ومن حرفها هم العلماء وليس العامة . إنما العامة يتبعون علمائهم المنقسمون على مذاهبهم ومراجعهم والمفتون بما يأمرهم به سلاطينهم حسب ما يجدونه مخالف لما في النص عندهم من ما ورثوه من اجتهاد علماء قبلهم اتبعوهم فجعلوا من علمهم توثيق موثق بين العامة . لذلك خلف من بعدهم خلف اضاعوا الحق وأتبعوا الباطل . ألحق أن لا تقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق والباطل تشريع قتل النفس فيكون الباطل متماثل بين أهل الباطل فلا ضير أن يرى الإنسان الظلم يفتى به في قتل النفس بحجة التكفير والعصيان والخروج عن طاعة الظالم لأن ذلك هو لغة العصور الوسطى وكل العصور بفتوى العلماء ولم يفتوا فيهم العامة . فلما تخرجون اليوم تبرءون أنفسكم أيها العلماء والمشايخ المعتبرون بين الناس وتتهمون العامة بكل صراحة تعلنون إن من أولياتكم محو ثقافة العامة وهي في الحقيقة مبنية على ثقافتكم التي رسختموها في الكتب والمقالات وفي الأحكام الشرعية . أنتم من تصدرون أحكام السجون والقتل ولإعدامات وليس العامة إنما العامة منفذون لكم وليس لهم فتوى بل الفتوى لكم فلما تنكرون اليوم عندما دعوكم سلاطينكم لتجتمعوا في كل من قم والقاهرة تحت قيادة شيوخ الأزهر وشيوخ العالم الإسلامي قاطبة لتعلنوها صراحة برأتكم من ظلم العامة وأنتم الفاعلون بكل ما يحدث في العامة وخاصة منكم من يكون يتبع السلطة تجده هو من يصدر أحكام التكفير ولإعدامات لكل من يخرج على سيده حتى بلغ من الله العذر فيما تفتون به فسلط عليكم بقوم يفتون كما تفتون ويعدمون الناس جهارًا نهارًا دون خشية منكم لأنكم أنتم من بدأتم وقد بررتم لهم فعلهم في إعدام من تجدونه مخالف للسلطان والظلم . تذكرون وتتذكرون ما قامت وتقوم به إسرائيل من إعدامات حتى للشيوخ المقعدين ولأب وابنه أمه وأخته وإعدامات جماعية وفردية وهدم بيوت واحتلال أرض وبغي بسلطان جائر تحميه أنظمة عربية وعالمية ظاهر وخفية بل وتساعده بكل وسيلة ممكنة لتجعله يقوى يوم بعد يوم في قلب الأمة العربية ولإسلامية تحت مرأى ومسمع علماء المسلمين وحكامهم ولم يجتمعون على امر فيه حق يبطل كيد من يكيد للإسلام والمسلمين فتمادت إسرائيل ومن وراءها كل الأنظمة المنطوية تحت النفوذ الأمريكي والغربي متسلحين بقواتهم محتمين بحمايتهم مستمدين منهم الشرعية فتجدهم يقاتلون في بلاد الأفغان وبورما وباكستان والشيشان والبوسنة والهرسك والبلقان وإفريقيا وأسيا وكنى نسمع الظلم ونقول بعيد عنى حتى اتى إلينا في عقر دارنا بسبب أخطاء الحكام بتأييد علماء الدين المشرعين لفعلهم المؤيدين لهم حتى أوجدوا فينا ومنا من هم يبيعون ويشرون في النفس البشرية على عهد اسلافهم حيث يقتلون الرجال ويسبون نساءهم وأطفالهم فأي تكفير يبقى تتناظرون به بعد كل هذا القتل في كل الأنظمة والسلطان ومن أستقوى قتل على مرأى ومسمع الله وعباده من الجن ولإنس والحيوان وملائكة الرحمن تنتظر من يأمرهم عليكم فيأتوكم كما أتوا الجن من قبلكم فيطهرون الأرض منكم ومن جور السلطان . وداعاً يا علماء المؤتمرات . ولا تنسون أن تودعوا العامة الذين هم من ضحايا التكفير ثم تدور الدوائر عليكم . فلا ناجي اليوم من أمر الله .

محمد المساوي