..
وصلت مطار المدينة .. كان صديقي في إنتظاري ..
كان يدرس هناك منذ عام ..
استقبلني استقبالا حارا ..
اخذني بسيارته الى جامعتي الجديدة ,..
وانيهت كل الاجراءات واصبحت طالبا رسيما ..
كان يسكن في السكن الجامعي ..
لكني فضلت ان اسكن خارج الجامعة حتى امارس اللغة بشكل صحيح وحدي ..
كانت الاسعار عاليه جدا في المدينة ..
نصحني أن اسكن في احدى الأرياف القريبة جدا ..
اخذني بسيارته وسرنا نصف ساعة ..
وصلنا القرية في منتصف الظهيرة ..
كان يوم جميل غائم ..
كان هناك مكتب لتأجير الشقق لطلاب ..
ارشدني لمنزل أدورد مارس ..
ذهبنا لمنزل أدورد وكان شابا لطفيا في الثلاثين من عمره ..
نزلت الشقه الصغيره .. شقة كانت تشكل ملحق لبيت ادورد ..
انزلت عفشي الصغير ..
ساعدني صاحبي وكذلك ادورد مارس بنقل عفشي لداخل ..
صديقي رجع للمدينة لشغل مهم يريد ان يكمله وادورد رجع لبيته .. وان اعتذرت من صديقي لاني اريد ان اقضي جولة في القريه بعد العصر .. وهو ذهب للمدينه لوحده
اكلت بعض الفطائر من شنطتي .. واخذت غفوة صغيرة الى اذان العصر ..
لم يكن هناك اي مساجد ..,
اغلب السكان كانوا من النصارى !!!
صليت العصر في غرفتي وهمت بالخروج لجولة استكشافيه ..
خرجت خارج القرية .. كان هناك وادي يجري بجوارها ..
اعجبتني احدى المزارع التي تعود لأدورد ..
اخذني الفضول ودخلت ..
رأيت مناظر رائعه .. المزارعين في قمة الفرح ..!!
كان يوم الحصاد الأخير !!
سمعت اهازيج واغاني الفلاحين تعلو .. كانت جميله ..
لكني لم افهمي شيء ..
With starts and heaven? We will celebrate
قلت يومين واتعلم اللغه !!
شدني منظر عجوز في العقد الاخير من عمرها .. كانت سعيدة وهي جالسة في كوخ لها مطل على المزرعه وتردد معهم الاهازيج والطرب !!
لم استغرب من كونها عجوز بقدر ماستغربت اننها تتحث الانجليزيه ؟
ذهبت اليها سلمت في ود واحترام فردت ببتسامة عريضه ..
استاذتنها بالجلوس فأذنت لي ..
اخذت كرسي صغيراً وجلست ..
سألتها بلغتي المتقطعه .. ماذا بهم ؟؟
قالت من ؟؟
اشرت الى الفلاحين ..!
ابتسمت .. وقالت الليلة يسكون حفل الاحصاد ,,
استرسل في الكلام ..
قالت هذا حفل بمناسبة انهاء الحصاد ..
سألتها اين اولادك .. ( كنت متطفلاً )
ابتسمت قالت لم يبقى لي احد سوى ابتني ام ادورد ..
سألتني من اين انت ؟
اخبرتها انني احدى الدول العربيه .
ابتسمت وحركت رأسها ..
قالت لماذا النساء لديكم معذبات ؟؟؟؟
قلت من قال لك ؟
قالت هكذا يقال دائما .. انكم شعب متخلفون !!!
يالهي .. ماذا تقول هذه العجوز ..
كأن من يشاهدك يقول انك تعيشين في قصر بين اولادك ( حدثت نفسي ولم تسمعني العجوز )
قلت لها : يا سيدتي .. نحن لنا عادات وتقاليد وللمرأه حياة اخرى ,,,!
قالت لايهم ..
لم استطع ان اكمل حديثي عن العادات لسوء لغتي ..
قلت لها هل تودين الاحتفال ..؟
ابتسمت وكأنت اقول مستحيل تسهر العجوز .!!
قلت بالطبع فلا يُفوت مثل يوم ..
فجأه جاء أدورد .. وطلب مني ان نأخذ جولة في المزرعه ..
أستأذنا جدته العجوز ومضينا ..
لم افهم من حديثه الكثير لكنه كان يحكي عن الحصاد وعن الجهود والكثير من الاحداث ..
قاطعته .. وسألته عن العجوز .. ولماذا لاتسكن مع امه ؟؟
قالت هي تحب ان تعيش وحيدة منذ ان رحل جدي ..
اكملنا الطريق واكد على حضوري بالليل لكي نحتفل في حانه المزرعه ..!!!
قلت فرصة ان اشاهد ماذا يعمل النصارى !
اغتسلت وارتديت ملابسي الجديده وخرجت نحو المزرعة ..
دخلت الحانة التي قد جُعلت قسمين . قسم مثل القاعة التي اعدت لرقص وقسم به طاولة عظيمة أُعدت للأكل .. لم افكر في الأكل الذي سوف يوضع بقدرما شدتني الطاولة .! كيف اُدخلت هنا !!!
جاء الجميع وامتلأت الطاولة بالفواكه والخضروات والفطائر ..
لم استطع ان أكل شيء من الفطائر خوفا ان تكون من اكلهم المحرم علينا ..
ناولني ادورد كوبا من البير .. ماتُسمى عندنا بالبيره !!
رفضت بخوف شديد .. لكنه تبسم لي وقال مابك .؟
قلت لااستطيع شربها لاني لم اعتد عليها .. حاول لكني رفضت واخذت تفاحه وتبسمت له رجاء ان يخلي سبيلي ..
بدأ الحضور بالغناء وتمايل على الطاولة وهم يأكلون مالذ وطاب ..
هذا يقبل صديقته والاخر يصفق ويرقص ..
وانا في دهشة عظيمة .. ماأسفهم من قوم وما أرخص حيائهم!!
شدتني بنت كانت جالسه في الركن الأخر.. والغريب انها لاتغني !!
يالهي مااعقلها من بنت . لاتغني في عيدهم .. ولااحد يتجرأ على تقبيلها او الحديث معها ..!
قال ادورد سوف نبدأ بالرقص والغناء وشرب البير ..!
ابتسمت له في امتنان لدعوته .. وشكرته واستأذنته بالذهاب للبيت فأذن لي بعد تردد.!
خرجت من المزرعه لشقتي ..
شد انتباهي صوت اقدام خلفي ..!
نظرت الا و هي فتاه .. ياإلهي انها تلك الفتاه العجيبه ..
لاأدري لماذا بطأتُ خطواتي ..
حاذتني الفتاه وسألتها في فضول كعادتي ..
سألتها مااسمك .. اجابت ماري
لماذا لاتحبين الاحتفال معهم .؟
ابتسمت وقالت هكذا عادتي كل عام ..
اعجبني ردها في حياء واحترام ..
قلت لها .. اين تسكنين .. اشارت لبيت ادورد ..
لم احتاج لسؤالها .. عرفت انها اخته .. ربما الشبه وربما العمر التي هي فيه ليس سن زوج بالنسبه لهم ..!
حاولت الاسترسال بالحديث لكنها بادرتني بالقول ..
انت لست من هنا ..!!
قلت لها كيف عرفتي ..؟؟
قالت لاتجيد التحدث بشكل الصحيح ..
شعرت بالخجل ولم اعلق ..
احست بالموقف وقالت لاتبالي الكثير من الطلاب جاءوا وتحسنت لغتهم في وقت وجيز ..
وصلنا البيت وكل منا شكر الاخر وذهب لمنزله ..
لم استطع النوم تلك الليله لاادري لماذا ..
هل عجبا من امر العجور ام لما رأيته من اولئك المزارعين في الحانة ام لتلك الفتاه !!
حاولت النوم واخيرا غفوت ..
استيقظت باكرا .. وذهبت للمدينه .. قضيت فيها ثلاثه ايام مع صاحبي .. زرنا الكثير من المعالم التاريخيه في تلك المدينه ..
شعرت بالشوق يشدني للقرية .. لاادري هل شوقا تعلم اللغه ام شوقا لغيره ..!
سألت صاحبي عن حاله وهل يستطيع الزواج هنا ..
تبسم وقال لا يوجد عرب كثير حتى أتزوج ..!!
قلت له من هنا !!!
تبسم وقال يامجنون هولاء نصارى !! لايجوز ..
قلت له اعرف .. ولم استطع ان اطيل ماخفيه في صدري واخبرته بشأن الفتاه ..
ضحك كثيرا .. قال من اول يوم يارجل !!
قلت له هل تشعر انها سوف تسلم ونتزوج ..!!!
واشتد في الضحك وضربني على ظهري ..
قال الا تريد العشاء في احدى المطاعم الراقيه ..
تبسمت له ..
قال لاتقلق على حسابي ..
قلت له دعنا نذهب .. we will celebrate with starts and heaven
قال وش تعني ؟؟
قلت لاادري
قال شكلك بتعلم بسرعه ..
تبتسمت في تطلعٍ وتفائل !! قلت ربما !
""
رجعت للقرية ..
لم ارى ادورد لعدة ايام ..
كنت مهتم ان اذهب لسوق كي اسمع الكلام واحسن لغتي الركيكه ..
يوم من الايام في طريقي الى البيت وجدت ادورد .. لم استغرب ان اراه وحيدا لانها كانت عادته الوحده ..
سلم علي في حرارة وشوق .. قال فقدتك كثيرا .. قلت وانا كذلك ..
تمنيت ان يعزمني لداره لكنه اخبرني انه ذاهب للمدينه لايام قليلة ..
رجعت لغرفتي ..
وفي منتصف الليل سمعت طارقا ..
دارت بي الظنون ..
قلت ربما الفتاه !!!
قلت يامجنون اي فتاه سوف تأتي هذه الساعة ..
فتحت الباب ووجدت رساله صغيره ..
وعليها وردة حمراء قد الصقت عليها ..
فتحت الرساله في تلهف !!
وجدت مكتوب في داخلها موعدنا الغد ياعزيزي في مثل هذا الوقت !!!
ماري ,,,
لم اصدق نفسي ..
بدأت بالتحاور الشديد مع نفسي ..
تذكرت يوسف عليه السلام واعراضه وقوة ايمانه ..
تذكرت اهلي الذين جعلوا ثقتهم فيني ..
لم استطعت النوم الى ان صليت الفجر ونمت ..
نمت نوما عميقا الى بعد العصر ..
شعرت بالألم في عظامي ..
صليت الظهر والعصر قصرا ..
ذهبت لقهوة قريبة من بيتي ..
شربت كوبا من الشاهي ..
فجأة رأيت ماري ..!!
تبسمت بلطف في وجهي ودخلت القهوه ..
العجيب انها لم تعطني اهتماما ..
قلت الحمدلله ربما غيرت رأيها وربما لاتريد ان يشكوا الناس !!
ذهبت للبيت وحاولت النووم خوفا ان تأتي الفتاه ويقع مالا يحمد عقباه ..
رنت الساعة الثانيه عشر بعد منتصف الليل
وفجأة طُرق الباب بلطف ..
ياربااااااااااه ماذا افعل ..
لم استطعت ان اقف على اقدامي ..
شددت على نفسي وقلت سوف احدثها في الخارج ان تسلم وان وافقت على الاسلام تزوجتها
؛ حل من حلول الشيطان كي افتح الباب !!
مددت يدي التي ترتعد لكي افتح الباب ..
فتحت الباب في خوف عجيب ..
يااااااااااالهي ماذا تريد ..؟
انه احمد صاحبي ..
قال ماذا بك خائف ؟؟
من تنتظر .!!!!!!!!!
قلت ياااااااامجنون لماذا فعلت هذاااا ..
ضحك .. قال صراحة انت عجيب من اول يوم لقاء طحت في الحب !!
صدقت الرساله بسهوله يايحيى !! كنت اريد ان اغير الجو التي تعيشه !
تظاهرت بالزعل للحضات ثم رجعت طبيعيا ..
قلت له اصبحت اريد ان اُُجن !
قال يارجل اذن لاخيار غير ان تخطبها !
قلت نصرانييييييه !!
قال ~ بتسلم ان شاء الله ( قالها ببتسامه ! )
قلت له ماالعمل !
قال اذهب لبيتهم واخطب وشوف وش يقولون !
قلت له : ادورد مسافر لعدة ايام وان رجع جربت هذا الحل ..
وان رفض غيرت هذه القرية !!
مرت الايام كأنها سنين ..
رجع ادورد في صباح الخميس ..
قابلته في العصر عند بابه واخبرته اني اريد زيارته في امر مهم .!!
رحب بي في ابتسامه !
ذهبت لهم ولا اكاد ان ازن خطواتي !
احيانا اقف واستند على الجدار ..
واحيانا اجعل الجدار سند لي في المشي !
وصلت البيت وطرقت الباب وفتح الخادم ..
ادخلني غرفة للضيوف ..
جاء ادورد ..
سلمت عليه واني انتفض !
استغرب كثيرا . وقال مابك !
حاولت ان اتكلم ولكن لم استطع ..
وفجأه دخلت ماري ..
ياالهي فتحت عيني ووقفت ..
وبدأت بالمشي نحو الباب كي اخرج ..
كنت امشي كالمجنون الذي شلت حركته .. واستند على الحائط وامشي نحو الباب .. كان منظر محرجا جدا ..
كنت خائفا واردت الخروج وعدم ذكر الموضوع ..
امسك يدي ادورد واقسم ان اخبره الامر ..
جلست على كرسي بجانبي ..
سكت كثيرا ..
اخيرا نطقت ..
ادورد ..!
قال مابك ؟
قلت تبيع هذا البيت ..؟
نظر الى وجهي .. قال اشعر انك جئت لغير هذا الموضوع ..
مستحيل ان تخاف هذا الخوف من اجل ان تشتري بيتا !!!
قلت له .. الحقيقه ..
ونظرت الى الفتاه !!
ثم الى الارض ..
ثم رفعت راسي .. ونظرت الى ادورد
وقلت ادورد.. هل تقبلني زوجاً لماري ؟؟
تبسم بعجب ثم ضحك ..
نظرتُ الى الفتاه الا وهي تبتسم في عجب ايضا..
قلت ياالهي .!
كان من زمان خطبت طالما فرحت .. السكوت علامة الرضى وعليها ابتسامه !!
ضحك ادورد واخيرا سكت وابتسم ..
قال سوف ارسل لك الرد الليله في رساله ..
قلت اكيد يبغون يتشاورن في الامر ..!
رجعت البيت واتصلت على احمد ..
اخبرته بالقصه ,,لم يصدق وجاء في جنون ..
قال لابد ان نذهب ونشتري هدية .. مافي الامر شك .. دام ضحكوا وبتسموا اجل توكل على الله ونروح السوق ..
ذهبنا للسوق .. اشتريت سلسالاً بالف ريال ! بعملتهم يقارب الخمسامئه ..
كنت امشي وكأني اطير من الفرح ..
رجعت البيت مع صديقي احمد ..
وفي الساعه العاشره طرق شخصٌ الباب ..
خرجت له .. وجدته الخادم ..
كدت ان اقبل راسه شكرا له .. سلمني الرساله وذهب ..
انتفضت ولم استطع ان افتح الرساله ..
احمد صرخ وقال يامجنووون افتح !!
قلت ماقدر .. وانا ارتجف ..
اخذ الرساله وفتحها ..
وفجأه صااااااااااح وارتمى على الكرسي ضاحكا في جنوووووووون
صحت به مابك .. لايكون رفضوني !!
اشار بيده لا لا ولم يستطع الكلام ..
قلت الحمدلله .. كله يهون الا الرفض ..
انتظرت لحضات لكن احمد مازال يضحك ..
الدموع بدأت تسيل من عينيه من كثرة الضحك !!
اخذت الرساله التي بجانبه ..
قرأت .. وجدت ادورد قد اجابني !!!
Maria is my wife