أخي الفاضل ، أهلا وسهلا بكرحم الله والديك رحمة واسعة وأدخلهم فسيح جناته ، وجميع موتى المسلمين
والله ما فهمت السؤال !!
هل أنت تتذكر من مات وتبكي 00 أم إذا وقعت مشادة و كنت في ضيق تخاف من الموت أو تتذكر من مات سواء والديك أو غيرهم 00
ولذا قدمت لك ما يأتي :
أما أن تنس فمستحيل أن تنساهما ومستحيل أن ينسى الإنسان شيء مر به في حياته ، إلا في حالات نادرة ، مثل الأمراض العقلية ، وغسيل المخ 00 ولكن الله سبحانه وتعالى زود الإنسان بالنسيان ومنطقة التذكر والنسيان متجاورتان في المخ ومن نعمه سبحانه النسيان ولكنه ليس نسيان نهائي لكنها تذهب إلى اللاشعور وتصبح من الذكريات سواء الذكريات الجميلة أو الأليمة 00 ومع هذا تظهر دائما إما بالتذكر المباشر وإما عن طريق الأحلام 0
فأي شيء يمر بشعور الإنسان لا يزول 00
ولكن الذكريات المؤلمة ليست كالأول ، وكذلك الذكريات المفرحة 00 ففرحة التخرج من الجامعة بعد عشرين سنة ليست كليلة التخرج 0 والحزن على فراق الوالدة بعد عشرين سنة ليس كالحزن ليلة وفاتها 0
وأنت تمر بمثل ما ذكرت صحيح ولكن في قادم الأيام لن يصبح حزنك كما هو الآن ، لأن المستجدات والأحداث والأيام كفيلة بأن تغير حدة الأحزان وتصبح أقل من ذي قبل 00 فعليك الصبر وستزول الأحزان 00 وعليك ما يلي :
ــ الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة 0
ــ وحتى لا يزيد حزنك أكثر ، تذكر أن الناس وكل ما تحت عرش الرحمن سيموت حتى جبرائيل ومكائيل ونفسه ملك الموت عليهم السلام سيموتون 0
ونبينا الكريم عليه الصلاة والسلام مات ، وأبونا آدم عليه الصلاة والسلام أصل البشر مات 00 إذن لا مفر من الموت وكلنا سنموت فلماذا الحزن 00 صحيح أن النفس تحزن ولكن لا ينبغي أن يطول الحزن حتى يدمر النفس 00 وأنصحك بالرجوع لتعليمات البرمجة العصبية اللغوية التي علقت بها على بعض المشكلات التي عرضت علي في موضوع أقدم لكم استشارة نفسية مجانية هنا منتدى التنمية البشرية 0
هذا فهم لي على سؤالك 00
أما الفهم الآخر فإنك إن غضبت و حزنت خفت من الموت فتبكي 00 فإليك ما يلي :
الخوف من الموت
الموت بداية النهاية ونهاية البداية ، هل قد متنا من قبل ؟ كم حياة مررنا بها ، حتى وصلنا إلى الحياة ؟ وقضينا بها سنوات ثم متنا ؟
الموت من وجهة نظري ليس البداية وليس النهاية ، منذ أن خلق الله سبحانه أبونا آدم عليه الصلاة والسلام خلقنا ، وأخرجنا وأشهدنا على أنفسنا أنه تعالى ربنا 00 شهدنا على أنفسنا واعترفنا بأنه سبحانه ربنا 00 تنقلنا في الأصلاب حتى جاء الموعد الرسمي لوجودنا كأشخاص حينما التقى الأب والأم على الطهر والعفاف وعلى سنة الله ورسوله ، فكان ثمرة ذلك اللقاء هو وجودنا ، فعشنا حياة ولا أروع مدتها على الأرجح تسعة أشهر ، وتقل أو تزيد عند البعض ، كانت حياة ولا أروع تشبه الحياة في الجنة ، طعامنا يصل إلينا دون عناء ، وشرابنا يأتي إلينا دون عناء ، في سعة وفسحة من العيش لا نبرد ولا نشعر بالحرارة ، لا نور ساطع يتعبنا ولا ظلام يخيفنا ، نأكل ونشرب ولا نعرق ولا نتغوط ولا نتبول 00 ثم متنا ، أقصد خرجنا من تلك الحياة في بطن الأم وجئنا إلى الحياة الدنيا 00 لو قدر لأحد أن يتحدث مع جنين في بطن أمه ، وقال له أول ما تخرج أنت من هنا سوف نضعك على كرسي أو في مكان مثل المكان الذي أنت فيه مئة مرة أو تزيد ما صدق !! ولو كان هناك في بطن الأم توأمان ، وخرج الأول قبل الثاني بثلاث ساعات ، وقدر لنا أن نسأله عن أخيه لأجابنا بأنه مات !!!!
الموت نقلة من حياة إلى حياة ، غير أن في الحياة الدنيا امتحان واختبار وعمل وجد ، وبعدها يتقرر المصير ، إما النجاح والفوز برضا الله ومغفرته وجنته ، أم المصير الآخر أعاذنا الله وإياكم منه 00
• الخوف من الموت :
إن ( كارل ياسبرز ) و ( رولوماي ) 0من أصحاب النظرية الوجودية الظاهرية قالوا : " إن الفرد الموجود هو ( الموضوع ) وأن الإنسان هو محور الوجود ، والقلق عندهم ( خوف من الموت ) ، ومن الناحية الدينية فإنني أود أن أقول : أن الخوف من الموت : مرض يعتري الإنسان من الموت على سبيل العموم ، ومن الظواهر المتفرعة عنه : الخوف من الدفن حيا ، ومن رؤية الدم ، ومن حالات الإغماء ، ومن منظر الأموات والجثث 0 والمصاب بهذا المرض يتحاشى رؤية هذه المخاوف ، ويتجنب المشاركة في الدفن والذهاب مع الجنازات ، بل ويخشى من ذكر الموت لأنها تشترك مع حقيقة الموت ، وتوحي بشيء أليم في النفس الإنسانية 0وقد فرق علماء النفس بين هذا الخوف وبين قلق الموت من جهة العموم والخصوص ، حيث خصصوا قلق الموت بخشية الإنسان من موته هو 0وقد وصف الله سبحانه وتعالى أمثال هؤلاء فقال : { يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت } ، وقال تعالى : { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت } 0
أسباب الخوف من الموت : -
إذا سألت أي إنسان عن سبب خوفه من الموت فلا يخرج جوابه عن الأمور التالية :
1ـ غموض حقيقة الموت 0
2ـ الشعور بالخطيئة من الذنوب والمعاصي 0
3ـ الافتراق عن الأحبة والملذات والآمال 0
4ـ انحلال الجسد وفقدان القيمة الاجتماعية والمعنوية واستحالته إلى شيء مخيف وكريه 0
• طرق العلاج :
تمهيد :
إن التوصل إلى تخليص المريض من الخوف نهائيا أمر مستحيل لأن الخوف في الإنسان فطري لهذا كان القصد من العلاج إنما التخفيف من الخوف بتجريد الموت من معظم ما فيه من الآلام النفسية 0ولما كانت الأسباب المتقدمة هي أهم المنبهات كان من الضروري اللجوء إلى تحليل هذه الأسباب وتوضيحها وتعليلها لإسقاطها من ذهن المصاب والانتقال إلى مرحلة الإقناع بمجابهة حقيقة الموت بالرضا والقبول 0اسأل نفسك : هل الموت من لوازم الحياة الإنسانية ؟ أو هل يمكن التخلص منه ؟ 0 والجواب بديهي بالطبع ، إذ ليس من عاقل يعترض على كون الموت أمرا حتميا ، وضريبة على كل كائن حي 0قال تعالى : { كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون } ، وقال تعالى : { قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل } ، وقال تعالى: { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم } مادام الأمر كذلك فلماذا أخاف من الموت ؟ هل لأنه يعني الفناء ؟ أو لأنه يعني الانتقال من حياة دنيا إلى حياة أخرى . الدهريون والماديون يقولون بالفناء قال تعالى على لسانهم : { إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين } ، وهي رؤية قاصرة لاعتمادها الحواس في وضع المقاييس الوجودية ، وأشد ما فيها من الإحباط اعتبار الإنسان كباقي المخلوقات الحية ، وأي فضل في هذا للإنسان ؟ هل أنت من هؤلاء ؟ إن كنت كذلك فلك الحق بخوفك 0 ولكن ليس من دليل عقلي أقوى على كون الموت بداية لحياة أخرى من تفرد الإنسان في تكوينه الجسدي والعقلي والروحي والنفسي عن باقي المخلوقات 0 قال تعالى : { ولقد كرمنا بني آدم } ، وقال تعالى : { وقالوا إن هذا إلا سحر مبين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون () أو آباؤنا الأولون () قل نعم وأنتم داخرون } ، وقال تعالى : { وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون } ، وقال تعالى : { ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون } . فالموت في نظر العقلاء والمؤمنين انتقال من مرحلة مؤقتة إلى حياة أخروية دائمة . وإذا كان كذلك فأي معنى بقي لفكرة انحلال الجسد واستحالته إلى تراب وعظام ؟ 0 إن كثيرا من الناس تشكل أجسادهم عبئا نفسيا عليهم ، فيلجأ بعضهم إلى أطباء التجميل رغم ما يعتوِر أفعالهم من آلام مبرحة تلحق الأجساد ، فكيف يكون شأن من أجريت له عملية تجميل دون أي شعور بألم ؟ ! . وتسألني متى ذلك ؟ نعم يكون ذلك يوم البعث ، يوم يبعث الناس جميعا ، ويخص الله المؤمنين بتحسين الوجه والهيئة ، تبارك الله أحسن الخالقين . قال تعالى واصفا وجوه المؤمنين : { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } وقال تعالى : { فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا } ، وقال تعالى : { تعرف في وجوههم نضرة النعيم } 0 والنضرة حسن يلحق بالوجه . قد يقول قائل : "إن الموت يحمل معه فكرة الفراق والحرمان من مشاهدة الأحبة والالتقاء بهم " ، وهذا يعني فقدان التوازن النفسي للإنسان . أقول : " نعم " ، ولكنه بعد الموت ، ولو سألت ميتا منذ آلاف السنين بعد بعثه كم لبثت ؟ ليقولن يوما أو بعض يوم . فراق هذا شأنه لا ينبغي أن يترك خوفا في النفس من الموت ، بل غاية ما يتركه دمعة حزن تحمل الرحمة وطلب المغفرة . فقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم على سعد بن معاذ فقال : (( ألا تسمعون ؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه ، أو يرحـم )) . وبكى النبي صلى الله عليه وسلم على ولده إبراهيم فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : وأنت يا رسول الله ؟ فقال : ( يا ابن عوف إنها رحمة ، إن العين تدمع ، والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا و إنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون ) . فالفراق يترك الحزن في النفس ولا ينبغي له أن يترك الخوف من الموت . فراق مؤقت يتبعه لقاء يوم القيامة ، لقاء يعقبه محبة ولقاء يعقبه لعنة وفراق أبدي أما لقاء المؤمنين فهو لقاء محبة وأنس ، وأما لقاء الكافرين والفاجرين والفسقة فهو لقاء بغضاء ولعنة وتبرؤ . قال تعالى : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } . وقال تعالى : { إذ تبرأ الذين اُتُّبعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب} . وإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فلا لقاء بينهم البتة لاختلاف المصير ، أما المنافقون فيحال بينهم وبين المؤمنين بعد بعثهم فتجدهم يتوسلون إلى المؤمنين طمعا للاهتداء بنورهم ولا مجيب لهم . قال الله تعالى : { يوم ترى المؤمنون والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم () يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم () قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب () ينادونهم ألم نكن معكم قالوا : بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغرّكم بالله الغرور } .
فاحرص على تأسيس بيتك على التقوى وعاشر الأتقياء وتلمس خطاهم حتى تحشر معهم تقول إنك تخاف من الموت لأنك تخاف على عيالك الضيعة 0 فمن حقك أن تخاف ، فقد قال الله تعالى : { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله }0 ولكن هل تركت عيالك لغير الله ؟ لو فعلت ذلك لكنت معك في هذا الخوف ؟ أما وأنك قد تركتهم على الله فإن الله لن يضيعهم ؟ فكم من يتيم أصبح من أغنى الناس ، ألم تسمع بقصة الغلامين اليتيمين في سورة الكهف 0 وكيف أن الله حفظ مال والديهما بعد وفاتهما رحمة منه وفضلا ، وتذكر دائما أن الله هو الرازق ذو القوة المتين وأنه أخذ على نفسه رزق العباد فقال :{ فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون } 0بقي عليك أن تقول : أخاف الموت خوفا من المعاصي التي ارتكبتها ، أقول : إن خوفك هذا مِئَنّةُ على إيمانك ، والمؤمن الحق هو الذي يجمع بين الخوف والرجاء والمحبة ، وما اجتمعت في قلب مؤمن قط إلا أعطاه الله ما يرجوه و آمنه مما يخاف 0 قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وما حفظت حدود الله ومحارمه ووصل الواصلون إلى الله بمثل خوفه ورجائه ومحبته ، ومتى خلا القلب من هذه الثلاث فسد فسادا لا يرجى صلاحه أبدا ، ومتى ضعف فيه شيء من هذه ضعف إيمانه بحسبه" 0 وقال أبو حامد الغزالي :" فالخوف والرجاء دواءان يداوى بهما القلوب ، فإن كان الغالب على القلب داء الأمن من مكر الله تعالى والاغترار به أخذ الإنسان بالخوف ، وإن كان الأغلب هو اليأس والقنوط من رحمة الله فالرجاء أفضل وذلك لتحقيق التوازن بينهما " 0 قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أن أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا } 0