يا غزة الأحرار ...

[حسين صميلي]

لا تسأليني .. جفت الأقلام = ماذا سيجدي الشعر والأنغام؟!
مات الكلام ، إذ الحروف خيانة=كبرى ، فجل حديثنا استجمام
هل تعلمين ؟ كرهت كل عروبتي=فعروبتي تختال وهي حطام
حيرى تغط على الهوان، لقائها=أنشوطة ..وخطابها استسلام
من كان يدري أن عهد إخائها =غدر، وأن جوارها ألغام!
نصطف قامات نطاول بعضنا= بنضالنا ، وجميعنا أقزام!!
يا غزة الأحرار ، هل عز الوفا؟=فأتيت .. أمتعتي هوى وسقام
ماذا سأعزف ، والحراب تخيطني؟ =إن الغناء على الدماء حرام!
مجنونة هذي اللحون بأضلعي = لكأنني حطب ، وهن ضرام
بعضي على بعضي يعيب وليس لي = إلا الدعاء .. فهل علي ملام؟
أبكي .. فوا خجلي .. أيبكي سيد؟=بعض الدموع فريضة وذمام
يا غزة الشهداء ، كم روح هفت =شوقا إليك ، تزفها الآلام
ولهى إلى الجنات ، إلا أنها = مغلولة .. فالقاعدون قيام!!
أو ما يرون على الجوار مذابحا = تكبو على أشلائها الأقدام
يتنفس الصبح الكئيب بغزة = أنفاسها .. والعاذلون نيام
هل يرقد الوجع المسهد ساعة = أيطيب للمحموم فيه مقام
سيل من الغارات يمطر غزة= لهبا ، كأن القاذفات غمام
موت يدثرها .. يحنطها أسى=بالفاجعات .. فهل هناك سلام؟!
ما ذنب أطفال يبدد ضحكهم = تعب الحياة .. كأنهم أنسام
ذبح الردى مرح الزمان عليهم = فنعتهم بعذابها الأحلام
ومليحة كالبدر عطرت الدنا = بمرورها ، ألوى بها الإجرام
زرع الحمام لها الطريق قنابلا=فتناثرت ، وإذا الجمال ركام
ما هذه حربا تدور ، وإنما = همجية باسم السلام تقام
يتكالب الأعداء في تمزيقنا=والعرب يجمعهم هناك خصام!
هل يملكون لنا الخلاص ؟ لربما ..= ويجف في ثغر الكريم كلام!
لا تعبثوا بدمائنا ، لن ننحني = هيهات أن تغتالنا الأوهام
لن يسلبوا بالراجمات حقوقنا=فضلوعنا المقلاع والقسام
إما نعش ، فذرا الجهاد حياتنا=نحن الأعز .. وإن نمت فكرام
مرت سنون والحصار يلوكنا=حتى شكت لعذابنا الأعوام
دنيا الشتات مواجع لا تنقضي=أي الحياة مهاجر وخيام؟!
لن تسكن النيران في أعماقنا =حتى يؤوب إلى ثواه مضام
حرية الوطن السليب قضية = نحيى لها ، وعقيدة ، وسلام
يا غزة الأحرار لن يقف السنا = متلكئا ، مهما يطول ظلام
قدر المصائب لن تدوم ، وإن يكن= فعلى الطريق عزيمة وهمام
يتعجب الزمن الطويل لأمرنا =وتشيخ من إصرارنا الأيام
هو حقنا .. لا لن يضيع ، وربنا= من فوقنا ، وشعارنا الإسلام

18/1/1430 هـ