أَتَقَرَّى طُيُوْفَ مَنْ لَسْتُ أَنْسَا
هُمْ فَيَذْوِي فِي مُقْلَتَيَّ الرَّجَاءُ
وَيَكَادُ الفُؤَادُ يَهْتِفُ مُرْتَا
بَاً لِمَاذَا النَّوَى؟ وَأَيْنَ الوَفَاءُ؟
أَأَنَا الحَيُّ أَمْ هُمُ؟ وَمَنِ المَيْـ
ـتُ لَعَمْرِي؟ وَكَيْفَ جِئْنَا وَجَاؤُوا؟
رِحْلَةٌ قَدْ تَطُوْلُ أَوْ لا... وَلكِنْ
تُذْعِنُ الأَرْضُ إِنْ دَعَتْهَا السَّمَاءُ
مَنْ أَنَا؟ وَالسُّؤَالُ يُشْعِلُهُ صَيْـ
ـفٌ كَمَا أَطْفَأَ الجَوَابَ شِتَاءُ
وَالوُجُوْدُ الجَدِيْبُ يُغْرِي وَقدْ فَـ
ـرَّخَ فِي حِضْنِهِ الشَّهِيِّ الشَّقَاءُ
أُرْسِلُ الطَّرْفَ فِي مَدَاهُ فَيَرْتَـ
ـدُّ حِسِيْراً وَلِلقَضَاءِ مَضَاءُ
مِنْ فَنَاءٍ صِيْغَ الوُجُوْدُ وَكَمْ هَـ
ـامَ البَرَايَا بِمَا يَصُوْغُ الفَنَاءُ!
وَاحْتِرَاقُ الحَيَاةِ يَجْذِبُهُمْ ضَـ
ـوْءاً كَمَا يَجْذِبُ الفَرَاشَ الضِّيَاءُ
مَنْ أَنَا؟ زَفْرَةٌ تُبَعْثِرُهَا رِيْـ
ـحُ القَوَافِي وَيَحْتَسِيْهَا الفَضَاءُ
لا تَلُمْنِي إِذَا بَكَيْتُ فَمِثْلِي
لَيْسَ يَرْوِي صَدَاهُ إِلاَّ البُكَاءُ
أَسْكُبُ الدَّمْعَ فَاسْتَحَالَ غِنَاءً
تَاهَ عَنْ مُهْجَةِ الخَلِيِّ الغِنَاءُ
أَزْرَعُ الحُلْمَ فِي حُقُوْلِ اللَّيَالِي
فَإِذَا طَلْعُهُ المُرَجَّى غُثَاءُ
أَتَهَاوَى عَلَى فِرَاشِ المَآسِي
جَسَداً مِنْ أَسَاهُ قُدَّ المَسَاءُ
يَا أَنَا يَا هَوَىً تَعَلَّقَ بِالذِّكْـ
ـرَى رُوَيْداً فَالذِّكْرََيَاتُ هَبَاءُ
مَا مَضَى لا يَعُوْدُ فَابْكِ كَمَا شِئْـ
ـتَ أَوِ اضْحَكْ كَمَا الحَيَاةُ تَشَاءُ