تولد المرض
تحدث صعوبة البلع بسبب خلل في أي مرحلة من مراحل البلع, ويترتب عليها بعض المخاطر مثل دخول الطعام والشراب إلى القصبة الهوائية, وهو ما يطلق عليه كلمة شفط (aspiration شرقه) – وقد يعقب صعوبة البلع خطر حدوث التهاب رئوي بسبب الشفط aspiration pneumonia - أو سوء تغذية, أو الجفاف, أو فقدان الوزن, أو انسداد المسالك التنفسية. والإصابة بمرض lesion بقشرة المخ cerebral cortex أو بجذع المخ brainstem من الممكن أن يسبب اضطراب للبلع بالطرق الآتية: [LIST][*]
نقص معدل الحركة لعضلات المضغ ونقص دفع وتسيير البلعة وخاصة العضلات المسئولة عن قوة اللسان, والفم, والشفاه, والعضلة اللامية البلعومية.
[*]
نقص في الإحساس.
[*]
تأخير أو غياب البلع البلعومي ونقص الحركة الدودية بالبلعوم.
[*]
تأخير أو غياب ارتفاع الحنجرة.
[*]
إصابات معينة تكون غير مرتبطة بنتائج الأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي.
[/LIST]
الخلل في المنطقة الفمية:
[LIST][*]
دخول الأكل في جيوب فميه, وتسرب الأكل من الفم, والانسكاب البلعومي المبكر للطعام مع الضعف وسوء تنسيق الشفاه والخدود واللسان.
[*]
شفط الطعام aspiration وخاصة أثناء الشهق inhalation من الممكن أن يحدث قبل المرحلة البلعومية للبلع نتيجة للتسرب قبل البلعومي.
[*]
ضعف الجزء الخلفي من اللسان من الممكن أن يؤدى إلى خلل في دفع الطعام.
[*]
تغير الحالة العقلية مع عجز بالإدراك من الممكن أن يؤثر على بدأ البلع مما يزيد القابلية لاحتجاز الطعام في جيوب جانبية بالفم ومما يؤدى إلى شفط محتمل.
[/LIST]
الخلل في المرحلة البلعومية:
[LIST][*]
الاضطراب أو الخلل في سقف الحلق الرخو والبلعوم العلوي superior pharynx من الممكن أن يؤدي إلى ترجيع أنفى بلعومي nasopharyngeal reflux بعد استئصال اللهاة uvulectomy.
[*]
الخلل في العضلات الدرقية اللامية والحنكية البلعومية palatopharyngeal وارتفاع العظم اللامي hyoid bone من الممكن أن يؤدي إلى تقليل الارتفاع الحنجري والبلعومي مما يؤدي إلى حدوث شفط.
[*]
ضعف العضلة المضيقة للبلعوم pharyngeal constrictor من الممكن أن يسبب تجمع لبقايا الطعام ويؤدي إلى حدوث فجوة sinus, والبقايا من الممكن أن تسبب شفط.
[*]
الخلل في ارتخاء العضلة الحلقية البلعومية, أو توترها, أو حدوث تليف بها, أو تضخم من الممكن أن يسبب تناسق غير عادي للبلع.
[/LIST]
الخلل في المرحلة المريئية:
[LIST][*]
انعدام ارتخاء المريء achalasia من المكن أن يؤدي إلى استرخاء منطقة اتصال المريء بالمعدة أو غياب الحركة الدودية للمريء.
[*]
رتج زينيكر Zenker diverticulum من الممكن أن يؤدي إلى صعوبة بالبلع مع احتمال شفط البقايا الموجودة بالرتج ليلا.
[*]
الاختلالات الأخرى في جدار المريء أو الأنسجة الخارجية (مثل الغدد الليمفية بجوار المريء hilar lymph (nodes من الممكن أن تؤدي إلى اضطراب في تقدم البلعة من المريء إلى المعدة (مثل وجود تضيق بالمريء أو انسداد بتجويف المريء) ويؤدي إلى ضعف الحركة الدودية من البلعوم إلى المريء كما قد يحدث ضمن مرض تصلب الجلد وأمراض أخرى. [/LIST]
الأسباب
الأسباب المحتملة لصعوبة البلع يجب تقييمها وهى من الممكن أن تشمل: [LIST][*]
[*]
اضطرابات بمنطقة اتصال العصب بالعضلة مثل مرض الوهن العضلي Myasthenia gravis.
[*]
اضطرابات العضلات مثل الحثل العضلي muscular dystrophies, والضمور العضلي النخاعي المنشأ spinal muscular atrophy, وشلل الأطفال poliomyelitis, والالتهاب العضلي المتعدد polymyositis, والتهاب الجلد والعضلات dermatomyositis.
[*]
الاعتلالات العصبية والتي تشمل الاعتلالات الحسية والتي تؤثر على أعصاب الحنجرة.
[*]
[*]
بعض الأدوية مثل مضادات الذهان antipsychotics ومستحضرات الكورتيكوستيرويد والأدوية الخافضة للشحوم lipid-lowering agents والكولشيسين colchicines.
[*]
الجراحات التي تؤدي لصعوبة البلع من الممكن أن تشمل أي جزء من المخ, أو جذع المخ, أو الرقبة, أو مناطق الفم, أو الفم والبلعوم, أو الحنجرة, أو الضفيرة البلعومية.
[*]
[*]
اضطرابات البلعوم مثل التقلص المنتشر بالبلعوم diffuse esophageal spasms, وتضخم البلعوم (achalasia (megaesophagus, والتهاب البلعوم بسبب ارتجاع gastroesophageal reflux (disease (GE, والالتهاب بسبب العلاج بالأشعة radiation esophagitis, أو وجود منطقة اختناق أو تضيق بالبلعوم.
[/LIST]
الأعراض والعلامات
عند التعرف على الأعراض والعلامات فإن الطبيب يستفسر عن بداية المرض, وفترة المرض, والعوامل المصاحبة, ومن الأعراض والعلامات:
[LIST][*]
صعوبة البدء في البلع.
[*]
الشعور بالانسداد كما لو أن الطعام التصق بالزور.
[*]
التغير بالصوت.
[*]
صعوبة المضغ أو ضعف عضلات المضغ.
[*]
ركون الطعام بجيوب بالفم.
[*]
الشعور بوجود كتلة أو ألم بالبلعوم السفلي hypopharynx.
[*]
[*]
حدوث تسييل للعاب من الفم drooling.
[*]
حدوث خلل في ردة الفعل البلعومي gag reflex مع القدرة على التخلص من البلعة والكحة.
[*]
الترجيع من الأنف nasal regurgitation.
[*]
التنفس أو الحديث بشكل غير مناسب أثناء البلع.
[*]
حدوث التهاب رئوي متكرر.
[*]
[*]
أدوية قد يصاحبها صعوبة بالبلع مثل النيتريت nitrates, ومضادات الأستيل كولين anticholinergic agents, وأقراص الكالسيوم, وحاجزات قناة الكالسيوم calcium channel blockers, والأسبرين, وأقراص الحديد, وفيتامين ج, وبعض مضادات الذهان مثل مستحضر أولانزابين olanzapine, أو التتراسيكلين. [*]
والكشف الطبي الكامل يجب أن يشمل فحص عام والذي يشمل الوزن والعلامات الحيوية, وفحص كامل للرأس و يشمل فحص الرقبة مع التركيز على وظائف الأعصاب المخية, وأسنان المريض, وسقف الحلق, واللسان, والبلعوم, وقد يحتاج الطبيب لعمل منظار للحنجرة, ويجب فحص الرقبة للكشف عن وجود ورم, وكذلك فحص الغدة الدرقية, كما يجب فحص الرئتين وتمييز أي أصوات غير عادية باستخدام السماعة الطبية, وفحص الحالة العقلية للمريض والأعصاب المخية (وخاصة العصب الخامس والسابع والعاشر والثاني عشر), وأيضا فحص قوة العضلات, والانعكاسات العصبية, والتناسق في الحركة, والمشي gait. [LIST][*]
أعراض أخرى مصاحبة:
[*]
شعور بالضعف.
[*]
تغير بالحالة العقلية.
[*]
فقدان للوزن وسوء تغذية.
[/LIST][/LIST]
التقييم التشخيصي للبلع:
قد تكون الأعراض والعلامات غير كافية للتشخيص في حالات الشفط الصامت silent aspiration ويجب عمل الاختبارات الآتية:
[LIST][*]
دراسة البلع بتصوير مكشافات الفلور (videofluoroscopic swallowing study (VFSS ويجرى هذا الاختبار بتحوير الفحص بجرعة الباريوم وذلك باستخدام تماسكات مختلفة different consistency للباريوم لتقييم المرحلة البلعومية للبلع, وهذا الاختبار يسمح بتقييم تأثير العوامل المختلفة على منع الشفط.
[*]
التقييم باستخدام منظار الألياف الضوئية fiberoptic endoscopic evaluation of swallowing (FEES): وهذا الاختبار يستخدم لتقييم أي شذوذ في هيكل البلعوم الأنفي, أو البلعوم الحنجري laryngopharynx أو البلعوم السفلي hypopharynx.
[*]
عمل فحص منظار للمريء من خلال الأنف وهذا الفحص يفيد في حالة وجود أورام أو جيوب diverticula بالمريء.
[*]
الفحص بالأشعة فوق الصوتية: وهذا الفحص يستخدم للتعرف على آليات النسيج الرخو أثناء المرحلة الفمية أو البلعومية للبلع, وذلك من خلال فحص وظيفة اللسان وملاحظة ارتفاع الحنجرة والعظم اللامي laryngeal/hyoid elevation.
[*]
رسم النشاط الكهربى للعضلات (electromyography (EMG: والذي له استخدامات سريرية محدودة, وهو يستخدم أكثر في الأبحاث.
[*]
التصوير بالوميض المشع scintigraphy: وهذا الفحص يستخدم لتقييم الشفط, وتقييم الشفط الصامت للعاب وتحديد سرعة واكتمال بلع المواد.
[*]
قياس الضغط بالمريء وذلك بتمرير أنبوب صغير من خلال الحلق إلى المريء وتوصيله بالحاسب الآلي لقياس الضغط أثناء البلع.
[*]
تقييم الضغط مع استخدام كشافات الوميض manometric fluoroscopy: وذلك لعمل منحنى الضغط بالحلق ومنطقة اتصال الحلق بالمريء.
[*]
الإنصات العنقي cervical auscultation: وذلك باستخدام السماعة الطبية لسماع الأصوات أثناء البلع وهي وسيلة بسيطة من الممكن استخدامها والمريض بسريره في غياب الوسائل التشخيصية الأخرى.
[*]
في حالات صعوبة البلع بسبب خلل عصبي تجرى فحوص للدم والتي تشمل فحص الهرمون المنبه للغدة الدرقية, وفيتامين ب 12. [*]
قد تجرى اختبارات وفحوص أخرى, والتي تشمل الأشعة المقطعية, وأشعة الرنين المغناطيسي, وفحص الرقبة والصدر بصور أشعة إكس, وفحوص الرئة لتقييم وجود أسباب أخرى قد تكون مصاحبة.
[*]
قد يكون هناك احتياج لفحوص أخرى للمتابعة واستشارة جراح الأنف والأذن والحنجرة, كما قد تكون استشارة معالج لغة خطاب ضرورية. [/LIST]
العلاج
[LIST][*]
هدف العلاج هو تناول الغذاء الكافي وزيادة حماية المسالك التنفسية.
[*]
يكون إعادة التأهيل له أهمية كبرى في علاج صعوبة البلع والسماح ببلع آمن, وهو يحتاج للتعاون من جانب المريض, وقدرته على الفهم, وإتباع التعليمات والبرامج العلاجية النموذجية والتي تشتمل على الآتي:
[LIST][*]
إعطاء الطعام بالفم مع تعديل تماسكه, مع الوضع في الاعتبار أن الطعام السميك يزيد من التحكم الفمي البلعومي, بينما الأطعمة المقطعة أو المهروسة تقلل من الصعوبة في المضغ.
[*]
يشمل الطعام عدة أنواع, فالنوع الأول يحتوي على السوائل الخفيفة (مثل عصير الفواكه, والقهوة, والشاي), والنوع الثاني هو سوائل سهلة الصب (مثل عصير الطماطم, وحساء الكريم) والنوع الثالث في كثافة العسل, والنوع الرابع في كثافة البودنج (مثل الموز المهروس, والحبوب المطبوخة, والأطعمة المهروسة) والنوع الخامس أطعمة ناعمة ميكانيكية (مثل رغيف اللحم, والفاصوليا المعلبة) والنوع السادس أطعمة قابلة للمضغ (مثل الجبن, والكعك, والبيتزا) والنوع السابع الأطعمة التي تتفكك (مثل العيش, والأرز, والكعك) النوع الثامن عبارة عن أطعمة مخلوطة القوام.
[*]
الإستراتيجيات التعويضية للتقليل من خطر الشفط تشمل ثنى الذقن لأسفل لزيادة الزوايا المزمارية epiglottic angles, ودفع الجدار الأمامي للحنجرة إلى الخلف مما ينقص قطر ممر الهواء, ودوران الرأس الذي يغلق نفس الناحية من الحلق ويجبر الطعام على المرور من الناحية المقابلة بينما يكون الضغط اللامي البلعومي ناقص, وإمالة الرأس للاستفادة من قوة الجاذبية في مساعدة البلعة للمرور في نفس الناحية من البلعوم, والبلع فوق مستوى الأحبال الصوتية والذي يسمح بتزامن البلع مع إمساك التنفس وإغلاق الأحبال الصوتية لحماية الممر التنفسي كما يتيح ذلك للمريض الكحة لطرد أي بقايا للطعام من مدخل الحنجرة, وكذلك مناورة مندلسون والتي يرفع فيها المريض الحنجرة لأعلى ارتفاع ممكن والذي يساعد حدوث البلع فوق مستوى الأحبال الصوتية.
[*]
عمل تمارين لتقوية العضلات وتقوية البلع البلعومي, وهذه التمارين تهدف إلى التناسق العضلي, وتقوية عضلات الفك, والشفاه, والخد, واللسان, والحلق الرخو, والأحبال الصوتية.
[*]
تدخلات طبية مثل حقن المادة السامة للتسمم الوشيقي من النوع ( أ ) والتي تحقن عن طريق المنظار في العضلة بين المعدة و المريء للتقليل من تقلصها, ويفيد ذلك في حالات تقلص العضلة البلعومية اللامية الذي يزيد من صعوبة البلع, وإعطاء مستحضر الدليتيازم diltiazem من الممكن أن يساعد الحركة بالمريء وخاصة الاضطراب المسمى بمريء كسارة البندق nutcracker esophagus, كما يستخدم الجلوكاجون في نزع الأجسام المحشورة بالمريء, وقد تعطى مستحضرات النيترات في حالات عدم ارتخاء عضلات المريء achalasia.
[*]
تدخلات المنظار والجراحة كما هو في حالات وجود تضيق بالمريء, وعمل قطع بالعضلة اللامية البلعومية عند حدوث تقلص بالجزء العلوي من المريء, وعند استئصال جيب زنيكر, وعند عمل استئصال جزء من المريء وتوصيل طرفيه.
[*]
الإطعام غير الشفهي nonoral feedings, فالتغذية الغير معوية وتعويض السوائل بمحاليل عن طريق الوريد قد توصف ويتم حسابها لمواجهة احتياج الجسم من السعرات الحرارية والسوائل, وعمل فتح جراحي على المريء يساعد عندما يكون تقديم الطعام عن طريق الفم غير ممكن كما يساعد في السيطرة على الإفرازات الموجودة بالبلعوم, أيضا وضع أنبوبة للتغذية عن طريق الأنف بالمعدة Nasogastric (NG) tubes قد يكون مناسب
[/LIST][/LIST]