مترفّقًا وقف الجمال ببابه=وأشار في فرحٍ إلى محرابه
يا شاعرًا مازال يحرق بعضه=ماذا لقيت من الهوى وعذابه
أيضيع عمرك، ذاهبًا في غصّة=طال الطريق ولم يفق لصوابه
فوقفت مشدوهًا ألملم داخلي=شعثًا، وأرجعه إلى أسبابه
ما لي وللأحزان ملتحفًا بها=قلبي، أما يرتاح من أتعابه
أقسى على الرغبات من تأجيلها=من يأتها والهم ملءُ ثيابه !
ولقد ينغّص للفتى أفراحه=فكر يجرجره إلى أوصابه
هوّن عليك الحزن بحرٌ صاخبٌ=لا ينتهي، أتكون بعض عبابه ؟!
أطلق يديك إلى الفضاء معانقا=وانظم في وله إلى أسرابه
وهلم لحنًا ضاء في أعماقنا=تهفو مسامعنا إلى إطرابه
إني أعيذك من وجومٍ زائفٍ=هل تدري أن المرء وهج كتابه ؟!
يا ويلتي، وبكيت عمرًا فائتا=لم أدّخره .. جهلت حقًّا ما به
وإذا الجلال تلمّني أطيافه=أختال في جذلٍ على أهدابه
وتنفّس العيد السعيد فأورقت=دنيا الغرام على ضفاف رغابه
فإذا الدروب تشع حبًّا دافئا=ويعود للإنسان دفق شبابه
متعلقًا بالشوق يحمله هنا=وهناك .. كالنسمات بين صحابه
العيد إحساس الضمير بغيره=وبأن هذا الكون من أحبابه
العيد أن ننسى الجراح وننتشي= فرحًا يسلّ المرء من أوصابه
ونسابق الدنيا بهمة ماجد=لا حظ ّ للعقبات دون طلابه
هو أن نلامس في الحياة جمالها=ونعيشها أبدًا بفكر النابه
يا أمتي، والعيد فيض مكارم=فسراع ننهل من عظيم رحابه
عتّقت في قلبي كروم مودة=وسكبتها شعرًا سما بإهابه
لأبارك الأفراح عيدًا عاطرا=تهمي على الدنيا شذا أطيابه