من هنا بدأت غربتي عنك ياجازان ..
للأسف كنت سعيدا وقت رحيلي !!
حينما أحسست باكتمال العمر ...
لأبدأ مشوارا اسمه الاعتماد على الذات !
ودعت الأهل وجها لوجه .. والأحباب بالنوايا .
نعم بالنوايا لعدم وجود جوال حينذاك !!
وأصلا لن استطيع الوصول لها فقط بالنظر لبيتها ..
المهم : حملت شنطتي على كتفي مع الغروب ...
وقلبي يخفق متجها نحو بيت المحبوب !!!!!!
طبعا كنت في سن بداية العاشق والمعشوق .
وصلت العاصمة التي كنت أسمع عنها ملتهفا ...
مباني باهره .. شوارع نظيفه ... انها الرياض !!!
هنا بدأت رحلتي ...
بدأت احلام الشباب تزور فكري .. حلم تلو الآخر ...
حتى أني أعتقدت بأني سأصبح من لا مثيل له !!!!
بل ربما سأستطيع الحصول على المستحيل !!!!!!!
وبدأ الحلم يكبر ... يصغر ... يكبر ....يصغر ...
ثم قريب ... بعيد ... قريب ....بعيد ... وهكذا ...
سنة تلو الأخرى صنعت ... احلام مع تنازلات كثيره !!
فحققت الأصغر ... ثم الأصغر ... ثم الأصغر ....
ومع مرور السنين ... تذكرت ... أحلامي الكبيره !!
فظحكت ثم بكيت ....
ولكنني حينما رأيت الغير من أبناء البشر ...
مثلي .. نعم مثلي .. لا يحققوا كل شيء !!!
تذكرت مثلا درسته في مدرسة جازان ...
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن !!
فتذكرت جازان ... فمرة اخرى بكيت ...
جازان .. بها الأم والأب والأحباب !!
جازان بها البحر الذي أودعه أسراري ..
أيام عشق الأحباب ....!!!!
جازان بها السهل أيام بشكات الأصحاب ..
جازان بها الجبل الذي كتبت علي احجاره ...
أبيات فخر ... وغزل ....وعتاب !!!!
جازان بها الوادي الذي كنا نتسابق ...
نركض ركضا لا تركضه ذئاب !!!!
جازان التي بدمي .. اليوم انا لها من الأغراب .
اليوم ... مازلت بهذا الاحساس ...
اليوم صار حلمي متى أرى جازان ..
جازان أنا الان انتظر كل نهاية عام لنلتقي !!
هذا هو حلمي كل عام ...
أترون كيف تبخرت الأحلام ...
أترون كيف صغرت أحلامنا ...
جازان .. من سيكتب لي جواب ...
عن الأحلام ... عن فرقاك ياجازان ..
وعن فرقة الأهل................................ والأحباب .