مرحبا أحبتي إليكم بعض أعمال الرسام العالمي دومييه :
الرسام العالمي أونريه دومييه حين أبدعت ريشته على اللوحة
قال الشاعر الفرنسي شارل بودلير عن معاصره الفنان أنوريه دومييه ( 1808 - 1879 ) : (إنه أحد أهم الرجال، ليس في مجال الكاريكاتير فحسب، بل في الفن الحديث كله.. ) .
يشير هذا القول إلى التنوع والغنى والعمق، في أعمال دومييه وموضوعاتها التي تنبض بالحيوية، والتصدي للمشكلات الاجتماعية الساخنة، والمواجهة الضارية مع الفساد ورموزه، في مرحلة الاضطرابات والتحولات الكبرى التي توالت بعد قيام الثورة الفرنسية.
عاش دومييه سنوات طفولته الأولى في مرسيليا، ثم انتقلت عائلته إلى باريس، وكان أبوه يعمل في صناعة الزجاج ويطمح أن يكون شاعراً، فاضطر دومييه الابن إلى العمل مبكراً، إلى جانب تعلمه للرسم، حيث أتقن حرفية عالية في الرسم والحفر والطباعة إلى جانب موهبته وذكائه في التقاط موضوعاته الأثيرة، التي زاوج فيها بين اللوحة الفنية والكاريكاتير السياسي الحاد الذي قاده إلى السجن، وارتبطت أعماله بتاريخ المرحلة التي عاشها وصورها ببراعة، في نحو مئتي لوحة فنية وأربعة آلاف رسمة هزلية ساخرة، وعدد من التماثيل النصفية المنوعة.
تمثل لوحات دومييه عموماً مشاهد ساخنة من الحياة اليومية المتحركة، ومن تلك المشاهد ما كان ينقله من انعكاسات البؤس في وجوه الناس، في القصر العدلي، وفي عربات السفر، ومن حياة الفنانين في المسرح والسيرك، وفي هذه اللوحات يبرز تعاطف الفنان مع هذه النماذج من الناس الذين يعانون قسوة الحياة، وقد لا يعرفون طريقاً للخلاص سوى الهجرة إلى المدن الكبرى، حيث لا يجدون سكناً إلا في أكواخ مهلهلة، كما هي حال دومييه نفسه، الذي تشرد طويلاً، قبل أن يسكن في بيت مستقر ومتواضع، في أعوامه الأخيرة، منحه له صديقه الفنان (كورو).
إن أهمية أعمال دومييه تنبع من قدرتها على الجمع بين القيمة الفنية والقيمة الفكرية وفن الكاريكاتير الذي يستمد قوته من جماليات الخطوط والأفكار المبتكرة والالتزام الاجتماعي، أو الإنساني للفنان، كما تحمل تلك الأعمال قيمة الوثائق الحية عن زمانها. كانت أهم رسوم دومييه موزعة في سلاسل تحمل عناوين محددة، منها: الأقنعة، البوهيميون في باريس، السامريون الطيبون، روبير ماكيبار، المسيح والحواريون، مسافرو الدرجة الثالثة، ثم دون كيخوتة وسانشوبانزا، وهذه السلسة الأخيرة أخذت اهتماماً خاصاً من دومييه على مدى عشرين عاماً ونالت شهرة واسعة، حتى قيل: إن دومييه يرى نفسه في روح دون كيخوته، مزروعة في جسد سانشوبانزا ذي الحظ العاثر.
و دمتم