عقيدة أهل السنَّة والجماعة بينةٌ في مصادرها ومرتبطة بالسِنَةِ وأهلها
"قوله رحمه الله ( الإمام البربهاري في شرح السنة): ( وذلك أنَّ السنَّة والجماعة قد أحكما أمر الدِّين كلِّه وتبيَّن للنَّاس فعلى النَّاس الإتباع ) .
أقول ( الشيخ النجمي): عقيدة أهل السنَّة والجماعة بينةٌ في مصادرها ومرتبطة بالسِنَةِ وأهلها ، فمن يرد الله به خيراً يوفقه لتلك المصادر ، وييسر له صحبة حملة هذه العقيدة وأقصد به حملة مذهب أهل السنة والجماعة ، ومن أراد الله به شراً فإنَّه سَيُيسر لما خلق له ، فمن نشِّأ على أيدي أهل الصوفية والتصوُّف حسب أنَّ ذلك هو الهدى فضلَّ وأضلْ ، ومن نشأ على أيدي أصحاب العقيدة الجهمية ، وعاش عليها ، وصحب أهلها حسب أن تلك هي السنَّة فضلَّ وأضلْ ومن نشأ على أيدي أصحاب الفكر الاعتزالي حسب أنَّ ذلك هو السنَّة فضلَّ وأضلْ ، ومن نشأ على أيدي أصحاب العقيدة الأشعرية حسب أن تلك هي السنَّة فضلَّ وأضلْ ، ومن نشأ على أيدي أهل الرفض والتشيُّع الشتَّامين لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- والمنتقصين لهم حسب أن هذا هو الحق فضلَّ وأضلْ ، ومن نشأ على أيدي الخوارج التكفيريين حسب أنَّ ذلك هو الحق فضلَّ وأضل ، لكن أهل هذه الأهواء لابد أن يجدوا ثغرات في عقيدتهم تُبيِّن لهم خلل المنهج الذي هم عليه في الاعتقاد ، وهكذا أصحاب الإرجاء ، وهكذا أصحاب الدعوات المعاصرة التي تعتني بالفضائل وتستهين بالعقائد حتى يحسب النَّاس أنَّهم على حق لما يرون من التمسك الظَّاهر عليهم ، وهم مـع ذلك قد زهدوا في أصل العقيدة ، وزهَّدُوا فيه وهو التوحيد توحيد الألوهية ، واستهانوا بما يقدح فيه وينقصه .والمهم أنَّ من يريد النجاة ، فعليه بكتاب الله ، ثمَّ بكتب السنَّة المعروفة وهي صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، والسنن الأربع ، ومسند الإمام أحمد ، وما يتبع ذلك من كتب الحديث ، وما يجمع آثار السلف كمصنف ابن أبي شيبة ومصنف عبد الرزَّاق ، ومصنف سعيد بن منصور ، وكتب العقائد كتوحيد ابن خزيمة ، والرَّد على الجهمية للإمام أحمد وكتاب السنَّة لعبد الله بن أحمد ، والرَّدُ على الجهمية لعثمان بن سعيد الدارمي ، وشرح أصول اعتقاد أهل السنَّة للآلكائي ، وكتاب الإبانة الكبرى لابن بطة وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ، ومحمد بن عبد الوهَّاب ، وغير ذلك من الكتب هذه هي الكتب التي تبين الحق ، وإيَّاك أن تنـزلق مع الحزبيين ، فتأخذ كتبهم وتسلك طريقهم الضيق ، وتمشي على نهجهم المعوج أحذر يا أخي المسلم أن تأخذ كتب هؤلاء ، فإنَّ حقَّها مخلوطٌ بالباطل ، وسنَّتها مشوبةٌ بالبدعة ، فإذا أردت المشرب الصافي الذي لا كدر فيه ، فعليك بكتاب الله ، وبكتب السنَّة وبكتب الآثار ، واسلك طريقة أهل الأثر ؛ الذين يأخذون العلم بالسند عن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نبيهم صلوات الله وسلامه عليه ، وما قالوه فإنَّه لا يخالف الحق الذي هم عليه ، ومن هنا تعلم أنَّ قول المؤلف : ( وذلك أنَّ السنَّة والجماعة قد أحكما أمر الدِّين كلِّه وتبيَّن الحقُّ للنَّاس ، فعلى النَّاس الإتباع ، وترك الابتداع ) أنَّه كلامٌ في محله ، ويلزمك أيضاً ترك كتب أهل البدع إن أردت النَّجاة لنفسك ، وفقني الله وإيَّاك إلى الأخذ بالحقِّ ، ونبذ كلِّ باطل ، وبالله التوفيق ."
من إرشاد الساري الشيخ أحمد النجمي ص45-47